مجلة الرسالة/العدد 252/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 252/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 02 - 05 - 1938



وزارة المعارف وجائزة نوبل

رأت وزارة المعارف أن تعمل على حث المؤلفين المصريين على الاشتراك في جوائز نوبل جهد الطاقة، ومهدت لذلك بأن فكرت في أن تكل إلى الشعبة المحلية للمعهد الدولي للتعاون الفكري في مصر مراقبة ما ينشر كل عام من المؤلفات والبحوث العلمية والأدبية التي تمتاز بالدعوة إلى تحقيق المثل الأعلى في الحياة الإنسانية وتخصيص جائزة محلية كل عام لصاحب احسن كتاب يمتاز بالطابع المشار إليه توطئة للاشتراك في مسابقة نوبل العالمية

وترى وزارة المعارف أنه يجب على أغنياء المصريين أن يساهموا بنصيبهم في هذا الباب، فليست التبرعات وقفاً على إنشاء المساجد والمستشفيات وتقديم الكؤوس للألعاب الرياضية، وإنما يجب أن توجه أيضاً إلى تشجيع الإنتاج الأدبي والفني بأن يقوم الأغنياء بوقف جوائز شعبية باسمهم إلى جانب الجوائز الحكومية

ويمكننا تلخيص الشروط لجائزة نوبل فيما يلي:

1 - ليس من حق الأكاديمية السويدية أن تتخذ الخطوة الأولى في الترشيح للجائزة مهما تمتع الشخص بالمؤهلات اللازمة وإنما يجب أن تنتظر حتى يقدم إليها الاسم طبقاً لأحكام مؤسسة نوبل

2 - لا يشترط من جهة المبدأ أن تترجم مؤلفات الترشيح للجائزة، لأن بالأكاديمية السويدية خبراء في اللغات المختلفة. كذلك لا يشترط أن يكون لهذه المؤلفات جمهور كبير من القراء فقد حدث أن منح الشاعر الفرنسي (مسترال) جائزة نوبل سنة 1904 مع أنه كتب مؤلفه بلغة مقاطعة البروفنس وهي لغة يتكلمها عدد محدود جداً من الفرنسيين

3 - تمنح جائزة نوبل الخاصة بالآداب لمن يصنف مؤلفاً في السنة السابقة للطلب مباشرة يعود بالنفع على الإنسانية ويقودها إلى المثل الأعلى؛ غير أن اختيار هذا المؤلف قد يكون فوق الطاقة لكثرة ما ينشر من المؤلفات الأدبية في كل عام

ولذلك يمكن القول بأن هذه الجائزة أصبحت تعطي مكافأة على إنتاج نوابغ الأدباء في كل حياتهم إذا امتازت بقربها من المثل الأعلى ميزانية التعليم

خصص لميزانية وزارة المعارف في السنة المالية الجديدة أربعة ملايين و356 ألف جنيه بزيادة قدرها 336 ألفاً و500 جنيه تقريباً على ما كان مخصصاُ لها في الميزانية السابقة

وفيما يأتي توزيع هذا المبلغ على أنواع التعليم المختلفة

شؤون التعليم - للإدارة العامة والبعثات العلمية 320 ألف جنيه وللمدارس العالية 376 ألفاً، وللتعليم الثانوي 74 ألفاً وللتعليم الابتدائي للبنين 688 ألف جنيه، وللتعليم الفني 514 ألفاً ولمدارس البنات 384 ألفاً وللتعليم الأولي مليون و442 ألف جنيه وللفنون الجميلة 47 ألف جنيه

الإعانات - وبلغت قيمة الإعانات المقرر منحها في العام الجديد مليون و194 ألف جنيه وهي:

269 ألف جنيه للجامعة المصرية و826 ألفاً لنفقات التعليم لمجالس المديريات و65 ألفاً للتعليم الثانوي الحر للبنين ومثلها للتعليم الابتدائي الحر وكانت في العام الحالي 32500 لكل منهما و54 ألفاً لمدارس البنات الحرة وكانت 27 ألفاً في العام الماضي و10 آلاف جنيه للمدارس الأولية الحرة و8500 جنيه للمدارس الصناعية والملاجئ و250 جنيهاً لمدارس الصناعات الحرة النسائية و15 ألف جنيه للجنة الأهلية الرياضية البدنية ومثلها للفرقة القومية للتمثيل و4800 جنيه للمدرسين الصناعيين بالإسكندرية

