مجلة الرسالة/العدد 203/واجب الكتاب والمفكرين

مجلة الرسالة/العدد 203/واجب الكتاب والمفكرين

ملاحظات: بتاريخ: 24 - 05 - 1937



. . . . . . رئيس تحرير الرسالة

أشكر للرسالة الغراء اهتمامها بتوجيه الشباب إلى الغاية المثلى في عهدنا الحديث، وأؤيد بقلبي ويدي أخي الشاب الذي اقترح (زحف الشباب الاجتماعي) ولكني أشعر بأن الشباب حين يبدأ العمل سيعمل من غير خطط ولا رسوم ولا تقارير ولا أدلة. فقد كان من الواجب على الكتاب والمفكرين وهم الأطباء الاجتماعيون أن يشرحوا أدواء الأمة شرحاً دقيقاً في كل ناحية من نواحي الحياة، ثم يصفوا العلاج ويجعلوا التمريض والتنفيذ على عواتق الشباب. فأننا إذا استثنينا الفصول التي تكتبها الآنسة الأدبية (ابنة الشاطئ) في أحوال القرية وبؤس القرويين لا نكاد نجد كاتباً واحداً درس حالة من أحوال الأمة. ليقم الطبيب والمهندس والزراعي والأديب بدرس هذه الأحوال كل في دائرة اختصاصه حتى يعمل العامل عن خبرة، ويتقدم الدليل عن هداية، وبذلك تقوم الجهود على أساس قوى ومنهاج واضح ونظام صحيح. . .

مصطفى كامل

المحامي

(المحرر) ملاحظة الأستاذ الكاتب سديدة، فأن نهضتنا الأدبية قد بدأت بإحياء آثار السلف فعرفنا عن القديم أكثر مما نعرف عن الحديث؛ ثم انصرفت إلى النقل عن الغرب فعلمنا عن أوربا أكثر مما نعلم عن مصر؛ وظلت قوانا مجهولة لم تكشف وعللنا مدفونة لم تعرف. وأقتصر كتابنا على معالجة بعض المسائل السهلة من طريق القصة أو الصورة، ووقف زعماؤنا عند المقالات الصحفية التي تنطوي مع اليوم والخطب السياسية التي تذهب مع الساعة. أنا نريد كما قال الكاتب الفاضل كتباً تعالج المسائل العامة عن اختصاص ودرس، وترسم المناهج الإصلاحية عن دراية وتبرز ما دق عن الشعور من آفات المجتمع في جلاء وصدق. فهل تتجه أفكار الكتاب، إلى ما اتجهت إليه رغائب الشباب؟