مجلة الرسالة/العدد 30/المحزون!!

مجلة الرسالة/العدد 30/المحزون!!

ملاحظات: بتاريخ: 29 - 01 - 1934



لشاعر سورية الأستاذ خليل مردم بك

أعِن اللهم من صوّ ... رته من حَزَن

ألف الحزنَ فلو فا ... رقه الحزنُ بكاه

وجفا اللهو فلو وا ... صله اللهو شكاه

نفسه ليس لها غي ... ر الأسى من سكن

الأسى في مقلتيه ... قد محا كل ضياء

جاعل في مسمعيه ... كل صوت كالبكاء

إن ما يبصر أو يس ... مع داعي الشجن

درج الطفل إليه ... ضاحكاً مستبشرا

ناشراً كلتا يديه ... كالمصلي كبرا

أو كطيرٍ همَّ بالاس ... فاف عن غُصن

ضمه المحزون لا يم ... لك رد العبراتِ

ذاكراً يوماً وإن طا ... ل التراخي فهو آت

تصدع الشمل به جو ... راً صروف الزمن

لو تراه والتي ها ... م بها عند التلاقي

خلْته يلفظ روحاً ... بلغت منه التراقي

مغمض الجفنين للغص ... ة لا للوسن

قال: لا آسى إذا لا ... قيت يوماً مصرعي

إنما أخشى على حبي ... أن يودِي معي

فاحفظ اللهم هذا ال ... حب واحرس وصُن

وإذا قبلي ماتت ... ما عساني أصنع

هل يؤدي حق حزني ... أن بفيض الأدمع

لا وربي دون أن نم ... سي معاً في كفن

ورأى الظالم لا ير ... قب في المظلوم ذِمه فبكى حزناً لمن عُرَّ ... ي من عدل ورحمه

وعلى من بشديد ال ... جور والظلم مُني

قال: يا ذا المال ما في ال ... مال لي من مطمع

أي شيء هو أغلى ... من لآلي الأدمع

هل رأت عيناك دراً ... غيرها في الأعين؟

فأنا أملك منها ... ثروة لا تنفد

وأنا، إلا بها في ... كل مال أزهد

وحدها كم كشفت ... عني ظلال المحن

لا ترد مني شعراً ... ولو أن الشعر سحر

كلما أنشدت شطراً ... فاض من روحي شطر

يا لروح بين أبيا ... ت له مرتهن

نبذ الأديان يعتد ... بها كل غبي

وجفا الإسلام لو لم ... يك دين العرب

فهمو لو عبدوا الأو ... ثان أمسى وثني

ما أحب العرب إلا ... منذ لاقوا المحنا

فهم قد زرعوا ... لكن سواهم قد جنى

كم لقوا سوءاً بصنع ... قدموه حسن

ضاق بالأحزان ذرعاً ... فانتحى الروض النضير

يتغنى بنشيد ... مثل أسجاع الطيور

نفسه قد نشزت مَعْ ... هـ ولما تنثن

وهزار مع ورقا ... ء عليه عكفا

قال للورقاء ما با ... ل أخي البلوى غفا؟

قالت الورقاء بل ير ... حمه الله فنى!