مجلة الرسالة/العدد 414/من الأدب الفرنسي

مجلة الرسالة/العدد 414/من الأدب الفرنسي

ملاحظات: بتاريخ: 09 - 06 - 1941



صديقي موبَسَّان

للأستاذ محمد عبد الغني العطري

مما لا جدال فيه أن الصداقة ضرب من لوازم الحياة الضرورية التي يندر أن يستغني عنها إنسان. فهي كالغذاء للجسد أو العلاج للمريض. ولكل امرئ في هذا المجتمع صديق يأوي إليه في وقت الضيق، أو في ساعة السرور، فيقتسمان الفرح والترح، ويشتركان في السراء والضراء. والحياة دون صديق تبدو جافة قاتمة، لا أثر فيها للعواطف الروحية السامية التي تربط القلب بالقلب وتصل الروح بالروح.

هذا الضرب من الصداقة نجده بين عامة الناس، إذ لا بد لكل فرد من صديق. ولكن فريقاً من الناس في كل بلد وقطر، يصاحب الكتب ويصادق الأدباء، سواء منهم من كان في عالم الفناء الآجل، أو في عالم البقاء الأبدي. هذا الفريق يتألف من طبقة المتأدبين والأدباء، والكتاب والشعراء، ويضاف إلى هؤلاء طبقة القراء المولعين.

منذ سنوات عدة بدأت أشعر بميل شديد إلى أدب القصة، وأخذت أهيم بهذا الفن الجميل هُياماً عظيماً، فصرت ألتهم ما يقع بين يدي من روايات وأقاصيص، وأبحث عما في الصحف والمجلات الكبيرة من رائع القصص. وبينما كنت ذات يوم أقلَّب بصري في إحدى المجلات عثرت بقصة مترجمة عن كاتب لم أقرأ له شيئاً من قبل. فجلست أقرأ وأقرأ. . . فلما انتهيت وجدتُني في عاَلم جديد من أدب القصة لم أعرفه قبل ذلك اليوم، عالم كله سحر وعطر، وفن وجمال. وكنت أشعر وأنا أقرأ تلك القصة بأنها تتدفق بالذوق الفني الرائع، وأنها قطعة تفيض بألوان بارعة التنسيق من الحياة. ومكثت بعد ذلك برهة أستعيد حوادث القصة، وأسلوب عَرضها الأنيق، وحوارها الطريف؛ فما نهضت من مجلسي يومذاك إلا لأذهب إلى إحدى المكتبات وأقتني بعض أقاصيص هذا الكاتب، الذي لم يكن سوى (جي دي موبَسَّان)

منذ ذلك اليوم أصبح موباسان صديقاً لي حميماً، لا أجد له مؤلفاً إلا اشتريته، ولا يُكتب عنه شيء إلا قرأته، وهو يجزيني عن هذا الإخلاص خير الجزاء؛ ففي كل مرة أجلس إلى قصة من قصصه أو رواية من رواياته، يكشف لي عن نواح من فنه وعبقريته تزيد في حبي له وتضاعف من إعجابي به.

وإذا نحن حاولنا أن نكشف القناع عن سر عبقرية موبسان وفنه، لم نستطع أن نُرجع السبب إلا إلى أمرين اثنين: الأول نبوغ فطري واستعداد طبيعي. والثاني تتلمذه على الروائي العظيم (غوستاف فلوبير) مدة سبع سنوات، لَّقنه في خلالها أصول الفن الحديث وقواعده العلمية الصحيحة، حتى أن موبسان كتب بعد ذلك يقول: (لقد اشتغلت مع فلوبير سبع سنوات لم أنشر خلالها سطراً. وفي هذه السنوات السبع أعطاني معلومات أدبية لم أحصل عليها بعد أربعين عاماً من التجارب)

والحق أن تتلمذ موبسان على فلوبير طوال هذه الأعوام صقل مواهبه وسدد خطاه، وراضه على التأمل الطويل والتفكير الكثير في سبيل الفن وحده. وكان فلوبير خلال ذلك يأخذ بيد تلميذه في طريق السمو والإبداع، ويقدم له خالص النصح، وكان يقول له: (ليست الموهبة إلا صبراً طويلاً. إنها تقتضي تأملاً كافياً لكل ما يراد التعبير عنه، مع كثير من الانتباه، كي نصل إلى وصف منظر لم يره أحد ولم يصفه. لا يزال في كل مكان أشياء لم تُكشف بعد؛ والسبب في ذلك أننا معتادون عدم استعمال نظرنا الخاص في التفكير والتأمل، إلا ممزوجاً بما قاله الأقدمون. إن في أصغر شيء وأقله قيمة قليلاً من المجهول، فلنبحث عنه. ولكي نصف مثلاً ناراً تتأجج أو شجرة في سهل، يجب علينا أن نطيل الوقوف أمام تلك النار أو هذه الشجرة حتى نستطيع أن نخرج إلى الناس بوصف لا يشبه أي وصف لأية شجرة أو أية نار، بهذا يستطيع الكاتب أن يكون مبتكراً مجدداً)

