مجلة الرسالة/العدد 34/والبيئة أيضا. . .

مجلة الرسالة/العدد 34/والبيئة أيضا. . .

ملاحظات: بتاريخ: 26 - 02 - 1934



أما لهذا الليل من آخر. . .؟

للدكتور محمد عوض محمد

من الموضوعات التي لابد أن تمر بنا جميعاً - الموازنة بين الوراثة والبيئة. هذا الموضوع بمثابة المطية الذلول التي لا يتحرج أضعف الناس وأصغرهم من أن يمتطيها. ثم يخيل إليه الوهم أنه أضحى فارساً من كبار الفرسان! ولقد طالما نشاهد صغار الناشئين وقد جلسوا على المنابر. ووقف هذا لينتصر للوراثة ويراها كل شيء. وذلك لينتصر للبيئة ويدعى لها كل شيء، وقد لا يكون للمتكلمين بعد إلمام صحيح بعنى الوراثة او البيئة.

ولا بأس بهذه الأشياء، ما دام يراد بها العبث البريء، وتمرين الطلاب على الحوار. ولكن كلام الاحداث فيما يجهلونه قد يغدو ويا للاسف - عادة تلازمهم مدى الحياة. وقل أن يوجد بين الموضوعات ما يتطلب الدقة في الفهم، والتأني في الحكم كموضوع الوراثة اوالبيئة.

فأما الوراثة فيراد بها ما يرثه الناس عن آبائهم وأجدادهم من الصفات التي اختصت بها سلالتهم التي ينتمون اليها. فتأثير الوراثة هو تأثير الجنس والسلالة والقائلون بالوراثة يزعمون ان هذا الشعب راق لانه من جنس راق، والآخر منحط لان جنسه منحط. وأما البيئة فهي ما ينشأ بينه الانسان من أرض وسماء، وهواء وماء، وجبال وأنهار، وصحارى وبحار وما اليها. ولهذه في نظر القائلين بالبيئة الاثر الاكبر في رفع قوم وخفض قوم، واعزاز شعب واذلال آخر.

ولقد حاولت في كلمة سابقة ان أضرب بعض أمثلة للضلال الذي يخبط فيه كثير من الناس حين يتكلمون عن الاجناس في غير تدبر ولا حذر. وهممت ان أكتب كلمة ثانية لأضرب أمثلة أخرى للضلال الذي يخبط فيه الناس حين يتكلمون عن تأثير البيئة ثم جاءت كلمة الاستاذ حسن جلال فحفزتني إلى المضي في هذا السبيل ان في شرائع كثيرة من الدول ما يضمن مجازاة من يمارس الطب إذا لم يكن من أهل الطب، ولكن ليس في الشرائع - وياللاسف - ما يكفل معاقبة من يمارس التاريخ وليست له دراية بالتاريخ، أو يمارس الجغرافيا وليس له كبير المام بالجغرافيا، وهكذا الحال في كثير من فروع العلم. فاستطاع ان يقتحم هذه الميادين من ليست لديه العدة اللازمة لها وهكذا رأينا اناساً يحكمون بين الاجناس ويرفعون جنساً على جنس، وسلالة فوق سلالة، دون ان يأخذوا العدة لمثل هذا الحكم بدراسة الشعوب والاجناس في كل مرة وفي كل زمن كذلك ما ينبغي لأحد أن يحكم في تأثير البيئة: في تأثير الهواء والماء والارض والسماء في أخلاق الناس وطباعهم، الا إذا درس كل بيئة على سطح الأرض، وقارن بين المتشابه وغير المتشابه، ووازن بين المتفق والمختلف، بحيث يستطيع أن يدرك ما إذا كانت البيئات المتشابهة قد أكتسبت أهلها خلالا متشابهة. وأن هذا التشابه سببه طبيعة الاقليم لا أي سبب آخر قد يكون خافياً.

