مجلة الرسالة/العدد 356/رسالة النقد

مجلة الرسالة/العدد 356/رسالة النقد

ملاحظات: بتاريخ: 29 - 04 - 1940



في سبيل العربية

تصحيح نهاية الأرب

جزؤه الثالث عشر

للأستاذ عبد القادر المغربي

ص3 س3 قوله: (وتفوهت بأخبار من نبغ من أهلها) أي أهل كل دولة من دول التاريخ، ومعنى (تفوهت) نطقت. ولا يقال في مثل هذا المقام (نطقت) وإنما يقال (نوّهت) ففي كتب اللغة: نوّه فلان بفلان إذا رفع ذكره ومدحه وعظّمه. وهذا هو المراد هنا. فإن المؤلف يمدح النابغين من كل دولة ويشيد بذكرهم.

ص3 س9 قوله: (ولم أعرج في الآخر إلا بالإشارة إليها) فعل التعريج يتعدى بعلى لا بالباء. ففي التاج (التعريج على شئ الإقامة عليه، وفي الحديث: فلم أعرج أي لم أقم ولم أحتبس) فالمعنى في عبارة المؤلف إنني لم أحبس قلمي على شئ إلا على الإشارة إليها، ولم نجدهم ذكروا أن فعل التعريج يتعدى بالباء، ولعل تعديتها بها هنا من ذهول المؤلف لا من خطأ الناسخ

ص11 س21 قوله: (ففتحها) صوابه (ففتحهما) إذ أن الضمير يرجع إلى العينين، وهو خطأ مطبعي

ص25 س14 لما أخذ الله الميثاق على ذرية آدم وهم في ظهره كان أول من أجاب وخرج سيدنا محمد قال المؤلف: (ونادى إلى ذات اليمين وهو يقول. أنا أول من يشهد لك بالتوحيد. الخ) فقوله (ونادى إلى ذات اليمين) صوابه: (وأوى إلى ذات اليمين. أي مال ولجأ إلى الجهة اليمنى فتبوأها ونزل بها، منه قوله تعالى: (إذ أوى الفتية إلى الكهف) (أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة) وفي انحيازه إلى جهة اليمين إشارة إلى أنه من أهل الميمنة السعداء لا من أهل المشأمة الأشقياء

ص29 س14 لما أخرج آدم وحواء من الجنة اضطرا إلى قضاء الحاجة فبكيا (ثم أمرهم الملك أن يمسحا بالمدر، ثم يغتسلا بالماء) يعني أنه علمهما آداب الاستنجاء في الإسلام، كما علمهما الوضوء فتوضآ وضوء الإسلام. وآداب الاستنجاء كما قال الفقهاء هي الجمع بين المسح والغسل بالماء. فقوله (ثم يغتسلا بالماء) صوابه (ثم يغسلا) أي محل النجو بالماء بعد أن يكونا مسحاه بالمدر أي التراب

ص61 س1 قوله: (وإن شئت بقاء سبع نوايات من تمر) يسأل الملك لقمان إذا كان يريد أن يبقى في الحياة الدنيا بقاء سبع نويات تمر. والنويات جمع نواة فقوله (نوايات) بألف بعد الواو خطأ والصواب حذف الألف

ص67 س11 قوله: (فقال فتىً منهم حَدَث السن) خطأ صوابه (حديث السن) وعبارة المصباح (يقال للفتى حديث السن فإن حذفت السن قلت حدث بفتحتين) أي من دون إضافة حدث إلى السن

ص91 س6: وأمرَ الله الرياح الأربع (فضمَّت ما كان لأهل الرسّ من متاع الخ) هذا حين أراد الله إهلاكهم بسبب عصيانهم. وفعل الربح في كسح ما كان على وجه الأرض من متاع وفتات يسمى كنساً وقمًّا لاضمّاً، فصواب (فضمّت): (فقمت)، يقال: قم البيت قمًّا كنسه. والقُمامة: الكناسة ص93 س2: كان أهل الرسّ يعبدون شجرة صنوبر يقال لها (ساب درحب)، وقوله (درحب) كتبت بحاء مهملة وباء موحدة. وصوابه: (درخت) بخاء معجمة وتاء مثناة في الآخر، وهي كلمة فارسية معناها الشجر، ومنه الشجر المسمى (أزدرخت)، وأصله بالفارسية (آزاد درخت) ويحرفه عوام الشام إلى (زنزلخت) و (زلزلخت) واسمه بالعربية (قيقب) و (قيقبان) ومما يحسن ذكره أن شجرة الصنوبر التي يعبدها أهل الرسّ ويسمونها (ساب درخت) كلمة (ساب) فيها تذكرنا بكلمة الفرنسية التي معناها شجرة الصنوبر. فهل هذه من تلك يا تُرى؟

