مجلة الرسالة/العدد 4/ثم ماذا؟
مجلة الرسالة/العدد 4/ثم ماذا؟
ثم ماذا يا دهر؟ هل من جديد ... أجتني منه لوعتي وعنائي؟
هات ما قدر القضاء علينا ... ولتفض كأس عيشنا بالشقاء
// لست أخشى القضاء إن قصد العد ... ل. ولكن أخاف ظلم القضاء
ورضينا بالظلم. . لو أن دهري ... ينتهي ظلمه بهذا الرضاء
سخريات هذي الحياة وسر ... لم يزل غامضا على الأذكياء
أي معنى للزهر يولد في الرو ... ض صباحا وينتهي في المساء؟
أي معنى للحسن أصبح فيه ... كل صب نضواً من البرحاء
ثم يخبو ضياه حتى كأن لم ... يك بالأمس بالوضئ الرواء
وترى دمعة الحنين إليه ... حول الدهر سيرها للرثاء!
غدرات الأيام تأتي سراعا ... وسراعا تمضي ليالي الهناء
رب ليل ظللت أرشف فيه ... كل ما شئت من معاني الصفاء
ورأيت الغرام أيقظ مني ... شعر نفس أشفت على الإغفاء
فخلقت البديع من كل معنى ... وجلوت الجمال للشعراء
هكذا بت، لا فؤادي شاك ... من هواه، ولا حبيبي ناء
فأتى الصبح بالخطوب التوالي ... من عذاب وفرقة وجفاء
فتساءلت: كيف جرع قلبي ... غصة البين بعد حلو اللقاء؟
أين قلبي؟ فقدته في غرامي ... أين عيني؟ أذبتها في بكائي. .
ورجائي أضاعه لي دهري ... في شبابي، يا رحمتا للرجاء!
لسواء علي عشت سعيدا ... أم قضيت الحياة في بأساء
فالزهور التي ذوت ظامئات ... كالزهور التي ذوت في الماء
والطيور التي تغرد في الأي ... ك سرورا مصيرها للبكاء. .
عشت في عالم تهيج شجوني ... كلما قيل: عالم الأحياء
علموني كيف الغباء لأحيا ... هانئا بينهم حياة الرخاء
وامنحوني بعض الرياء لعلي ... أرتوي غيلة ببعض الرياء!
مصطفى كامل الشناوي