ومع هذا فان الذين صناعتهم دراسة البيئات الطبيعية هم عادة أرهد الناس في اصدار تلك الأحكام القاسية الشاملة كأن يقال مثلاً: إن سكان هذه البلاد جبناء لأن أرضهم سهلة منبسطة! وسكان ذاك القطر بخلاء لأن بلادهم جبلية! وأهل هذا الاقليم بلهاء لأن هواءهم حار رطب؛ وأولئك كذابون حانثون لان مناخهم متقلب لا يستقر على حال.

ان هذه الآراء لها للأسف صورة خلابة تسترعي الذهن وتلفت النظر. وفي عالم سكانه لا يلذلهم اجهاد الفكر وانعام النظر فيما يلقى اليهم من المتكلم - كثيرا ما تسير تلك الأحكام وتشتهر بين الناس وترسخ في؟؟؟؟؟؟؟ وقد لا يكون في بعض هذه الأحكام ضرر كبير ولكن الخطب المؤلم ما ذكره الاستاذ حسن جلال من أن أناساً يقال لهم أنتم اذلة لأن هواء بلادكم يقضي بهذا، وقد كتب عليكم الذل سرمدا إلى يوم القيامة، فيصدقون ما يقال لهم ويؤمنون به. مع انه ليس في العالم أمة إلا ويصح أن يقال لها مثل هذا الكلام في وقت من الأوقات.

كتب أحد الجغرافيين الامريكان، واسمه إلسودث هنتنجتن يصف تأثير الهواء في الناس فقال: إن المناخ الذي يلائم حياة الأنسان أكثر من سواه، ويساعد على النشط والجد والرقي في سلم الحضارة هو مناخ بلاد اليابان (في الجزء الجنوبي منها). وبعض جهات الجزر البريطانية ثم تكون ملاءمة كل إقليم آخر للانسان بقدر ما بينه وبين هذه الجهات من المشابهة.

هذا ما ذكره ذلك الكاتب الجغرافي العصري، ومن المفيد أن نقارن هذا الحكم بما ذكره ابن خلدون في مقدمته عن الأقاليم السبعة وملاءمتها للأنسان. وقد ذهب هذا الكاتب الاجتماعي العربي إلى أن الأقليم الرابع هو أطيب الاقاليم جميعاً، وأكثرها ملاءمة للعمران، وسكانه أرقى حضارة من سكان سائر الأقاليم. أما ما يليه شمالاً وجنوباً فدونه منزلة، وما يلي ذلك اقل صلاحاً نظراً لشدة الحرارة أو لشدة البرودة. .

والاقليم الرابع الذي عناه ابن خلدون هو الواقع بين دائرتي العرض الثلاثين والاربعين. . . وفيه الاندلس وبلاد المغرب وايطاليا ومصر وسوريا والعراق وايران. وقد ذكر ابن خلدون صراحة أن الاقليم السادس قليل العمران. وهواؤه لا يبعث على الحضارة. مع ذلك ففي هذا الاقليم السادس بالذات يقع معظم بريطانيا العظمى علام يدل هذا كله؟

إنه يدل دلالة صريحة على أن كلا الكاتبين لم يبن حكمه على فهم صحيح لطبيعة الهواء وتأثيره في العمران. بل كل ما فعله أن نظر إلى العالم الذي يعيش فيه، والى الأفكار المختلفة التي نالت في عصره حظاً وافراً من الحضارة. وحكم بأن هواءها أحسن الأهوية، وأقليمها أطيب الأقاليم. رأى ابن خلدون أن العمران في عصره واقع في بلاد كلها في الاقليم الرابع، فحكم بأنه أكثر الاقاليم ملاءمة؛ ورأى هنتنجتون ان انكلتره واليابان في مقدمة دول العالم اليوم فحكم بأن هواء انكلترة خير هواء. ومتى أتيح للأقطار الاستوائية - أن تنهض قريباً أو بعيداً، فسيرى الناس ابن خلدون آخر ينادي بكل جرأة أن الأقطار الأستوائية، المغضوب عليها في الوقت الحاضر - هي أبدع وأزهى وأزهر الأقاليم ذات الحضارة والعمران.

