مجلة الرسالة/العدد 304/من هنا ومن هناك

مجلة الرسالة/العدد 304/من هنا ومن هناك

ملاحظات: بتاريخ: 01 - 05 - 1939



كتاب جديد لهتلر - ملخصة عن (باريس ميدي)

يقال إن أحد رجال السياسة المعدودين أراد مقابلة هتلر في الساعة الرابعة بعد ظهر أحد الأيام، فأجيب بأن الفوهرر لا يمكن مقابلته ما بين الثالثة والخامسة لاشتغاله بوضع كتاب.

فإن دكتاتور ألمانيا يشتغل إلى جانب أعماله السياسية بالأعمال الأدبية والفنية ويوليها جزءاً كبيراً من وقته.

وقد اتفقت وزارة الدعاية الألمانية أخيراً مع دار للنشر في أمريكا على طبع كتاب لهتلر. ويقال إن صاحب هذه الدار بعد أن قدمت إليه رسالة عن تاريخ حياة الدكتاتور استفسر عن اسم الكتاب، فأعلن بأنه كتاب ثان لكتاب (كفاحي) من المحتمل أن يصدر تحت عنوان: (كفاح ألمانيا). ويليه كتاب ثالث باسم: (كفاح أوربا).

وتقول بعض المصادر العلمية إن لهتلر كتاباً رابعاً سيصدر بعنوان: (بين الإدارة والطاعة)، وهو كتاب يجمع آراءه الفلسفية والدينية.

إن هتلر بلا شك قد أخرج أروج كتاب ظهر في القرن العشرين، فكتاب كفاحي بيع منه 20 مليون نسخة في ألمانيا وحدها.

كيف يقوم هتلر بتأليف هذه الكتب؟ إن كتاب كفاحي كتب في السجن ومن المعروف أنه قبل أن يكتب آراءه في هذا الكتاب، عمد إلى بحثها مع كارل هانشوفر، ورودلف جميس، والفريد رونزتبرج. ولكنه في كتابه الجديد لم يسترشد بأحد، ولم يذكر لأحد.

ويملي هتلر آراءه على كاتبه فيلتقطها على الآلة الكاتبة في سرعة عجيبة، ويشتغل على الدوام من الساعة الثالثة إلى الخامسة بعد الظهر. وإنما يفعل ذلك لأن مشاغله المتعددة لا تترك لديه مجالاً للاختيار. فإذا تعذر العمل في ذلك الوقت لظرف من الظروف أجل الإملاء إلى ما بعد ظهر اليوم التالي، على ألا يكون ذلك قبل الساعة الثالثة، ولا بعد الساعة الخامسة بعد الظهر. وهو يلتزم هذه القاعدة لأنه يحب أن يقيد نشاطه الأدبي بوقت معين

ويشاع أن نظرية الكتاب الجديد الذي يشتغل به هتلر، مبنية على فكرة جديدة لحل مشاكل العالم جميعاً بالطرق السلمية.

فهل تحقق الأيام القريبة نظرية هذا الكتاب؟ إنه الآن في مركز يجعله أكثر من غيره فطنة إلى ذلك.

المرأة في ظل الدكتاتورية - ملخصة عن (ذي هبرت

جورنال)

الفاشية بطبيعتها لا تتفق وحرية الرأي. فهي في الحقيقة تقوم على حكم القوة. ومن ثم كان مركز المرأة فيها مركزاً ثانوياً، تحت نفوذ الرجل الذي أعد للحرب والقتال

وعلى ما هو معروف عن الفاشية من المبادئ المنفرة، نجدها قد وضعت المرأة في مركز لا يبيح لها أن تكون أكثر من آلة صماء لخلق الرجل وخدمته في إبان الحروب

ويقول موسوليني في حديث له مع إميل لودفج: المرأة يجب أن تطيع. إنني لو صرحت للمرأة بالدخول في ميدان الانتخاب لأضحكت مني العالم، إن النساء في حالة كحالتنا من الواجب ألا يحسب لهن حساب. وقد أضاف إلى ذلك أنه قد أعجب بشخص من أسلافه قتل زوجته لأنها لم تحتفظ بشرفه. هذا ما يفعله أهالي روما الذين انحدرت من أصلابهم. وقد أصدرت الحكومة الفاشية منذ نشأتها قانوناً يقضي بمنع المرأة من تعليم الطفل إذا بلغ الحادية عشرة أمراً ما قد يكون له تأثير في تكوينه الخلقي، وما زال هذا المبدأ يعمل به إلى الآن.

