مجلة الرسالة/العدد 341/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 341/البَريدُ الأدَبي

ملاحظات: بتاريخ: 15 - 01 - 1940



عودة إلى المسرح

قلت في مقالي السابق في المسرح (335) إن الفرقة القومية إذا أصرت على أن تتجافى عن الفن السليم الرقيق - ولا أقول الخالص بعد - فلتهجر إلى شارع عماد الدين تنافس فيه ما تشاء.

فهنالك معترك المسرحيات الرثة. و (لويس الحادي عشر) من البضاعة المبتذلة. وإن خطر لك أن تستوحش من ناحيتي فتتوجس مني التشدد، فخذ حكم ناقد بصير من نقاد المسرح في فرنسة وأسمه لوسيان دوبيك و (لويس الحادي عشر) من تأليف ك. ديلافني وهو فرنسي؛ وفي فرنسة برزت تلك المسرحية، وأديت غير مرة.

يقول دوبيك في مؤلفه الضخم: (التاريخ العام المزوّق للمسرح) (باريس 1932 ج 5 ص 45 ي ي): (أن مسرحية الحادي عشر ليست بأحسن من أرذل المآسي الابتداعية (الرومنتيكية)). ثم يبين دوبيك مقدار فساد المسرحية من جهة حقيقة التاريخ وحبك الموضوع ونسج المشاهد

تلك هي قيمة المسرحية، وهي من نوع المأساة المفرطة الملفَّقة تلفيقاً وأما تأديتها على مسرح الأوبرة فلولا براعة الأستاذ جورج أبيض واقتصاده في الأداء، في الفصل الأول والثاني، لانقلبت المسرحية كلها (مهزلة) وضربت إلى لون التهريج وقد لمس النظارة ذلك اللون في الفصل الثالث إذ غالى أبيض في الرجفان واللهاث والحشرجة والتضوّر.

وأثار هذا المشهد من حولي الضحك الفاتر، فحمدت الله على أن زمن طلب الانتفاض الرخيص قد وّلى. وكأني بالأستاذ أبيض - مع إكباري لمسعاه - عزّ عليه أن يترك في ذلك الفصل طريقته الأولى، وقد فاته أن الذوق يسيل ويتحول

وفي الإخراج نفسه مآخذ. من ذلك موقف الأستاذ حسين رياض في حجرة الملك، فأنك تراه ينوي اغتيال الملك فيصيح صياح الذبيحة - كأنه يغالب أبيض في المغالاة - وخلف باب الحجرة حراس كماة ساهرون. إن ذلك الموقف يتطلب الهمس المضطرب والقرّ في الأذن؛ وذلك آخذ للأعصاب من الصياح والولولة. ومن المآخذ أيضاً أن كراسي المخدع كانت منجدة تنجيداً، والمتعارَف أن فن الأثاث في عهد لويس الحادي عشر - أي قبل تأثير الفن الإيطالي ' في بقايا فن القرون الوسطى - يجهل الفُرُشَ المنجدة، بل يطرح الطارح على المقاعد المختلفة نمارقَ وُبسُطاً ووسائدَ.

ومن المآخذ أيضاً على المخرج لم يُفد من الدَّرَجِ القائم في منتصف الحجرة، المؤدي إلى مخدع الملك. فإنما على ذلك الدرج كان يحسن بالمغتال أن ينقضّ على الملك. وهكذا يكون الانقضاض من علٍ، ويكون الصراع، مع ما يليه من تقلب الملك على الأرض، بيِّناً للنظَّارة

أضف إلى كل هذا أن نفراً من الممثلين لم يحسنوا الإلقاء ولا تنغيم الكلام. ويحزنني أن أخصص فأذكر الآنسة فردوس حسن والأستاذ زكي رستم

بقي أن في الفصل الثاني مشهداً لطيفاً. وهذا المشهد إلى نوع المهزلة قريب، والمهزلة فن نحكمه في مصر، ولذلك يستغيث به المخرجون عندنا لعلمهم أنه عمود النجاة

وهنا ألتفت إلى الأستاذ فتوح نشاطي الذي أخرج منذ عودته من باريس مسرحيتين: الأولى (تحت سماء أسبانية)، وأظنني قلت في تأديتها قولاً حسناً؛ والثانية (لويس الحادي عشر).

ألتفت إلى الأستاذ فتوح نشاطي أصارحه بأني أراه يخرج مسرحيتين يعرف أنه يظفر من ورائهما بالنجاح السهل، إذ أنهما من النوع الذي يرضي من قلت درايته وجفت ثقافته. وهذا نوع يلوذ بالتأثير المباشر والحادث النفّاض، فضلاً عن إغراقه في الأبتداعية الكريهة. ومتى نتخلص منها؟ ألا قد حان الزمن يا أيها الناس!

