مجلة الرسالة/العدد 237/عروس الماء

مجلة الرسالة/العدد 237/عروس الماء

ملاحظات: بتاريخ: 17 - 01 - 1938



للأستاذ إبراهيم العريض

لذتُ خلف الغصون في ... عزلةٍ لا أملّها

وحواليَّ خضرة ... بَلَّها ما يبلها

من نُهير زها على ... جانبيه محلها

فإِذا راقت السما ... ءُ بدا فيها ظلها

وزهور يلوح كال ... قُرط في الأذن طَلُّها

جادها الماءُ قبلةً ... ومضى يستقلها

وانبرى البلبل الود ... يع لها يستغلها

فكأن الحياة ثمَّ ... تَ للحب. . . كلها

أنا في نشوة أحدّ ... ث نفسي بما أراه

وأرى ملء ناظر ... يّ حياة - هي الحياة

تحت ظل يكاد يش ... تعلُ الزهر في مداه

وسكونٍ يمدُّه ... بلبلٌ بالذي شداه

وكأنَّ الوجودَ يب ... سم حولي بما حواه

وإذا بي أحسُّ خل ... في حراكاً على المياه

فتلفتُّ مستري ... باً إلى النهر. . . من أتاه

آه. . . ماذا شعرتُ في ال ... إثر تحت الضلوع. . . آه

وتواريتُ في الصخو ... ر وجانبتُ حدَّها

وسددتُ الصدوع حو ... لي ما استطعتُ سدها

حذراً أن تنمّ بي ... قبلَ أن أستجِدها

نظرةً كالوميضِ تب ... تدرُ العينُ ردها

لا تسلني بمن رأي ... تُ فأضمرتُ ودها

إذ تمثَّلتْ كالشعا ... عِ على الموج قدها

يتهادى منعَّماً ... فترى الماَء ضده كلّما دافعتَهُ جلَّ ... لَ بالشعرِ خدها

فتمنَّيتُ لو دنت ... لي قريباً كما هيه

فأرى شعرَها يبلّ ... لها وهي عاريه

وأرى طرفَها تصّ ... دُّ به صدَّ عافيه

وأرى في تورَّدِ الخ ... دِّ أَشياَء ثانيه

وأرى حُقَّتين وسَطَ ... هما بعضُ غاليه

تستمرّانِ في النهو ... ضِ وإن تَحْنُ جاثيه

وأرى الماَء قد كسا ... ها على المتن حاشيه

فغدت من مهابةِ ال ... حسنِ تبدو ككاسيه

وانثنت نحو ناتئٍ ... فانثنى الموجُ صفَّها

ترتمي فوقَ صدرِه ... بيدٍ. . . ما أخفها

فاستوت عنده بحي ... ثُ ترى العينُ نصفَها

فأمرّت على السوا ... لفِ بالرفقِِ كفها

تنقضُ القطرَ عن غزي ... رٍ من الشعرِ لفها

ثم قامت فطوَّقَ ال ... ماءُ كالرَيْطِ خلفها

غير أنّي غضضتُ طر ... فيَ عن أن يشِفها

هي حوريَّةٌ من ال ... إِنسِ. . . والماءُ زفها

وتخيّلتُ أنني ... قائمٌ في جِوارها

حينَ تنسابُ بالحري ... رِ - وإن لم يُوارها

حولَ ساقَين عاطِلي ... ن - يد في سوارها

ثم تحنو لترتدي ... ما نضت من وقارها

فإِذا عادلت به ... سرَّةً في مدارها

أرسلت ظُلمةَ القمي ... صِ على ضوءِ نارها

وإذا ما مشت تموَّ ... جَ ما في صدارها

فتثنَّى عليهما ... فضَلةً من خمارها واكتست. . . ثم أبصرتْ ... بي عندَ انحدارها

فاستَفزَّت. . . كأنها ... صُورةٌ في إطارها

(البحرين)

إبراهيم العريض