إن الذين يعرفون ما تقاسيه المرأة في ظل النظام الفاشي - خارج إيطاليا - قليلون.

لقد كانت السن الدنيا للزواج في إيطاليا للبنات خمس عشرة سنة، وللرجال ثماني عشرة، فنقص ذلك إلى أربع للبنات وست عشرة للذكور - في ظل النظام الفاشي -

وقد سن في قانون العقوبات الجديد في إيطاليا مبدأ لا يجعل الرجل مدانا في حالة الاعتداء على أسرته، إلا إذا كان اعتداؤه هذا يترتب عليه عاهة يصعب علاجها، وفي هذه الحالة يحكم عليه بالسجن ستة أشهر بدلاً من خمس سنوات في القانون القديم، فإذا ماتت الفريسة ترتفع العقوبة إلى ثماني سنوات بدلاً من الإعدام. وعلى ذلك فللإيطالي أن يضرب زوجته وأولاده كيف يشاء، ما دام هذا الضرب لا يسبب لهم كسراً في العظم، أو فقداً لحاسة من الحواس. وكثيراً ما يشمله العفو في مثل هذه الظروف، على أن الفريسة يندر أن ترفع أمره إلى القضاء.

فإذا هربت إحدى الفتيات من سوء المعاملة، وقد تكون من هؤلاء اللائى لا يتجاوزن الرابعة عشرة، فإن البوليس يطاردها ويقدمها للمحاكم حيث يحكم عليها بالسجن سنة كاملة، أما الرجل فلا يسأل عن سوء معاملته لها.

أما نظام النازي فقل أن يختلف عن هذا النظام من حيث الاستهتار بحقوق المرأة، فالمرأة الألمانية تستوي مع أختها الإيطالية في المعاملة التي تعامل بها في ظل الحكم الاستبدادي، ولا تزال الشكوى ترتفع إلى العالم مما تلاقيه. وقد أشارت الفيننشيال تايمز الألمانية إلى أن المرأة لا تضايق الرجل بمشاركتها إياه في الحياة فقط، بل بمنافستها له في كسب الخبز أيضاً.

وقد أرغمت المرأة الألمانية على التخلي عن حقوقها الانتخابية وحرمت الحق في التوظف في مصالح الحكومة والمجالس البلدية والمستشفيات، وكذلك بعض المدارس إلا إذا كانت سنها تزيد على خمس وثلاثين سنة. على أنها تفصل من وظيفتها إذا تزوجت من رجل له وظيفة يكتسب منها أو كان من غير العنصر الآري. ويقضي قانون 1933 بفصل المرأة من عملها إذا تزوجت وثبت للسلطات أن إيراد زوجها كاف للقيام بنفقاتها. وكذلك إذا كان لها والد أو أخوة يستطيعون القيام بأمرها فإنها تفصل من عملها ولو لم تكن متزوجة

وقد أخرج النازي آلافاً من النساء اللائى كن يقمن بأعمالهن دون أن تسمع لهن شكوى

ولا يصرح بدخول الجامعات في ألمانيا الآن إلا لعشر في المائة من الفتيات اللائى يحصلن على شهادة البكالوريا

وقد سيق آلاف من النساء العاطلات إلى معسكرات للاشتغال بأعمال الغسل والنظافة والطهي

لقد أنقذت المدنية المرأة منذ أجيال من الاشتغال بالأعمال الزراعية المرهقة؛ ولكن النازية قد ساقت إلى الحقول الكثيرات من نساء ألمانيا الذكيات حيث قضى عليهن بأن يقمن بأشق الأعمال