وكم كنت أود أن أرى الأستاذ فتوح نشاطي يهمس في أذن الأستاذ أبيض: أتريد أن تمثل لويس الحادي عشر، فأعدل عن تلك المسرحية البالية التافهة إلى إحدى مسرحيتين لبول وأما الأولى فعنوانها (لويس الحادي عشر الرجل الشاذ) , وقد برزت على مسرح (الأوديون) سنة 1921. وأما الثانية فعنوانها (أصفياء الملك لويس الحادي عشر)

وقد برزت على مسرح (الكوميدي فرانسيز) سنة 1926. فهنا تصيب اللطف والنسق فضلاً عن الجدّة والروح الشعري

إن الأستاذ نشاطي أنطلق إلى باريس وأقام بها سنة ونحو سنة ليقفل وبين يديه الطرائف وبين جناحيه ولع بالفن الرقيق

أمنية أرقب من يحققها: جماعة أو فرقة أو شعبة للفن الخالص، الفن الطالع بشر فارس

نهج البلاغة أيضاً

إلى الأستاذ الكبير النشاشيبي

قرأت بلهفة شديدة فتواكم الأدبية على استفتاء السائل العراقي حول نسبة (نهج البلاغة) وذلك قبل أن أسبر موضوعات الرسالة الغراء، لظني أن جواب حجة الأدب وأعلم الناس بمراجع هذا البحث، كما أتفق على ذلك السائل وخصومه، سيكون شافياً كافياً. ولكن مع الأسف لم يكن كذلك، لأن الأستاذ اكتفى بترجيح قول المنكرين بلا مرجح حيث لم يدعم فتواه بالدليل والبرهان شأن غيره من أهل البرهان وفرسان الأدب وحجاجه. كما أن إحالة السائل ومناظريه على كتابيه حفظه الله (كلمة في اللغة العربية) و (الإسلام الصحيح) غير كافية للحكم.

ثم أن قول حجة الأدب (أن نهج البلاغة من كتب إخواننا الإمامية وهو مجموعة مصطفاة إن لم يحبره سيدنا عليّ (رضي الله عنه) فقد انتقاه وحبره علويين كما زخرف محدثون (كل حزب بما لديهم فرحون)) قول مجرد لا يقنع الخصم. وكان الأجدر بأعلم الناس بمراجع هذا البحث المهم أن يزيح العلة ويشفي الغلة بما لديه من حجج وبراهين وإن كانت التي أوردوها في كتابيه (كلمة في اللغة العربية والإسلام والصحيح) ذلك ليكون القراء على بينة من حقيقة هذه الدعوى وحجة الفتوى التي اضطرتني إلى أن أطلب إلى الأستاذ الحجة وألتمس منه تنويري وأرشاد طلاب وهواة التاريخ بإيضاح النقاط التالية:

1 - من هم العلويين الذين حبروا مجموعة كتاب (نهج البلاغة) المصطفاة، لأن كلمة المنكرين تكاد تتفق على أنه واضعه هو الشريف الرضي وحده بلا معين ولا شريك

2 - هل يقصد بكلمة العلويين الذين يمتون إلى عليّ بصلة النسب أم بالمبدأ والتشيّع له؟

3 - هل تمت مجموعة النهج في عصر واحد أم في عصور مختلفة مع بيان الأسباب والدواعي لوضعها على قدر المستطاع

4 - ما قولكم دام فضلكم فيما أثبته المؤرخون وجهابذة الأدب من قدماء ومتأخرين من غير العلويين في صحة نسبة أغلب المجموعة المصطفاة لسيدنا عليّ كرم الله وجهه 5 - إرشادنا إلى الخطب التي تثبت صحة نسبتها لأبي الحسين عند الأستاذ

6 - إذا عسر على حجة الأدب أن يزيل عنا الإبهام الوارد في جوابه الذي أجاب به السائل العراقي والمنحصر في النقاط المتقدمة، فإلى من تنتسب مجموعة (نهج البلاغة) وهو الكتاب العظيم بعد كلام الله ورسوله . هذا ما نود من صميم الفؤاد ألا يضن حضرة الأستاذ بإعطاء الجواب الشافي عليه، وبذلك يكون قد أسدى خدمة جليلة جديدة للأدب العربي الصحيح.