ومن غريب أحكام ابن خلدون ما ذكره في حكمه على أهل السودان بأنهم موصوفون بالخفة وكثرة الطرب وحبهم للضحك بسبب حرارة الهواء، ولو بقى ابن خلدون إلى وقتنا هذا لأدهشه أن يعلم أن من أكثر الناس خفة وضحكاً الاسكيمو سكان الجهات القطبية! وشبيه بهذا ما ذكره المقريزي في حكمه على أهل مصر مما ذكره الاستاذ أحمد أمين: من أن البيئة المصرية قد أثرت تأثيراً سيئاً في كل ما بمصر من إنسان وحيوان. ومما ظنه حجة علينا أن الأسد لا يعيش في مصر. وهذا صحيح. ولو كان الأسد في مصر يوما من الأيام لكان العمران وحده كفيلا بابادته والقضاء عليه كله أبيد التمساح من نيل مصر. ولكن من يخبر المقريزي رحمه الله بأن بلاد الانكليز ليس فيها أسد، وليس فيها من الوحوش الضارية سوى الانسان. وكذلك الحال في الجزء المتمدن من أمريكا وفي معظم أوربا؟

تلك العبارة البادية السخف هي من فصل طويل للمقريزي مملوء بالعبارات الكثيرة في ذم مصر وهوائها ومائها وأهلها وفي ذم اخلاقهم وأجسامهم وطبائعهم. . وكلها عبارات لا تزيد قوة على العبارة السالفة.

ولقد يجوز لكاتب أن ينقد أخلاق المصريين وأن يرميهم بصفات الضعف إن شاء، أو الجبن أو الانهماك في الشهوات. ولكن ليس لأحد ان يرجع شيئاً من هذا إلى طبيعة الأرض أو الماء أو الحراة. فيضل ويضل. وأولى بهؤلاء القضاة أن يبدأوا بدراسة لكل اقليم وطبيعة كل بلد من بلدان العالم إذن لعلموا أن كثيراً مما يتهم به أصل مصر - صدقاً أو كذباً - شائع فاش في أقاليم تختلف عن مصر كل الاختلاف، وهنالك أقاليم لا يقل هواؤها حرارة عن هواء مصر، وأرضها سهلة كارض مصر، تعيش فيها شعوب لا يشك أحد اليوم في رقيها وتفوقها.

ومن الأمثلة الشائعة في تأثير البيئة ما يقال من أن المناظر الطبيعية تخلق الشعراء وتوحي بالشعر والموسيقى. وقد زار أحد كتاب الامريكان بلدة ستراتفورد حيث ولد شكسبير، فصور له الخيال الجامح أن مثل هذه البيئة - والتي ليس لها في الواقع ما يميزها - هي الجديرة بأن توحي إلى رجل مثل شكسبير تلك الدرامات الخالدة، والقصائد الرائعة. . ولولا جهل هذا الأمريكاني لعلم أن شكسبير لم يقض في هذا الأقليم غير زمن الحداثة. ولم يكتب فيه شيئاً بل قضى معظم حياته في لندرة تلك البلدة المظلمة التي لا يمكن أن توحي من تلقاء نفسها بشيء جميل.

واذا سلمنا بأن المناظر الطبيعية الجميلة تثير الخيال وتبعث الشعر في النفوس، فاننا سنلاقي من غير شك صعوبة عظيمة في تعليل تلك الظاهرة الغريبة وهي قلة نبوغ الشعراء الفحول في سويسرة التي لا يضاهيها في أوروبا بلد في أنهارها الجارية، وجبالها الشامخة، ومناظرها الرائعة.

أليست الحقيقة اننا نتورط كثيراً، ونندفع في الاستدلال والاستنتاج، ونقضي بأحكام شاملة واسعة من غير حذر ولا تدبر، بل وأحياناً من غير فهم لما نريد الخوض فيه؟!

