مجلة الرسالة/العدد 396/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 396/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 396
البريد الأدبي
ملاحظات: بتاريخ: 03 - 02 - 1941



المجمع اللغوي والمعجم الوسيط

حدثنا ثقة من المتصلين (بالمجمع اللغوي) أن اللجنة المؤلفة لوضع المعجم الوسيط قد أنجزت حتى الآن مائة وستين صفحة فقط من هذا المعجم، إذا صفت حروفاً وطبعت لا تتجاوز جميعها مائة صفحة؛ وإن هذا العمل استغرق من عمر المجمع سنة ونصف سنة، وإنه استغرق من عمر المعجم ثلاثة أرباعه، لأن الزمن المحدد لإتمامه سنتان. وزاد محدثنا على ذلك أن العمل في هذا المعجم يكلف الدولة لا أقل من مائة وعشرين جنيهاً في الشهر. فكأن هذه الصفحات المائة قد كلفت الدولة 2160 جنيهاً مصرياً وأن الصفحة الواحدة كلفت الدولة قرابة 22 جنيهاً. فإذا كانت صفحات هذا المعجم ستبلغ على ما يقال ألفي صفحة، استغرق تأليفه ثلاثين سنة، وبلغت نفقات نقله من المعجمات القديمة 64800 جنيهاً مصرياً. هذا غير ما يستهلك فيه من ورق وآلات كاتبة وجزازات ونفقات طبع وأجور أخصائيين يحققون ما يرد به من الألفاظ العلمية وأسماء الحيوان والنبات ورد بعض الكلمات غير العربية إلى أصولها الصحيحة، وهذه قد تجمل نفقات هذا المعجم 100 , 000 جنيه

وبعد، فإذا قلنا إن المال لا قيمة له إلى جانب العلم، فما بالكم بالزمن؟ وإذا قلنا إن الزمن لا قيمة له إلى جانب المال؟ فما بالكم بالعلم؟ وإذا قلنا إن العلم لا قيمة له إلى جانب الزمن، فما بالكم بالمال؟

خبيرات في الكذب

حضرة الأستاذ الجليل رئيس تحرير الرسالة الغراء

يقول كثير عزة:

وإن حلفت لا يخلف النأي عهدها ... فليس لمخضوب البنان يمين

ويقول المثل العربي القديم

(لا يفل الحديد إلا الحديد)

ولعل وزارة الاستعلامات الإنجليزية ترى هذين الرأيين في الجنس اللطيف وفي وجوب الاستعانة به على فل حديده؛ وذلك أنها أنشأت كما ورد في البريد الإنجليزي الأخير مكتباً اسمه مكتب فحص الأكاذيب وعهدت برياسته إلى آنسة تدعى (اليزابيث مونرو) يعاونها أربع أوانس إنجليزيات يحذقن اللغة الألمانية ويعمل معهن عدد كبير من النساء. ومهمة هذا المكتب فحص الأخبار الواردة من ألمانيا والتعرف على الكاذب منها بالمقارنة، لتظهر مواضع التناقض وبوسائل أخرى يعرفها

وتقول رئيسة هذا المكتب أن مكتبها مفتوح للعمل آناء الليل وأطراف النهار، وأن عدد الموجودات به في أية ساعة لا يقل عن اثنتي عشرة. ولما سئلت عن عدد الأكاذيب التي يستكشفنها كل يوم أجابت: (إنني لا أحب أن أقترف أكذوبة أنا الأخرى. ولذلك أقول في غير مبالغة أننا نستكشف ما لا يقل عن مائة أكذوبة ألمانية كل يوم)

ومن أمثلة تلك الأكاذيب ما أذاعه الألمان من أن ساعة (بيج بن) دقت في منتصف الليل ثلاث عشرة دقة بسبب ما أصابها من التلف الناشئ عن الغارات. وأن أهل لندن فزعوا فزعاً شديداً من هذا الفأل السيئ لأن معظمهم يتشاءم من العدد 13

وثبت أن الساعات مهما أصابها من التلف فلا يمكن أن تزيد دقاتها عن الحد المعتاد

ولست أرى رأي كثير عزة في نسبة النساء إلى الكذب؛ ولكن النساء تتوقف سعادتهن وسعادة أطفالهن على صدق الرجال فهن أقدر على استكشاف الكذب. . . وهي خبرة فنية فيهن!

عبد اللطيف النشار

التعليم في مصر في السنوات العشرين الماضية

قال صاحب المعالي وزير المعارف من كلمة قيمة ألقاها في الاجتماع الأول للمجلس الأعلى للتعليم:

حسبي لتصوير السرعة التي سار بها التعليم وتطور في مصر أن أذكر لحضراتكم أن مصروفات التعليم المدرجة في ميزانية الدولة العامة كانت في سنة 1920 (1. 013. 503) جنيهات مصرية، وأنها الآن 5. 619. 181 جنيهاً مصرياً، منها لوزارة المعارف 4. 769. 881 جنيهاً وللجامعة 849. 300 جنيه. وقد كان عدد المدرسين بمدارس الوزارة في مراحل التعليم المختلفة سنة 1920 (1293) مدرساً، وهم اليوم 7277.

وكانت مدارس التعليم الثانوي سنة 1920 تسعاً بها 3314 تلميذاً، أما الآن فهي ست وثلاثون بها 19749 تلميذاً.

وقد انتقل عدد مدارس التعليم الابتدائي من 34 في سنة 1920 إلى 132 مدرسة الآن، وانتقل عدد من تلاميذها من 10749 في سنة 1920 إلى 24301 الآن.

