مجلة الرسالة/العدد 262/أحمد الإسكندري بك

مجلة الرسالة/العدد 262/أحمد الإسكندري بك

ملاحظات: بتاريخ: 11 - 07 - 1938



بمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاته

1875 - 1938

بقلم تلميذه وصهره الأستاذ محمد أحمد برانق

أتصل بي كثيرين من الأدباء الذين يقدرون المغفور له الأستاذ أحمد الإسكندري قدره، ويقرون له بالفضل (وبخاصة أدباء لبنان وفلسطين وغيرهما من الأقطار الشقيقة)، وطلبوا إلى أن أقدم لهم كلمة في تاريخ حياته، موجزاً عن آثاره العلمية والأدبية، ليكون نواة لما يقال عنه في حفلة تأبين يقيمها أدباء بيروت، ولما يلقى من محطة الإذاعة في فلسطين، ولكن شدة وقع المصيبة كاد يصرفني عن كل شيء حتى هذا، إلا أني غالبت ذلك الضيق الذي أحس مرارته في نفسي، واستطعت أن أكتب ما أرجو أن يكون فيه بعض الغناء إلى حين، حتى إذا أمكنتني الفرصة من وضع يدي على آثاره الأدبية المخطوطة، جلوتها للأدباء، وفاء له، واعترافاً بفضله.

نشأته:

صدر العلماء، وغرة الأدباء، وباقعة عصره - أحمد بن علي عمر الإسكندري، ولد في مدينة الإسكندرية في 26 فبراير سنة1875، تعهده أبوه بالتعليم، وبعد أن حفظ القرآن وأجاده التحق بالمعهد الديني بالإسكندرية المعروف بجامع الشيخ. وأكب على التحصيل، ولكن مناهج التدريس لم تشبعه، فكان يقرأ الكتب التي تقع تحت يده، ومنها قصص عنترة، وأبي زيد، وسيف بن ذي يزن وألف ليلة وليلة، ونحوها، فأولع بالأدب، وقرض الشعر يافعاً، وعرفه بعض أبناء الأعيان المتأدبين، ولكن الأفق العلمي في الإسكندرية أصبح محدوداً أمامه، فرغب في النزوح إلى القاهرة حيث الأفق أوسع، ولكن والده لم يوافقه؛ إلا أن الهمة البعيدة الموهوبة، تفك القيود، وتحطم الأغلال، وتحتال لتقهر كل صعب، فصمم الغلام أحمد الإسكندري على الرحلة إلى القاهرة، وجمع كتبه وحزمها، وخرج في غفلة من أهل الدار، وليس في جيبه إلا دريهمات كان قد ادخرها، وصحبه في سفره اثنان لا أذكر اسميهما، أما أحدهما فإنه تخلف في حدود الإسكندرية، وأما الآخر فأنه صحب أحمد و مركباً يسير في ترعة المحمودية حتى وصلا إلى مدينة كفر الزيات. وهنا نفذ زادهما ودريهماتهما، فعاد الرفيق إلى الإسكندرية، أما هو فأن عزمه حديد لا يفل؛ فقد حمل كتبه على ظهره، ومشى على قدميه من مدينة كفر الزيات حتى وصل إلى القاهرة وهو حدث.

والتحق بالأزهر ليتلقى علوم اللغة والدين. وفي سنة 1894 التحق بمدرسة دار العلوم، وكان أصغر زملائه سناً، وأنبههم ذكراً، وأوسعهم معرفة. وكان من عادة المدرسة حينئذ أن تعقد في أول كل سنة دراسية اختباراً عاماً لطلبة المدرسة في كتب تعينها لهم، ثم في المعلومات العامة، فكان الإسكندري في كل عام فارس الحلبة الذي لا يدرك، فتخصه المدرسة بجوائزها