من الثقافة العربية القديمة

النار عقد الجاحظ فصولا ممتعة على النيران، في نهاية الكتاب الرابع وبدء الخامس من الحيوان، ذكر فيها نيران العرب والعجم، فحدث أخبارها وأبدى آثارها وأشعارها

وإنا نتكلم الآن عن النار ونشوئها، فنورد قول طائفتين تختصمان فيها جمعناه من شتات، واختصرناه بعد افاضة.

النار

النار اسم للحر والضياء، فاذا قالوا أحرقت أو سخنت فانما الاحراق أو التسخين هو للحر، دون الضياء.

والحر جوهر صعاد كالضياء، وإنما يختلفان في الصعود لاختلاف جوهرهما، والضياء أحث صعودا لا يعلى. ألم تر إلى النار إذا أطفأناها من أتوان وجدنا أرضه وهواءه وما يلابسه حاراً، ولم نجده مضيئاً.

مستقر النار ونشوؤها:

النار التي تقدح من عودين أو حجرين أين تستقر؟ أهي في العودين كامنة تبرز بالقدح فهي من عناصر العود أو الحجر؟ أم تتراءى أنها خرجت منهما، والحق أنها ليست فيهما، بل تحدث من غير العود والحجر عند قدحهما - كلا الرأيين له فرقة تميل اليه وتؤيده بكل وسعها واليك أقوالهما:

نظرية الكمون:

يرى فريق أن النار كامنة في الحطب والحجر وغيره لأنها أحد عناصره، ويمنعها من الظهور البرد المضاد للحر والمكافئ له. فان نحن قوينا النار الكامنة إما بنار أخرى خارجية أو بتوهين البرد المانع كحك العودين اللذين يضعف البرد فيهما - ظهرت النار الكامنة، وتغلبت على البرد ونفته.

فالنار التي نراها هي نار العود تسعرت بعد كمونها، وانتصرت على مكافئتها. واعلم أن (احراقك للثوب والحطب والقطن، إنما هو خروج نيرانه منه ليست أن ناراً جاءت من مكان فعملت في الحطب، ولكن النار الكامنة في الحطب لم تكن تقوى على نفي المانع ضدها عنها فلما اتصلت بنار أخرى واشتدت منها قويتا جميعاً على نفي ذلك المانع. فما زال تجزأ الحطب وتجفف وتهافت لمكان عملها فيه). (وإن من ينكر أن في الحجر ناراً كامنة، كمن ينكر الزيت في الزيتون، والدهن في السمسم، والدم في الانسان، ويقول بحدوث ذلك عند رؤية الانسان لها).

بل تتوسع هذه الفرقة في تطبيق نظريتها، فعندها أن حرارة الأيام ليست من الشمس، وإنما النيران الكامنة في العالم تظهر بتقوية الشمس لها وتغليبها على مانعها، بل تطفر من كمون الحرارة إلى كمون السم، فنتزعم أن في كل بدن سماً كامناً، له مانع يمنعه من ظهور أعراضه - وليس سم الأفعى الذي يتلف البدن - لأنه ليس يقتل متى مازج بدناً لا سم فيه؛ ولكن الذي يقتل السم الكامن في الأبدان، متى أعانه سم الأفعى وقواه على مانعه.

البراهين على كمون النار:

لو كانت العيدان كلها لا نار فيها، ما كان ظهورها في بعض العيدان أسرع منها في البعض الأخر؛ لكنها كانت كذلك - لأن مانعها أضعف في بعضها عن بعض، فيكون ظهور نيرانه أسرع، فالمرخ والعفار أفضل العيدان، كما أن الحجارة تختلف في الأسرار، وأكثرها ناراً حجر المرو - وقد تحتك عيدان الأشجار في الغياض فتلتهب النار - وقد تقدح النار من الساج إذا اختلط بعضه ببعض في السفينة عند تحريك الأمواج لها، ولذلك أعدوا الرجال يصبون عليه الماء صباً، ولم صار لبعض العيدان جمر باق، وبعضها له جمر سريع الانحلال، وبعضها لا جمر له؟ ولم صار البردي مع هشاشته ويبسه ورخاوته لا تعمل فيه النيران؟ فهل اختلفت تلك الا على قدر ما يكون فيها من النار وعلى قدر قوة الموانع وضعفها؟

ولا يسكت هذا الفريق دون أن يؤيد كلامه بآي الكتاب.

