مجلة الرسالة/العدد 268/لحن جديد

مجلة الرسالة/العدد 268/لحن جديد

ملاحظات: بتاريخ: 22 - 08 - 1938



للأستاذ فريد عين شوكه

أَسْلَمْت لِلْقَدَر الرَّضِىِّ يميني ... فحناَ ولم يُخْلِف عليَّ ظُنُوني

وَمَضى فَوَافَى بي إلى سِيفِ المنَى ... فَلَثَمْتُ طهْر ترابه بجبيني

وَعَبَأْتُ أحشائي بطيبِ نَسيمه ... وكَحَلْتُ بالنُّور السنىِّ جُفوني

وَسَعَيْت في جَنَباَتِه أشكو لها ... عَبَثَ النَّوَى وأَبثُّهُنَّ حنيني

يا طاَلماَ أَمَّلْت حُلوَ لقائه ... فتحَّطَمت دون اللقاء سَفِيني

وظلِلْتُ في بحر الحياة مُغالبِاً ... موجاً يثور عليَّ كالمجنونِ

ما كان أضعفني حِياَلَ كِفاَحِهِ ... لولا المنَى بَرِقَتْ فجنَّ جُنوني

ٍلولا الأمانيُّ العِذابُ وَسِحْرها ... ما عاش هذا الكون بِضْع سِنين

يا مَشرقَ الأمَل الرَّغِيبِ الْمُشْتَهَى ... لا زال فَيْضُ سَناَكَ مِلَْء عُيُوني

لازِلْتَ تُسْعِدُنِي بكل رَجِيَّةٍ ... تَجلُو الأسى عن قلبيَ المحزونِ

بَدِّدْ ظَلاَم اليأس بينَ جَوَانحي ... وَارْدُدْ علىَّ الْبِشرَ غيرَ ضنِين

وانشُرْ شُعاَعاتِ الرِّضى في خاطِرِي ... تُسْكِنْ نَوَزِايَ ثَوْرَتِي وَشُجُوني

ما أَفْسَدَ الأيَّامَ يغمرها الأسى ... فتضيع بينَ شكايةٍ وَأَنينِ

يا قَلْبُ وَافَتْكَ المنَى بَسَّامَةً ... كالْبَدْرِ يَسْطَعُ في الليالي الْجُونِ

فَتَحَتْ ذراعَيْهاَ إِليكَ وَأَقبَلتْ ... فَتَّانَةً تسعَى إِلى مَفْتُونِ

صَفِّقْ لها يا قلبُ بَعْدَ صَباَبَةٍ ... وَاطْفِرْ بها يا قلبُ بَعْدَ سكونِ

وَاغْنَمْ لذاذَتَهاَ وَعُبَّ رَوِيَّهاَ ... عَبَّ الظِّماَءِ وَرَدْن خير مَعَينِ

وَدِّعْ حياةَ الزُّهد فهي ثقيلةٌ ... كالسجْنِ أَعْباَءٌ على المسْجُونِ

وَانْعَمْ فأَيَّام الحياةِ عزيزة ... إِن وَدَّعَتْ أَرخَصْنَ كل ثم