(بعضوية - عراق)

توفيق الفكيكي

في معنى بيت وإعرابه

قال أعشى قيس في مطلع قصيدته في مدح النبي :

ألم تَغتمِض عيناك ليلة أرْمَدَا ... وبت كما بات السَّليم مُسهَّدَا

فقال النحاة: إن (ليلة) فيه ليس منصوباً على الظرفية، لأنه يكون المعنى على ذلك ألم تغتمض عيناك في ليلة أرمد، وهو الذي يشتكي عينيه من الرمد، وذلك معنى فاسد، وإنما هو منصوب على أنه مفعول مطلق، والمعنى عليه: ألم تغتمض عيناك اغتماض ليلة أرمد، أي اغتماضاً يشبه اغتماضه، فحذف المصدر المضاف إلى الليلة وأقيمت مقامه، فصار إعرابها كأعرابه

وقال صديقي العالم العلامة أبو رجاء في تعليقاته على سيرة أبن هشام: هذا الذي ذكره النحاة مبنى على ان (أرمد) صفة معناها الذي أصابه الرمد، والألف فيه ألف إطلاق، وعندي أن خيراً من هذا كله أن يكون قوله (أرمدا) فعلاً ماضياً مسنداً إلى ألف الاثنين التي تعود إلى قوله (عيناك) وعليه يكون ليلة منصوباً على الظرفية. قال الفيومي في المصباح: (رمدت العين من باب التعب وأرمدت بالألف لغة) ويكون قد حذف تاء التأنيث من الفعل المسند إلى ضمير المثنى المؤنث

وقد تكلف صديقي أبو رجاء هذا الإعراب بناء على تلك اللغة التي ذكرها المصباح، وعلى أن الفعل المسند إلى ضمير المؤنث المجازي يجوز تجريده من التاء في ضرورة الشعر.

ولو أن الأمر يقف عند هذا لسهل الخطب، ولكن المعنى الذي أراده الأعشى لا يتفق مع هذا الأعراب، وهو معنى متقرر عند الشعراء لا ينفرد به الأعشى وحده، وقد ورد في قول أمرىء القيس بن عانس الكندي:

تطاوَلَ ليلك بالأثمُدِ ... ونام الخَليُّ ولم تَرْقُدِ

وبات وباتتْ له ليلةٌ ... كليلة ذي العائر الأرمد

فالأعشى يريد هذا المعنى الذي صرح به أمرىء القيس، وهو ظاهر جداً في أعراب جمهور النحاة، ولا يريد الأعشى أن عينيه اغتمضتا في ليلة إرمادهما، لأنه لم يكن في موقف الشكوى من هذا، وإنما كان في موقف النسيب الذي يبتدأ به القصيد، وهذا ما قررته لطلابي في القسم العام بالجامع الأزهر عند موضعه من المفعول المطلق

عبد المتعال الصعيدي

في عيد القاهرة الألفي

مما عنيت به الجمعية الجغرافية الملكية - لمناسبة عيد مدينة القاهرة الألفي - إصدار كتابين عن المدينة، أحدهما باللغة الفرنسية، وهو يتناول الكلام عنها منذ نشأتها إلى ما قبيل حملة نابليون، كما رآها الرحالون الأوربيون. وقد أضطلع بتأليفه الأساتذة: فييت ومونييه ودوب؛ وأتموا جانباً كبيراً منه.

وسيضم هذا الكتاب الأحاديث الممتعة التي كتبها عن القاهرة كثير من الرحالين الذين زاروها حين كانت أغنى مدن الشرق وأعظمها أتساعاً. ويشتمل إلى هذا، على وصف معالمها والمراسم التي كانت تجري في استقبال سفراء الدول الأوربية في بلاط السلاطين والخلفاء.

وأما الكتاب الآخر، فيتناول موضوع (القاهرة عند الرحالة الشرقيين)، وسيصدر باللغة العربية، وقد أخذ في تأليفه الدكتور زكي محمد حسن والنقيب عبد الرحمن زكي، وهو يتمم الكتاب الأول.

وستعرض الجمعية نموذجاً كبيراً مجسماً لمدينة القاهرة بدئ بعمله منذ حوالي عشر سنوات بفضل رعاية المغفور له الملك فؤاد.

وقد أتمه المختصون في مصلحة التنظيم فجاء مشتملاً على كل مبنى وشارع وبيت في المدينة.

وكذلك تعرض الجمعية مجموعة كبيرة من المصورات الجغرافية والمستندات واللوحات والصور التي تتعلق بعاصمة البلاد وتاريخها في مختلف العصور.

