مجلة الرسالة/العدد 19/مطالعات في التصوف

مجلة الرسالة/العدد 19/مطالعات في التصوف

ملاحظات: بتاريخ: 15 - 10 - 1933



عوارف المعارف، ماهية التصوف، أصل كلمة صوفي

- 3 -

لعل حظ كل من البابين الخامس والسادس من الأهمية والقيمة العلمية

أكثر من حظ غيرهما. فهذان البابان يدلان دلالة واضحة مستقيمة لا

ليس فيها ولا اعوجاج على ماهية التصوف وكنهه وعلاقته بالفقر

والزهد، والفرق بينه وبين الفقر والزهد. هذا هو ما يتناوله الباب

الخامس من كتاب عوارف المعارف فيما قدم لنا فيه مؤلفه من تعريفات

متنوعة للتصوف. أما الباب السادس فأنه يظهرنا على مسألة ليست أقل

من سابقتها خطراً. ولكنها على العكس أبعد ما تكون أثراً على أعانتنا

على فهم التصوف وما مر به من أطوار فهماً مستقيماً. وأعنى بها

مسألة الأصل الذي صدرت عنه كلمة صوفي وتلك مسألة قد عرض

لها مؤلف عوارف المعارف في نهاية الباب الأول من كتابه فأشار

إشارة موجزة إلى أن هذه اللفظة لم تذكر في القرآن وإنما تركت وذكر

مكانها لفظ المقرب. وإذن فالمألوف يفصل في الباب السادس من كتابه

ما أجمل في الباب الأول. وهو يعرض علينا في شئ من الاستطراد

الآراء المختلفة التي رآها العلماء المختلفون في الأصل الذي اشتقت

منه هذه الكلمة. وهو ينتهي من هذه الآراء كلها على الرأي الذي يلائم

طبيعة الاشتقاق اللغوي من ناحية، ويدل دلالة صحيحة على طبيعة

الصوفية وماهية التصوف من ناحية أخرى. وبالجملة يمكننا أن نقول

أن هذين البابين من كتاب عوارف المعارف أقدر على إعطائنا فكرة عامة شاملة تستطيع أن تظهرنا على لب التصوف.

1 - ففي الباب الخامس يقدم إلينا المؤلف طائفة من التعريفات اختلفت في مبانيها واتفقت في معانيها. وهو يظهرنا من خلال هذه التعريفات على ماهية التصوف والفقر والزهد. ثم هو ينتهي من هذا كله إلى أن هناك فرقاً بين التصوف من ناحية وبين كل من الفقر والزهد من ناحية أخرى. كما أنه ينتهي إلى أن أساس التصوف وقوامه إنما هو الفقر. ولكي أكون لديك صورة صادقة لما أشتمل عليه هذا الباب لابد من أن أقف بك وقفة قصيرة تلم بها بأهم التعريفات التي عرضها علينا المؤلف لتتبين منها ماهية التصوف:

(1) قال رويم: (التصوف مبني على ثلاث خصال: التمسك بالفقر والافتقار. والتحقق بالبذل والإيثار. وترك التعرض والاختيار.)

(ب) وسئل الجنيد عن التصوف ما هو. فأجاب بقوله: (أن نكون مع الله بلا علاقة.)

(ج) وقال معروف الكرخي: (التصوف الأخذ بالحقائق واليأس مما في أيدي الخلائق. فمن لم يتحقق بالفقر لم يتحقق بالتصوف).

وبعد أن ذكر المؤلف هذه التعريفات، تراه قد قدم لنا تعريفات أخرى للفقر والفقير اليك أهمها:

(أ) سئل الشبلي عن الفقر فقال: (ألا يستغني بشيء دون الحق)

(ب) وقال أبو الحسين النوري: (نعت الفقير الكون عند العدم. والبذل والإيثار عند الوجود)

وانتهى مؤلفنا من هذه التعريفات التي قدمت، إلا أن هناك اشتباهاً بين التصوف والفقر. فأنت ترى مثلا أن أشياء بعينها تذكر في معنى التصوف يذكر مثلها في معنى الفقر. وإن أشياء بعينها يرد ذكرها في معنى الفقر يرد ذكر مثلها في معنى التصوف. ومن هناك كان الاشتباه. ومن هنا أيضاً كان لابد من التحقيق الذي يكشف الفاصل بين كل من التصوف والفقر، والفرق الذي يميز ويحدد ماهية كل من التصوف والفقر، وفوق هذا فان الاشتباه ليس قاصراً على التصوف والفقر فحسب وإنما هو قد تجاوزهما إلى التصوف والزهد. وإذن فلابد من التمحيص والتدقيق الذي يبين الفرق بين التصوف والفقر من ناحية والتصوف والزهد من ناحية أخرى. بحيث نلمس الاشتباه الذي يمكن أن يكون بين كل من هذه الأشياء الثلاثة. ونميز الفرق بينها تمييزاً يحدد كلامنا تحديداً من شأنه أن يحول بين اندماج بعضها في بعض أو تشابه بعضها مع بعض. فأنت إذا أنعمت النظر ودققت الفكر في هذه المسألة تبين لك أن التصوف غير الفقر، وان الزهد غير الفقر، وان التصوف غير الزهد. وليس التصوف غير اسم جامع لمعاني الفقر والزهد بإضافة صفات ونعوت لابد منها لكي يكون الرجل صوفياً. فقد يكون الرجل زاهداً وقد يكون فقيراً ولكنه ليس صوفياً. ولكنه لكي يكون صوفياً لابد له بين أن يكون زاهداً وفقيراً.

