مجلة الرسالة/العدد 390/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 390/البَريدُ الأدبيّ

مجلة الرسالة - العدد 390
البَريدُ الأدبيّ
ملاحظات: بتاريخ: 23 - 12 - 1940



تشابه الفكرة عند الأدباء

دعاني الأستاذ محمد الرفاعي إلى الفصل فيما نقل الأستاذ أحمد أمين عن الأستاذ توفيق الحكيم، وأجيبُ بأن هذه القضية لا تحتاج إلى تحقيق، فقد رأى في البحوث التي نشرتها الرسالة عن (جناية أحمد أمين على الأدب العربي) أن هذا الرجل الفاضل لا يهمه أن يرد الحقوق إلى أربابها إلا في موطن واحد، هو الموطن الذي يقول فيه إنه استأنس بآراء المستشرقين، ليقال: إنه يطلع على أقوال المستشرقين!

وهنا أذكر الغضبة المصرية، غضبة الأستاذ الدمرداش، حين حدثته في بغداد عن تهافت الأستاذ أحمد أمين في مقدمة الجزء الثالث من (ضحى الإسلام)، فقد حدَّث قراءه بأنه كان ينوي تأليف جزء رابع عن الأندلس، ثم نهاه أحد المستشرقين فانتهى، ونصحه فانتصح، ومعنى ذلك أنه لا يتقدم ولا يتأخر إلا بوحي يصدُر عن أمثال أولئك الناس!

والأستاذ الدمرداش معذور، لأنه لا يساير حركة الترجمة والتأليف، ولأنه يؤمن بأن أحمد أمين فوق الشُّبَه والظنون، وتلك خصلة تستحق الثناء، لأنها تشهد بأن الأستاذ الدمرداش رجلٌ حكيم، والرجل الحكيم يرى المشكلات الأدبية من وجع الدماغ!

ولو أن الأستاذ محمد الرفاعي رجع إلى أحد أعداد الرسالة في سنة 1934، لرأى أن الأستاذ أحمد أمين لم يعب على صاحب (النثر الفني) غير آفة واحدة، هي النص على ما سرَق منه الدكتور طه حسين، ومعنى هذا أن السرقة لا تعاب، وإنما هي من الرزق الحلال!

والحق أني أخطأت نحو نفسي في التنبيه على ما سرق مني طه حسين، وما سرق مني أحمد أمين. فهذان رجلان فاضلان جدَّا، وفي مقدورهما أن يشهدا صادقَين بأنني الرجل المهذَّب، إذا تواضعتُ فصرحتُ بأنني المعتدي الأثيم على ما لهما من أفكار وآراء

أخطأت، وأخطأت، ثم أخطأت، وإن غضب الأستاذ إسعاف النشاشيبي على هذا التعبير، فقد أنكر وروده في كتاب (ليلى المريضة في العراق)

ولكن الشبهة باقية، شبهة السرقة الأدبية، السرقة التي يستبيحها أحمد أمين وطه حسين، وهما رجلان شهد لهما قلمي بالسبق في بعض الميادين آه، ثم آه!!

يراد منا أن نخدم الأدب بأمانة وصدق، ثم يراد منا في الوقت نفسه أن نكون متجمَّلين متلطفين، فأين من يدلنا على أساليب التجمل والتلطف في الأخذ بنواصي الناهبين لأفكار الكتاب، وآراء الشعراء؟

النقد الأدبي محنةٌ عاتية، فلنحتمل بلاياها صابرين

زكي مبارك

حول كتاب (المنتخبات)

أخي محرر الرسالة الغراء

سلاماً وتحية وبعد فقد قرأت الكلمة الطيبة التي خَصَّني بها الأستاذ الدكتور زكي مبارك في الرسالة عند ما عرض للكلام في كتاب المنتخبات لأستاذنا الكبير أحمد لطفي السيد باشا والله يعلم أني لموقن بأني لم أنتج شيئاً له من القيمة ما يستحق ذلك الثناء. ولكن الدكتور أبى إلاَّ أن يكون أسبق بالفضل.