و3500 جنيه لدار الكتب الملكية و6500 جنيه لدار التمثيل الملكية و2000 جنيه لجمعية محبي الفنون الجميلة و2330 جنيهاً للمدرسة الفاروقية البحرية و1500 جنيه لكل من الجمعية الملكية الجغرافية والمجمع العلمي المصري و1200 جنيه لكل من الجمعية الطبية ومرتبات الطلبة في المدارس الصناعية و2300 لمعهد الطلبة المصريين بلندن و500 جنيه لكل من الجمعية الرمدية ومعهد التعاون الفكري وجمعية علم أوراق البردي و450 جنيهاً للجمعية الجغرافية الملكية و700 جنيه إعانة فرقة الكشافة والمرشدات و400 جنيه لكل من معهد التربية الدولي بسويسرا والأندية الفنية و300 جنيه لنادي الألعاب الرياضية و200 جنيه لكل من المجمع المصري للثقافة العلمية وجمعيتي المعلمين الملكية والموسيقى المصرية ومدرسة جبل سينا والنادي الرياضي المصري ببرلين وجمعية الفنانين المصريين ومرتبات لطلبة دار العلوم و25 ألفاً مصاريف المدارس التابعة للسكك الحديدية وخصص لجوائز الطلبة 950 جنيهاً علاوة على 300 جنيه لجوائز التفوق

ومما يلفت النظر هنا أن الإعانات - على ضخامة المبلغ المرصود لها والذي يزيد على ربع ميزانية المعارف كلها - لم ينظر فيه إلى ما ينبغي لتشجيع الأدب والتأليف، فليس فيها شيء مقرر لتشجيع ذوي المواهب من المؤلفين ورجال الآداب، على حين تكثر الآلاف لتشجيع الرياضة البدنية والنوادي والجمعيات؛ وتلك ملاحظة نسوقها إلى وزير الأدباء معالي الدكتور هيكل باشا

الثقافة الموسيقية في مصر

تشتغل وزارة المعارف، بإعداد مشروع واسع النطاق، يتجه إلى رفع مستوى الثقافة الموسيقية بصفة عامة، وذلك بإقامة دراسات تثقيفية للموسيقيين المحترفين الذين يزاولون تلك المهنة، ينتظم فيها الراغبون في زيادة ثقافتهم الموسيقية بالمجان. وستكون تلك الدراسات في إحدى مدارس الوزارة بالعاصمة.

وتلقى تلك الدروس في مساء يومين من كل أسبوع. وهي دراسات لجميع المواد الموسيقية التي يحتاج إليها رجل الموسيقى في مزاولة مهنته، والى جانب هذا تدرس اللغة العربية والخط

وتقرر أن توزع برامج الدراسة على عامين تعقد الوزارة في نهايتهما امتحاناً يمنح الفائزون فيه درجة في الموسيقى

وستشرع الوزارة في تنفيذ هذه الخطة ابتداء من أول أكتوبر القادم على أن يشرف حضرة مدير إدارة التفتيش الموسيقي بالوزارة على هذا المشروع

الموسيقى العربية للبارون رودولف ديرلانجيه

لا يتلفت أحد منا إلى التراث العلمي الذي خلفته الثقافة العربية إلا تحسر على نصيبه من الإهمال. والحق أن نواحي جمة من ذلك التراث أصبحت موضع بحث وتنقيب، إلا أنها لا تظفر بما يليق بها من العناية. وفي مقدمة تلك النواحي الموسيقى. على أني لا أجهل أن نفراً من المشتغلين بالموسيقى عندنا مثل الأستاذ كامل الخلعي والأستاذ منصور عوض راحوا ينظرون في بعض أوضاع الموسيقى العربية بدراية، كما أني لا أجهل أن فئة من المستشرقين كتبوا رسائل عالجوا فيها تاريخ الموسيقى العربية وخصائصها، أذكر منهم: ولاسيما

