مجلة الرسالة/العدد 284/البريد الأدبي
مجلة الرسالة/العدد 284/البريد الأدبي
أحمد زكي باشا والرافعي
في المقال رقم 42 من مؤلف الأستاذ محمد سعيد العريان في (مصطفى صادق الرافعي) أن (زكي باشا (شيخ العروبة) كان على نية إعداد معجم لغوي كبير قبيل وفاته، وكان للرافعي في إنشاء هذا المعجم أثر ذو بال، وفيه فصول كتبها الرافعي بتمامها وأعدها للإمضاء)
والذي أعرفه حق المعرفة، للصلة التي كانت بيني وبين احمد زكي رحمه الله، أن ذلك المعجم كان مجموعة من الجزازات على الطريقة الإفرنجية، وهي الطريقة التي حذقها احمد زكي دون غيره من أهل اللغة عندنا فيما أعلم. وقد اتفق لي غير مرة أن أنظر في هذه الجزازات فكانت من خط أحمد زكي أو من خط كاتبه الخاص. هذا وقد وقع لي أن أطلع على مسودات القليل المدون من هذا المعجم، فإذا الخط خط احمد زكي. ذلك ما اعرفه وربما غابت عني أشياء، أو ربما كان احمد زكي يستشير الرافعي كما كان يستشير غيره من المشتغلين باللغة، وليس في ذلك مغمز.
أما حديث المقالات التي كان يكتبها الرافعي يمدح فيها نفسه ثم يستدرج احمد زكي إلى توقيعها فمن الغريب أن يعدها الأستاذ العريان مما انتحله احمد زكي وهو تأليف الرافعي.
والحقيقة أن هذه المقالات مما أراد الرافعي، لسبب في نفسه، أن ينسبه إلى احمد زكي.
ب. ف
الأستاذ محمد محمود باشا
قال صاحب المقام الرفيع الأستاذ محمد محمود باشا رئيس الوزراء في خطبته الغراء في الإسكندرية: (نحن الآن نجتاز (أوقاتٍ) ملأى بالأحداث والعبر). وصاحب المقامات المشهورة أبو محمد الحريري في (ملحمة الأعراب) يقول:
وكل ما كثر في الجموع ... كالأسْد والأبيات والربوع
فهْو نظير الفرد في الأعراب ... فاسمع مقالي، واتبع صوابي
وقال الناظم في الشرح: (وفي جمع التكسير ما يوجد في آخره ألف وتاء فيتوهم المبتدئ أنه من قبيل جمع المؤنث السالم الذي لا تفتح تاؤه في النصب، وذلك مثل أبيات وأقوات وأموات فهذه الجموع الثلاثة من نوع جمع التكسير ويدخل تاءها النصب)
الأستاذ محمد محمود باشا من الفصحاء المعربين إذا خطب. وكان الشاعر العظيم (أحمد شوقي) يقول لي: (إنه من المشغوفين بالعربية) لغة آبائه الكرام العرب، وقد صادق الأستاذ الرئيس - ولم يعاد كدأب كثير من عمال السلطان - كتب اللغة والأدب. والكبير المشهور تقلده الناس مخطئاً ومصيباً؛ ومن أجل ذلك كتبنا هذه الأسطر
القارئ
دار العلوم وكلية اللغة العربية
حضرة الأستاذ الكبير صاحب الرسالة الكريمة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قرأت - بإعجاب يمازجه الشكر - ما كتب تحت العنوان الآنف، في عدد الرسالة رقم 281، وشاركني في عرفان هذا الجميل كل أزهري.
وقد أتاح لي إعلانَ هذا الشكر ما كتبه حضرة (ع. ح. خ) في العدد (283) رداً على الكلمة السالفة، إذ أورد حضرته شبهات ليس من الخير أن تمضي بلا جواب.
يرى حضرته أن محاولة المنافسة بين المعهدين آتية من جهة الأزهر؛ وأنه ليس من المساواة الحقيقية أن يعين الأزهريون في وظائف التدريس بالمدارس، دون أن يعين أبناء دار العلوم في وظائف التدريس بالأزهر؛ وأن أبناء دار العلوم أجدر بتدريس العلوم الحديثة، والأزهر يوليها سواهم؛ وأن دار العلوم في عهدها الجديد تنفرد من بين جميع معاهد التعليم بدراسة اللغات الأجنبية والسامية وآدابها، إلى جانب الدراسة المستفيضة للغة العربية وأدبها، دراسة تبرئها من الجمود؛ وأن دار العلوم تنشأ في كنف الوزارة وعلى عينها. الخ.