وكان أيام الطلب مبرزاً في مادة الإنشاء بديع الصنعة، مليح الصيغة. كتب أول أمره على الطريقة الشائعة إذ ذاك، وهي طريقة السجع، وله موضوعات كانت موضع إعجاب أساتذة الإنشاء في عصره، فأطروها ونشروها منسوبة إليه في كتب لهم؛ ولعل من هؤلاء الشيخ مفتاحاً - إن لم تكن الذاكرة قد خانتني - فإنه نشر له موضوعاً في وصف قنطرة قصر النيل (الخديوي إسماعيل الآن) في كتاب له

تخرج في دار العلوم سنة 1898، واشتغل بالتدريس في المدارس الأميرية، ثم كان ناظراً لمدرسة المعلمين في الفيوم والمنصورة؛ وفي هذه الأثناء ظل على نشاطه الفكري، فأخذ من محاسن الآداب بأوفر حظ.

في دار العلوم

في سنة 1907 انتقل إلى دار العلوم لتدريس مادتي الإنشاء والأدب العربي وظل يزاول ذلك العمل بتلك المدرسة زهاء سبعة وعشرين عاماً، ألف في أثنائها كتاباً عن الأدب العربي في العصر العباسي، أجمع الأدباء على أنه كان المعين الذي استقى منه جميع من بحثوا في تاريخ الأدب من بعده. وضع لطلبته مذكرات في العصور الأخرى، كانت وما تزال عدة الطلبة، يجدون فيها طلبتهم فيستعينون بها على تهيئة أنفسهم لأن يكونوا أدباء باحثين لما تحتويه من الحقائق العلمية والفنية الخالية من الزخرفة والتهويل، ولأنها ترسم لهم طريق البحث في أحدث صورة. وكان منهج تاريخ الأدب في دار العلوم يحتوي فوق النظريات العامة تراجم كثيرة لعدد كثير من الكتاب والشعراء والخطباء والعلماء وغيرهم؛ فكانوا يضطرون إلى وضع مختصرات تشبه المتون؛ وهذا لا يعلم الطلبة، ولا يربي فيهم ملكة البحث فاقترح - رحمه الله - أن يكتفي بدراسة بضع تراجم بحيث يدرس المترجم دراسة تفصيلية تحليلية وافيه، يرى فيها الطلاب نبراساً يهتدون به إذا حاولوا مزاولة البحث أو تصدوا لاستقصاء أي عمل علمي؛ وحمل هو هذا العبء بادئاً ونهض به. وكان من حسن حظي أن كنت من أول من تتلمذوا عليه حين زاول هذا العمل، فاستفدنا منه أجل فائدة، وهو أول من اقترح تدريس فقه اللغة في مدرسة دار العلوم، وكان غير معروف من قبل في المدارس المصرية. وتقدم لعمل المنهج، وحمل عبء تدريسه، فقسمه قسمين: قسم فلسفي نظري يتعلق بنشأة اللغات والاشتقاق والنحت واختلاف اللهجات وغير ذلك؛ وقسم نظري يتعلق بوضع الألفاظ اللغوية للمسميات، وكان مجدداً في ذلك، فوفقه الله كل التوفيق، وجاء من بعده فاهتدوا بهديه، وساروا في نهجه.

وفي سنة 1922 عرض عليه موظف كبير كان بوزارة المعارف أن يزج بنفسه في المعترك السياسي، وأن يحرر مقالات ينشرها في الصحف اليومية، يؤيد بها حزباً معيناً، فأبت عليه نفسه أن يفعل، محتجاً بأن العلماء أحرى بهم ألا يكونوا ساسة، وأن ما يتطلبه العلم من الأخلاق غير ما تتطلبه السياسة.

وجميع من تخرجوا في دار العلوم من سنة 1907 إلى سنة 1934 تتلمذوا عليه ما عدا فرقتين اثنتين.

في الجامعة

وفي سنة 1933 اختير أستاذاً للأدب العربي بقسم اللغة العربية بكلية الآداب، فاضطلع بذلك العمل على أكمل وجه وأتمه، فأحبه تلاميذه، وأقبلوا عليه، وأفادوا منه.