ولكن النظر في أوضاع الموسيقى العربية والإلمام بتاريخها وخصائصها لا يزالان على شيء من الاضطراب. ذلك بأن المصادر العربية الخاصة بالموسيقى تكاد تكون كلها مطوية. وأعني بالمصادر هنا تلك التي أجراها أصحابها على الطريقة العلمية. وأما المصادر الأخرى وعلى رأسها كتاب الأغاني لأبي الفرج فإنما تسوق الأخبار المتصلة بالموسيقى وإن اندست في تلك الأخبار مصطلحات وفوائد علمية

والحاصل أن في نشر أمات تلك المصادر خيراً وأن في بحثها بحثاً مطرداً فائدة جليلة. كل هذا لم يفطن له معهد الموسيقى العربية القائم في مصر لأنه بينه وبين العلم الخالص أشياء، ولكن الذي فطن له رجل أجنبي عنا هو: البارون رودولف ديرلانجيه رحمه الله

وضع البارون خطة سديدة إذ رأى أن ينقل المؤلفات الجليلة إلى اللغة الفرنسية ثم يلحقها بمجمل شامل يعرض نواحي الموسيقى العربية علماً وعملاً.

وقد ظهر المجلد الأول من هذه المجموعة سنة 1930 مطوياً على الجزء الأول والثاني من (كتاب الموسيقى الكبير) للفارابي وهذا المجلد الثاني فيه الجزء الثالث من كتاب الفارابي ثم رسالة في الموسيقى من كتاب (الشفاء) لابن سينا. ويتناول الجزء الثالث من كتاب الفارابي التأليف الموسيقي من لحن وإيقاع وقرع ومن الجموع الكاملة والناقصة والمتلائمة والمتنافرة. وأما رسالة ابن سينا ففيها مباحث في الصوت وسببه وثقله وحدثه، وفي الأبعاد وتقسيمها وتجزئتها وتضعيفها، وفي الإيقاع وفي الشعر وأوزانه

ثم إن في مختتم هذا المجلد حواشي يشرح فيها بعض الملتويات ويلوح فيها إلى الأصول اليونانية

وعسى أن يواصل أصحاب البارون ديرلانجيه وأعوانه نشر المجموعة، فالعالم العربي المهذب يرقب رسائل الكندي صفي الدين وعبد الحميد اللاذقي وغيرهم. ولا يفوتني أن ارغب إلى من سيتم نشر المجموعة أن يعمل كتاباً قائماً برأسه يثبت فيه المصطلحات الموسيقية الواردة في التآليف العربية مع ما يراد منها في اللغة الفرنسية حسبما نقل. وفي ظني أنه يبذل بهذا ما لا ينهض به شكر؛ ذلك بأن اللغة العربية لهذا العهد مفتقرة إلى التعابير الفنية والاصطلاحات العلمية

بشر فارس

الفلم المدرسي ونصيب مدارسنا منه

يرجع الفضل في استخدام السينما في المدارس إلى المستر بروس وولف بعد الحرب الكبرى مباشرة (1919) حين وضع - بمساعدة زوجته - أفلامه المدرسية الناجحة: معركة جنلند بين الأسطولين الإنجليزي والألماني، وغزو اللنبي لفلسطين، والحرب بين آلهة الخير وآلهة الشر. . الخ وقد لقي المستر وولف من إقبال المدارس وتعضيد الحكومة ما جعله يبتكر من الأفلام ما هو الآن ضرورة من ضرورات الحياة المدرسية في إنجلترا. بل لقد عظم أثر هذه الأفلام لدرجة أنها توجه التعليم وجهات خاصة في بعض الأحيان. وقد كان أول أفلام مستر وولف فلماً مساحياً على السطوح والدوائر والمثلثات. . . الخ. وبالطبع لم ينجح هذا الفلم ولذا آثر الأفلام الأفلام الجغرافية والتاريخية بعد ذلك. وقد أشرنا في هذا الباب إلى الفلم التربوي الذي قامت به شركة الفحم الإنجليزية والذي كان له أكبر الأثر في تحسين أسلوب المعيشة والتربية في البيئة الإنجليزية

