مجلة الرسالة/العدد 187/البريد الأدبي
مجلة الرسالة/العدد 187/البريد الأدبي
اكتشاف مدهش في الموميات المصرية:
وقع العلماء الأثريون في متحف (المتروبوليتان) بنيويورك على اكتشاف مدهش في شأن الموميات المصرية القديمة؛ فقد رأى الدكتور ونلوك مدير المتحف أن يسلط أشعة رنتجن على لفائف الموميات لأول مرة، وقد انتهى البحث إلى نتيجة مدهشة؛ وكان بعض العلماء قد سلط هذه الأشعة على الموميات من قبل فكانت النتيجة سلبية دائما لأن اللفائف الكثيرة التي تحيط بالجثث المحنطة كانت تحول دون ظهور أية نتيجة. ولكن العلامة الكيميائي الدكتور أرثور كوب توصل إلى اختراع جهاز جديد، واستعمل الدكتور ونلوك للكشف على مومياءين ترجعان إلى الأسرة الحادية عشرة، وهي مما وجدته البعثة الأمريكية أثناء حفرياتها بمصر سنة 1920، فكشفت الأشعة عن حقيقة مدهشة هي أنه يوجد تحت هذه اللفائف العديدة، وفوق الجثة المحنطة كثير من الحلي والجواهر التي زينت بها الجثة في الصدر والعنق والمعاصم، وبذا كشفت الصورة التي أخذت عن كنز لم يكن يحلم به إنسان، ففي عنق المومياء وجدت أربعة عقود، منها واحد ذهبي يتوسطه بعض اللآلئ الكبيرة والصغيرة، وعقد من اللآلئ الصناعية الصغيرة (الخرز)، ووجد على الصدر غطاء من الخرز وعقد كذلك، وكشفت الأشعة عن سوارين، كل معصم فيه سوار من الخرز وثلاثة جعارين كبيرة قد ثبتت فيهما. كذلك كشفت الأشعة عن سوارين في مفصل القدمين كسواري المعصمين. ومن أعجب ما كشفت الأشعة هيكلا جرذين صغيرين عند القدم يظهر أنهما تسربا إلى الجثة عند ربطها. وقد رأى العلماء إزاء هذا الاكتشاف أن يحاولوا نزع اللفائف عن المومياء، بيد أنه رؤي قبل ذلك أن نتخذ كل الوسائل العلمية لحفظها خوفاً عليها من التلف. وقد عرضت الصور التي كشفت عنها الأشعة بجانب المومياء في متحف نيويورك.
شعب مصري في غانة الجديدة؟
نشرت إحدى الصحف الألمانية التي تصدر في بودابست نبأ اكتشاف غريب وفق إليه بعض الطيارين والعلماء الإنكليز أخيراً في جزيرة غانة الجديدة التي تقع في المحيط الهادي على مقربة من استراليا، فقد طار إلى الجزيرة بعض الطيارين الأستراليين وتوغلو في داخلها، فوقعوا على شعب غريب عن أهلها يعيش في الداخل ويبلغ عدده زهاء مائتي ألف، وليس بينه وبين باقي سكان الجزيرة شبه في الجنس أو العادات. وجاء بعدهم بالطيارة إلى الجزيرة بعض الأخصائيين في علم الأجناس وبحثوا أحوال هذا الشعب المتأخر المنقطع عن العالم فألفوه ماهرا في الزراعة خبيراً بطرق الري. ورأى العلماء أنه يوجد بين هذا الشعب وبين المصريين شبه كبير، ورتبوا هذا الاستنتاج على عدة حقائق علمية، منها أنهم يحرزون من الآلات الموسيقية ما هو شبيه بالآلات التي ترسم على الآثار الفرعونية، كذلك أسلحتهم الحجرية تشبه أسلحة المصريين القدماء. كذلك يوجد في معتقداتهم الدينية كثير مما يشبه عقائد المصريين القدماء. ويرى هؤلاء العلماء المكتشفون أنه ليس بعيداً أن يكون المصريون القدماء قد ساحوا إلى تلك المياه في العصور الغابرة، ونزلوا على تلك الجزيرة الثانية وحل بعضهم بها، وأقاموا فيها مجتمعا خاصا بهم ونقلوا إليها بعض عاداتهم وحضارتهم. بيد أنه يبقى على أولئك العلماء أن يبحثوا عما إذا كان لذلك الشعب من الخواص الجنسية، وعما إذا كان في لغته، ما كان للشعب المصري القديم؛ فإذا وقفوا إلى وجود هذه الخواص، فعندئذ يغدو الاكتشاف حقيقة علمية لا ريب فيها
ولقد دلت أبحاث المكتشفين من قبل على وجود آثار حضارة مشابهة لحضارة الفراعنة في بعض أنحاء أمريكا الجنوبية والمكسيك، ولكن البحث لم يقطع بوجود الصلة بين هذه الحضارة وحضارة المصريين القدماء.