ص93 س2: (كان يافث غرس شجرة الصنوبر المذكورة على شفير عين يقال لها (دوسات). وكلمة (دوسات) كتبت بسين مهملة وتاء مثناة في الآخر. وصوابها (دوشاب) بشين معجمة وباء موحدة. قال الخفاجي في كتابه (شفاء الغليل): (الدوشاب نبيذ التمر معرب. وذكرت كلمة الدوشاب في شعر لابن المعتز، وكذا في شعر لابن الرومي، وفسرها شارح ديوانه بالنبيذ الأسود. وقال السمعاني الدوشاب هو الدبس بالعربية. أه - قول الخفاجي. وسألت إيرانياً من سكان دمشق عن (دوشاب) في لغتهم، فقال هو الشيرا. لا يخفى أن (الشيرا) لفظة تركية معناها عصير العنب الذي اعتصر حديثاً فأصبح حامضاً ولم يصل إلى درجة الإسكار، وهو المسمى بالعربية (مسطار) بضم الميم أو كسرها. وقد اختلفوا في أصل مسطار حتى قال بعضهم إنها رومية تلقفها أهل الشام من سكان سوريا الأصليين. والحاصل أن (الدوشاب) شراب يتخذ من عصير العنب سميت به عين الماء التي غرس يافث عليها شجرة الصنوبر المسماة (ساب درخت)

ص96 س19: (وهو الذي أنشأ كوثاربا من أرض العراق). قوله (كوثا) كذا بالألف، وصوابه (كوثي) بالياء المقصورة لأن (كوثي ربا) ليس كلمة واحدة بل كلمتان: (كوثي) مضافة إلى (ربا) قال صاحب كتاب (مراصد الاطلاع في أسماء الأمكنة والبقاع: (وكوثي بالعراق في موضعين (كوثي الطريق) و (كوثي ربا) وبها مشهد إبراهيم الخليل عليه السلام، وهما قريتان الخ. وقد كتبت (كوثي) بالياء المقصورة في آخرها. وفي القاموس وشرحه (وكوثي بلدة بالعراق وتسمى (كوثي الطريق) و (كوثي ربا) من ناحية بابل بأرض العراق أيضاً وفيها ولد الخليل وطرح في النار) اهـ. وقد كتبت (كوثي) بالياء المقصورة كلما ذكرت. فالواجب تصحيحها في هذه الصفحة وص98 وص111 وكل صفحة سواها

ص 105 س18: (وبينما إبراهيم قاعداً) كذا بالنصب وصوابه (قاعد) بالرفع على الخبرية كما ورد مرفوعاً في أول ص 169 إذ قال ثم: (فبينما هو مشتغلٌ بالذكر)

ص 108 س 10: (وأُدخل - أي إبراهيم الخليل - المضيق تحت الأرض) وصوابه: (المطبق). قال في مستدرك التاج: (المطبق كمحسن سجن تحت الأرض) ويؤيد هذا ما جاء في الصفحة نفسها س15: (وكان إبراهيم يسلّي أهل السجن)

ص112 س1: (فأمر بالتنور فأُسجر فطُرح إبراهيم فيه) قوله: (فأسجر) مصدره الأسجار. ولم أعثر عليه في كتب اللغة وإنما هو ثلاثي سجره سجراً، ومن التفعيل سجَّره تسجيراً ولا دخل للناسخ في هذا الخطأ بل السهو فيه من المؤلف في غالب الظن