وأكبر الظن أن حضرة (ع. ح. خ) هذا لا يمت إلى دار العلوم بنسب قريب؛ إذ لو كان من صميم أبناء الدار الكريمة لعرف أن في مختلف المعاهد الدينية: الابتدائية والثانوية، عدداً ليس بالقليل من أبناءها، يعرفون من حسن زمالة إخوانهم الأزهريين ما ينكره حضرته، ويشاركونهم فيما لهم وما عليهم، إلا في الرواتب، فان حظ أبناء الدار منها أسعد. وإذا كان حضرة الكاتب يريد بالعلوم الحديثة التي ذكر الجدارة بدراستها: العلوم والآداب، فجوابه عند حضرة صاحب العزة خالد بك حسنين ورجاله، لا عند الأزهريين الشيوخ.
فأما كلية اللغة العربية، فالدراسة فيها إلى رجال من الأزهر يتولون دراسة العلوم الأزهرية في كتبها القديمة، يزاملهم صفوة من خير رجال الدار، على رأسهم أستاذ الأساتيذ: أحمد بحاتي؛ ويتولون دراسة الإنشاء، وفقه اللغة، وأدب اللغة، للفرق العالية، ويشاركهم بعض من لا يذمون مشاركته من الأزهريين في الفرق الأخرى.
ويستأثر بالدراسة في تخصص التدريس رجال من أعضاء البعوث: أبناء دار العلوم وأبناء الجامعة، لا يشاركهم فيه أزهري واحد في كلتا سنتيه؛ وهم أنفسهم الذين يقومون على تمرين طلابه، وامتحانهم، وتخريجهم. فان لم يكن في كل أولئك ضمان لتبرئة الأدب من الجمود، فلا أبرأه الله إلى يوم القيامة. . . ولئن نامت عين الوزارة عن هذه الجهود المشتركة، إنها لنؤوم. . .
ولقد تجنى الكاتب على الأزهريين في رميهم بالتعدي ومحاولة المنافسة، كما بالغ في الآمال التي يبنيها على العهد الجديد لدار العلوم. ولو راجع ذاكرته، لذكر أن الاتفاق بين الأزهر والوزارة على حلول كلية اللغة محل دار العلوم بالتدريج، حديث مفروغ منه. كما أنه لو رمى بنظره بعيداً للمح أن دار العلوم الحق تنقرض؛ وأن العهد الجديد سيميل بها عن مقامها الكريم إلى التعاليم الغربية الجامحة التي تباعد بين القديم الخالد، وبين ناشئة الأمة ورجال مستقبلها. ومن لنا بدار العلوم؟!!
عذيرك من خليلك من مراد ... أريد حياته، ويريد قتلي
وأما بعد، فان بين الأزهريين وبين الخلص من أبناء دار العلوم من الروابط والصلات ما لا يدفعه تهافت الواغلين، ونزوات الطائشين، من أبناء المعهدين: كلية اللغة العربية، ودار العلوم.
أزهري
حول المركزية في التأليف
قرأت في الرسالة بتوقيع (م. ا) نقداً لمناهج الأدب وتأليف الكتب للمدارس، فلا يسعني إلا أن أصحح ما تورط فيه الكاتب من خطأ قد يكون تلقفه من أفواه الناس من غير أن يراجع الكتب قبل أن يخط حرفا.
ونحمد الله أن الحملة ليست موجهة إلى المادة العلمية في الكتب، وإنما هي راجعة إلى اشتراك المفتشين والمدرسين، ولكن ما ذكره الكاتب من أن بعض المفتشين اشترك باسمه في كتبنا فهو تجن وتحكم. ولو كان في الواسع أن أقول: كتب فلان وأرشده فلان، وحقق معه المراجع العلمية فلان، لندم كاتب الرسالة فيما خاض مع الخائضين
وأما كتاب السنة التوجيهية الذي ألفه اثنان من زملائنا في العام الماضي فهو واحد من الكتب التي اشتركنا فيها، وما دام الكاتب المقنع قد جار على الحقيقة وظلم الناس، فأنا مستعد أن أضع أمام عينيه في إدارة الرسالة نسخة قديمة ونسخة جديدة من التي اشتركنا فيها، وعليه أن يراجع الموضوعات موضوعا موضوعا القديم منها والحديث، وأنا واثق نه سيعود إلى ما كتب بالتصحيح إن كان يقصد وجه المصلحة العامة.