فبير عميد الموسيقى الألمانية
احتفلت دوائر ألمانيا الفنية والموسيقية أخيراً بذكرى الموسيقي الألماني الكبير كارل ماريافون فبير وذلك لمناسبة مرور مائة وخمسين عاما على وفاته. وكان مولد هذا الموسيقي الكبير في ديسمبر سنة 1786 في إحدى قرى هولشتين وكان أبوه رئيساً لموسيقى البلاط المحلي - فخرج على رأس فرقة من الممثلين الهزليين يطوف جميع أرجاء ألمانيا، ومعه أبنه فبير؛ وهكذا قضى الموسيقي العظيم حداثته متجولا في مختلف الأنحاء؛ ومنذ سن العاشرة ظهر شغفه بالموسيقى؛ ولم يمض عامان حتى وضع أولى مقطوعاته الموسيقية؛ وفي الرابعة عشرة وضع أولى (أوبراته)، وفي الثامنة عشرة أتم فبير دراسته الموسيقية، وغدا علماً يشار إليه. وتولى رياسة الفرقة الموسيقية في برزلاو - وقام بتنفيذ موسيقى (طيطوس) لموتسارت ثم التحق بخدمة دوق فرتمبرج. وبعد أن تنقل حينا في قصور هذا الأمير اتهم بالتدخل في الشؤون السياسية فقبض علية وزج إلى السجن. ولما أطلق سراحه تقلب حينا بين مانهايم ودارمشتات وبامبرج حيث تعرف بالكاتب الأشهر هوفمان، زار ميونيخ وهنالك مثلت (أوبرته) (أبو حسن) ثم قصد إلى فيمار وتعرف بشاعر ألمانيا الأكبر جيته، وأشتغل بعد ذلك في درسدن وفي برلين واشتهرت أوبراته ومقطوعاته الغنائية؛ وكانت أشهر قطعه (فراي شتس) التي نالت في عصره أعظم نجاح، والتي تعتبر فاتحة عهد جديد في تاريخ الموسيقى وهذه القطعة التي حملت فاجنر فيما بعد على أن يقول (لم يوجد موسيقى أكثر ألمانية من فبير)
وتوفي فبير في الأربعين من عمره في لندن ثم نقل رفاته بعد ذلك إلى مدينة درسدن تثوي إلى يومنا.
