مجلة الرسالة/العدد 34/عالم النسيان

مجلة الرسالة/العدد 34/عالم النسيان

ملاحظات: بتاريخ: 26 - 02 - 1934



للشاعر بول فدر

(السكر الأكبر)

(هل أناا يا خوس أوياان؟

أسكر باالفضاء، وأطفئ لهيب روحي؟؟؟ الليالي

ألا فلتجر السماء في، ولأمتزج أنا فيها، فاتحاً فمي لعالم الذي ترتعش كواكبه.

لقد قضى (بيرون ولامرتين وهيغو وشيللى، وهم سكارى بالفضاء والسماوات الساطعة بالنجوم.

لا يزال - هنالك - الفضاء، يجري حراً طليقاً، حملني اليه

دون أن تعصف بي النشوة،

لا أزال ظمآناً. . .)

(بول فدر)

لا تلمني إن نسيت الموعدا ... أنا في النسيان أحيا أبدا

لو سرى النسيان في أوراحهم ... لرأوا مثلي حياة رغدا. . .

كل شيء - غير نفسي - ثابت ... لم تزعزعه أعاصير الغيَر

أي خطب لشموس خلدت؟ ... غير سخر من عذابات البشر

ما الذي يجديك إن قلت لنا؟ ... إنها واقفة، أو سائره

فعذابي في وجودي واحد ... وعلى الروح تدور الدائره

أيها الخافق! قد أضنيتني: ... ما الذيي يجديك نوح أو أسى؟

ناح من قبلك حتى صَمتوا ... وتولوا كسحابات المسا

عابر تمحو له آثارَه ... كلما خطط أمواجُ القدر

أنت تبغي أن تبِّقى أثراً ... فماضِ! لا يبقى على الرمل أثر

أيها العابر! ما ذنبك أن ... جاءك الشك وما ذنبي أنا؟

إن يكن كل يقين خادعاً ... فاتبعني تعلن الشك هنا. . .

نبتغي الراحة في أفيائه ... كيف نبغي راحة في قلق؟

ربة تصبغ أثواب الدجى ... حيلة منها، بلون الشفق

عذلوا الذاهل عنإحساسه ... لو دروا في أمره ما عذلوا

قل لهم! لو ذهلوا عن وعيهم ... لاستطابوا عيشهم إذ ذهلوا

أسلموني لشعوري المبهمِ ... أنا أحيا فيه بشعوري المبهم

أخبروا الليل بأن يغمرني ... فهنائي في الظلام المظلم

في اعتزالي عالم أسكنه ... وصلت أجزاءه أخيلتي

كم إله! ماله في يقظتي ... أثر، سامرني في عزلتي؟

كلما أغمضتُ عيني انفتحت ... لعيون النفس أكوان الأمل

كم رجاء كان يناى فدنا. . . ... وحبيب كان يعصى فوصل. . .

كلما أطبقت جفني انبعثت ... ذكرياتي مثل أشباح الدجحى

عانق الشك يقيني ضاحكا ... والتقى اليأس صديقاً بالرجا