مجلة الرسالة/العدد 31/المشتهى
مجلة الرسالة/العدد 31/المشتهى
بحث طريف لم ينشر
للعلامة المغفور له أحمد تيمور باشا
ذكره المقريزي في خططه في كلامه على متنزهات الفاطميين، ولكن الذي ورد عنه في النسخ التي اطلعنا عليها لا يعد وهذه الجملة المقتضبة (وكان من مواضعهم التي أعدت للنزهة المشتهى) وبعدها بياض متروك، غير أن السيوطي نقل عنه في كوكب الروضة مانصه: (قال المقريزي كان من مواضع الخلفاء الفاطميين التي أعدت للنزهة المشتهة بالروضة وكانوا يركبون إليه يوم السبت والثلاثاء فيعم الناس من الصدقات أنواع ما بين ذهب ومآكل وحلوى وغير ذلك) ولا ريب في أن هذه الزيادة من كلام المقريزي، لأن السيوطي أعقب العبارة بقوله (انتهى). وذكرها الشيخ عبد الغني النجدي النابلسي في رحلته المسماة بالحقيقة والمجاز عن المقريزي بهذا النص أيضا، فالظاهر أنهما نقلاها عن نسخة من الخطط بها هذه الزيادة أو عن تاريخ المقريزي المسمى بالسلوك. ثم أوردا بعدها بيات الشيخ شرف الدين عمر بن الفارض التي منها:
وطني مصر وفيها وطري ... ولعيني مشتهاها مشتهاها
وقال الشيخ عبد الغني النابلسي في شرحه لديوانه: المشتهى الثاني اسم مكان في مصر تدخل إليه فرقة من ماء النيل وهو متنزه مشهورا. وله ذكر في الأشعار المصرية في حسن المحاضرة وغيره من كتب الأدب والتاريخ انتهى. قلنا نعم أكثر الشعراء من ذكره وأورد السيوطي في كوكب الروضة وحسن المحاضرة كثيراً من مقطعاتهم فيه، ومنها قول ابن الفارض أيضاً مشيراً إليه والى المقياس والروضة وكان كثير التردد على المسجد الذي فيه أيام النيل.
لقد بسطت في بحر جسمك بسطة ... أشارت إليها بالوفاء أصارع
فيا مشتهاها أنت مقياس قدسها ... وأنت بها في روضة الحسن يانع
ولكن الغريب إلا ترى في كتب التاريخ ذكراً لموضعه بالروضة ولا نعرف من خبره غير القليل الذي رواه المقريزي، ولولا السيوطي والنابلسي ما وصل إلينا هذا القليل أيضاً. وطالما تلمسنا مزيداً من العلم به فلم نكن نحلو بطائل، فقصرنا الجهد على تحقيق موضع وعولنا في ذلك على الوسيلة الباقية لدينا وهي مراجعة ما كتب عن آثار الجزيرة وتتبع ما وقع في أسمائها من التغيير جيلاً بعد جيل إلى زماننا هذا رجاء ان نرى في الباقي منها ما له صلة بهذا المتنزه تهدينا إليه. ولابد لنا في الوصول إلى ذلك من قطع المراحل الثلاث الآتية.
المرحلة الأولى
كان أول ما تنبهنا إليه في هذا البحث أننا تذكرنا رباطاً يسمى برباط المشتهى مر بنا اسمه أثناء المطالعة فقلنا إن ظهر أنه بالروضة فلا ريب في أنه لم يشتهر بذلك إلا لكونه بنى في موضع من هذا المتنزه وقد تكون له بقية تهدينا إلى موضعه. ثم بادرنا إلى خطط المقريزي فرأيناه يقول عنه (رباط المشتهى. هذا الرباط بروضة مصر مطل على النيل وكان به الشيخ الملك بهاء الدين الكازوني ولله در شيخنا العارف الأديب شهاب الدين أحمد بن أبي العباس الشاطر الدمنهوري حيث يقول:
بروضة المقياس صوفية ... هم منية الخاطر والمشتهى
لهم على البحر أياد علت ... وشيخهم ذاك له المنتهى
ثم رأينا السيوطي ذكره في كوكب الروضة فنقل هذه العبارة عن الخطط، ونقل عن تاريخ المقريزي (أي المسمى بالسلوك) أن بهاء الدين الكازروني المذكور توفي بهذا الرباط ليلة الأحد الخامس من ذي الحجة سنة 774هـ ثم نقل ترجمته عن إنباء الغمر للحافظ ابن حجر ونصها (محمد بن عبد الله الكازروني الشيخ بهاء الدين قدم مصر فصحب الشيخ أحمد الحريري صاحب الشيخ ياقوت الحبشي تلميذ أبي العباس المرسي وانقطع بعده بالمشتهى من الروضة وكان الناس يترددون إليه ويعتقدونه، وكان الشيخ أكمل الدين شيخ الشيخونية كثير التعظيم له، واقطع إليه البدر البشتكي وكتب له أشياء من تصانيف الشيخ محي الدين بن العربي، وكان يكثر الثناء عليه، وكانت وفاته في ذي الحجة، وأرخه ابن دقماق ليلة الأحد خامس ذي القعدة) انتهى. قلنا وقد وقفنا على ترجمته أيضاً في الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة للحافظ بن حجر المذكور فرأيناه أرخ وفاته بسنة 773 أي بنقصان سنة واحدة عن قول المقريزي.