ص115 في السطر الرابع وسطور أخرى تلته ورد أسم (سارة) زوجة إبراهيم الخليل مشدّد الراء، ولعل الصواب تخفيفها، لأنها كلمة عبرانية معناها (أميرة) كما في قاموس الكتاب المقدس. وقد نبهت دائرة المعارف البستانية إلى تخفيف راء (سارة) مذ كتبتها بالحروف اللاتينية هكذا وتخفيفها هو الشائع على الألسنة في بلاد المشرق حتى أن معاجم اللغة العربية لم تشر في مادة (سرور) إلى أن (سارة زوجة الخليل مشددة الراء حتى يكون عربياً بل سكتت عن ذلك. ولعل في سكوتها ما يشعر بأن اسم (سارة) ليس من مادة السرور العربية. وعندي أن هذا هو الصواب إذ لا يعقل أن (ماحور) العبراني والد سارة يسميها باسم عربي في معناه عربي في اشتقاقه، اللهم إلا إذا ادعى مدع بأن اسم (سارة) المخفف نقله العرب إلى لغتهم ثم عربوه وأفرغوه في قوالبها فشددوا راءه. وروي صاحب القاموس عن اللحياني (امرأة سرّة وسارّة تسرّك) وسمعت فتى يذكر أختاً له فسماها (سارَّة) وشدد الراء فقلت: ولماذا شددت الراء والناس يلفظونها مخففة قال: إن جدي هو الذي سماها وأوصى ألا يلفظ أسمها إلا مشدداً قلت: لا كلام إذن وكأن جدك يعتقد أن أسم (سارة) عربي مادة واشتقاقاً. وأما إذا كنا نتحدث عن السيدة (سارة) العبرانية فيحسن أن نلفظ أسمها مخففاً كما سماها أبوها (ما حور).

ص125 س20 (ثم خرجت امرأة لوط وبيدها سراج كأنها تُشْعل) ضبط فعل (تشعل) بلعين المهملة المفتوحة على البناء للمجهول من فعل شَعَل النار وأشعلها إذا ألهبها. ولا معنى لذلك هنا، ولعل صوابه (تشغل) بالغين المعجمة من الشغل والاشتغال، والمعنى أن امرأة لوط لما علمت بضيوف زوجها من الملائكة وهم على شكل غلمان حسان، خرجت في الليل وبيدها السراج توهم زوجها الذي استكتمها الخبر أنها مشغولة بأمور المنزل كتفقد خادم أو علف دابة وبذلك تسنى لها أن تخلص إلى فساق قومها فتخبرهم بخبر الضيوف. على أنه يصح أن تكون (تشعل) من إشعال النار لكن يكون صوابه (تشعله) بضمير النصب والبناء وللمعلوم أي توهم زوجها أنها تريد أن تشعل السراج وتوقده لتستضئ في خدمة بيتها ثم انسلت إلى فساق قومها

ص127 س7 قوله: (حتى بلغ بها إلى البحر) صوابه (بلغ بها البحر) من دون حرف الجر لأن فعل البلوغ يتعدى بنفسه، والقول بأنه مضمن معنى الوصول تكلف لعدم ما يدعو إليه من نكت البلاغة التي تزيد في إيضاح المعنى أو تأكيده أو تورث الكلام حسناً أو غير ذلك من الاعتبارات التي يراعيها البلغاء عادة في التضمين وإلا كان خطلاً

ص132 ص10 (غيابت الجب) كذا بتاء طويلة أو مجرورة وصوابه (غيابه بتاء مربوطة كما هي قاعدتها. نعم إنها تكتب في المصحف الشريف (غيابت) إتباعاً للرسم المأثور

ص139 س7 (وقيل إن النساء خلون به ليعدِّلنه لها) يعني أن نسوة المدينة لما بلغن خبر جفوة يوسف لزليخا امرأة العزيز خلون به ليعدلنه، وقد ضبط فعل (يعدلنه) بالدال المهملة المشددة من فعل عدَّله إذ أقامه وسواه. فالنسوة بذلن جهدن في تعديل يوسف وتقويمه لأجل امرأة العزيز ولأجل أن يواتيها على ما تريد منه، ولكن ليس المقام مقام تربية ولا تقويم غلام اعوجت أخلاقه والتوت طباعه، وإنما المقام مقام حب وجفاء، ونسوة أقمن أنفسهن وسطاء أو شفعاء. فالأصوب والأليق بالمقام أن تكون (يعذلنه) بالذال المعجمة من العذل الثلاثي (أو التعذيل المزيد على الثلاثة للمبالغة) على معنى أن النسوة خلون بيوسف وأخذن في عذله ولومه على ما كان من جفوته لسيدته وإعراضه عنها وقد فعلن ذلك خدمة لها وفي سبيل مصلحتها