ويقول موبسان معلقاً على ذلك:

(وعند ما بسط فلوبير أمامي هذه الحقيقة التي تقول إنه لا يوجد في الكون كله ذرتان من الرمل، أو ذبابتان أو يدان أو أنفان متشابهين كل التشابه. أخذ يجبرني على التعبير في بضع جمل عن كائن أو شيء يميزه بوضوح من كل كائن وكل شيء من النوع ذاته والجنس نفسه)

ولقد قسا صاحب (مدام بوفاري) على تلميذه قسوة شديدة فكان موبسان يكتب خلال تلمذته عليه كثيراً من الأقاصيص والروايات، وينظم كثيراً من الأشعار، ثم يعرضها على أستاذه فكان هذا يظهر له أغلاطه ويبسط له نقده ثم يُقدَّم له النصح ويتلف ما كتبه التلميذ، وكانت هذه القسوة من أكبر العوامل في خلق عبقرية موبسان. إذ أنها كانت تدفعه إلى الإبداع والتجويد، ولو كانت على غيره لقتلت مواهبه وقضت عليه القضاء الأخير، ولكن النبوغ يقحم كل عقبة، والعبقرية تجتاز كل الصعاب. وظهر بعد ذلك موبسان في عالم الأدب متسلحاً بكل ما يتطلبه فن القصة الرفيع من خيال واسع، وموهبة فذة، وعبقرية لا تبارى، وكانت أولى ثماره في الأدب قصة دعاها (كرة الشحم) كتبها بمناسبة حرب السبعين وفيها ينتصر للعنصر الفرنسي على العنصر الجرماني ويظهر تفوقه عليه. وقد فازت قصة موبسان هذه على خمس من القصص كتبها في الموضوع نفسه: أميل زولا وكّيار وهويسمن وآلكسي وهانّيك. حتى أن فلوبير الذي لم يكن يرضى في بادئ الأمر عن نتاج موبسان الأدبي كتب يقول عنها: (إنها تحفة رائعة جداً في إنشائها وتهكمها ودقة ملاحظاتها)

ثم أخذ موبسَّان يطل على الناس بنتاجه القصصي الرفيع الذي جمع كل ما في الحياة من مشاهد وصور يمر بها الإنسان العادي فلا يجد بها ما يهزه أو يثير مشاعره، ولكن القصصي المبدع يرى فيها خير مادة يغذي بها فنه ويستمد منها قصصه، وما هي إلا أعوام خمسة عشر حتى استطاع موبسان أن يقدم للناس ثماني عشرة مجموعة من الأقاصيص في كل مجموعة منها نحو من خمس عشرة قصة. كل ذلك عدا سبع روايات كبيرة وثلاث مسرحيات وثلاثة كتب في السياحة ومجموعة من الشعر

ولسنا نعجب لغزارة هذا النتاج الأدبي وكثرته، ولكننا نعجب للسرعة والبراعة والقوة التي أبداها موبسان في مؤلفاته عامة وأقاصيصه خاصة حتى لقد سُمي بحق (زعيم الأقصوصة الأكبر)

أما ترى معي أيها القارئ أن موبسان كتب ما يقارب الثلاثمائة أقصوصة وقلما نجد بينها واحدة تمت بصلة إلى غيرها من أقاصيصه؟ أما ترى أن أقاصيصه مختلفة الأشكال متباينة الألوان لا تربطها إلى بعضها سوى رابطة واحدة هي رابطة الفن؟

لقد توفرت لموبسان جميع العناصر الفنية والأدبية التي تؤهله لأن يكون الزعيم الأقصوصي الأول، فزخرت مواهبه بالصور الفنية والقطع الساحرة، فأخرجها ألواحاً رائعة التلوين بارعة التنسيق يتمشى خلال سطورها الفن وينسجم، وتلتمع بين ثناياها العبقرية وتضيء. ليس من العجيب بعد ذلك إذا علمنا أن الروائي الفرنسي الكبير ألكسندر دوماس كتب إلى موبسان يقول، دون تملق أو مصانعة: (إنك أنت الكاتب الوحيد الذي أنتظر كتبه برغبة ملحة وصبر نافد)

