مجلة الرسالة/العدد 284/الليل

مجلة الرسالة/العدد 284/الليل



للأديب حسن حبشي

أيُّها الَّليْلُ: أيُّها الكاهِنُ الصَّا ... مِتُ من فَجْرِ عُمْركَ الوَسْناَنِ

نَشَأتْ في ضِلال صَمْتِك أحْلاَ ... ميِ فكانَتْ كالزَّنبَقِ الغَيْسَان

وَاكتَسَتْ مِنْ جَلاَلِ رَوْعَتكَ الكْبرى ... تَهَاوِيل حُسْنهَا الفّتَّانِ

وَتَبَدَّتْ كغاَدَةٍ نَسَجَ اُلْحسْ ... نُ لها تَاجَ رِقَّةٍ وَحَنَانِ

شاَعَ في النَّفْس نورُها، وَمَحَا لاَ ... لاَؤُهَا ظُلمَةَ الفؤادِ العَانيِ

أتُرُاهَا يَدُ اَلمِسيحِ أزَالَتْ ... كلَّ يأسٍ مِنْ خاطِري المدْجَانِ؟

كم سُكُونٍ يَفُوحُ بالعطر رَفْافاً ... وبالشَّرْ والهوَى الرَّيَّانِ

ولكَمْ فِيكَ نَغْمة رَقَصَ الْقَلْبُ ... لها هَاتِفاً بشَتَّى المعَانيِ

أتُرَى هَذِهِ النّجُومُ نوافيسٌ ... بمِحْرَابِ أفْقِكَ الفتَّانِ

من بنَاَهُ وَشَعْشَعَ النَّوُرَ فيه ... سَاحِرَ الُحْسنِ فِتْنَةَ الأذْهَانِ

أيَّهَذا الظَّلاَمُ يا أفُقُ العُمْ ... رِ، وَياَ مَعْبَدَ الأمَانيِ الحِسَانِ

إنمَّاَ أنْتَ هَيْكَلٌ جَثَمَ الظَّنَّ ... عَلَى باَبِهِ جَهُول البيَاَنِ

لم تَطَأى قدْس أرضهِ أو تَجُبْهُ ... غَيْرُ أوْهَام شاِعرِ فَنَّانِ

نَظَمَ الُحبْ والَجَمال نِشيداً ... وَقَّعَتْهُ يَدُ الهَوَى فيِ الأغَانيِ

وتغَنَّى ياَ ليْلُ في صَمْتِكَ المُشْ ... جِي طَروباً بمِسْكرِ الألْحانِ

بَعْدَ مَا حَطَّمَتْ هَوَاهُ الَمنَايا ... وَرَمَتْهُ بِكاَلحِاتِ الأمانيِ

وِطَوِى صَفْحَة الشَّباَبِ على كُرْ ... هٍ، وأغْضَى على شَبَاةِ السَّنانِ

حسن حبش