هذا في إنجلترا. . . فماذا عندنا في مصر؟ لقد كانت وزارة المعارف تحض على استعمال السينما في المدارس، فأين هي الأفلام المدرسية التي عرضت؟ لقد قامت وزارة الصحة بعرض بعض الأفلام السقيمة للتنوير العام، فلم يكن لها أي أثر، وهكذا صنعت وزارة الزراعة. . . ولسنا ندري ماذا يمنع وزارة المعارف من إلقاء مهمة إخراج أفلام مدرسية على عاتق ستوديو مصر على أن يعاونه معهد التربية في ذلك. . . إنها بهذا تفتح حقلاً جديداً لأستوديو مصر وتضمن الأفلام التربوية الناجحة للمدارس المصرية

شذوذ العبقرية في الهند

في الأنباء البرقية أن السيدة سوبارويان قد انتخبت نائبة في البرلمان الهندي عن مدينة مدراس. . . ومنذ شهرين كانت تزور مصر إحدى الزعيمات الهنديات فلم يمنعها زهوها الوطني أن تعير نساءنا المصريات بتخلفهن عن أخواتهن الهنديات في مضمار الحياة، لأن المرأة الهندية قد نالت من الحقوق المدنية ما لا تزال المصرية تحلم به وتعتبره طوبى! وقد منع كرم الضيافة السيدة المصرية من الرد على الزعيمة الهندية. . . ونحن من جانبنا لا نجعل لنهضة المرأة الهندية تلك الأهمية التي تصورتها لها زعيمة الهند، ولا يمنعنا من التمسك بهذا الحكم انتخاب السيدة سوبارويان للبرلمان الهندي. ونحن إنما نستند في رأينا إلى التقاليد والعادات والمعتقدات الهندية نفسها. فالمرأة الهندية تشارك الرجل في التطهر ببول البقر وتقديس البقرة كما تشاركه في إذلال الأنجاس وتفضيل الفئران عليهم. وقد كان خيراً للهند ألف مرة لو عملت نائبة مدارس في محاربة الآفات الهندية ولم تقحم نفسها في الميدان السياسي. . . وتعليل هذا بسيط. . . فالبيئة الهندية مشهورة بالشذوذ ولاسيما في خلق العبقرية. . . فالهند الفقيرة المجدبة من الثقافة قد أعطت العالم رجالاً أفذاذاً عبقريين في ثقافتهم وفي عملهم كالشاعر المسلم المرحوم إقبال والشاعر الهندوكي طاغور والمرحوم أدجاديز بور العالم النباتي. . . ثم السياسية سوبارويان، ومن أجل ذلك فنحنن متفائلون جداً بنهضة المرأة المصرية ولو لمت تدخل البرلمان

تركيا والإسلام

أدلى السيد إسماعيل ولي الله الصحفي الهندي والمحرر بجريدة (انديان نيوز) التي تصدر في دربان بجنوب إفريقية إلى جريدة (جمهوريت) لدى عوده إلى بلاده بما يأتي: (قبل أن أحضر إلى بلادكم طفت ببلاد العرب ومصر وسورية. وقصدي أن أعرف بتركيا العالم الإسلامي في الشرق بحيث أقوم الرأي الخاطئ الذي كونه عنها. لقد اقتنعت كل الاقتناع منذ اليوم الأول لوصولي إلى مدينتكم بأن الأتراك - على نقيض الدعايات السلبية التي راجت عنهم في العالم الإسلامي - لا يزالون مسلمين كما كانوا في الماضي، وإنكم مع محافظتكم على إسلامكم قد كيفتم أنفسكم وفق مقتضيات الحضارة الأوربية. وإنا لنرجو أن يجرب جميع مسلمي الشرق هذه التجربة التي نجحت فيها تركيا. إن عدد مسلمي جنوب إفريقية يبلغ 12 مليون نسمة منهم 8 ملايين من أهل البلاد الأصليين ومليونان من الأوربيين و150 , 000 من المسلمين. أما الباقون فصينيون ويابانيون وأفراد من أجناس مختلفة. وينقسم المسلمون إلى فريقين أحدهما فريق المسلمين الهنود أمثالنا الذين يقطنون البلاد منذ ستين عاماً. والآخر هو فريق المسلمين المولودين في جاوا - وهذه المناطق سريعة التقدم وأهم إنتاجها الذهب. ويعنى المسلمون الهنود بالتجارة ويمارسون المهن الحرة

