مجلة الرسالة/العدد 275/في السماء
مجلة الرسالة/العدد 275/في السماء
للأستاذ سيد قطب
أيقنت أنبل ما يُجِنُّ ضميري ... وبعثت جوهر عنصري المطمور
فإِذا أنا الروح التي تسمو بها ... دنيا الحياة لأوجها المنظور
وإذا أنا النور الذي تجلو به ... تلك الحياة غياهب الديجور
وإذا أنا الشوق الذي يحدو لها ... فتَغِذُّ بين مسالك وصخور
وإذا أنا الشعر الذي تشدو به ... في نشوة وتجيش بالتعبير
وإذا أنا الخير الممحض والهدى ... والحب والنجوى خلال ضمير
فبأي معجزة كشفت ضمائري ... وجلوت كل محجب مستور؟
وغذوت فيَّ فضائلي ورويتها ... حتى أطلت بالجني المذخور؟
وجعلت من زاد الخلود مطامحي ... وجعلت أشواقي صلاة طهور؟
بالحب والحسن الوديع ونظرة ... بيضاء صافية تريح شعوري
وتُحيل أشواقي رضاء مخلّد ... راض بخلد لم يُشَبْ بقصور
وتحيلني روحاً تَرِفّ على الورى ... كالعطف، أو كالحب، أو كالنور
فإِليك تسبيحي وهمس سرائري ... وإِليك غاية غبطتي وسروري
حلوان
سيد قطب