في المكتب الفني

وفي سنة 1935 كتب إليه وزير المعارف إذ ذاك خطاباً يخبره فيه أنه يريد أن ينتفع بعلمه الواسع وتجاربه الطويلة في المكتب الفني في وزارة المعارف، فكان فيه عضواً عاملاً؛ وكانت له مشاركة تامة في وضع مناهج اللغة العربية للمدارس الابتدائية والثانوية، وفي مراجعة الكتب العربية لهذه المدارس.

في المجمع اللغوي

عندما أنشئ المجمع اللغوي الملكي في 13 ديسمبر 1932 وقع عليه الاختيار ليكون عضواً من أعضائه. وإن من يراجع محاضر جلسات المجمع في سنواته الخمس، يجد أنه كان المحور الذي تدور حوله المقترحات والمناقشات، فكان بحق كما وصفه بعض العارفين: (مخ المجمع). ولما تكونت اللجان الفرعية ساهم في أكثرها، فكان عضواً في لجنة الرياضات، ولجنة العلوم الطبيعية والكيمائية، ولجنة علوم الحياة والطب، ولجنة المجلة، ولجنة خزانة الكتب، ولجنة الميزانية، ولجنة الأصول العامة، فكان عضواً في سبع لجان من إحدى عشرة لجنة.

تعصبه للغة العربية

كان يحب اللغة العربية ويتعصب لها تعصباً جعله يصف من يتهاون في أمر من أمورها بالزندقة والإلحاد. وكان يعتبر التساهل وفتح الباب للغات الأجنبية، لغزو اللغة العربية، جريمة شنيعة ومن يرجع إلى محاضر جلسات السنة الأولى للمجمع اللغوي يجد أنه جاهد جهاداً شديداً حتى جعل المجمع يوافق على عدم اللجوء إلى التعريب إلا لضرورة قصوى. وكان يعجب من القوم الذين يعيبون على المجمع استعمال ألفاظ غريبة لمسميات جديدة، لأنه كان يرى أن هذه الألفاظ وإن بدت غريبة الآن فإنها بالاستعمال والمران تسهل على السمع وتجرى على اللسان، وهي أصون للغة من الدخيل. وله في مسألة التعريب مواقف مشهودة وقفها في نادي دار العلوم القديم الذي كان يرأسه المرحوم عاطف بركات باشا، وفي المجمعين اللغويين الأهليين القديمين اللذين رأسهما المغفور له العلامة الشيخ سليم البشري ولطفي السيد باشا؛ ومبدؤه هذا كان يبثه في تلاميذه، ويحضهم على الاستمساك به، حتى لتجد جمهرتهم إن لم يكن كلهم من رأيه ومبدئه.

مؤلفاته

أول كتبه كتاب تاريخ الأدب العربي في العصر العباسي، ثم ألف كتاباً عن اللهجات العامة، قدمه لمؤتمر المستشرقين سنة 1911، ورأيته عنده مخطوطاً ولم يقع نظري عليه منذ سنتين. ثم ألف كتاباً للمطالعة للمدارس الثانوية في عدة أجزاء، وسماه (نزهة القارئ) طبع منه جزءين نفدت منهما طبعات، قررته وزارة المعارف سنة 1934، ولكن أموراً شكلية تتعلق بشروط قائمة بينه وبين (مكملان) حالت دون التنفيذ

وألف كتاباً عاماً في الأدب العربي في جميع عصوره، يقع في بضعة آلاف صفحة، وكان في نيته أن يطبعه، واشتغل في السنة الأخيرة من حياته بوضع مقدمة له وصفها هو بأنها: تقع من تاريخ الأدب موقع ابن خلدون من التاريخ؛ وأعد العدة لذلك، ولكن عاجلته المنية، فاقتطعه دون الأمنية

وله بعد ذلك مؤلفات في فقه اللغة كان يضعها لتلاميذه؛ لكنه لم يجعلها كتاباً عاماً لاعتقاده أن هذا من شئون الخواص. واشترك مع غيره في وضع كتب مدرسية في التاريخ العام وتاريخ الأدب والنصوص الأدبية أكثرها يدرس اليوم. وليس مقام البحث في هذه الكتب ودراستها، ولكنه مجرد سرد موجز لما عمله.

