مجلة الرسالة/العدد 276/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 276/البَريدُ الأدَبّي

ملاحظات: بتاريخ: 17 - 10 - 1938



الدكتور زكي مبارك والشريف الرضي

روى الأديب المشهور الدكتور زكي مبارك في مصنفه (عبقرية الشريف الرضي) هذا البيت للرضي:

والحظوظ البلهاء من ذي الليالي ... أنكحت بنت عامر من ثقيف

ثم قال معلقا: (لما ظهر ديوان زكي مبارك اعترض بعض أدباء العراق على هذا البيت:

لم تنسني فتنة الدنيا وزينتها ... ما في شمائلك الغراء من فتن

وقالوا لا توصف الشمائل بأنها غراء، وإنما توصف بأنها غر، وأطالوا الجدل في مجلة أبوللو، واشترك الأب أنستاس في الجدل، وعارضنا معارضة شديدة في منزل الدكتور بشر فارس، والآن نرى الشريف يصف الحظوظ بأنها بلهاء لأبله، فلينقل العراقيون المعركة إلى شاعر العراق)

قلت: ألا يرى الدكتور أن في البيت خطأ ناسخ أو طابع وأن الرواية الحق هي:

وحظوظ البلهاء من ذي الليالي ... أنكحت بنت عامر من ثقيفِ

فإذا ثبتت هذه الرواية - وهي عندي ثابتة - فقول حضرة البحاثة (الأب أنستاس ماري الكرملي) في (فعلاء أفعل) صفة لجمع - هو القول. وظهير القسيس الفاضل في مذهبه هذا - كتاب الله وحديث نبيه (صلوات الله وسلامه عليه) والأقوال العربية الموثوق بها قاطبة

والأب أنستاس هو أول من نبه على هذه النكتة اللغوية المهمة في هذا العصر

في القصيدة التي منها ذلك البيت هذان البيتان المحكمان:

أمهِل الناقصون واستعجل الده ... ر بسَوقٍ للفاضلين عنيفِ

من يكن فاضلا يعش بين ذا النا ... س بقلب جَوٍ، وبالٍ كسيف

القارئ

مكتبة التلميذ

أخي الأستاذ الزيات

أقدم إليك والى قراء الرسالة ما يأتي: قد يتفق لبعض مفتشي اللغة العربية أن يلاحظوا أن مكتبات المدارس الابتدائية والثانوية لا يوجد فيها من الكتب العربية غير المراجع أو ما لا ينتفع به في الأغلب غير الأساتذة وكبار الطلاب

وقد فكرت مرات فيما ينتفع به التلاميذ والطلاب من أطايب الأدب الحديث، ولكني خشيت ألا أشير بغير الاعتماد على مؤلفاتي ومؤلفات أصدقائي، فما رأيك إذا استشرنا أفاضل الأدباء من قراء الرسالة في اختيار خمسين كتاباً من الأدب الحديث تزود بها مكتبة التلميذ في المدارس الابتدائية والثانوية؟

أرجو أن يتسع المجال لقراء الرسالة ليجيبوا في نزاهة وإخلاص، فقد يكون في أجوبتهم ما ينتفع به المدرسون في تكوين مكتبة التلميذ

زكي مبارك

حول كلمة اللقاء

صديقي الأستاذ الجليل صاحب مجلة الرسالة:

تحية واحتراماً. وبعد فإني أحسبك لم تنس بعد كما لم ينس الأستاذ الفاضل باحث الفالوذج في الرسالة أنه سألني بحضرتك من شهر مضى تقريباً عن كلمة (الُّلقاء) التي جاء بها أبو العلاء في كلام له في كتابه (الفصول والغايات) ثم فسرها بالفالوذج وأنه متشكك فيها، فذكرت له أنها وردت هكذا في نسخة الأصل وهي نسخة جيدة وأني طلبتها في كل مظانها فلم أجدها. وقلت له إن أبا العلاء ربما وجدها فيما وقع له من الكتب التي لم تصل إلينا، ورجحت أنت صحتها للمجانسة اللفظية بين كلمتي (يُلقى) و (لقاء) التي كان أبو العلاء يحرص على أمثالها

هذا ما عندي، وقد كنت أنتظر منه أن يقول (فلست بمنكره في يوم من الأيام) ثم يعقب عليه بما يشاء

محمود حسن زناتي

حول تيسير قواعد الإعراب

حضرة الفاضل الأستاذ (أزهري) نعم يا سيدي الفاضل، إن من مميزات عصرنا الحاضر هو كما تقول: (التهم التي تكال جزافاً) دون دوية ولا إمعان.

وهذه أيضاً من تأثير السرعة التي اقتبسناها ولم نحسن استعمالها. فإن النفوس التي تتهمها (بالجهل والجمود والجحود) تفهم السرعة في المواصلات والسرعة في الإدراك - وسرعة الخاطر -

ولكنها قاصرة عن فهم السرعة في الحكم والدرس والإصلاح خصوصاً إذا تعلق هذا الإصلاح بمستقبل قواعد لغة عدة شعوب وملايين من الناس.