إلى الأستاذ الجليل (ق)

اطلعت في الجزء (340) من الرسالة الغراء على مقالكم القيم (قد لا يكون) وفيه سقتم شواهد على صحة توسط (لا) النافية بين (قد) والفعل. وأنه لعمل عظيم تضيفونه إلى ما أسديتم إلى قراء العربية من أياد يشكرونكم عليها. . .

غير أنه لفت نظري نقلكم هذه العبارة من كلام العكبري - أن قد صدقتنا - أن مخففة من الثقيلة واسمها محذوف وقيل: أن مصدرية (وقد لا تمنع) من ذلك إلى منتهى كلام العكبري.

فأنت ترى معي يا سيدس الفاضل أن (قد) في كلام العكبري مبتدأ خبره قوله: (لا تمنع من ذلك) أي أن وجود (قد) في الكلام لا ينافي أن تكون (أن) مصدرية. فليس مما أنتم بسبيله.

وتقبلوا تحياتي وإجلالي

عوص السيد السمل

ويل للحقائق منا

في العدد (339) من الرسالة الزهراء كتب الدكتور زكي مبارك - وإن يكن أخفى اسمه فقد نم عليه أسلوبه - مقالته (نميمة الأسلوب) وفيها يلوم زمانه وأهل زمانه، ثم يقارن بين حاله وحال النبي أيوب شيخ الصابرين فيقول: (وأين فجيعة أيوب في دنياه من فجيعتي في دنياي؟. . . كان الدينار لعهد أيوب يمون الرجل شهراً أو شهرين، وأنا في عهد يهان فيه الرجل إن اكتفى بالدينار يوماً أو يومين، فمن يسلطني على دهري فأسجل رزاياه على نحو ما صنع أيوب؟)

وفي العدد (340) كتب أستاذنا الزيات آيته: (هل خصب الأرض يستلزم جدب القرائح) فكان مما قاله فيها: (تستطيع أن تقول إن مصر في جملتها بلد غني، يؤتى أكله كل حين بيسير من الجهد وقليل النفقة، فأهله آمنون من موت الجوع، لأن الفقير يملك أن يمسك روحه بنصف قرش! وما أيسر ما يجد قرشين في اليوم بالعمل الحقير أو السؤال الملحف)!. . .

هذا قول الزيات وذلك قول مبارك، وبينهما التناقض الواضح، لأن الفقير عند الزيات يضمن قوته بنصف قرش، فلا يصعب أن يضمن الغني قوته بقروش. . . ولكن المبارك يوهمنا بأن المكتفي بيننا بالدينار بنفقه في اليوم أو اليومين مهان محتقر!

فأين يقف القراء المساكين من هذين القولين؟. . .

أصرح برغم صداقتي بالدكتور مبارك أن هواي مع أستاذي الزيات، وفكري يميل حيث مال فكره العبقري، والصداقة شيء والرأي شيء آخر يا دكتور. . .

ولقد كان الأستاذ عزيز فهمي المداعب المدقق البارع موفقاً حين أزال عن الدكتور مبارك (مكياجه) و (رتوشه) فقال ساخراً متهكماً: (أن الكاتب من الكتاب الذين يشعرون بأن الإنسان يهان إذا اكتفى بالدينار في اليوم أو اليومين. . . فهو من غير شك قد رحمه الله من إهانات يا لها من إهانات لو لم يكن ينفق الدينار في اليوم أو في اليومين. . . كان الله في عون الكتاب وغير الكتاب من أبناء اليوم الذين ينفقون الدينار في الأسبوع أو في الشهر أو في العام. . . إن هؤلاء هم الأيوبيون - لا الأيوبون يا أستاذ عزيز! -)

سامحك الله يا دكتور مبارك وغفر لك قولك!. . . إذن ألف رحمة وحسرة على كثير من الأدباء في مصر لا يجدون الخبز الأسود إلا بشق الأنفس، وقد ينفقون القرش - القرش لا الدينار يا دكتور! - في اليوم أو اليومين!. . . إذن ألف أسف لذلك العدد الضخم من الكتاب والصحافيين الذين تتلقفهم المقاهي وتتلاعب بهم الأندية أو الطرقات، وهم إلى الصعاليك والمشردين البؤساء أقرب منهم إلى الكتاب والأدباء!. . .