ونحن مسلمي جنوب إفريقية الهنود نشعر نحو تركيا بحب عظيم، ومرشدكم العظيم أتاتورك شخصية عظيمة يعجب بها العالم أجمع. ولقد ظهرت في جريدتنا عدة مقالات عن زعيمكم العظيم. وإنا لعظيمو الارتياح نحن المسلمين إلى ما أحرزته تركيا من أسباب التقدم. وآمل أن يحقق وطنكم لنفسه حياة رغيدة. إن هذه أول مرة وطئت فيها أرض تركيا والأثر الذي خلفته في نفسي هذه الزيارة هو إن الجميع هنا يعملون بنشاط ولا يتمرغون في حمأة الخمول كما كانت الحال في عهد السلطنة

كتابان فرنسيان عن مصر

نال المسيو جان مازويل الأستاذ بالجامعة المصرية الميدالية الفضية من الجمعية الجغرافية بباريس وجائزة ألكسندر اكمان للكتابين الذين تقدم بهما إلى (السوربون) ونال بهما لقب الدكتوراه. وهذان الكتابان يدوران حول بعض المسائل الجغرافية الطبيعية والاقتصادية المتعلقة بمصر إبان حكم والي مصر الكبير محمد علي باشا، وقد بحث المسيو مازويل في أول هذين المؤلفين عن الاكتشافات العظيمة في صحراء العرب وبلاد النوبة، وتكوين برزخ السويس وأعمال الري والصرف وقناطر الدلتا

ودرس في مؤلفه الثاني زراعة قصب السكر وأنواع السماد، كما تحدث عن السكر في مصر من الناحية الاقتصادية وأظهر الدور المهم الذي يؤديه محصوله

تصويب

كتب (أستاذ جليل) في العدد السالف من الرسالة، ينبهني إلى خطأ وقعت فيه عند الحديث عما كان بين الرافعي والعقاد حول مقالة الرافعي عن شوقي في المقتطف سنة 1932؛ والصواب ما قال الأستاذ الجليل؛ فإن مدار الحوار بين الأديبين كان حول تخطئة الرافعي لشوقي في رفع جواب الشرط من قوله:

إن رأتني تميل عني كأن لم ... يك بيني وبينها أشياء

وكان رد الرافعي على العقاد - لتقرير هذه المسألة من مسائل النحو عندما يكون فعل الشرط ماضياً، وفي هذا الرد كان ما كان من رأيه في المتأخرين من علماء النحو.

ولقد نبهتني كلمة الأستاذ الجليل إلى شيء كنت أنسيته؛ ذلك أن تخطئة الرافعي لشوقي في الابتداء بالنكرة من قوله:

ليلى! منادٍ دعا ليلى فخفّ له ... نشوانُ في جنبات الصدر عربيد

لم تكن مما كتبه للمقتطف، ولكنه نشرها في عدد يناير سنة 1933 من مجلة (ابولو) في الرد على الأستاذ علي محمد البحراوي في مقال تناول به مقاله للمقتطف عن شوقي؛ ثم كان جدال بين الرافعي وأديب من أدباء العراق حول تخطئة شوقي في هذا التعبير، وتنقل هذا الجدل حيناً بين أبولو والمقطم. . .