عيد جريدة الطان
من أنباء باريس أن جريدة (الطان) كبرى الصحف الفرنسية قد احتفلت بعيدها الخامس والسبعين في حفل فخم أقيم في بهو الاستقبالات بقصر أورسي وشهده جمع عظيم من الوزراء والنواب وأكابر الكتاب والفنانين ورجال المال والصناعة وأعضاء الأكاديمية والمجمع العلمي، وخطب فيه عده من الوزراء وأقطاب التفكير الفرنسي مثل مسيو أندريه تاردييه، ورنيه بو، وجاك شاستنيه وغيرهم منوهين بعظمة الطان وعظمة المهمة التي تضطلع بها وكونها فخر الصحافة الفرنسية بلا مراء سواء من حيث رصانتها وسمو تفكيرها أو أسلوبها الرفيع المتزن، والواقع أن الطان على رغم ثوبها المحافظ وحرصها على القديم وأحجامها عن مجاراة التطور الصحفي المعاصر من حيث التصوير والتنويع، تبقى عميدة الصحافة الفرنسية من حيث غزارة مادتها وقوة تحريرها ونزاهة غايتها واحتشام أسلوبها
وقد أسست الطان منذ خمسة وسبعين عاماً سنة 1861 في أواخر الإمبراطورية الثانية؛ وكان مؤسسها صحفيا يدعى نفتزر. أسسها أولا لخدمة التجارة الدولية. ثم تحولت إلى جريدة سياسية قوية، أهم مظاهرها إذاعة الأنباء الدولية؛ ثم كانت المرحلة الثالثة في عنايتها بالعلوم والآداب والنقد؛ وكتب فيها أئمة التفكير الفرنسي مثل شيرر وسانت بيف وبريسون وبلان، وكتب فيها عظماء الوزراء والساسة مثل بوانكاريه وتاردييه. وقد اشتهر مراسلوها الخارجيون بأنهم أعظم مراسلين من نوعهم حتى قيل في المثل أن فرنسا لها سفيران: (السفير الفرنسي ومراسل جريدة الطان) وأشرفت على إدارة هذه الصحيفة الشهيرة مدى نصف قرن أسرة ايبرار، التي أنجبت عدة من كبار الصحفيين والكتاب، وكان أخرهم في الإشراف عليها أميل ابيرار الذي تخلى عن إدارتها منذ نحو عشرة أعوام.
أيام تولستوي الأخيرة
صدرت أخيراً ترجمة إنكليزية لمذكرات الكونته تولستوي زوج الكاتب الروسي الأشهر ليون تولستوي بعنوان (المعركة الأخيرة) ترجمها ومهد لها الكاتب الإنكليزي الميرمود. وقد ذاعت عن أيام تولستوي الأخيرة قصص عديدة، فقيل إنه في أواخر حياته كان يعيش عيشة الفلاحين الذين اعتنق قضيتهم؛ وقيل إنه رجل نظري لا يفعل ما يعتقد. فهذه المذكرات التي كتبها عن هذه المدة من حياته ألصق الناس به تبدد كثيرا من الأخطاء الذائعة وتلقي ضوءاً كبيراً على خاتمة الكاتب العظيم في مقامة الهادئ في (سنايا بوليانا)
وقد اجتمعت أسباب عديدة لتنغص عيش تولستوي في أعوامه الأخيرة، وأهمها الدسائس والشجار المتواصلة بين زوجه وأبنائه من ناحية، وبين أبنته الكبرى وهي أعظم أصدقائه. وكان تولستوي يود في تلك الفترة أن يترك العالم لينقذ روحه، وكانت ثمة مسألة مؤلفاته ولاسيما مذكراته وكلها ذات قيمة أدبية ومادية معا. وهذه المذكرات التي تنشر اليوم تشمل سنة 1910 التي توفي فيها تولستوي. وفيها مذكرات كثيرة من تحرير تولستوي نفسه عن أحواله وشؤونه اليومية.
وكانت هذه المذكرات بين تراث أسرة تولسيوي حتى صحت عزيمة ولده سيرجي على طبعها وإخراجها، وقد تولى ترجمتها الميرمود صديق تولستوي وأخرجها في أسلوب صادق مؤثر كما هي في أصلها، ومهد لها بمقدمة بديعة يحلل فيها شخصية الكاتب العظيم تحليلا يدل على الوفاء والإعجاب الذي لا حد له، وشرح كثيرا من مواقفها وغوامضها. وما كادت هذه الترجمة الإنكليزية تصدر حتى هرع القراء إلى اقتنائها بسرعة مدهشة دلت على ما لذكرى الكاتب العظيم من الأثر والصدى.
جائزة للقصص التاريخي كانت جريدة (الانترانسيجيان) الفرنسية قد خصصت منذ حين جائزة مالية كبيرة، تقوم بمنحها الأكاديمية الفرنسية والمعهد العلمي لمؤلف أحسن قصة تاريخية تعرض فيها حقائق التاريخ في أسلوب القصص الرفيع. وقد عقد أخيراً اجتماع كبير من بعض أعضاء الأكاديمية وكثيرين من رجال الأدب لتخصيص هذه الجائزة عن سنة 1936، وكانت لدى اللجنة عشرة مخطوطات جديدة، فنال الجائزة المسيو روجيه رجيس عن قصته التاريخية التي عنوانها وهي قصة تدور على أسر نابوليون الثالث في الحرب السبعينية في قلعة (هام) وبطلتها فتاة حسناء هي (صانعة قباقيب)؛ ومع أن للواقعة أصلا تاريخيا لاشك فيه، فإن المؤلف استطاع أن يخرج منها قصة خيالية ممتعة.