إن (نفسي الجاهلة) لتأخذ على أستاذها الفاضل سرعة الحكم؛ فقد كان من السهل عليه لو تأمل قليلاً أن يدرك أن ليس في ردي عليه استفزاز ولا خلط. ولكني نسبت ما في القواعد من تعقيد وصعوبة إلى المدرسين القائمين بتلقينها للنشء لا إلى نقص في القواعد نفسها. ثم أخذت عليه تغيير الإعراب وبقاء القواعد كما هي، وفي هذا من الخلط والتعقيد ما هو بريء من التيسير. فإذا قلنا مثلاً إن حرف الجر مجزوم وجب أن نحذف من كتاب القواعد أن الحروف مبنية. وإذا سلمنا أن الفعل الماضي منصوب وجب حذف باب (بناء الأفعال). وهكذا يجب تغيير وحذف كل القواعد التي لا تتمشى والأعراب الجديد. وإن كان ذكر النون في جمع المذكر السالم (حشواً لا داعي إليه) فلا أرى ما يمنع حذفها. والمعقول أن ما يعتبر حشواً يمكن الاستغناء عنه. وكما قلت سابقاً إن عملية التيسير أخطر من أن تتم بهذه السرعة، وإننا مسئولون عما نأتيه من تغيير في قواعد اللغة التي ثبتت أجيالا مضت ولم نثبت بعد خطأها ولم نأت بأحسن منها.

لقد طالعت أبحاث أستاذنا المحترم بكل تؤدة وإمعان، ثم بينت لكل اعتراض سبباً منطقياً يقره العقل والفهم. فأين إذن الخلط والسهو من كلامي هذا؟؟ ولو تفضل الأستاذ المحترم وراجع مقالي السابق لوجد أنه مختص بالبحث في عملية التيسير من ناحية صلتها بالنشء. ولا يخفى على الأستاذ الفاضل أن فكرة التيسير لم تنشأ إلا لتسهيل درس قواعد اللغة للطلبة بعد أن لوحظ شدة ضعف المتخرجين في الدراسة الثانوية والجامعية.

وأخيراً لا يسعني إلا أن أشكركم لما نسبتموه إليَّ من جهل. فإنه لفخر لي أن يتهمني عالم جليل بالجهل.

أمينة شاكر فهمي

من المرحوم زكي باشا إلى المرحوم الرافعي

كنت رأيت على مكتب المرحوم الرافعي في سنة 1933 طائفة

من أوراق مخطوطة حدثني هو عنها أنها معجم يؤلفه زكي

باشا وبعث به إليه يستعينه عليه؛ وقد وقعت لي الرسالة الآتية

بين ما خلف الرافعي من رسائل أصدقائه، بخط المرحوم أحمد

زكي باشا، فرأيت أن أنشرها على قراء الرسالة. وهذه الرسالة

مكتوبة على ورقة مستعملة ممزقة الأطراف، يظهر أنها كانت

غلاف رسالة إليه عليها خاتم (حلب)، والمعروف عن المرحوم

أحمد زكي باشا أنه كان يكتب ما يريد أن يكتب على ما تيسر

له من الورق ولو كان ورقة ممزقة من سلة القمامة!

سعيد العريان

عزيزي الأستاذ الرافعي:

كنت كتبت خلاصة وافية عن حرف الألف لوضعها في أول باب الهمزة، ثم عنَّ لي أن أرسلها لرجل في حلب عرفت تعمقه في النحو، وإذا به أعادها إلي مع مقالة أخرى تدل على شدة تقعره، وفاته أن الغرض هو الإلمام بكل أحوال الألف بلا شرح إلماماً قاموسياً

أرجوك نظر المقالين واختار أحدهما مع التنقيح أو التصحيح أو الحذف والزيادة كما تراه، وإبقائه عندك إلى حين رجعتي من الإسكندرية وسلام الله عليك من المخلص

أحمد زكي تدريس اللغة العربية في فرنسا

جاء في بلاغ من وزارة التربية الوطنية أنه أنشئ فرع لتعليم اللغة العربية في مدرسة (سان لوي لي جران) في باريس ومدرسة (بيريه) في مرسيليا

وجاء في هذا البلاغ: أن اللغة العربية سبق أن قبلت على قدم المساواة مع اللغات الأجنبية لا في امتحانات البكالوريا والليسانس فقط بل في امتحانات المدارس العسكرية كمدرسة سان سير وغيرها

والأهمية المتزايدة لأفريقيا الشمالية في الاقتصاد والدفاع الوطني وحاجة فرنسا لأن تنشئ معها علاقات تزداد وثوقا مع الزمن، كل ذلك يعد من الأسباب التي تبرر التدابير التي اتخذتها وزارة التربية