أما مأخذه على كلمة (أهل) بمعنى: والتي يستعمل الكتاب كلمة (جيل) لتقابلها فأظن أني على حق في استعمالها في هذا المعنى. فإن (الجيل) في العربية هو: الصِّنف من الناس؟ فالمصريون جيل والإنجليز جيل والفرنسيون جيل؛ أما الأهل فيقصد به الطبقة الواحدة المتعاصرة من الناس. وشاهدنا على ذلك شعر النابغة الجعدي قال:

لَبِسْت أُناساً فأفنيتهم ... وأَفنيت بَعد أُناسٍ أُناساً

ثَلاثة أهْلِين أفنيتُهمْ ... وكان الإله هو المُسْتآسا

(أنظر الأغاني ص6 ج5 طبعة دار الكتب)

وأنشد (أي النابغة الجعدي) عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أبياته التي يقول فيها: ثلاثة أهلين أفنيتهم؛ فقال له عمر: كم لَبِثتَ مع كل أهْلٍ: قال سِتِّين سنة. (أنظر الأغاني ص7 ج5)

فالأهل إذن هو المعنى الحرفي لكلمة: وكفى بما نقلت شاهداً - ومن العجيب أن هذا المعنى لم يثبت لكلمة (أهل) في القاموس واللسان، فعسى أن يُلتفت إليه في المعجم الوسيط الذي يضعه المجمع اللغوي.

إسماعيل مظهر

موسى

رداً على كلمة الأستاذ محمود أبو السعود بالعدد 388 من مجلة الرسالة الغراء أقول إني مصر على أن كلمة (موسى) ليست مصرية، وذلك بعد أن بحثت عنها بحثاً هيروغليفياً دقيقاً، وإنها ليست بمعنى عبد كما قال فرويد وغيره ولكني لم أتعرض لأصلها وكانت كل كتابتي أن أبين حقيقتها من الناحية المصرية فقط

وكل ما كتبه حضرات الكتاب الأفاضل عن أنها مشتقة من كلمة (موشا) القبطية التي صحتها موشي (مو) بمعنى (ماء) وشي بمعنى (شجر) على اعتبار أن اللغة القبطية هي الدور الأخير للغة المصرية القديمة، وأولت على أنه وجد بين الماء والشجر فهذا كله من الحدس والتخمين لا أكثر ولا أقل

وأنا أميل إلى أن هذا الاسم عبري لعدم ورود ما يشابهه علينا أثناء دراستنا المصرية القديمة

وهو مشتق من كلمة (موشي تيو) العبرية أي الذي وجد سابحاً على وجه ماء النيل وانتشلته باتيا ابنة فرعون. وتقول القائمة الرسمية للإسرائيليين أن (موسى) ولد بالجيزة قرب منطقة الأهرام 3333

ومن كل ما ذكر لا نشك قط في أن موسى كان عبرياً اسماً وأصلاً

محمد صابر

أخصائي في الآثار المصرية القديمة

التماثيل الملوك

حضرة الأستاذ محمد كامل حتة. . .

قرأت تصويبكم وتعليقكم على أبيات اللورد دنساني وأحسب الشبه قريباً جداً بين موقف البحتري أمام تماثيل ملوك الفرس، وبين موقف اللورد أمام التماثيل المصرية. وقد قال البحتري:

يغتلي فيهمو ارتيابي حتى ... تتقراهمو يداي بلمس

تصف العين أنهم جد أحيا ... ء لهم بينهم إشارة خرس

فتحدث عن التماثيل بضمير العاقل وعناها هي لا الذين تمثلهم. وأحسب اللورد دنساني حين خاطب التماثيل وأثبت جوابها إنما عناها هي فهي التي شاهدت تطور الزمن، وهي هي عنده الملوك الأربعة فهي التماثيل الملوك لا تماثيل الملوك. وعندئذ لا أحسب من التصويب أن يقال إنها أربعة تماثيل لملك واحد. بل أحسب أن رمسيس إنما عنى بإقامة أربعة تماثيل أن يجعل منها أربعة ملوك، والمجال في الفن كله من إقامة التماثيل أو من مناجاتها مجال خيال

وللتحقيق التاريخي قيمته على كل حال، ولكن التصويب إنما يكون في موضع الخطأ، ولا خطأ في قول يقول:

وتوهمت أن كسرى أبرويز معاطى. . .