أما التعليم الفني (صناعي وتجاري وزراعي) فكانت مدارسه سبعاً في سنة 1920 فأصبحت الآن سبعاً وثلاثين. وكان عدد تلاميذها 1412 سنة 1920 فأصبحوا الآن 13800.

ولم يكن بمصر في سنة 1920 غير مدرسة ثانوية واحدة للبنات، عدد تلميذاتها 28. أما اليوم فعندنا ثماني مدارس من هذا النوع بها ألف وستمائة تلميذة.

وهذه الفترة أنشئت إلى جانب التعليم الثانوي للبنات المدارس النسوية الراقية والمدارس الفنية والخصوصية: كالفنون الطرزية، والثقافة النسوية، وكلية البنات وما إليها. وقد بلغ عدد هذه المدارس الآن خلا مدارس المعلمات اثنتي عشرة مدرسة بها 2411 طالبة.

وكانت مدارس البنات الابتدائية خمساً في سنة 1920 عدد تلميذاتها 843؛ أما الآن فعدد هذه المدارس اثنتان وثلاثون، وعدد تلميذاتها 3489.

وقد تضاعف نشاط التعليم الحر واستأثر بالحظ الأكبر من التعليم الابتدائي، وبحظ غير قليل من التعليم الثانوي. كانت مدارسه في سنة (1920) 61 مدرسة للبنين، و25 مدرسة للبنات بها 14638 تلميذاً وتلميذة. أما الآن فللتعليم الحر الابتدائي 251 مدرسة للبنين و92 مدرسة للبنات، بها جميعاً 56691 تلميذاً وتلميذة. وكانت مدارس التعليم الثانوي الحر في سنة (1920) 32 للبنين فقط بها 4490 تلميذاً؛ أما الآن فقد صارت 59 مدرسة للبنين و12 مدرسة للبنات جميعاً 14621 تلميذاً وتلميذة.

وكانت مدارس التعليم الأولى والتعليم الإلزامي في سنة 1920 3978 مدرسة بها 5851 معلماً و262553 تلميذاً. أما الآن فمدارسه 4631 مدرسة بها 25130 معلماً و1148219 تلميذاً. وحظه من ميزانية وزارة المعارف 1548884

تصحيح رواية في مقال.

حضرة الأستاذ الجليل صاحب الرسالة الغراء.

لأستاذنا الجليل الدكتور عبد الوهاب عزام أسلوب قوي رائع في أبحاثه القيمة عن أخلاق القرآن نتابعها بدقة بدقة وشغف. . .

ونستزيده منها. وإنه لماض أعزه الله.

. . . وغير أني لاحظت في موضوع (العفو) المنشور في العدد 395 من الرسالة ما يلي:

قال خالد بن الوليد. لسليمان بن عبد الملك: (إن القدرة تذهب الحفيظة. وقد جل قدرك عن العقاب ونحن مقرون بالذنب. فإن تعف فأنت أهل للعفو، وإن تعاقب فيما كان منا) ويبدو لي الخطأ في اسم خالد بن الوليد أو السهو أو إنه يقصد خالداً آخر، فما كان رضي الله عنه من رجال سليمان بن عبد الملك ولا شاهد عصره. ولا أخال أحداً يجهل تاريخ موت خالد إذ وافاه الموت في حمص سنة إحدى وعشرين في عهد الفاروق عمر ابن الخطاب. وهو القائل على فراش الموت: لقد طلبت القتل في مظانه، فلم يقدر لي إلا أن أموت على فراشي، وما من عملي شيء أرجي عنده بعد أن لا إله إلا الله من ليلة بتها وأنا متترس والسماء تهلني بمطر إلى صبح حتى نغير على المشركين فإذا أنا مت فانظروا في سلاحي وفرسي فاجعلوه في سبيل الله. . .

وأوصى وصية واختار أميناً عليها عمر بن الخطاب على ما كان بينهما، فلما بلغ أمير المؤمنين عمر نبأ موته قال في حزن وألم: ما على نساء الوليد أن يسفحن على خالد دموعاً.

وسمع راجزاً يذكر خالد فقال والأسف ملء فؤاده: رحم الله خالداً. رحم الله خالداً.

(المنصورة)

خالد عبد المنعم.

فتيات في الأزهر

نشرت الرسالة في عددها رقم (395) نبذة بقلم الأديب (إبراهيم إبراهيم الخولي) بعنوان: (فتيات الأزهر) ورد فيها أن المستشرق الإنجليزي (مستر دن) في كتابه: (الحياة الفكرية والتعليمية في مصر في القرن التاسع عشر) ذكر ما خلاصته أن الحملة الفرنسية في قدومها إلى مصر وجدت في صحن الأزهر بضع نساء يتعلمن إلى جانب الشبان. . . الخ.

والذي أعرفه أنه ليس للأستاذ (هيورت دن) مدرس العربية بقسم اللغات الشرقية بجامعة لندن كتاباً يحمل العنوان الذي ورد في سياق النبذة التي سجلها الأديب، وإنما عنوان كتابه هو: (مقدمة عن تاريخ التعليم في مصر الحديثة).

والكتاب مطبوع في لندن عام 1938

ولا يحوي هذا الكتاب أية معلومات من النوع الذي ذكره الكاتب، وإنما الشائع أنه كانت في مصر في الجيل الماضي بضع نساء لهن إلمام بالنحو والعروض والشعر ومنهن: (فاطمة الأزهرية) و (ستيتة الطبلاوية). وقد درست عليهما السيدة (عائشة التيمورية) القصائد والموحشات والأزجال. فإذا كان حضرة الكاتب يعرف غير ما تقدم، فأرجو إلا يبخل بإرشادنا إلى ما فيه النفع.

محمد أمين حسونة