مجلة الرسالة/العدد 282/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 282/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 28 - 11 - 1938



آراء طريفة في التربية والتعليم

تواصل مجلة (دنيا المعلمين) الإنجليزية نشر إجابات زعماء الفكر على أسئلتها التسعة التي لخصنا للقراء إجابات برنردشو وبريستلي عنها، وقد أجابت مس دافني دي موريير، وهي من كبيرات الأديبات هناك ومؤلفة ريبكا، ولن أكون صغيرة مرة أخرى، وفندق جاميكا، ورحلة بوليوس. . . الخ فكانت إجاباتها متزنة وأكثر اعتدلاً من إجابات شو. . . وقد ذكرت مس دي موريير أنها لم تذهب إلى مدرسة ما، بل تعلمت في منزلها على أيدي مدرسين خصوصيين وأنها لما بلغت الخامسة عشرة كانت تقرأ أمهات الكتب الأدبية والتاريخية وتدرسها بنفسها. . . ولما سئلت عما تأسف لأنها لم تحصله ذكرت الأعمال المنزلية التي لم تخلق المرأة إلا لتتعلمها، وخصصت من ذلك الطبخ وأشغال الإبرة والخياطة ولم تجحد أثر معلمها كما فعل شو. . . وذكرت أنها قرأت أول ما شغفت بالقراءة كتب الأدب الكلاسيكي ثم شدت القصص فقرأت أحسن ما كتب أدباء قومها. . . واستنكرت عادة منح التلاميذ مكافآت اعترافاً بتفوقهم، لأن هذه المكافآت تولد في نفوس أصحابها الغرور والزهو كما تولد في نفوس الآخرين الحسد والحقد أو تجعلهم يعتقدون أنهم أقل من زملائهم ذكاء وأحط مرتبة. . . ولم تستنكر مس دي مورييه الجمع بين الجنسين في فصل واحد إلى سن الرابعة عشرة، لكنها صرحت أن الجمع بينهما بعد هذا هو منكر يؤدي إلى آفات الغريزة الجنسية ومهاترات الغزل السمج بين الجنسين. . . واستنكرت دراسة بعض المواد الجافة كاللاتينية والرياضيات المعقدة غير العملية وتعميمها في المدارس. . ثم رفضت الإجابة عن بعض الأسئلة الأخرى

المسرح الأوربي

صدر أخيراً في أمريكا كتاب ضخم عن المسرح الأوربي لمصنفه الأستاذ توماس. هـ. دكنسون تناول فيه تاريخ المسرح في أكثر الممالك الأوربية - ما عدا إنجلترا - منذ نهاية الحرب الكبرى إلى اليوم وما جد فيه من صنوف التجديد والتيارات الحديثة. ولم يكتب المصنف كل فصول الكتاب، بل قام بذلك أخصائيون ممن لهم اتصال بالحركات المسرحية في كل من الممالك الأوربية، ومن هنا قيمة الكتاب. . . ونستطيع أن نقول: إن المست دكنسون لم يكتب إلا مقدمة الكتاب التي تناول فيها شرح الاتجاهات الحديثة في المسرح الأوربي عامة والعوامل الاجتماعية التي خلقت هذه الاتجاهات. . . وقد كتب عن المسرح الروسي الأديبان يوسف جريجور وهـ. و. ل. دانا، وعن المسرح الألماني الأديب المؤرخ يوليوس باب، وعن المسرح الفرنسي العلامة أدموندسي، وعن المسرح الإيطالي سيلفيو داميكو، وكتب عن المسرح الأسباني الأديبان ديي كاندو وجون جارن. . . وفي الكتاب فصول ممتعة عن المسرح في كل من تشكوسلوفاكيا وبولندة وبوغوسلافيا والمجر ورومانيا وبلغاريا والسويد ودنمركة. . . أما لماذا لم يعقد فصل عن المسرح الإنجليزي فذلك - في رأي المصنف - أن هذا المسرح لم يجار نهضة التجديد التي عمت المسارح الأوربية وأن المقصود من الكتاب أن يكون دراسة لمسارح القارة تنفع المسرح الإنجليزي - والكتاب جليل الفائدة فعسى أن يعني به ممثلونا أو أن ينقله أحدنا إلى العربية

أين كان يكتب تشيكوف قصصه

كان تشيكوف الأديب الروسي الكبير طبيباً ولم يكن أديبا ثم نسى الطب واحترف الأدب، فنبغ فيه ولم ينبغ في الطب، وهو في ذلك مثل ولز الذي درس الكيمياء والصيدلة فجذبته صناعة القلم وآثر أن يفرغ لها، ومثل هذا يقال عن مؤسس المسرح الجديد الأديب النرويجي العظيم إبسن الذي درس الكيمياء ثم نزع إلى الأدب وتفرغ له، ويكاد يكون زعماء الأدب في العصر الحديث من العلماء وليسوا من الأدباء

هذه ملاحظة عارضة بدت لنا خلال دراساتنا لحياة تشيكوف تلك الحياة الحافلة الأرستقراطية التي تختلف عما عرفناه من حياة زملائه وأنداده الأدباء الروس الذين ذاقوا من شظف العيش وهوان الأيام ما جعل آدابهم عصارة من البؤس وترجماناً للبائسين وأروع ما يلفت النظر من حياة تشيكوف هذا المنزل الريفي - أو الكوخ الهادئ المكون من غرفتين اثنتين - والمنعزل عن قرية فيسكينو - التي كان منزله الفخم بالقرب منها. . . لقد بنى تشيكوف هذا الكوخ وسط حديقة من أشجار التفاح لتكون مهبط وحيه، ومرتع خياله الخصب، الذي أنتج للعالم تلك الثروة الهائلة من القصص والدرامات

حول كلمة (أنوثة) حضرة الأستاذ الكبير صاحب الرسالة الغراء

تحيات طيبات، وبعد فقد قرأنا في العدد 279 من مجلتكم الزاهرة قصيدة الأستاذ إبراهيم العريض (بين عشية وضحاها) الرائعة. ولقد لفت نظرنا كلمة (الأنوثة) في قوله

وتحت يديها يزل النصيف ... عن برعمي صدرها ناحية

وملؤهما عزة بالجمال ... جمال أنوثتها لغافية

وشككنا في وجود هذه الكلمة. ثم جاء (اللسان) يؤيد ما ذهبنا إليه. قال في مادة (أنث)

(ويقال تأنث الرجل في أمره وتخنث، والأنيث من الرجال، المخنث.