هذا صواب ما اشتبه علي عند رواية هذا الخبر، أشكر للأستاذ الجليل أن نبهني إلى إثباته؛ وعذري في هذا الاشتباه أن الجدال في هاتين المسألتين كان يدور حول محور واحد، هو مقالة الرافعي في المقتطف، فاختلط في ذاكرتي شيء بشيء

محمد سعيد العريان

شكر واعتذار

استدرك الصديق الدكتور ناجي على كلمتنا عن هوكسلي بعض مآخذ سماها أخطاء، وكان قليل جداً من حسن التفات الصديق يكفي لإدراك أن ما ند قلمنا فيه جاء عن طريق السهو، فقد وضعنا أليس مكان جويس في الإشارة إلى قصة أوليسيز، وقد كتبنا عن هافلوك أليس وجيمس جويس أكثر من عشرين نبذة في بابي (من هنا ومن هناك) و (البريد الأدبي) وكتبنا عن أوليسيز لجويس أكثر من مرة، ومن الأعداد التي نذكرها في ذلك (150 - 153 - 154) وذلك عقب نشر القصة. أما أن هوكسلي هو حفيد هوكسلي الكبير أو ابنه فما ذكرت هو الذي أعرفه، وقد ثار جدل في ذلك بيني وبين الصديق الكبير الأستاذ سلامة موسى فأقنعني أنه ابن هوكسلي الكبير وليس حفيده، وتشبث بذلك فأثبته في كتابه القيم (في الأدب الإنجليزي الحديث ص 93) فقد ولد هوكسلي الكبير سنة 1825 وتوفي سنة 1895، وقد نيف هوكسلي الصغير على الخامسة والأربعين ومن هنا كان اقتناعي بما ذكر الأستاذ سلامة. . . على أن ملاحظة الدكتور قد أثارت في فضولاً غريباً جعلني أكتب إلى ألدوس هوكسلي أسأله في ذلك (!!) أما كتاب رقصة الحياة فأكبر ظني أنها غلطة الصفاف (المحترم) الذي جعلني مرة أقتل ولز لأن حضرته أغفل سطراً بأكمله فأوقعني بغفلته في (شر أعمالي!)

ولكن يا دكتور ناجي! لي رجاء بعد ذلك. . . هل تتفضل بتسجيل ملاحظاتك الأدبية القيمة على صفحات الرسالة بالنيابة عني حتى يأذن الله بشفائي مما أصبت به وسأستشيرك فيه!

الشاكر لك

صديقك المجهول

حول كلمة (هال. ها)

سيدي الأستاذ الفاضل محرر الرسالة

قرأت في عدد الرسالة الماضي قصيدة (البعث) وقد أعجبني استيعاب الشاعر محاسن الربيع ومناحي المجال فيه كما طربت لقوة مبناها وغناها باللفظ الجميل كما يغنى الربيع بالورد الناضر والزهر الباسم. إلا أنه لفتتني فيها كلمة (هال. ها) وتعليق الشاعر الفاضل عليها أنها كلمة نداء مرحة ابتدعها الأستاذ أبو حديد وتقوم مقام كلمة - الإنجليزية، وأخشى أن هذا التعليق بعيد عن الصواب. فالكلمة الإنجليزية ليست نداء مرحاً وإنما هي تعبير يقال عند خيبة الأمل أو انكسار النفس من الحزن أو الأسف أو ما إليها

على أن ابتداع الأستاذ الفاضل أبي حديد لكلمة (هال. ها) لتقال في معرض المرح لم يبلغ من التوفيق ما يجيز استعمالها في هذا المعنى. فكلمة (هال) تقال لزجر الابل، وذلك بعيد عن المعنى الذي يقصده الشاعر

والله يحفظ السيد الجليل

محمد عبد الغني حسن

تاريخ الأمة المصرية

أثنى المسيو جابرييل هانوتو في الأكاديمية الفرنسية على الجزء الرابع من كتاب (تاريخ الأمة المصرية) وهو الذي ينشره برعاية جلالة ملك مصر

وقد خصص هذا الجزء للفتح العربي من سنة 642 ميلادية إلى الفتح العثماني في سنة 1517 وهو من تأليف المسيو جاستون فييت مدير الآثار العربية في القاهرة