كان موبسان فناناً بكل ما في هذه الكلمة من معنى، وفيلسوفاً في نظر كثير من الكتاب. أما أنه فنان فهذا أمر ما اختلف ولن يختلف فيه اثنان، لأن فنه يتجلى بأوضح معانيه في جميع أقاصيصه دون استثناء. ولنأخذ أية قصة شئنا من قصصه ولننظر فيها نظرة نافذة فاحصة فماذا نجد يا ترى؟

إننا نراه يقدم لنا صوراً ومشاهد من الحياة الواقعية، كثيراً ما نراها في عصرنا هذا في الحياة العملية. نراه يقدمها لنا في كثير من السهولة والبساطة والوضوح؛ ويظهر لنا أبطاله في صور وألواح هي غاية في الدقة والروعة والإبداع، صور تميزهم من كل أبطال آخرين، في أية قصة أخرى، لأي كاتب كان، وذلك تطبيقاً لوصية أستاذه فلوبير؛ كل ذلك دون أن ينسى أن ينطقهم بلغة الوسط الذي يعيشون فيه، والمهنة التي يزاولونها. وحينئذ تنسى أنك تقرأ قصة لموبسان، وتحسب نفسك أمام مشهد حقيقي تراه بناظريك، وتسمعه بأذنيك. فإذا ما بلغت القصة نهايتَها، وصحوْتَ من الحُلم الجميل الذي هيأه لك الكاتب، عجبت لاقتداره ودقة ملاحظته وعلو كعبه في التصور والتحليل. وهو منذ السطر الأول الذي يخطه في قصته، حتى السطر الأخير منها، يحاول بنجاح أن تكون رشيقة أنيقة، متسلسلة الحوادث دون تكرار، رائعة المفاجأة دون مغالاة أو ابتعاد عن الواقع

وموبسان يحب الحقيقة والواقع كل الحب، والدليل على ذلك أنه نسج أقاصيصه ورواياته متبعاً في ذلك المذهب الواقعي ولم يحد عنه إلا في أواخر حياته الأدبية. والمذهب الواقعي في نظر أكثر الكتَّاب العالميين هو أقصى غاية الفن، لذلك نرى (أميل فاجيه) يقول في دراسته عن (بلزاك): (من الجدير بالملاحظة حقاً أنه إذا كان المذهب الواقعي هو أقصى غاية الفن، فليس أصعب من أن يكون المرء واقعياً). وبالرغم من ذلك، فقد كان (موبسان) في الطبقة الأولى من الكتاب الواقعيين. وكان يصور المجتمع الفرنسي - ولا سيما الباريسي منه - بأمانة وإخلاص؛ وكان يرتاد البيوت المشبوهة وينغمس فيها حتى النهاية، ثم يصورها لنا بما لا يكاد يختلف عن الحقيقة في شيء، بعد أن يكسوها حُللاً من فنه، وأثواباً من عبقريته. وكثيراً ما يُطوّف في الأحياء والأمكنة البعيدة، ويستلهم من غريب مشاهداته وعجيب مصادفاته مادة غزيرة لقصصه

وقد يصور في قصصه البائسين والفقراء، والتاعسين والأشقياء، وغيرهم ممن طحنتهم الحياة بالهموم وغمرتهم بالآلام. ولكنه في هذه الصور يُخفي الشفقة والرحمة ويبدو قاسيَ القلب متحجر الفؤاد، لا يحاول أن يستدر الدمع بمناظر البؤس، ولا يستنزل الرحمة بصور الشقاء، ولا يصغي إلا إلى صوتٍ واحد هو صوت الفن. ومن هنا قال الناقدون بانعدام الطابع الإنساني في قصصه، وهو في ذلك على نقيض تام مع (ألفونس دوديه)، فهذا يحاول أن يُشعر القارئ بالألم والحزن في جميع أقاصيصه ورواياته. فنراه يبكي ويستبكي حزناً على الأشقياء والمتألمين. بينما نرى ذاك كصانع التماثيل الفنان، لا يهمه وهو ينحت تمثاله سوى الفن والإبداع، لذا يضرب بأوائله أينما شاء وحيثما قضى الفن، لا يدري أآلم بضربه أم لم يؤلم، ولكنه يعرف حق المعرفة أأصاب في نحته أم أخطأ