حسنين حسن مخلوف
المعاهد العلمية الإسلامية في الهند
جاء من عليكرة أن اللجنة العامة للمعارف في الهند اجتمعت في جامعة عليكرة الإسلامية للنظر في تنظيم التعليم في الهند. وقد بسط الدكتور راكز حسين للجمعية برنامجه الخاص بالتعليم وهو يلخص في أن تجعل الحكومة التعليم مجانياً وإجباريا في المدارس الابتدائية للأولاد لمدة ثمانية أعوام وللبنات لمدة ستة أعوام، وأن يفرق بين البنين والبنات في المدارس المشار إليها، وأن تكون لغة التدريس في كل مدرسة لغة المقاطعة التي تقع فيها المدرسة، وأن يتعلم التلميذ صنعه يدوية أو فنية، وأن ينشأ فرع لإخراج المعلمين من الطلبة المسلمين، وأن تساعد الحكومة المدارس الأهلية، وأن يكون التعليم الديني إجبارياً في المدارس
ومن أنباء كلكوتا أن رئيس وزراء البنغال السيد فضل الحق رأس حفلة افتتاح المدرسة الإسلامية العليا في كلكوتا، وقد ألقيت خطب ترحيب عديدة من مندوبي المدارس الإسلامية فرد رئيس الوزراء وقال: إن الضرورة كانت تقضي بفتح مدرسة لتعليم لغة الأوردو وأثنى على الثقافة والأدب البنغالي. وتألف بعد ذلك موكب سار مع الوزير إلى باب المدرسة ففتحه السيد فضل الحق بمفتاح من الفضة
بين مصر ولبنان
حضر الأستاذ محمد عمر منيمنه مدير الكلية الشرعية على رأس بعثة الكلية لمصر؛ وقد وفق لأخذ قرار مجلس الأزهر الأعلى بمعادلة شهادة الكلية الشرعية الثانوية الأزهر، وأدخل خمسة طلاب في كليات التخصص في الأزهر، وثلاثة في دار العلوم العليا، وواحدا في جامعة فؤاد بكلية الآداب.
والأستاذ محمد عمر منيمنه مدير الكليات الشرعية يسعى لدى المراجع الرسمية لتكون الكلية الشرعية في بيروت مشمولة بالرعاية الملكية والمعاضدة السامية الخاصة فندعو له بالتوفيق. . .
الإذاعة المدرسية وتفاهة المكافآت
أشرنا مراراً إلى الجهود الجبارة التي تبذل في جميع الممالك الغربية ولا سيما إنجلترا من أجل الإذاعة المدرسية؛ وأشرنا مراراً إلى الميزانية الضخمة التي تعدها إنجلترا سنويا لهذه الإذاعة ونحن هنا في حاجة إلى ستين إذاعة - لا غير - ثلاثون منها للمدارس الابتدائية والثلاثون الأخرى للمدارس الثانوية، وكلا الإذاعتين صالحتان لجميع السكان غير التلاميذ - فلو أن الوزارة جعلت مكافأة الإذاعة الواحدة جنيهين لكان المبلغ المطلوب لهذه الإذاعات الستين مائة وعشرين جنيها. . . ولكن وزارة المعارف تقول: لا لا! هذا المبلغ يرهقني! اجعلوا مكافأة الإذاعة الواحدة خمسين قرشاً فأدفع لكم عن الإذاعات الستين ثلاثين جنيها، وأنا لا يهمني أن تنفق إنجلترا على إذاعتها المدرسية تسعين ألف جنيه فإنها دولة غنية وهي تعني بالتربية الصحيحة أكثر مني!
ومع ذلك فالوزارة تطمع في اشتراك كبار رجال التربية في الإذاعة المدرسية ولو بالمجان
بين الإسلام واليهودية
كتب إلينا الدكتور م. هـ. يقول: إن ما يبديه العالم الإسلامي اليوم من روح العداء لليهود يخالف تقاليد الإسلام. فقد ظل اليهود خلال القرون العصيبة آمنين في حمى المسلمين بالأندلس وتركية ومصر وسورية، وذلك لقوة الرابطة بين العرب واليهود في أصل الجنس وأصل الدين وأصل اللغة وأصل الموطن. وكان الأحرى بأبناء العم أن يعطفوا على السامية المضطهدة في بلاد الدكتاتوريات القائمة على عصبية الجنس واللون ومجافاة الإنسانية والدين. . .