أخلاقه وصفاته وعلمه:

كان هيناً، ليناً، صريحاً، أبياً، عذب الحديث، بارع الجد، حلو الفكاهة، سريع الخاطر، حاضر النكتة، ظريف التفصيل والجملة، ميالا إلى العزلة، فكان يقضي في بيته أياماً لا يبرحه. وكان كثير القراءة، تمر به أيام يقرأ فيها خمس عشرة ساعة أو أكثر في اليوم. وكان سريع التعليق، ويقتني مكتبة عظيمة، وليس فيها كتاب لم يقرأه ولم يعلق عليه.

وكان أهم ما يعني به في قراءته بعد أن استوعب الكتب القديمة مطبوعة وخطية - هو الكتب المترجمة، وكان أول ما يقرأ في الصحف برقياتها الخارجية

أما معلوماته العامة فواسعة المدى، فهو سياسي مع الساسة، وأثري مع علماء الآثار، ومصور مع علماء التصوير، واجتماعي مع رجال الاجتماع، وهو كذلك رياضي وطبيعي وكيميائي ومؤرخ. وكانت له في كل هذه العلوم مشاركة تامة تدل على استبحاره. والموضوعات التي عالجها في كتابة نزهة القارئ، والكلمات التي وضعها في مجلة المجمع، ورسالته الأخيرة التي قدمها للمؤتمر الطبي العربي ببغداد - كل هذا يشهد بأنه كان ذا نشاط جم، وعقل جبار

ومجالسه مع أصدقائه تشهد بما كان له بينهم من جليل القدر وعظيم الأثر. حدثني أحد الفضلاء أنه شكا إليه يوماً تخبط الإنجليزية واضطرابها في شرح نظرية دارون، وأنه تعب كثيرا في التقصي والبحث إلا أنها لم تصر جلية في ذهنه كما يجب، فأفاض الشيخ في شرح هذه النظرية ببيانه المعروف عنه، وتوضيحه وتذليله وتصويره للحقائق في أيسر صورها، حتى ترك صاحبه ومن كانوا معه يقولون: كأن دارون لم يفض بحقيقة نظريته إلا له، فاختصه الله القدرة على تفهيمنا.

وحدث صديق له قال: صحبته وبعض خلصائه يوماً إلى دار الخيالة؛ وما كدنا نصل إليها حتى أبدى أحدنا غرابة مما وصل إليه العلم من عرض الصور الصغيرة وتكبيرها؛ ثم تسجيل الصوت؛ فما كاد يسمع منه ذلك حتى أنطلق يشرح لهم نظريات عن فن التصوير والعدسات وأنواعها وكيفية استعمالها، ثم عن التقاط الأصوات في (الاستوديوهات) وما يعانيه الممثلون والممثلات. والتفت حوله جمع من الناس وأقبلوا عليه بمجامعهم، يستمعون منه، معجبين به، بل ود بعضهم لو أبطل صاحب الخيالة خيالته ليتم له حديثه.

من ذلك تعلم أنه تبوأ مكانه بجدارة بين علماء عصره. وكان ركناً عظيما تعتمد عليه وزارة المعارف والمجمع اللغوي والهيئات العلمية والأدبية.

وكان إذا أراد أن يعالج موضوعاً عالجه غيره من المحدثين لا يطلع على ما كتبه ذلك الغير إلا بعد أن يكتب. وكان في كبره لا يهاجم من يخطئون كما كان يفعل أيام شبابه، ولكنه كان يرد عليهم في أثناء بحثه من غير إشارة إليهم ومن غير أن يمسهم من قرب أو من بعد.

وكان موضع الثقة من كثير من العلماء الأعلام، يراسلونه ويستفتونه في كثير من المسائل التي يشتبه عليهم الأمر فيها، أو لا يهتدون إلى مصادرها، ومن هؤلاء الفضلاء الأب أنسطاس ماري الكرملي؛ فإن رسالاته لم تنقطع عنه حتى في أيام مرضه الأخير. وكان الأب على جلالة قدره يعترف له بالفضل والأستاذية، كما كان يعترف غيره. كتب إليه يوماً يقول: (. . . جاءني كتابك وفيه من سبحات النور ما جعلني أدعو الله أن يزيدك فضلاً وعلماً للمستجيرين بك واللائذين إلى بحر عرفانك الجم. ولو كان في الإسلام في عصرنا هذا عشرة مثلك في مصر. لانتقل الحنفاء جميعهم إلى هذه الديار المباركة للاقتباس من فيض نورك المتدفق. . . الخ).

