مجلة الرسالة/العدد 168/فلسطين
مجلة الرسالة/العدد 168/فلسطين
بقلم أبو سلمى
هذي الدماء من وراء الأبدِ ... تصيح: أين العالَم المحمدي
لا روحه تلهب آفاق الورى ... أو نفسه تغفو على المهنّدِ
تحرر العبيد في أوطانهم ... ولا أرى فيه سوى مستعبد
هذي فلسطين استحالت هَرَماً ... مقدّساً فقبلوا الترب النّدي
من كل قطر عربيٍّ فتيةٌ ... ثائرة ترعى أصول المحتد
هبَّت على الوادي وأجرت دمها ... متّحداً، يا للدم المتّحد!
فيه من الخلود أزكى طيبة ... وهو يَدُ الثورة بل أسمى يدِ
أخت صلاح الدين عشت حرَّةً ... تأبى لك العلياء أن تهوّدي
دعي (عصابة اللصوص) جانباً ... واعتمدي على بنيك اعتمدي
كم وعدوا؟! إن الرصاص وحده ... هو الذي يُنجز كل موعد
معركة اليرموك هذا نقعها ... يروح فوق هامنا ويغتدي
يُطلّ من بين العصور عاطراً ... فيه من الماضي عبير السؤدد
كل شعوب الأرض في جهادها ... تمشي على آثارنا وتقتدي
أيامنا تطوي دهوراً جمة ... النار فيها تنتهي وتبتدي
يا قائد الثورة سعّر نارها ... وزجّ - في قاع السعير - المعتدي
وأخضب لياليها دماً واسمع صدى ... قول الزمان: يا كواكب شهدي
وأطلع على الأيام وأنشر وهجاً ... فيه سني الجهاد والتمرّد
واخلع على الجبال أَبراد العلى ... حق لها يوم اللقا أن ترتدي
وقدْ فلسطين إلى تاريخها ... وقل لها سودي وإِلاّ استشهدي
أمّ العروبة اضحكي يا أُمَّنا ... فكُلُّنا اليوم أبرّ وَلد
يهفو إلى بيض الصفاح باسما ... الخود قبل الشيخ قبل الأمرد
تنثر ما فوق الثرى قلوبنا ... لينبت استقلالنا بعد غد
فيا قلوب الثائرين أنشدي ... على المدى ويا سفوح ردّد (فلسطين)
أبو سلمى