وليس التصوف زهداً أو فقراً بإضافة صفات ونعوت فحسب، وانما هو شيء آخر أبلغ وأروع من هذا كله واقدر على تهذيب النفس، وتنقية القلب، وتصفية الضمير، هو كما قال أبو محمد الحريري: (الدخول في كل خلق سني، والخروج عن كل خلق دني).

وأهل الشام لا يميزون بين التصوف والفقر. فهم يذهبون إلى أن الله وصف الفقراء بالصوفية. وإلى أن الصوفية سموا كذلك لأنهم فقراء. ولكن مؤلفنا قد تناول هذه المسألة بالدرس والتحقيق فأوضح غامضها وكشف عن وجه الحقيقة فيها بحيث أظهر لنا في وضوح وجلاء الفروق بين التصوف والفقر. وأول هذه الفروق هو أن الفقير في فقره متمسك به، راض عنه، مطمئن إليه. وهو في هذا كله قانع بما سيجد عند الله من العوض. وهو كلما أمعن في التطلع إلى هذا العوض ازداد إعراضاً عما في الدنيا من أعراض زائلة وزخارف باطلة. وأما الصوفي فلا يرغب عن زخرف الدنيا وعرضها ابتغاء هذه الأعواض الموعودة ولكنه يفعل هذا من أجل الأحوال الموجودة. وثاني هذه الفروق هو أن الفقير حين يتمسك بفقره ويمعن في ترك الدنيا وإعراضها إنما يفعل هذا بإرادته واختياره على حين أنك ترى الصوفي قد تجرد من هذا الاختيار وهو الإرادة. فهو في جميع أحواله قد محيت فيه ملكة الاختيار وفنيت إرادته في إرادة الله فناءً تاماً بحيث لا يصدر في شئ الا عن إرادة الله. ولا يرى فضيلة ما في فقر أو غنى، ولكن الفضيلة عنده كائنة فيما أقامه الله فيه من حال. وليس أدل على أن الصوفي قد فنيت إرادته في إرادة الله، من قول الجنيد الذي عرف فيه التصوف بأنه. (هو أن يميتك الحق عنك ويحييك به) فمن هذا ترى الفرق واضحاً بين التصوف والفقر. كما ترى أن التصوف قوامه ودعامته الفقر بمعنى أن الوصول إلى مراتب التصوف إنما يتوسل إليه بالفقر. على أن الفرق بين التصوف والفقر لا يقف عند هذا الحد، وانما هناك فرق ثالث يمكن تلخيصه في أن الصوفي هو من إذا استقبله حالان حسنان أو خلقان حسنان كان مع الأحسن. على حين أن الفقير والزاهد لا يميزان بين الحالين الحسنين أو الخلقين الطيبين. بل هما يختاران من الأخلاق ما هو ادعى إلى الترك والخروج عن شواغل الدنيا حاكمين بعلمهما. وعلى العكس من هذا ترى أن الصوفي يحكم على الأشياء ويستبين الأحسن بما أُلهم من عند الله مستعينا في ذلك بصدق التجائه وحسن إنابته وعلمه بربه. وبعبارة أخرى يمكنك أن تقول أن الصوفي لا يرى في الأشياء إلا ما يظهره الله عليه ولا يحكم عليها إلا بما أوحى إليه. فالتصوف على حد قول رويم ليس إلا استرسال النفس مع الله تعالى على ما يريد. أو هو كما قال بعضهم أوله علم وأوسطه عمل وآخره موهبة من الله تعالى. والصوفي - كما قال سهل بن عبد الله - هو: (من صفا من الكدر. وامتلأ من الفكر وانقطع عن البشر. واستوى عنده الذهب والمدر)

وخلاصة هذا كله هي أن الفقر أساس التصوف وقوامه. وأن التحقق بأحوال التصوف ومقاماته بني على الفقر والزهد فيما اشتملت عليه الدنيا من زخرف ومتاع. وقد قص علينا مؤلف عوارف المعارف قصة رويت عن ذي النون المصري، ولا بأس من إيرادها فهي تظهرنا على ما انطوت عليه نفوس الصوفية من تمسك بالفقر، وإمعان في الزهد، وإغراق في الإعراض عن ملذات الدنيا وشهوات النفس.