ولم يزل لهذا الرباط بقية إلى اليوم، وذكره علي مبارك باشا في موضعين من خططه أحدهما في مساجد الروضة باسم زاوية المشتهى (ج 18 ص 14) فنقل عبارة المقريزي والسيوطي ثم قال (وفي زماننا هذا يعني سنة إحدى وتسعين ومائتين وألف، الزاوية المذكورة مشهورة بزاوية الشيخ الكازروني وموضعها غربي سراية الخديو إسماعيل وبنتها سعادة والدة باشا والدة الخديو المذكور، وأقام بها الشيخ علي القشلان أحد المشاهير من رجال الطريقة القادرية ومعه سبعة دراويش ورتبت بها مولداً سنوياً، وفي كل شهر ثلاثمائة قرش ديوانية ورتبت لها من الشمع والبن والفحم والزيت ما يلزم لها يوميا). والثاني في كلامه على الربط (ج6 ص53) فذكره باسم رباط المشتهى ونقل عبارة المقريزي المتقدم ذكرها ثم قال (وهذا الرباط يعرف اليوم بجامع المشتهى وقد ذكرناه في كتابنا المسمى مقياس النيل فارجع إليه إن شئت) انتهى. قلنا لم نر أحداً يعرفه النوم بذلك بل هو معروف بزاوية الكازروني كما ذكر في عبارته الأولى. وقد زرنا هذه الزاوية فرأيناها تلاصق السور الغربي لقصر الخديو إسماعيل وحديقته، وكان القصر بينها وبين النيل، ولا ريب في أنها بقية الرباط وأن سائره كان ممتداً في جزء من موضع القصر حتى يكون مطلاً على النيل كما ذكروه عنه في التواريخ، والباقي من هذا القصر الآن أطلال ماثلة شرقي الزاوية وفي حائطها الجنوبي قبة مدفون بها الكازروني، وعلى قبره تابوت من الخشب مغطى بستر أخضر من الجوخ عملته له أم الأمير حسين ابن الخديو إسماعيل، وفي الجانب الغربي من هذا الستر رقعة حمراء مكتوب فيها بالبياض (هذا مقام سيدي محمد الكازروني) وفي جانبه الشرقي رقعة مثلها مكتوب فيها (جددت هذا الستر دولتلو فادن أفندي والدة دولتلو حسين كامل باشا ثاني نجل حضرة الخديو حالا 1289) انتهى بنصه ورسمه. وليس بالزاوية اليوم إلا خادم واحد وأما الشيخ علي القشلان القادري شيخ صوفيتها فقد دفن في الإيوان الشرقي بالزاوبة القادرية المسماة قديماً بالزاوية العدوية والمعروفة الآن بجامع سيدي عُلَيّ (بالتصغير) خارج باب القرافة، وقد فصلنا الكلام على هذا الجامع وما به من القبور في ص 29 - 38 من رسالتنا (اليزيدية ومنشأ نحلتهم) ولما زرناه وقت تأليف الرسالة سألنا خدمته عما يعرفونه عن هذا الشيخ فأخبرونا أنه الذي كان مقيماً بالمنيل في زاوية الكازروني ومات من نحو خمس وأربعين سنة.
وموقع هذه الزاوية في وسط الجزيرة بقرب شاطئها الشرقي، وكان المتنزه المسمى بالمشتهى ممتداً منها إلى جهة الشمال كما سنبينه في المرحلة الثانية وربما كان ممتداً في الجهة الجنوبية منهاً أيضاً.
