مجلة الرسالة/العدد 179/العالم المسرحي والسينمائي

مجلة الرسالة/العدد 179/العالم المسرحي والسينمائي

مجلة الرسالة - العدد 179
العالم المسرحي والسينمائي
ملاحظات: بتاريخ: 07 - 12 - 1936



بعوث التمثيل وسياسة أعداد المخرجين

لناقد (الرسالة) الفني

لقد ترك الأستاذ زكي طليمات باعتزاله العمل في الفرقة القومية مكاناً شاغراً وإنه ليصعب على فرقة تضم هذا العدد الكبير من الممثلين أن تسير بمخرج مسرحي واحد، ونحن إذا طالبنا الأستاذ عزيز عيد أن يخرج جميع روايات الموسم فإنما نطلب ما ليس في الاستطاعة وما يخرج عن القدرة؛ وهو إن قبل هذه المهمة فإنما يظلم نفسه، وتكون النتيجة تعطيل عدد كبير من الممثلين انتظاراً لإعداد رواية بعد أخرى كما هو حاصل اليوم. ثم إن قيام مخرج واحد بهذه المهمة يجعل دراسة الروايات سطحية لكثرة العمل وضيق الوقت؛ وقد يضطر المخرج إلى تأجيل موعد التمثيل في إحدى الروايات حتى يتسع له الوقت لتدريب الممثلين كما حدث في رواية (سافو) في الأسبوع الماضي.

ونحن نناشد مدير الفرقة أن ينظر إلى هذه الحالة جيداً وأن يقدر الموقف لعله يستطيع أن يوفق إلى مخرج. أما نحن فنرى أن من الخير للممثلين أنفسهم وللجمهور وللفرقة أن يعهد صاحب العزة مديرها إلى أحد كبار الممثلين الذين لهم من الثقافة وسعة الاطلاع ما يؤهلهم للقيام بمهمة الإخراج ببعض الروايات لإخراجها، وأنا على ثقة من أن في الفرقة من سبق له أن أخرج عشرات الروايات لطلبة المدارس الثانوية الأميرية وغير الأميرية. فهل تحقيق الفرقة هذا الرجاء حتى يعود إليها من الخارج من توفدهم من البعوث لدراسة الفن في أوربا!!

وعلى ذكرى البعوث نقول إن خير عمل قامت به لجنة ترقية التمثيل العربي منذ إنشاء الفرقة القومية في العام الماضي، هو قرار لجنتها التي عقدت في مساء يوم الخميس الماضي، القاضي بإرسال أربعة من الشبان المصريين إلى أوربا لدارسة فن الإخراج والتمثيل: اثنين من الممثلين المعروف، واثنين من الشبان المتعلمين الحائزين على درجات علمية محترمة. وهذه السياسة التي تسير عليها اللجنة جديرة بأن تقابل من كل محب للمسرح بالشكر إذ تهيئ لنا شباناً مثقفين ثقافة مسرحية شاملة، وسوف يدخلون على المسرح المصري كل جديد طريف ويسيرون به إلى الإمام خطوات واسعة، وسوف يجد فيهم صغار الممثلين أساتذة وإخواناً يستفيدون منهم كل ما تغيب عنهم معرفته.

إن أهم ما يشكو منه المسرح هو عدم وجود المخرج الفنان، فعلى أعضاء البعثة أن يعنوا بدراسة الإخراج أكبر العناية، وأن يخصصوا له الجانب الأكبر من جهودهم فيتفهموا وسائله ونظرياته ويدرسوا الضوء، فمن المحزن أن نبقى حتى اليوم ونحن لا نكاد نفهم ما هو الضوء، وكيف نستخدمه ونستفيد منه، وكيف نستعين به في معاونة الممثلين على التعبير وإبراز عوامل الجمال في الرواية.

رواية سافو

كانت الفرقة القومية المصرية قد أعلنت عن تمثيل رواية سافو ابتداء من 2 ديسمبر الماضي، ولكن اضطرت الفرقة لظروف خاصة إلى تأجيل هذا الموعد إلى يوم الثلاثاء القادم الموافق 8 ديسمبر، ونحن نرجو أن يقبل الجمهور على هذه الرواية فهي من روائع الأدب المسرحي الفرنسي.

فيلم جديد لاستديو مصر: الشيخ شريب الشاي

جرت العادة أن تدعو الشركات الأجنبية ممثلي الصحافة إلى حفلة عرض خاصة لكل فلم جديد تنتجه، وقد اقتدى استديو مصر بهذه الشركات فدعا النقاد السينمائيين إلى شهود آخر منتجاته (الشيخ شريب الشاي) الذي قام بإخراجه لحساب جمعية الشاي الدولية.

