مجلة الرسالة/العدد 22/من طرائف الشعر

مجلة الرسالة/العدد 22/من طرائف الشعر

ملاحظات: بتاريخ: 04 - 12 - 1933



آثار شوقية

فرديات من المنظر الثاني في الفصل الثالث من رواية البخيلة

تظهر حسنى الخادمة في ثوب أسود على باب حجرة من حجر منزل المرحومة الست نظيفة (البخيلة) حسنى لنفسها تتذكر ما وهبته لها الست نظيفة قبل وفاتها.

عيني أحقٌّ أنني في منزلي؟ ... لا. كان لي فوهبته لجمال

غاليت في شغب الفؤاد بحبه ... حتى وهبت له الثمينَ الغالي

أعطيته ما كان أصبح في يدي ... من مال جَدتَّه فليس بمالي

لم يرض أن أعيش سعيدةً ... ويعيش في بؤسٍ ورقة حال

أتُراه يقدُرُ خدمتي ومحبتي ... أولا يمرُّ له الصنيع ببال

رحمة الله على سيدتي ... وسقى الله ثراها وجزاها

حرمتني الشاش حتى ذهبت ... فكستني الخَزّ في الموت يداها

وحَمتني الماء حتى احتجبت ... فسقيتُ الشهدَ من فيض نداها

صار لي من بعدها منزلها ... والدكاكين وآلت ضيعتاها

ثروةٌ قد نهض الجوعُ بها ... ومشى الحرمانُ فيها فبناها

وهبَتْ لي كل ما قد ملكت ... لم تدع من ذاك شيئاً لفتاها

ثم بعد لحظة:

لا. ذاك مال جمال ... تركته لجمال

وعدتُ ما كنت من قب ... لُ فوطتي هي مالي

أجل أنا الخادم والطاهية ... وما أنا السارقةُ الباغية

ولا على الناس طفيلية ... أجعل أموالهُمُ مالية

سمعت حديث البخل حتى صحبته ... زماناً أراه كل حين واسمع

يروح ويغدو بين عينَّي صورة ... ويأتي حيالي بالحياة ويرجع

سيدتي ونجعلها في ... الحظ سسارا كالمثل

وانتقلت وذكرها ... بالبخل فيه ما انتق يرحمها الله فما ... أنسى لها تلك الجمل

في غضب عند الحوا ... ر واضطراب (وزعل)

وما واختلفنا مرة في ... حَمل ولا جمل

لكن لأجل الثوم كا ... ن لخلف أو حول البصل

ولم نكن من الدقي ... ق وتنتهي ولا العسل

يرحمها الله وأن ... لم تأت يوما يحسن

عاشت بثوب واحد ... كالميت عاش بكفن

أما أنا فالشاش أو ... مادون ذاك في الثمن

وبذلتي وفوطتي ... طال عليهما الزمن

وأجرتي عشرون قر ... شاً مع كثرة المهن

البئر لا أبرحها ... خارجة وداخلة

صاعدة كالدلو ك ... ل ساعة ونازله

طباخة أصنع من ... لا شيء شيئاً نأكله

وانحنى على البلا ... ط كل حين أغسله

وكل دكان عليّ ... أجرها أُحصِّله