وقد تبوأت القصة التاريخية مركزها في الأدب الفرنسي في العصر الأخير بنوع خاص وكان كتابها في الغالب مؤرخين من الطراز الأول، وكان أستاذ هذا الفن من المعاصرين المؤرخ لينوتر الذي توفي منذ نحو عام، وكان يكتب قصصه التاريخية في جريدة (الطان) بعنوان (التاريخ الصغير) وفيها يحي شخصيات وحوادث تاريخية مجهولة ويسبغ عليها من قلمه سحراً لا يبارى
ألمانيا وكتابها المنفيون
أصدرت الحكومة الألمانية أخيراً قانوناً ينزع الجنسية الألمانية عن طائفة كبيرة من الكتاب والمفكرين الذين يخاصمون النظام الهتلري والذين غادروا ألمانيا منذ بدء الحركة اتقاء الفتك والمطاردة. ومن هؤلاء الذين نزعت عنهم الجنسية الكاتب القصصي الكبير توماس مان وجميع أفراد أسرته، والمؤرخ الكبير الأستاذ ديتريش فون هلد براند الذي يشغل الآن كرسياً في جامعة فينا، وعدة كبيرة من الكتاب والصحفيين والفنانين الذين يقيمون في مختلف العواصم الأوربية. وهذا آخر إجراء تتخذه الحكومة الهتلرية في شأن هؤلاء الكتاب المنفيين بعد أن نزعت كل أملاكهم وحرمت نشر كتبهم في ألمانيا.
حياة النور
النور أو الغجر من الشعوب البدوية المدهشة التي مازالت تحتفظ بعاداتها وتقاليدها القديمة وسط أمواج الحضارة المحدثة. ومع أن النور يستقرون جماعات كبيرة في أواسط أوربا، ولاسيما في المجر ورومانيا، فإنهم بدو في أعماق نفوسهم بمعنى انهم لا يستقرون على أسلوب معين في الحياة. وقد صدر أخيراً بألمانيا كتاب عن هذا الشعب الغريب بقلم الدكتور مارتني بلوك عنوانه (النور: حياتهم ونفسيتهم) , وأصدره معهد التراجم بمدينة لايبزج، ويتناول المؤلف حياة النور وخواصهم وعاداتهم، ثم يحاول شرح نفسيتهم ومشاعرهم وتفكيرهم بطريقة تدل على تعمقه في هذا البحث. ويبين محاسن عاداتهم التي مازالت تقوم على الفطرة والسذاجة كما يبين مساوئهم وميولهم الخبيثة التي أملتها عليهم عصور من التشريد والاضطهاد. ومع أنه ينحو في مؤلفه نحواً علمياً رزيناً فإنه يتبع في نفس الوقت في عرض آرائه أسلوباً بسيطاً جذاباً؛ ويفيض المؤلف في خواص النور النفسية والفكرية والفنية، ويصف براعتهم في بعض الفنون مثل الموسيقى التي اشتهروا بها ونحو فيها نحواً خاصاً لا يباريهم فيه أحد.
مع أن مصادر هذا البحث ليست كثيرة، فإن الدكتور بلوك استطاع أن يجمع في مؤلفه شوارد موضوعه بإفاضة، وأن يجمع فيه كثيراً من المسائل والحقائق التي تلقي ضياء كبيراً على حياة هذا الشعب الغريب الذي مازال ينظر إليه أينما حل بعين البغض والريب
جريدة الشباب بدلاً من الشورى
جاءنا من الأستاذ محمد علي الطاهر أنه اتفق مع الأستاذ محمود عزمي على أن يتولى إصدار جريدته (الشباب) بشكل آخر في خلال شهر فبراير المقبل.
وهو يرجو من أصدقاء الشورى القدماء أن يمنحوا الجريدة الجديدة نفس الثقة التي منحوها للشورى، وسيظل عنوانه كما كان: 30 شارع عبد العزيز بمصر تليفون 56800