ونحن نؤكد للدكتور م. هـ. أن ليس بين المسلمين واليهود إلا فلسطين. ونقصد باليهود هنا الصهيونيين الذين يريدون أن يجعلوا من فلسطين وطناً قومياً لهم على حساب العرب. أما اليهود المصريون والعراقيون وغيرهم ممن لا يدين بالصهيونية، ولا يساعد على هذه اللعبة الإنجليزية، فانهم يعيشون مع المسلمين في كل مكان على وفاق تام وأخوة شاملة
اللغة الأجنبية ومعلمو اللغة العربية
جاء في الأهرام بتاريخ 4 ديسمبر سنة 1938 تحت عنوان (تنفيذ خطة الإصلاح في معهد دار العلوم) أنه قد (استقر الرأي على إنشاء قسم لتعليم اللغات الأجنبية وآدابها لخريجي دار العلوم على أن تكون الدارسة ليلية. وسيذاع في الأيام القادمة بيان بأغراض هذا القسم ونظام الدراسة فيه، على أن يبدأ العمل فيه من منتصف الشهر الحاضر)
وهذا إصلاح جدير بالثناء يتقبله خريجو الدار بنفوس راضية مطمئنة متشوقة إلى الكمال، راغبة في الاستزادة من العلم. فاللغات الأجنبية الآن من أعظم مناهل الثقافة في العلوم والآداب؛ وهم شديدو الرغبة في ورود مناهلها، ولديهم الاستعداد للاستفادة منها، حتى تجدي عليهم في أدبهم ورسالتهم التي يودون أداءها على أحسن الوجوه وأكملها
ولكن ليس كافياً أن تفتتح الوزارة قسما لتعلم اللغات الأجنبية وآدابها، وتنادي المعلمين: هلموا إلى هذا القسم، فإذا هم إليه يوفضون، ومنه يستفيدون مادة جديدة؛ ثم إذا هم يصدرون عنه وقد حمدوا الورد والصدر، وروّوْا نفوسهم من معينه، وتحببوا رِيّا من نميره؛ وإذا هو اصبح طيب الأثر لديهم عظيم الجدوى على علمهم وأدبهم وصناعتهم
لا. ليس هذا كافياً، بل لا بد أن تنظر الوزارة إلى الموضوع من ناحية أخرى: تلك هي أنهم ينوءون الآن بعملهم، فلا يتوقع لهم أن يصلوا إلى الفائدة المرجوّة ما لم يجدوا الوقت فسيحاً يمكن لهم من إتقان عملهم الأصلي أولاً ومن التحصيل المثمر ثانياً
إن المعلم الابتدائي مثلا يقوم بتدريس 24 حصة في الأسبوع؛ وقد يكون لديه عمل إضافي كمكتبة المدرسة، فيشغل نفسه بالتحضير والتدريس والتصحيح وغير ذلك من الأعمال الإضافية؛ ثم لا يجد وقتا للاستجمام وتجديد المعلومات والاطلاع على ما يجد من البحوث؛ مع أنه كان أولى من غيره بالبحث والاطلاع والإنتاج؛ ولكن عمله الأصلي يأكل وقته ويلهيه عن العناية بشأن نفسه، بل يورثه الكلال والأسقام
كنا في لجنة امتحان لا نزيد على عشرة معلمين من خريجي دار العلوم؛ ولعل القارئ يأخذه العجب إذا علم أن ستة من هؤلاء كانوا على الطعام يتناولون أدوية تساعد على الهضم وتنظيم عمل المعدة وهم في سن تعد عند غيرهم سن الشباب؛ ولكن الذي خبر المهنة وأحس متاعبها يعجب كيف لا يصطحب العشرة جميعهم قارورات الدواء إلى مقر الامتحان!