ص 154 س14 قوله: (تيناك) صوابه (أتيناك) وهو خطأ مطبعي

ص181 س15 أم موسى دخلت على آسية امرأة فرعون فلم تعرفها آسية (لأن أم موسى دخلت عليها في حلبة المراضع) (حلبة) كذا بالباء الموحدة، والحلبة خيل السباق ولا معنى لها هنا وصوابه (حلية المراضع) بالياء المثناة قال في المصباح الحلية الصفة وقال في الأساس: عرفته بحليته أي بهيأته. فآسية لم تعرف أم موسى لأنها دخلت عليها بصفة مرضعة وعلى هيئة المراضع وهو أيضاً خطأ مطبعي

213ص 8س: أفواج الملائكة كانت تمر على موسى فكان منهم فوج (لهم نحيب بالتسبيح والتقديس) النحيب البكاء أو أشده أي أنهم كانوا يبكون بسبب تسبيحهم لله. وهو ظاهر، ولكن الأظهر منع بل الأشبه في هذا المقام أن تكون (نحيب) مصحفة عن (نحيت) بتاء مثناه في آخرها وهو اللهث وشدة تتابع النفس أي أن هذا الفريق من الملائكة من شدة ما لّجوا في التسبيح وألُّحوا جعلوا يلهثون حتى كاد يلحقهم البُهر وهو انقطاع النفس

220ص 8س: في صفة أمة محمد أنهم (يُصَفُّون في صلاتهم صفوفاً كصفوف الملائكة) وقد ضُبط فعل (يُصفون) بضم ياء المضارعة مجهولاً أي أنهم قد صفّهم صافّ. والأفصح أن يضبط معلوماً يقال في الفصيح صفَّهم فصَفّوا أي اصطفوا. فهو لازم متعد. ومن اللازم قوله تعالى في وصف الملائكة أيضاً (والصافات صفاً) أي أقسم بجماعات الملائكة المصطفة في مراتبها لعبادة ربها. وفعل الصف إذا أُسند إلى من يصطف بنفسه استعمل معلوماً يقال: صف الجند وصفّت الملائكة وإلا استعمل مجهولاً: صُفَّت النمارق (ونمارق مصفوفة) صُفّت السُرر (على سُررُ مصفوفة)

ص220 س 9 في صفة أمة محمد أيضاً: (لا يدخل النار منهم أحد إلا من الحساب مثلما يرمي الحجر من وراء الشجر) قوله (إلا من الحساب) محرّف، وصوابه (إلا مَرّ الحُسْبان) والحسبان جمع حسبانة ضرب من السهام صغار قصار كالمسال. يعني أن أمة محمد لا يدخلون النار إلا مروراً كمرور السهام. ومرور السهم ومروقه يضرب مثلاً لسرعة النفاذ. ومنه قوله في صفة الخوارج: (يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية) وزاد هذا المعنى وضوحاً قوله بعده: (مثلما يرمي الحجر من وراء الشجر) فلا جرم إن الحجر إذ ذاك يمر خلال غصون الشجر بسرعة ثم يخلص إلى الجهة المقابلة من دون أن يمكث في الشجرة أو يعلق عليه شئ منها. وهكذا أمة محمد تمر في النار على هذا النحو. وكتبت (مثل ما) هكذا مفصولة. ولعل الصواب أن تكتب متصلة كما كتبناها آنفاً

ص242 س2: (فعرفوا الخضر فحملوه بغير نول) قوله (فحملوه لعل صوابه (فحملوهما) أي حملوا كلاً من الخضر وموسى وإن كانوا لم يعرفوا إلا الخضر. ويشهد لما قلنا قوله بعد: (فلما ركبا في السفينة) بألف التثنية أي الخضر وموسى