المرحلة الثانية
وفي هذه المرحلة نترك زاوية الكازروني أو رباط المشتهى ونسير شمالاً حتى نصل إلى قرية صغيرة تعرف الآن بكفر قايتباي فنرى في شماليها مسجداً ملاصقاً لدورها يعرف بجامع قايتباي قد نقش على بابه اسم السلطان الملك الأشرف أبي النصر قايتباي وهو ثالث تغيير وقع في اسمه، فقد كان قديماً يعرف بجامع الفخر باسم منشئه القاضي فخر الدين محمد بن فضل الله ناظر الجيش المشهور بالفخر، وكان نصرانياً ثم أسلم وحسن إسلامه ومات سنة 732. قال السيوطي في كوكب الروضة ثم جدده الصاحب شمس الدين المقسي فصار يقال له جامع المقسى ونسي اسم الفخر، ثم جدده سلطان عصرنا وزماننا الملك الأشرف أبو النصر قايتباي وابتدأ فيه سنة 886 وعمل فيه ناعورة على وضع غريب بحيث تدور بحمار ينقل قدميه وهو واقف من غير أن يمشي ولا يدور وركب عليها طاحوناً فصار يسمى جامع السلطان ونسي اسم المقسى كما نسي اسم الفخر ثم زاد فيه سنة 891 وأنشأ حوله الغراس والعمائر الحسنة فعمرت تلك البقعة وأحييت الروضة بعد ما كادت تدرس محاسنها انتهى المراد منه. قلنا ثم نزل به جلال الدين السيوطي المذكور أو سكن قريباً منه فعرف به ثم عاد إليه اسم قايتباي لبقاء اسمه منقوشاً على بابه، وفي تاريخ الجبرتي (ج3 ص 191 طبع بولاق) خبر حريق وقع بهذا المسجد سنة 1216 يقول عنه في حوادث يوم الجمعة 13 ربيع الأول (وفي ذلك اليوم احترق جامع قايتباي الكائن بالروضة المعروف بجامع السيوطي، والسبب في ذلك أن الفرنسيس كانوا يصنعون البارود بالجنينة المجاورة للجامع فجعلوا ذلك الجامع مخزنا لما يصنعونه فبقي ذلك بالمسجد وذهب الفرنسيس وتركوه كما هو وجانب كبريت في أنخاخ أيضاً فدخل فلاح ومعه غلام وبيده قصبة يشرب بها الدخان وكأنه فتح ماعونا من ظرف البارود ليأخذ منه شيئا ونسي المسكين القصبة بيده فأصابت البارود فاشتعل جميعه وخرج لهصوت هائل ودخان عظيم واحترق المسجد واستمرت النار في سقفه بطول النهار واحترق الرجل والغلام). وقد ذكر علي باشا مبارك هذا المسجد في ثلاثة مواضع من خططه أولها في الجزء الخامس ص67 باسم جامع الفخر في كلامه على جوامع القاهرة عامة في حرف الفاء، والثاني في ص69 من هذا الجزء في حرف القاف باسم جامع قايتباي بالروضة، والثالث في الجزء الثامن عشر ص13 في كلامه على جوامع الروضة خاصة وقال في الموضع الثاني عن الحريق الذي وقع به ما نصه (ثم بعد مدة جدد ما احترق منه وأقيمت شعائره إلى الآن وكان يعرف أيضا بجامع السيوطي لإقامة الشيخ جلال الدين السيوطي فيه أيام نزوله بالروضة) انتهى.
قلنا وقد وصلنا في هذه المرحلة إلى ان مسجد قايتباي كان يعرف بجامع السيوطي لنزوله فيه أو لتردده عليه بسبب سكناه بجواره وإذا رجعنا إلى مترجمي هذا الإمام نراهم متفقني على إقامته في أواخر أيامه بالروضة ووفاته بها بعد أن مرض أسبوعاً وصرح الأسدي في طبقات الشافعية بوفاته سنة 916 بالروضة بالمشتهى وعلى هذا فمسجد قايتباي والأماكن المجاورة له كانت داخلة في حين هذا المتنزه أيضاً وكذلك ما بينها وبين زاوية الكازروني من المواضع غير أن قول الأسدي كما يحتمل أيضاً أن يكون مراده بالمشتهى رباط المشتهى المعروف بزاوية الكازروني على تقدير أن يكون السيوطي انتقل إليه وسكنه قبل وفاته وتوفي به ولكنا نرجح الأول لبعض مرجحات اطمأننا إليها: منها أنه الأشبه بما كان عليه هذا المتنزه من العظم المظنون في أمثاله من متنزهات الخلفاء الفاطميين إذ لا يعقل أنه كان محصوراً في بقعة ضيقة لا تتعدى الجهة الجنوبية لهذا الرباط وهو ما سنعالج تحقيقه في المرحلة الثالثة.
