مجلة الرسالة/العدد 195/حديث الأزهار

مجلة الرسالة/العدد 195/حديث الأزهار

ملاحظات: بتاريخ: 29 - 03 - 1937



للكاتب الفرنسي ألفونس كار

ترجمة ف. ف.

زهرة مقصوفة

ترطبت أهدابي بدموع الفجر، ففتحت عيني لأوائل أشعة الشمس

مرت بي عند الصباح غادة استوفقها جمالي فحدجتني بنظرات الإعجاب فابتسمت لها

وأمرت الغادة يدها الناعمة على وريقاتي فارتعشت، وأسكرتني اللذة، لكنها لم تطل حتى شعرت بعدها بألم هائل اخترق أحشائي، فأحنيت الرأس ذليلة على غصني المقصوف

لم لم تقطفي تويجي، أيتها الغادة، لماذا قصفت غصني فتركتني بين الحياة والموت، وقد كان في إمكانك أن توسديني نهدك فأرقد عليه بسلام.

إن دمي يسيل ببطء من جرحي المفتوح، وصقيع الموت يلوح وريقاتي بالاصفرار. وقد انطبق تويجي منقبضاً على أوجاعه

أتوقف النسيم عن مداعبة الأغصان؟ إنني لم أعد أسمع لأجنحته عليها حفيفاً. وهل صمتت الأطيار؟ فقد انقطع عن مسمعي تغريدها.

أين شعاع الشمس؟ إنني لم أعد أراه. ويلاه! أخبرنني، أيتها الرفيقات، هل تلاشى النور وساد الظلام؟

لا، إن الليل لم ينشر أجنحته بعد، ولكنها أشباح الموت السوداء تنطبق علي، فسوف لا أرى لمعان النجوم في قبة الفضاء ولا أفتح وريقاتي لاقتبال ندى الفجر

ستتساقط بقاياي مبددة على التراب وترتفع روحي إلى الأعالي تاركة أريجي عالقاً بالأثير.

سوف ينتصب شبحي المتألم بوجهك، أيتها الغادة، سوف يثأر لي ضميرك منك فتتألمين لقسوتك علي وإهمالك للضحية البريئة.

غفر الله لك، ووقاك من يد تغشاك بالأمل لتتركك فريسة الإهمال. أبعد الله عنك آلام الزهرة المقصوفة! أيتها الفتاة!