ص258 س12 (لولا بنو إسرائيل لم يخثر الطعام ولم يخبث اللحم) قوله: (يخثر) بالثاء المثلثة أي يغلظ بعد أن كان مائعاً. ولا يستقيم المعنى عليه هنا وإنما صوابه (يخْنز) بنون وزاي: خنز اللحم والجوز والتمر فسد وأنتن، أي أن الطعام أصبح معرضاً للفساد والنتن بسبب عصيان اليهود لأوامر الله تعالى. ويدل على صحة ما قلنا قوله بعده: (ولم يخبث اللحم) فإن خبثه يمنع من أكله. وأصبح المقام يتطلب أن يلحق الطعام آفة تمنع من أكله أيضاً وتلك الآفة هي خنوزة، ونتنه أما خثوره أي غلظه واشتداده فلا يمنع أكله. على أن الطعام لا ينسب إليه الخثور وإنما الخثور للبن: يقال خثر اللبن خثراً وخثوراً وخثراناً غلظ واشتد بعد أن كان رقيقاً مائعاً

ص 259 س20 (تقول العرب فوموا لنا أي اختبزوا) ضبطّ فعل (فوموا) بالتخفيف أي بضم الفاء والميم ثلاثياً على وزن قوموا. وصوابه (فَوِّموا) بتشديد الواو من التفعيل كما ضبط كذلك في اللسان والتاج قالا: (يقولون فَوِّموا لنا بالتشديد يريدون اختبزوا)

ص270 س10 وس15 وس16 زمزي بن شلوم تزوج كستي بنت صعور مرغماً الشريعة التوراة، فغضب موسى وأصيب بنو إسرائل من جراء ذلك بالطاعون. فدخل فنحاص العيزار القبة على العروسين وطعنهما بحربته الحديد الثقيلة فانتظمهما وخرج بهما إلى القوم رافعاً حربته، قد أخذها بذراعه واعتمد بمرفقه على خاصرته وأسند الحربة إلى لحيته فرفع الطاعون، قال: ومن أجل ذلك يعطي اليهود ذرية فنحاص من كل ذبيحة الخاصرة والذراع واللحية. أقول: لا يخفى أن اللحية هي الشعر النابت على الذقن أي عظم الحنك. والشعر المذكور لا يمكن أن يكون نقطة ارتكاز لحربة من حديد تحمل جثتين بشريتين، بل إن عظم الحنك نفسه لا يصلح لذلك، وإنما صوابه: وأسند الحربة إلى (لبته)، وكذا في السطرين الآخرين (اللبة) مكان (اللحية) ولبته مكان لحيته واللبة على الصدر حيث تقع القلادة أو نقول هي الزوْر وهو ما ارتفع من الصدر إلى الكتفين. وما زلنا في المواسم ومواكب المحمل نرى حملة الأعلام والرايات الكبرى لا يستطيعون حملها ما لم يسندوها إلى لباتهم أي أعلا صدورهم لا إلى لحاهم ولا إلى ذقونهم، على أن الذبائح التي يُعطى منها أولاد فنحاص لا يُقل أن يعطوا منها مع الخاصرة والذراع شعر اللحية، ولا لحي للذبائح ينتفع بشعرها وإنما يعطون لبّاتها وأزوارها

ص270: في آخر هذه الصفحة يحكي خبر (بلعام) وقد قدِم على بن إسرائيل راكباً أتانه قال (فلما عاين عسكرهم قامت به الأتان وقد وقفت فضربها بلعام الخ) معنى (قامت به) وقفت به قال صاحب القاموس (قامت الدابة وقفت عن السير) فقوله: (وقد وقفت) بعد قوله: (قامت به) مستغنى عنه إذ يصبح المعنى به (وقفت به الأتان وقد وقفت) وهو تكرار. فلعل قوله: (وقد وقفت) مما كتب على الهامش تفسيراً لقوله: (قامت به) فألحقها الناسخ بها في المتن أو هي مما جاء في صلب المتن تفسيراً لقامت، ويكون أصل الجملة هكذا (قامت به الأتان أي وقفت) فحرف الناسخ كلمة (أي) التفسيرية إلى كلمة (وقد) التحقيقية فأصبح تركيباً ظاهر البطلان

ص271 س5: (قال موسى يا رب بما سمعت دعاء بلعام عليّ فاسمع دعائي عليه) قوله (بما سمعت) لعل صوابه (كما سمعت) أي اسمع دعائي كما سمعت دعاءه، وإلا فإن (بما) لا يصح معها معنى الكلام إلا على تخريج بعيد ظاهر التكلف.

(دمشق)

عبد الله المغربي