إنك سعيد ومحظوظ ومحسود يا دكتور، أنك تعتبر نفسك مهاناً لأنك تنفق في اليوم أو اليومين - على الأكثر - ديناراً بأكمله. . . يكاد قلمي أن يسطر عبارة لوم واتهام لك، إذ تسبح في بحار النعيم وتخطر في فردوس الغنى، وأمامك الكثير من إخوانك تصرخ أمعائهم جوعاً، وأجسامهم ضنى ومرضاً؛ وأنت لا ترق ولا تلين، فتعطيهم ما يفضل من دنانيرك من قروش ومليمات!. . . ثم لا تكتفي بذلك، بل تذهب فتغالط وتشكو وتتألم!!. . . ويل للحقائق منا يا دكتور!. . .

(كلية اللغة)

أحمد جمعة الشرباصي

أعراب جملة

سيدي الأستاذ الكبير صاحب الرسالة الغراء

في الوسط الأدبي الذي أعيش فيه خلاف على أعراب الجمل الآتية وما في حكمها:

يريد أن يعرب البيت فيعجمه

يريد أن ينجح فيرسب

يريد أن ينهض فيكبو

فهل (الفاء) للعطف فينصب ما بعدها؟ أن يكن ذلك فإن الإرادة تنسحب إلى الفعل الثاني، ومدلوله غير مراد. فلإعجام والرسوب والكبو غير مقصود

وإن لم تكن الفاء للعطف فما معناها وما عملها في الجملة؟

(ديروط)

ع. مصطفى

الوحدة المذهبية في شمال أفريقيا

جاء في الرسالة الغراء بعدد 336 من مقال الأستاذ أبي الوفا بعنوان: (شمال أفريقيا والأستاذ الحصري) العبارة التالية:

(أما الوحدة المذهبية فالمغرب من أقصاه لأقصاه على مذهب إمام دار الهجرة مالك بن أنس وليس فيه طوائف دينية كالرافضة والأباضية وغيرهما (كذا) من بقية الفرق الدينية التي توجد كثيراً في بلدان الشرق العربي والإسلامي

إن مقال الأستاذ يشعر أن الأباضية ليسوا من الفرق الإسلامية. والذي يلفت النظر أن مقاله هذا جاء عقب قوله: (وليس في المغرب أقليات دينية سوى أقلية ضئيلة من اليهود)

كان الأولى بالأستاذ أن يقول بدل جملة الطوائف الدينية:

وليس فيه (أي شمال أفريقيا) مذاهب إسلامية أخرى كالمذهب التي توجد كثيراً. . . الخ.

أما نحن فلسنا الآن بصدد الرد على الأستاذ أبي الوفا لقوله بعدم وجود أباضية بشمال أفريقيا، لأني أعتقد أن العلامة الأستاذ أبا إسحاق اطفيش نزيل القاهرة الآن، وهو من جلة علماء الأباضية بشمال أفريقيا لن يسكت عن الجواب وإيضاح الحقيقة لمن يتجاهل أو يجهل وجود الأباضية المسلمين بشمال أفريقيا بأهم مدنه من طرابلس الغرب وتونس والجزائر ووادي ميزاب وغيرهن من المدن المشهورة، من أقدم التاريخ حتى الآن وإلى ما شاء الله من الزمن، وحسبهم مفخرة تمسكهم بالعروة الوثقى من الدين الإسلامي الصحيح

الحق أن النزعة الإسلامية المتأصلة في قرار نفوسنا تضطرنا لإصلاح أغلاط إخواننا فينا. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل والسلام عليكم

أحمد الكندي

مراقب بعثة سلطنة مسقط - عمان

القصص المدرسية

أخرج الأساتذة سعيد العريان، وأمين دويدار، ومحمود زهران، حلقة جديدة من سلسلة القصص المدرسية التي يوالون إصدارها منذ سنين، ليسدوا النقص البادي في أدب الأطفال العرب؛ وهذه الحلقة الجديدة هي مجموعة من أربع قصص في 160 صفحة: اثنتان منها لكبار التلاميذ في المدارس الابتدائية، والاثنتان الأخريان على المنهج الجديد لتلاميذ السنة الأولى في المدارس الابتدائية لدروس القصص، ورياض الأطفال

والقصص الأربع مكتوبة بأسلوب سهل ممتع، معروضة عرضاً فنياً بليغاً يشوق الطفل ويلذه، ويقدم له الفائدة في أسلوب رشيق طلي

وثمن القصص الأربع جميعاً عشرة مليمات

فنرجو أن ينتفع تلاميذ المدارس الابتدائية، ورياض الأطفال بهذه المجموعة الجديدة من القصص المدرسية، وأن يجد مؤلفوها من التشجيع ما يعينهم على الاستمرار في هذا الباب الجديد من أبواب الأدب