مجلة الرسالة/العدد 222/البعاد

مجلة الرسالة/العدد 222/البعاد

ملاحظات: بتاريخ: 04 - 10 - 1937



للأستاذ فخري أبو السعود

أه ما أَعذَبَ البِعادَ وإن أَز ... رَى عليه من قبلِنا العاشقونا

إنني أشتهي البعاد زمانا ... مثلما اشتهي التواصل حينا

لا أُحِبُّ اللقاء عهداً مقيما ... مستمراً به نُقضِّي السنونا

ما أَلَذَّ الهوى لقاً ووداعاً ... وكتاباً أَدَّى التحايا أمينا

إن هذا البعادَ يُذكي بيَ الح ... بَّ ويحي ولائي المكنونا

فأُفَدِّيكِ في النوى بحياتي ... حيثما تُصبحين أو تُمسينا

وأحيِّيك كلما ذكَّرتني ... ك رياضٌ رفَّتْ علينا غصونا

وأَرى أَن ودَّنا يعبر السه ... ل ويَرْقَى الربى ويطوي الحزونا

إن هذا البعاد يبعث بي الأَشْ ... واقَ حَرَّى ويستجيش الحنينا

ويُعيد العِذَابَ مِن ذكرياتي ... وقديماً في عهدنا ودفينا

ويثير المنى بنفسي ولن أَلْ ... قَى بأَسمى المنى سواك قمينا

أَتمنى اللقا بيوم لنا أَر ... جِعُ فيه إِليك أو ترجعينا

أتمنى اللقا وفيكِ وفاءٌ ... باتَ عندي بأن تَبِّري ضمينا

حُّبنا مِن صِفاتِهِ أنه بَرٌّ ... وثيق الذمام يعلو الظنونا

وأَحَبُّ الأَيام عنديَ ما أرْ ... قُبُ فيه لقاَءك الميمونا

أُنْفِقُ العمرَ مسرفاً فإِذا أَق ... بَلَ يومُ اللقاء كنتُ ضنينا

كلَّ حين لنا لقاءٌ سعيدٌ ... ووداع أَطوِي عليه شجونا

وتزين في البعاد جمالا ... ورواء وبهجة وفتونا

وتزين في الشمائل إِينَا ... ساً وعطفاً كما أُحبُّ ولينا

وتزيدين كلَّ حينٍ سموّاً ... وعلوّاً فَاتَ الذرى والقنونا

أنتِ كنز من المحاسنِ أُخفي ... هـ نفيساً عن ناظريَّ ثمينا

كي أراه إنْ عُدتُ أبغيه قَدْ زا ... دَ جمالاً يسبي النهى والعيونا

كلَّ يوم أُجدِّد الحبَّ بالبُع ... د وأُحْييِ منه فنوناً فنون فكأَني عشقتُ أَلفاً ومازل ... تُ الفتى الوافيَ الذي تعرفينا

ما أحَبَّ الهوى افتقاداً ووِجدا ... ناً وقرباً حينا وبعداً شَطُونا

فخري أبو السعود