المرحلة الثالثة
إذا تركنا زاوية الكازروني وسرنا في الجهة الجنوبية منها فانا نصل إلى زاوية تعرف بزاوية الأباريقي واقعة على فيد غلوة منها شمالي قصر علي باشا شريف بجانب السور المحيط بحديقته وكانت قديما مسجداً جامعاً أنشاه قائد القواد غبن أحد خدام الحاكم بأمر الله الفاطمي فعرف به كما في كوكب الروضة للسيوطي قال وقد صار يسمى الآن جامع الأباريقي بولي مدفون بجواره ونسي اسم غبن فلا يعرفه الآن أحد إلا من له نظر في التواريخ. انتهى. وذكر على باشا مبارك في خططه أن هذه الزاوية بنيت على جزء من جامع غبن وجددها أخيراً علي باشا شريف ابن شريف باشا. قلنا وقد زرناها فرأينا على بابها كتابة منقوشة في الحجر نصها: (مقام سيدي أحمد الاباريقي، أنشأ هذا المسجد سعادة عبد الحميد بك شريف في غرة شهر شعبان المكرم من سنة 1327 هجرية) وبداخلها من الغرب قبة على حجرة بها ضريح الشيخ وعليه ستر أخضر عمله له عبد الحميد بك المذكور سنة 1328، ثم توفي بعد ذلك بقليل وهو ابن علي باشا شريف المتقدم ذكره وقد يكون المراد بإنشائه هذا المسجد إصلاح ما تشعث فيه من بناء والدة. وفي هذه الزاوية صلوا على الإمام السيوطي لما شيعوا جنازته من الروضة إلى حوش قوصون قال الأستاذ الشعراني في ترجمته بذيل طبقاته (ثم بعد شهر سمعت ناعيه ينعى موته فحضرت الصلة علوه عند الشيخ أحمد الاباريقي بالروضة عقب صلاة الجمعة وفي سبيل المؤمنين عند الجامع الجديد بمصر العتيقة).
فيتضح مما تقدم ان زاوية الكازروني المسماة قديما برباط المشتهى واقعة بلا ريب في موضع من هذا المتنزه ويعلم من موقعها انه كان في وسط الجزيرة على الشاطئ الشرقي منها ويدخل فيه ما في كمالي هذه الزاوية من المواضع إلى جامع قايتباي، ثم إذا صح أن هذه الزاوية واقعة في وسط المشتهى كما يغلب على الظن كان أيضاً ممتداً في الجهة الجنوبية منها أي زاوية الأباريقي أي فيكون موقعه فيما بين الأباريقي وجامع قايتباي وربما كان زائداً عن ذلك جنوباً وشمالاً والله أعلم.
تتمة
في توضيح أماكن ذكرت أسماؤها بالمصور منها جامع عبد الرحمن بن عوف فان العامة تزعم أن القبر الذي به للصحابي المشهور أحد العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنهم والصواب انه مدفون بالبقيع وبهذا المسجد قبر آخر دفن فيه حسن باشا المناسترلي الذي كان كتخدا مصر زمن عباس باشا الكبير أي وزيراً للولاية وهو من المساجد القديمة بالروضة أنشأه بدر الجمالي زمن المستنصر الفاطمي وكان يسمى جامع المقياس ثم جدده الصالح نجم الدين أيوب ثم هدمه المؤيد شيخ ووسعه ولم يتمه فأتمه بعده الظاهر جقمق ثم عمره قائصوه الغوري ثم خرب وانتهك الفرنسيس حرمته زمن احتلالهم لمصر ثم جدد حسن باشا المناسترلي البناء القائم منه الآن على الجزء الشمالي منه ولما توفي دفن فيه وكان في الأصل كبيراً ممتداً من الجنوب إلى الشاطئ ومتصلاً بالدرج التي كانت على النيل وهي التي تزعم العامة أن موسى عليه السلام قذف منها بتابوته في اليم، ويرى الفرنسيس في كتابهم (وصف مصر) أن أبا جعفر النحاس رمى من هذه الدرج في النيل لما جلس عليها يقطع بيتاً من الشعر لظنهم انه يسحر النيل.
ومنها زاوية أبي يزيد البسطامي فان العامة تزعم أيضا انه مدفون بها والصواب انه مدفون ببسطام وقبره معروف بها كما في معجم البلدان لياقوت، واسمه طيفور ووفاته سنة 261 أو 264 كما في وفيات الأعيان لابن خلكان. وإنما نسبت هذه الزاوية للبسطامي لان بانيها من ذرية وهو الشيخ محمد بن أصيل بن مهدي الهمذاني ثم جعلها فتح الدين صدقة بن زين الدين أبي بكر رئيس الخلافة جامعاً في حدود سنة 770 فعرفت بجامع الريس وهي معروفة اليوم بزاوية البسطامي.
ومنها جامع الديريني وهو الشيخ عبد العزيز الديريني المتوفى سنة 694 فانهم يزعمون انه مدفون به والصواب انه مدفون بديرين وقبره بها معروف يزار كما في المنهل الصافي وطبعات الشعراني.
ومنها مقام الأربعين ولا مقام بهذا المكان وإنما هي شجرة سدر تعتقد العامة فيها ذلك، وقد وضع سدنتها بجوارها زيراً وأكوازاً لشرب الزوار والسابلة.
ومنها شجرة المندورة وهي من الجميز وللعامة فيها اعتقاد ومزاعم غريبة والظاهر ان اسمها عن المنذورة بالذال المعجمة والمراد المنذور لها والله أعلم.