مجلة الرسالة/العدد 231/لوحة الشاعر

مجلة الرسالة/العدد 231/لوحة الشاعر

ملاحظات: بتاريخ: 06 - 12 - 1937



للشاعر السوداني المرحوم التيجاني يوسف بشير

الحسنُ - يهفو بجَفْنِهِ الوسنُ - ... كلُّ خبيءٍ من سحره حسنُ

للحسن عندي وللهوى صورُ

وهي لعمري وعمرُها غُرَرُ

ذخيرةٌ للفؤاد أَوْ أَشرُ

من الجمال الحبيبِ يُعتَصَر

يرقد في حِجْرِها فتىً أثِرُ ... يفتنُّ في خَلْقِها ويفتتن

سكرى لها في الحياة مُنْحَدَر ... دوني. وفي لوحتي لها منن

مسحورةٌ في الدماء تضطربُ ... تَسْمَعُ منها دويَّها الأذنُ

أطيافُ دنيا سماؤُها عجبُ

تنأى وتدنو آناً وتقترب

فيها غيومٌ وعندها سحب

تبرز آناً منها وتحتجب

أضيعُ شيءٍ في أرضها الذهب ... يجري بعيداً عن كونها الزمن

وتلك دنيا للسحر مضطرب ... فيها وللساحرين مُرتَهَنُ

تحسبها في النَّديِّ إن سمرت ... أو هزَّها في مراحها الدَّدَنُ

جنّاً نَآدَى ما غازلت طفرتْ

إلى مراقي السماء وانحدرت

وما أصابت من قُبلةٍ سكرت

تطِنُّ كالنحل كلما ظفرت

بشاطئٍ للنعيم ما عبرت ... إلاَّ على مدمع به السفن

وملعب للملاح كم خطرت ... فيه دياركم مشت مُدُن

أية دنيا هاتيك ظلُّ شبح ... من كل فَنٌ يحفها فنن

وكنزها العبقري شقُّ قدحْ أخي هَزارِ إن حركته صدح

أو عابَثَتْه على الدِّنان سبح

ذات ظلال سحرية وملح

أُكرومة الفن من أَسىً ومرح ... ترقد فيها القصور والدمن

لَوَّنها في الزمان قوس قزح ... وذاب فيها السرور والحزن