إني لأعرف كثيراً من معلمي اللغة العربية أقبلوا على تعلم اللغة الإنجليزية حتى نالوا منها قسطا كبيرا جديرا بأن يفيدهم لو بقي في نفوسهم، وهيهات أن يبقى مع تتابع أعمالهم المرهقة
وهذا واحد منهم تعلم ستة اشهر بمدرسة أجنبية، وحصل من اللغة الإنجليزية في هذه المدة القصيرة ما لم يحصله التلميذ في ثلاث سنوات. أتدري ماذا من أمره بعد ذلك؟ لقد قضى سنة يتردد على أطباء العيون والمعدة والأسنان والمفاصل والأعصاب. أما ما عرفه فما لبث أن استحال ضبابا غائماً، ثم تصاعد بخاراً دائبا
إذا كانت الوزارة تعتزم الإصلاح حقا، فلتتخذ الوسيلة لذلك بتخفيف العبء عن معلمي اللغة العربية؛ ولتجعل أقسام اللغة الأجنبية في المدن الكبرى متعددة ليسهل على كل معلم أن يرد القسم القريب من مسكنه؛ حتى يحفظ وقته، ويحصل أكثر ما يستطاع
ولا يجولّن بخاطر أحد أن المعلمين يرجون التخفيف بطرا وتجنبا. لا بل إن كل نقص في الكم يقابله تحسين وتجويد في الكيف. فلتسلك الوزارة السبيل القاصدة تحمد غبها وتجد خير النتائج إن شاء الله
مدرس
حول بيت للكميت بن زيد قرأت في العدد 281 من مجلة (الرسالة) الكريمة ما كتبه الأستاذ البحاثة الشيخ عبد المتعال الصعيدي عن (الكميت بن زيد، شاعر العصر المرواني) وقد ورد في هذا الفصل بيت من هاشمية الكميت الميمية ذكر الأستاذ أن الشاعر قاله في بني هاشم وفي خصومهم بني مروان، ورواه على الوجه التالي:
ساسة لا كمن يرعى رعيةالنا ... س سواء ورعية الأنعام
وإذا ما رجع حضرته إلى هاشميات الكميت بتفسير أبي رياش أحمد بن إبراهيم القيسي المطبوعة في ليدن عام 1904م بعناية المستشرق جوزيف هوروفتس، رأى هذا البيت على وجهه الأصلي الصحيح كما نذكره:
ساسه لا كمن يرى رعية النا ... س سواء ورعية الأنعام
هذا ما أردت تبيانه وعرضه على الأستاذ الصعيدي عن طريق (الرسالة) الغراء والسلام. . .
(الأعظمية - بغداد)
(ص)
موقف مصر تجاه فكرة العروبة
تلقينا بعد الفراغ من طبع هذا العدد مقالا لصديقنا الأستاذ الجليل ساطع بك الحصري وجهه إلى الدكتور طه حسين بك رداً على ما جاء في الحديث المنسوب إليه في جريدة المكشوف البيروتية حول موقف مصر من فكره العروبة، فأرجأناه مضطرين إلى العدد المقبل
فرنسس برت بنج والحياة المدرسية
لخصنا للقراء آراء برنردشو وبريسنلي ومس دي موربير في المشاكل المدرسية التي استفتّهم فيها مجلة عالم المدرسين الإنجليزية، وقد نشرت المجلة في عددها الأخير رأي الأديب الكبير فرنسس برت بنج، وأهم ما ذكره الأستاذ هو أسفه على أنه بدأ تحصيله كبيراً وشكاً من ضعف حافظته، واعترف بما كان لترجمة الإنجيل الإنجليزية من الأثر العظيم في توجيهه الأدبي. . . ثم أنكر أثر مدرسية فيه. . . وإلى هنا يتفق أولئك الأدباء الأربعة في هذه النقطة. . . ولم يخصص كتاباً كان له فيه أثر يذكر، بل كانت كل الكتب لديه سواء، وذلك أنه كان يقرأ منهوماً لا يبقي على شيء ولا يفضل شيئاً على شيء. . . ونحن نعلل ذلك بمزاجه الديني الفج، وإن يكن اليوم من أكبر الأدباء الإنجليز. . . وقد أوصى المدرسين أن ينموا قوة الملاحظة في تلاميذهم وأن يحببوا إليهم الحياة بكل ما فيها على أن يعرفوا حقائقها. . . ولم ينكر الجمع بين الجنسين في المدرسة إلى الرابعة عشر واستحسن التفريق بعد ذلك، فيكون برنردشو هو وحده لم ينكر الجمع بعد هذه السن مع أنه أكبر أدباء العالم الأحياء سنا. ونفي بنج ما يتهم به تلاميذ هذا العصر من الفظاظة والغرور ومحبة العيش على هامش الحياة. واستحسن أن يعمم التعليم الابتدائي لكل التلاميذ على أن يكون مرحلة أولى في تثقيفهم؛ وحبذ تعليم الخط على أن يكون مادة مستقلة؛ تم أنكر أن يعلم التلاميذ المواد الجافة التي لا تصلها بالحياة العملية صلة المنفعة.