مجلة الرسالة/العدد 361/رسالة الشعر
مجلة الرسالة/العدد 361/رسالة الشعر
أنت وأنا. . .
للأستاذ أمجد الطرابلسي
إما رأيتِ الليلةَ الحالكة ... تجلو دجاها البرقةُ الساطعة
والطفلةَ المُشْرِقَةَ الضاحكة ... تُحزنُها لُعْبَتُها الضائعة
فإنني الليلةُ يا بَرقتي
وإنني الطفلةُ يا لعبتي
يا فرحتي أنتِ ويا دمعتي!
إن تجدي الناسكَ في دَيْرِهِ ... تهزُّهُ نغمةُ أرْغُنَّهِ
والفاجرَ العِربيدَ في سُكْرِهِ ... تُرْعِشُهُ النَّظْرَةُ مِنْ دَنَّهِ
فإِنني الناسكُ يا نغمتي
وإنني السكرانُ يا خمرتي
يا سقري أنتِ ويا جَنَّتي!
إما رأيت الشاعرَ السادرا ... يقدسُ الحسنَ على سُبْحَتِهْ
والأهوجَ المضطرمَ الفائِرا ... تُهيَّجُ الأجسادُ من نَهْمَتِهْ
فإنني الشاعرُ يا سبحتي
وإنني الأهوجُ يا نهمتي
يا جسدي أنتِ ويا فكرتي!
إن تجدي المبتهلَ المؤمنا ... يصبوا إلى (الحورَّيةِ) الطاهرة
والماجنَ المُسْتَهْتِرَ الأرعنا ... يستعذبُ السمَّ من العاهرة
فإِنني المبتهلُ المؤمنُ
وإنني المستهتر الأرعنُ
دَليلَتي أنتِ وحورَّيتي!
(باريس) أمجد الطرابلسي