قال ذو النون: (رأيت ببعض سواحل الشام امرأة فقلت: من أين أقبلت؟ قالت: من عند أقوام تتجافى جنوبهم عن المضاجع، فقلت: وأين تريدين؟ قالت: إلى رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله. فقلت: صفيهم لي. فأنشأت:

قوم همومهم بالله قد علقت ... فما لهم همم تسمو إلى أحد

فمطلب القوم مولاهم وسيدهم ... يا حسن مطلبهم للواحد الصمد!

ما أن تنازعهم دنيا ولا شرف ... من المطاعم واللذات والولد

ولا للبس ثياب فائق أنق ... ولا لروح سرور حل في بلد

إلا مسارعة في أثر منزلة ... قد قارب الخطو فيها باعد الأبد

فهم رهائن غدران وأودية ... وفي الشوامخ تلقاهم مع العدد

فهذا الشعر وان كان ركيكا مهلهلا ضعيفا إلا أنه يصور لنا في وضوح نفوس الصوفية وقلوبهم وما احتوت عليه هذه القلوب وهذه النفوس من فناء في الله، وذكر له، واتحاد معه، بحيث أصبحت نفوسهم لا تفكر إلا فيه وقلوبهم لا تنزع إلا إليه. وبحيث انهم تجردوا عن كل شهوة، وخلصوا من كل لذة، وتحرروا من هذه القيود الجسمانية التي تفسد على الإنسان حياته الباطنية وتكدر صفاء سريرته النفسية.

وآية ذلك هي أن الصوفي دائم التصفية والتنقية لنفسه مما يشوبها من الأكدار. وهو فوق هذا دائم الحركة والاضطراب بدوام التجائه وافتقاره إلى ربه. والتجاؤه وافتقاره هما اللذان يهذبان قلبه وينقيان نفسه ويضيئان جوانب هذا النفس وهذا القلب بالمعرفة الصحيحة الصادقة التي تكشف له عن حقيقة الله وماهية الأشياء. وعلى هذا ترى انه لابد للصوفي من دوام الحركة والاضطراب بدوام الافتقار والالتجاء وحسن التفقد لمواطن إصابات النفس.

ولنترك الآن الباب الخامس بعد أن وقفنا عند أهم ما اشتمل عليه ولنعرض للباب السادس حيث يحدثنا السهروردي عن مسألة لها قيمتها العلمية وخطرها العظيم في تاريخ التصوف وفهم الأطوار التي مر بها فهماً صادقا مستقيما. وأعنى بهذه المسألة مسألة الأصل الذي صدرت عنه كلمة (صوفي) والمصدر الذي اشتقت منه ونسبت إليه، والمؤلف حين يحدثنا عن أصل كلمة صوفي يعرض علينا أهم الآراء التي رآها القدماء واختلفوا فيها اختلافاً تجاوزهم إلى المحدثين من المستشرقين وغير المستشرقين من علماء الشرق.

ولعل مؤلف عوارف المعارف أمّيل ما يكون إلى أن هذه الكلمة ليست إلا نسبة إلى الصوف. وهو يستمد في رأيه هذا إلى أن الصوف كان لباس الأنبياء فقد روي عن النبي (أنه كان يجيب دعوة العبد ويركب الحمار ويلبس الصوف. وحكي عن عيسى عليه السلام أنه كان يلبس الصوف والشعر ويأكل من الشجر ويبيت حيث أمسى. فأنت ترى أن هذا الكلام إن صح كان طبيعياً أن يختار المتصوفة لباسهم من الصوف وكان بديهياً أن تكون نسبتهم إلى ظاهر لباسهم الذي ينسج منه. وهذا الرأي ملائم لما أخذ به الصوفية أنفسهم من زهد في ملذات الدنيا بصفة عامة وميل إلى اللباس الخشن وأعراض عن اللباس الرقيق الناعم بصفة خاصة ناهيك بأنه يلائم ملاءمة تامة طبيعة الاشتقاق اللغوي. فيقال تصوف الرجل إذا لبس الصوف كما يقال تقمص إذا لبس القميص. وفق هذا كله فانه نظراً لتقلب أحوالهم ومقاماتهم ودوام تنقلهم لم يكن هناك أمر يقيدهم ويجمع هذه الأحوال وهذه المقامات المتنوعة. ومن هنا كانت نسبتهم إلى ظاهر اللباس الذي اتخذوه مميزاً لهم مشيراً إلى ما يأخذون به أنفسهم من زهد وتقشف وورع. فكان ذلك أبين في الإشارة إليهم وأدل على حصر وصفهم. إذ أن ليس الصوف كان غالباً عليهم لتشبههم في ذلك بالأنبياء والمقربين. ومن هنا ترى أن نسبتهم إلى الظاهر أوفق وأقرب إلى الإقناع من نسبتهم إلى الباطن. فلو نسبوا مثلاً إلى حال ما، أو إلى مقام ما، كان ذلك أقل دلالة وأدنى إلى الغموض والإبهام في الإشارة إليهم.

