مجلة الرسالة/العدد 304/العالم

مجلة الرسالة/العدد 304/العالم

ملاحظات: بتاريخ: 01 - 05 - 1939



للشاعرة أيلا هويلر ولككس

للآنسة الفاضلة (الزهرة)

يسير الخير على هينته، ويمشي على رود لطيته

ويغذ الشر في سيره الحثيث على أوفاز، ويهتلك في عدوه، كميش الإيزار، فتتزلزل الأرض من وقع فيالقه الشهباء، ونسمع الجلبة والقعقعة فيقال:

إن العالم يزداد انغماساً في المعاصي والسيئات، ويوغل في ارتكاب كل محظور ومحرم. . .

ولكن هذا ليس بصحيح، لأن الفضيلة تتريث في مسيرها وتتئد في خَطْوها وتنثر بذرها بيد التمهل والترزن

في حين ينفض الإثم أجواز الأمصار معلناً أوزاره التي تستفيض هيعتها المنكرة في الأقطار، ويطير ذكر سوءتها الفاضحة في الآفاق، فتنصت لها الأصداء، وترّجعها الأنحاء. . .

وكما أنه ليس ثمة ريب في أن الأرض تتحرك وتدور حول الشمس المضيئة

كذلك نعلم أنه لا بدّ أن يتمّ الله تعالى أمر الذي يقضي: بأن يُصلح شأن جميع الجنس البشريّ

وعلى الرغم من جيشان أمواه الشرّ، وارتفاع هديرها، وغزارة طموّها، فإن حصيد الحقّ الذهبي ينضج بسرعة، وتسطع أنوارُ حافره الباهرة، وتكسف بسناها شموس الماضي فترتفع بأفكار الناس إلى كبد العلاء وتصيرها أرقى مما كانت. . .

إن الذي يسير موغلاً قد يقرأ هذه الحقيقة التي أرددها قائلة: اعلم أن الإثم يتجوّل راكبا عربة ترتفع لعلعة عجلاتها الصاخبة في الحزون والسهول

في حين يذرع الصلاح فراسخ السماء، ويعلو رونقه حين يطلّ من محرابه النقيّ على أرض الشقاء، متألقاً تألق النجمة الزهراء

فيتوقل العالم كل يوم في معارج السمو والارتقاء.