فالفلم للدعاية وأصحابه هم أصحاب فكرته، ولكن الاستديو هو الذي قام بإعداده وإدارته فنياً؛ وموضوعه تحبيذ للشاي الجيد، وحض للناس على تفضيل هذا النوع من الشاي. وبطل الفلم شيخ من الفلاحين له مكانته في قريته يستيقظ في الفجر هو وأولاده يطلبون الشاي ويلقون الأغاني في طلبه، ونرى الأم تقوم بإعداده على الطريقة الصحية. وهنالك مواقف كثيرة فيها تتجلى مضار الشاي الأسود، ومحاسن الشاي الجيد المصنوع على الطريقة الصحية وأثر هذا الشاي في الصحة. وقد وفق الأستاذ نيازي مصطفى في إدارة الفلم فنياً كما وفق يوسف بهجت في تصميم مناظره، وكذلك وفق حلمي رفلة في عمليات التنكر وإبراز الشخصيات مما يتفق وأدوارها في الفلم، وأذكر له شخصية الشيخ، وشخصية الخفير الأبله الذي تدل سحنته على البلاهة حقاً كما كانت سحنة بائع الشاي (المغشوش) بغيضة أيضاً. وإلى مجهود هؤلاء الشبان يعود الأثر الأكبر في متابعة النقاد لمشاهدة الفلم برضاء وسرور مع أنه كما قلنا فلم دعابة فيه كثير من الترديد والإعادة والتحبيذ للشاي الصحي وشربه، وفي هذا ما قد يبعث الملل إلى النفس.

ويمكنني أن أقول إن نيازي أثبت في هذا الفلم أنه مدير فني متمكن من فنه، فعمله يفوق أي فلم مصر آخر مما تخرجه الشركات وتستغل به طيبة المصريين.

والتمثيل لا بأس به، وفي مقدمة الجميع كان محمد كامل الذي قام بدور البربري فله مواقف طريفة، وإبراهيم عمارة في دور الشيخ شريب الشاي أعطى جوانب طيبة من الشخصية، ولكنه أهمل جوانب أخرى واهتم بالإلقاء أكثر مما اهتم بالتمثيل ولهذا لم يبرز روح الفلاح كاملة. أما الموسيقى فكانت تتنافر وجو الفلم، وكان من الأفضل أن يميل الملحن فريد غصن إلى الموسيقى البلدية في أغاني القرية حتى ولو كانت عن الشاي.

والفلم في مجموعه مجهود موفق، فنرجو للاستديو التوفيق المستمر.

التصوير أم الإضاءة

رأي المدير الفني لفيلم نشيد الأمل

يعلم رجال شركة فلم الشرق بهمة كبير لإخراج فلم نشيد الأمل الذي تقوم بالدور الأول فيه الآنسة أم كلثوم، ويبذل كل من المخرج والمدير الفني مجهوداً مضنياً، حتى ينتهي إعداد الفلم قبل يوم 10 يناير وهو الموعد المحدد لعرضه في سينما رويال.

جمعني مجلس بالأستاذ أحمد بدرخان فتحدثنا عن فلم نشيد الأمل وعن الجهود التي يبذلها الجميع لإخراجه في هيئة تنال رضاء الشعب، وانتقل بنا الحديث إلى التصوير فقلت له: إن الذين شاهدوا فلم (وداد) لاحظوا أن الآنسة أم كلثوم في الصور المأخوذة عن قرب تبدو غير جميلة، وتضعف شخصيتها كثيراً عما نعرفه عنها، وتمنيت أن يكون قد عمل على تلافي هذه الغلطة في فيلم نشيد الأمل. وسألته عما إذا كان قد فكر في إظهار الآنسة أم كلثوم في الصور القريب غير واضحة التفاصيل حتى يمكن تلافي أي عيب. وقد أجاب الأستاذ بدرخان بأنه لو كان قد أشرف على الإدارة الفنية في (وداد) لما ظهرت أمثال هذه الصور التي لفتت الأنظار، لأنه يعرف كيف يلافي أمثال هذه الأخطاء، وأنه شخصياً يرى أن الصور غير الواضحة التفاصيل تظهر الوجه بديناً إلى حد ما وإن أدت إلى الغرض المقصود، وهذه الصور تلائم الممثل النحيف كالأستاذ محمد عبد الوهاب ولكنها لا تلائم الآنسة أم كلثوم؛ ولهذا يرى أن الإضاءة الفنية تحقق هذه الغاية.

وسوف يرى النقاد ورواد فلم نشيد الأمل كيف تظهر الآنسة أم كلثوم هذه المرة، وسوف يحكمون على إدارة المصريين للأفلام ويقارنون بين ما ينتجون وبين ما أنتج الأجانب الذين استقدمناهم لإدارة أفلامنا الشرقية والمصرية.

(يوسف)

تصويب

جاء في مقال المسرح المنشور بالعدد الماضي صفحة 1979 في السطر الثاني عشر من العمود الأول: (ذلك الكاتب الألماني العظيم) والصواب (الكاتب الإنساني).