فمما تقدم ترى أن نسبة الصوفية إلى الصوف أبين في تفهم حالهم وأدل على زهدهم وأقرب إلى التواضع منها إلى أي شيء آخر. وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن تسمية الصوفية بهذا الاسم راجعة إلى نسبتهم إلى الصوفة وخلاصة هذا المذهب هي أنه لما كان الصوفية يؤثرون الذبول والخمول والانكسار والتواضع مثلهم في ذلك كمثل الصوفة الملقاة، كانت تسميتهم بهذا الاسم نسبة إلى الصوفة. وهذا الرأي فضلا عن انه ملائم للدلالة على ما انطوت عليه نفوس الصوفية من الإذعان والذلة والخضوع فانه ملائم أيضاً لطبيعة الاشتقاق اللغوي.

وهناك رأي آخر يتلخص في أن الصوفية سموا بهذا الاسم لأنهم في الصف الأول بين يدي الله عز وجل لارتفاع هممهم وإقبال قلوبهم على الله تعالى.

ورأي رابع ذهب فيه أصحابه إلى أن تسمية الصوفية بهذا الاسم راجعة إلى نسبتهم إلى (الصَّفة) التي كانت لفقراء المهاجرين في عهد النبي. على أن هذا الرأي وإن كان صحيحاً من ناحية المعنى إلا إنه لا يستقيم من ناحية الاشتقاق اللغوي. فالصوفية يشبهون (أهل الصفة) من حيث أنهم فقراء مؤتلفون في الله مجتمعون في الله. وأصحاب الصفة هؤلاء كانوا نحوا من أربعين رجلاً لم تكن لهم بالمدينة مساكن ولا عشائر. كانوا يصرفون بياض النهار محتطبين ويقضون سواد الليل متعبدين. آثرهم النبي بحبه لهم وعطفه عليهم وبره بهم حتى انه كان يأكل معهم ويحث الناس على مواساتهم. هم الذين نزلت فيهم الآية الكريمة. (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي) والذين نزلت في أحدهم وهو ابن أم مكتوم هذه الآية الشريفة: (عبس وتولى أن جاءه الأعمى.) فكان ذلك عتاباً للنبي ويقال انه كانت توجد في بلاد خراسان طائفة من أهل الصفة لجأت إلى المغاور والكهوف ولم تسكن المدن والقرى. كان يسميهم أهل خراسان (شكفتية) لأنهم يطلقون على الفار لفظة (شكفت) فنسبوهم إليها. أما أهل الشام فكانوا يسمونهم (جوعية).

تلك هي أهم الآراء التي ذكرها السهروردي في أصل كلمة صوفي وقد أخذ بعدها في إظهارنا على أن هذه الكلمة تجمع المتفرق في الأسماء التي ذكرها الله في القرآن وسمى بها طوائف الخير المختلفة فقد سميت طائفة بالأبرار وأخرى بالمقربين وثالثة بالصابرين ورابعة بالصادقين الخ. . . وأنت إذا أمعنت النظر فيما اشتملت عليه قلوب الصوفية من بر وصبر وصدق وذكر لرأيت أن لفظة الصوفي قد احتوت كل ما تدل عليه أسماء هذه الطوائف.

ويختم المؤلف هذا الباب بذكر موجز لتاريخ كلمة صوفي فيقول أنها لم تعرف في زمن النبي وانما عرفت في زمن التابعين. وأثبت هذا بذكر كلام روي عن الحسن البصري قال فيه: (رأيت صوفياً في الطواف فأعطيته شيئاً فلم يأخذه وقال: (معي أربع دوانيق يكفيني ما معي) على هذا ذهب بعضهم إلى أن هذا الاسم لم يعرف إلى المائتين من الهجرة. فكان أصحاب رسول الله يسمون الرجل صحابياً حتى إذا انقضى عهد النبي سمي من أخذ العلم عنهم تابعيا. ولما أن تقادم عهد النبوة وانقطع الوحي وأقبل الناس على الدنيا وتهافتوا على زخرفها انفردت طائفة بالعبادة والتقوى وأعرضت عن الدنيا فكانت هذه الطائفة هي الصوفية (الاسم سمتهم. والعلم بالله صفتهم والعبادة حليتهم. والتقوى شعارهم. وحقائق الحقيقة أسرارهم).

محمد مصطفى حلمي. ماجستير في الآداب