ولا في قول من يقول: فتخيلت ما أجابني به الملوك الثلاثة لأن رابعهم كان قد كسر عند منتصفه فانشطر إلى شطرين، ولم ينكسر ملك وإنما انكسر تمثال. . .

ولكم خالص الشكر. . .

عبد اللطيف النشار

تأنيث الشمس وتذكير القمر!

يستنكر الأستاذ العقاد على العرب أن يذكِّروا القمر (وهو مقرون بالحنين والحياء، موصوف بالاتباع والاقتفاء، قليل فيه ساطي المضاء، وساطع الضياء، عارض له من المحاق ما يعرض للنساء)، ويؤنثوا الشمس وهي مصدر الحياة والحيوية؛ وذلك على عكس أكثر اللغات. ثم تساءل: (أهي زلة من زلات البداهة عند الشرقيين، أم هم المستضعفون للأنوثة لا يفطنون لهذا المعنى الذي فطن له الغربيون؟ أم هو إمعان في البداهة أدركوا به من سطوة المرأة ما لم يدركه مذكرو الشمس ومؤنثو القمر، وأقاموا به ما عكسه أولئك الخاطئون؟) والحقيقة أنها ليس بزلة من زلات البداهة عند الشرقيين أو الغربيين، وليست إمعاناً في البداهة من أي الفريقين، ولكنها اختلاف نظر وملاحظة

فالغربيون لاحظوا في التأنيث الرقة والوداعة، والاستسلام والليونة فكان (القمر) مؤنثاً، ولاحظوا في التذكير القوة والفتوة، والقسوة والغلظة فكانت (الشمس) مذكرة عندهم.

أما الشرقيون فلاحظوا في الأنوثة الخصب، والإنتاج، والإخراج والولادة فكانت (الشمس) مؤنثة. والشمس هي التي ترسل بأذرعتها إلى معانقة الأكمام فتنفتح، وتبعث بها إلى الثمار فتنضج، وتبخر المياه في البحار، وتحرك السحاب في السماء فهي منتجة أي إنتاج، مخصبة أعظم إخصاب. ولاحظوا في الذكورة العقم، وعدم الإنتاج والإخراج، فكان (القمر) مذكراً والقمر لا أشعته تذيب جلمداً، ولا تهيج ساكناً

ومنشأ ذلك - كما يقول المازني، عافاه الله - (لأن آباءنا الأولين كانوا يقيسون حياة الطبيعة على حياتهم، ويتصورونها قائمة على ما تقوم عليه حياتهم من التناسل وغيره. ومن هنا أنثوا الشمس في لغتنا والريح وغيرها) من أرض ونخلة وروضة.

فالريح - مثلاً - أنثت دون الهواء، لما بينهما من فرق في الخصب والإنتاج؛ فالهواء الهادئ لا يحمل الديم، ولا ينقل اللقاح، وعلى العكس من ذلك (الريح) فهي تفعل ذلك وأكثر منه.

(الزقازيق)

السعيد جمعة

أسرة الشعر بدار العلوم العليا

كون لفيف من أساتذة الأدب العربي بدار العلوم العليا أسرة للشعر تنتظم الطلبة الشعراء بالدار، وقد أسندت رياستها للشاعر الكبير صاحب العزة الأستاذ علي الجارم بك. وعقد الاجتماع الأول بمكتب الرئيس لرسم الخطوات البدائية للاحتفال بموسم الشعر بدار العلوم. وقد اختير (أحمد عبد المجيد الغزالي) للقيام بأعمال سكرتارية الأسرة

وفيما يلي أسماء الأعضاء من مختلف سني الدراسة:

توفيق محمد جبر، عبد الحليم داود، عبد الرءوف عون، عبد الستار فراج، عباس العماوي، محمود شافع، تمام حسان عمر، عبد الرحمن أيوب، أحمد شلبي، عبد العزيز المندوري، عبد العظيم دسوقي، سيد أحمد باشا، مصطفى زيد