(والتأنيث خلاف التذكير وهي الأناثة)

أما كلمة (ذكورة) التي تقابل كلمة (أنوثة) فلم يذكر صاحب اللسان إلا في موضعين لا يقابلان في معناهما (الأنوثة) قال في مادة (ذكر):

(التذكير خلاف التأنيث، والذكر خلاف الأنثى والجمع ذكور وذكورة وذكار. . .)

وجاءت في مادة أنث أيضاً

(روي إبراهيم النخعي أنه قال (وكانوا - أي العرب - يكرهون المؤنث من الطيب ولا يرون بذكورته بأساً.

(وأما ذكورة الطيب فما لا لون له، مثل الغالية، والكافور والمسك، والعنبر والعود. .) هـ.

ومعنى ذكورة الطيب، أي ما كان منه مذكراً، ولا يوجد إذن كلمة (أنوثة) وإنما (أناثة) وهي كلمة لا باس بها، حبذا لو تقوم مقام تلك التي شاعت كثيراً، وحسب كثير من الناس أنها صحيحة.

(دمشق)

صلاح الدين المنجد

بين السيكلوجية والطب

أخذت بعض كليات الطب في أوربا تدخل دراسة السيكلوجية في برامجها بما لها من الفائدة في تشخيص بعض الأمراض إن لم يكن في كل الأمراض. ويجمل بكلية الطب المصرية أن تحذو حذو هذه الكليات فقد انتشر السل في مصر كما انتشرت أمراض أخرى كالجنون والصرع وضعف الأعصاب، والطبيب الذي لم يدرس السيكلوجية الحديثة يعجز في اكثر الأحيان عن تشخيص هذه الأمراض، وقد أصدرت الدكتورة العالمة إليانور. ا. مونتجومري كتاباً جليل الفائدة في هذا الباب بحثت فيه عن العلاقة بين السيكلوجية والطب وهل يستطيع الطب أن يصف للعل الأخلاقية كالجبن واللؤم وتعشق الإجرام من أجل الإجرام دواء مادياً غير العلاج الذاتي الذي تصفه السيكلوجية. . . وقد تناولت المؤلفة وظائف الغدد التي تتحكم في أخلاق الشخص وتقررها وذكرت أن الطب وحده هو الذي يستطيع أن يتحكم بدوره في هذا الغدد، ومن هنا العلاقة الكبيرة بين السيكلوجية والطب

تزوير أدبي

عمد بعض المرتزقة من الناشرين إلى طبع قصة تافهة بعنوان (قتيلة الجوع) نسب تأليفها إلى الأستاذ توفيق الحكيم وكتب اسمه على غلافها، وذلك لكي يضمن رواجها بين العامة من القراء

وقراء الرسالة عامة يعرفون الأستاذ توفيق الحكيم بفنه وأدبه، ويعرفون مؤلفاته وقصصه جميعاً، فما كان بنا من حاجة إلى نص هذا الخبر لولا رغبتنا في أن يلتفت إلى مغزاه القائمون على شئوننا لعلهم يجدون في مثله ما يحفزهم للتفكير في حماية الأدباء والمؤلفين من شتى الآفات التي تنوشهم في كل جانب!

العصور

صدر العدد الأول من مجلة العصور مصدقاً لما قدرناه لها في أنفسنا من قوة التحرير وصدق الأسلوب وشرف المنزع. وقراء الرسالة يعرفون صاحبها الأستاذ محمود محمد شاكر بقوة الأدب وقوة الدين وقوة الخلق، فهيهات أن يجدوا في العصور إلا أثر هذه القوى مجتمعة في قلمه الرصين واختياره الموفق. وإنا لنرجو للأستاذ الصديق أن يوفقه الله فيما نصب نفسه له من الجهاد الصادق في خدمة الدين واللغة والثقافة

لماذا أنا مسلم؟

أخرج الأستاذ الشيخ عبد المتعال الصعيدي الطبعة الثانية من كتبه (لماذا أنا مسام؟) ممتازة بكثير من الزيادات والتنقيحات. وقد وضع المؤلف هذا الكتاب على هيأة مناظرة بين قس من علماء المسيحية المبشرين، وبين شاب مسلم يفهم حقائق دينه فهماً صحيحاً: يوجه القس إلى الشاب المسلم الاعتراضات والشبه التي يتصيدها المبشرون لمحاولة تشكيك المسلمين في دينهم، فيرد عليه الشاب في أدب ولباقة، ومفنداً تلك الشبهات والاعتراضات بمنطق سليم وعبارة فصيحة وحجج دامغة. وقد تناولت المناظرة أهم المسائل التي يتوهم فيها خصوم الإسلام مآخذ يأخذونها عليه

ويمتاز هذا الكتاب بحسن معالجة الموضوعات التي تناولها بأسلوب متسق وعبارة جلية وتدليل قويم

وهو يقع في (88) صفحة من الحجم المتوسط ويطلب من مكتبة الشرق الإسلامية ومطبعتها بشارع محمد علي أمام دار الكتب المصرية