وكان في جلسات المجمع الأصلية والفرعية إذا أشكل أمر أو أظلمت مسألة خرج هو على الأعضاء بما يزيل اللبس ويكشف الغموض والإبهام. وكانوا جميعاً يعترفون له بالسبق، ويعتبرونه جهيزة تقطع قول كل خطيب. قال الدكتور منصور فهمي بك عضو المجمع اللغوي في معرض رثائه: (. . . إنا أمس الأول - حين جمعتني وبعض زملائك حلقة من حلقات المجمع اللغوي - كنا نقول فيما كنا نتذاكر فيه: انتظروا السكندري، وأرجئوا المسألة فعند السكندري علم ما أشكل علينا، ولديه حل ما استعصى علينا، والآن يموت حلال المشكلات، والمرتجى في اللغة للمستعصيات. . . الخ).

وعندما سافر سنة 1911 إلى مؤتمر المستشرقين في بلاد اليونان بصحبة المغفور لهم: الأمير فؤاد (جلالة الملك فؤاد)، وأمير الشعراء أحمد شوقي بك وأحمد زكي باشا، وحفني ناصف بك، وغيرهم، خطب في موضوع اللغة العربية الفصحى، وقلة انتشارها بين الغالبية العظمى من أهل الممالك الإسلامية المختلفة، وعرض على جماعة المستشرقين استفتاء في رأى المرحوم يعقوب أرتين باشا وكيل وزارة المعارف إذ ذاك، في: (هل يجوز أن تحل في كل بلد لغة أهله العامية - وهي لغة السواد الأعظم - محل اللغة الفصحى في الكتابة، وتستعمل في المخاطبة؟) وذكر لغات البلاد العامية ولهجاتها المختلفة، وأدب كل لغة في نثرها ونظمها، وقرأ ذلك من كتاب له غير مطبوع. . . قال إن يعقوب باشا كلفه بوضعه عن لغات هذه الشعوب الإسلامية العامية، فقضى في بحث هذه اللغات واللهجات بضع سنين، واقتبس منها ما دونه في كتابه المذكور، وهي لغات العامة في بلاد العرب والشام والعراق ومصر وتونس والجزائر ومراكش وغيرها من البلاد التي يتكلم أهلها اللغة العربية بلهجتها العامية الخاصة بها. وقد اهتم المستشرقون بهذا البحث وناقشوه فيه، وقضوا وقتاً طويلاً في مباحثته ومساجلته، ثم انتهوا من ذلك إلى قرار صريح بأن: (اللغة العربية الفصحى هي اللغة التي تصلح للبلاد الإسلامية العربية للتخاطب والكتابة والتأليف؛ وأن من واجب حكومات هذه البلاد أن تعني بنشرها بين الطبقات الشعبية لتقضى على اللهجات العامية التي لا تصلح كلغة أساسية لأمم تجمعها جامعة الدين والعادات والأخلاق). وكان هذا القرار فوزاً بالغاً له سر به المجمع، لأنه كان تعزيزاً لرأيه ضد رأي أرتين باشا، وهو نصير اللغة العامية، وإحلالها محل اللغة العربية الفصحى.

وفاته

وفي منتصف الساعة الخامسة من مساء الثلاثاء 18 من صفر سنة 1357 - 19 من إبريل سنة 1938: لحق بالرفيق الأعلى، على أثر مرض ألزمه الفراش أسبوعين ولم يجد دواء الطبيب، فلكل أجل كتاب:

دخل الدنيا أناس قبلنا ... رحلوا عنها وخلوها لنا

فنزلناها كما قد نزلوا ... ونخليها لقوم بعدنا

محمد أحمد برانق