قال تعالى (أفرأيتم االنار التي تورون، أأنتم أنشأتم شجرتها أم نحن المنشئون) تقول كيف قال (شجرتها) وليس في تلك الشجرة شيء وجوفها وجوف الطلق في ذلك سواء، وقدرة الله على أن يخلق النار عند مس الطلق كقدرته على أن يخلقها عند حك العود، وهل يريد سبحانه في هذا الموضع الا التعجيز من اجتماع الماء والنار؟ ويقول تعالى: (الذي جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً فاذا أنتم منه توقدون) فهل تجد لذكر الخضرة الدالة على الرطوبة معنى، الا ذلك التعجيز؟ نظرية الاستحالة

تنكر هذه الفرقة أن النار كامنة في العود، وكيف تكمن فيه وهي أعظم منه؟ ولا يجوز أن يكمن الكبير في الصغير، ولكن العود إذا احتك بالعود حمى العودان، وحمى من الهواء المحيط بهما الجزء الذي بينهما، ثم الذي يلي ذلك منهما، فاذا احتدم رق ثم جف ثم التهب، فانما النار هواء استحال.

والهواء في أصل جوهره جسم رقيق خوار، جيد القبول، سريع الأنقلاب، فالنار التي نراها اكثر من الحطف إنما هي ذلك الهواء المستحيل، وانطفاءها بطلان تلك الأعراض الحادثة للهواء. ينقلب الهواء إلى نار، لأن طبعه قريب منها، فالنار يابسة حارة، والهواء رطب حار، والماء رطب بارد. فالهواء وسط بين النار والماء يجمع بينهما، وقد ينقلب كل منها إلى ما يقاربه. فيجوز ان ينقلب الهواء ناراً، وينقلب الهواء ماء، ثم ينقلب الماء أرضاً، ولابد في الانقلاب من الترتيب والتدريج.

البراهين على انكار الكمون:

نرى براهين هذه الفئة سلبية، فهي تنكر الكمون باعتراضاتها على النظرية، وإن كانت لا تتقدم بحجج تؤيد الاستحالة، فترى المناظرة تنتقل إلى تأييد الكمون وإنكاره. تقول هذه في الانكار.

ان هذا الحر الذي رأيناه قد ظهر من الحطب، ولو كان كامناً فيه لكنا وجدناه بالمس كالجمر المتوقد، فان قلتم كان يمنعه برد مكافئ كامن مثله - فأين ذلك البرد؟

لا يخلو الحال من أمرين: إما بقى بعد الأحراق، وإما خرج عند الأحراق. فان كان باقياً في الرماد استلزم ان يكون الرماد أبرد من الثلج، وإن كان خرج مع الحر، وأخذ كل وجهته - فقد كان ينبغي له أن يخمد ويهلك مالاقاه، كما أحرق الحر وأذاب كل مالاقاه ولما وجدنا جميع أقام هذا الباب لم تتحقق، علمنا أن النار لم تكن كامنة في الحطب.

ونشعر بقيمة هذا الاعتراض، إذا لاحظنا قول الفريق الأول في أن النار تنفي المانع الذي هو البرد، ولم يقل تفنيه وتبطله - إذن فالبرد موجود عند الاحراق، يقع عليه أحد الفروض السابقة.

بعد هذا أخذت كل فرقة تنتصر لنفسها بنقض قول خصيمتها وإنا نمسك عند هذا المقدار.

احمد احمد التاجي