وفي رأينا أن الحق هنا في جانب (موبسان)، لأنه يَعرِض قصصه دون أي تعليق، فهو يرينا صورة البائس دون أن يقول: (هاكم هذا البائس! ارحموه أيها الناس وأشفقوا عليه)؛ بل نراه يقول من طرف خفي: (هاكم قصة هذا البائس! فأشفقوا أو لا تشفقوا). وعلى القارئ وحده أن يكون ذا حس مرهف وشعور دقيق، فيرحم من يستحق الرحمة ويقسو على من لا يستحقها. ولنأخذ مثالاً بسيطاً على ذلك: في إحدى أقاصيصه المسماة (والد سيمون)، يصور لنا فتاة خطبها رجل فاستسلمت له قبل الزفاف. . . ثم هجرها الخطيب، ووضعت منه بعد مدة طفلها غير الشرعي، ونشأ الطفل بعد ذلك يحف به العار دون أن يكون له في ذلك ذنب أو إثم. وهنا يظهر موبسان في قسوته المزعومة على الأشقياء والبائسين، إذ أنه لا يكتب في قصته كلها كلمة واحدة تبعث في نفسك الشفقة على هذا الطفل البريء، أو تثير في كوامنك الرحمة لتلك الفتاة المظلومة؛ بل يشير إلى خجل المرأة من الناس واعتزالها إياهم، ويصور لك ذلّ الطفل وعذابه واضطهاد رفاقه له، لأنه على حد زعمهم (ليس له أب). ثم يصفه لنا وهو على وشك الانتحار بعد أن شبع رفاقه من السخرية به وإسماعه لواذع الكلام. . . ولا يُخلَّص الفتاة وطفلها من العار والموت سوى رجل شهم يتزوج من الأم ويتبنى الطفل

هذه قسوة موبسان المزعومة على الإنسانية، وهي قسوة - إن صحت عليها هذه التسمية - في موضعها؛ لأن الفن الصحيح الخالص البعيد عن الضعف الإنساني كثيراً ما يقضي بذلك

قلت: إن موبسان فيلسوف، وفلسفته لا تخلو من آراء طريفة فيما يتعلق بالمرأة، والحياة خاصة. أما رأيه في المرأة فهو قاس شديد القسوة؛ وهو يمت بأوثق صلة إلى رأي أبي العلاء المعري في العربية، ورأي (مارسيل بريفو) بالفرنسية. فكلاهما يقول مع موبسان بأن المرأة مخلوق غادر قلما يخلص أو يعف، وهي في نظرهم أداة فتنة وفساد. وليس للمرأة من شاغل - في نظر موبسان وبريفو - إلا إشباع رغباتها وميولها التي ليست سوى نار تتأجج ولهيب يستعر

المرأة. . . إن موبسان يحبها من كل قلبه، ولكنه لا يحبها زوجة وإنما يريدها خليلة؛ لأنه يندر وجود المرأة المخلصة في العالم؛ وما دامت كذلك فهي لا تصلح إلا لإشباع الشهوات

وأما الحياة فله فيها فلسفة خاصة. فهو يرى (أنها سخافة ومعاناة وآلام فقط، وليس فيها ما يشوق ويبهج)

ويغلب على ظننا أن هذا الرأي لم يأخذ به موبسان إلا في أواخر حياته، أي عندما تناوشته الأدواء وتكاثرت على جسمه العلل؛ فداخله اليأس والقنوط. لأنه كان قبل ذلك زير غوانٍ لا يرتوي، وكان مدمناً على الشراب والمخدرات، مقبلاً على الحياة، متمتعاً بكل لذائذها، غارقاً في مفاسدها. وهذه كلها أشياء (تشوق وتبهج) لا يأتيها من كان يائساً من الحياة محتقراً لها معرضاً عنها. ويلتقي موبسان ثانية مع المعري في رأيه في الحياة ولكن الأول يطعن فيها وهو مقبل عليها يتمتع بلذائذها، بينما الآخر يكره الحياة ويعيش بعيداً عنها وعن جميع لذائذها

وعلى أي حال فقد اشتد يأس كاتبنا من الحياة وزاد كرهه لها عندما تقلبت عليه الأمراض، وانتهت به إلى أسوأ عاقبة، وأعني بذلك الجنون. . . نعم، لقد جُنَّ في أواخر حياته وكان السبب في ذلك شدة إخلاصه لأدبه وفنه، واعتقاده بأنه ميت لا محالة، بينما كانت نفسه لا تزال تزخر بشتى الصور الفنية التي يود أن ينسجها أقاصيص رائعة الحسن موفورة الجمال. فكان لتنفيذ هذه الرغبة يعمل في يومه مدة ثماني عشرة ساعة - كما يقول روبير مونتيه في كتابه عن أسباب جنون موبسان - واضطر الرجل إلى إجهاد ذهنه إجهاداً متواصلاً في سبيل تنفيذ مشروعه ونسج أقاصيصه التي خشي أن يأتي عليها الموت فتدفن معه في اللحد وهي أجِنَّة لم تولد. ولما أدركه الجنون المطبق صار يرى الناس أبطال قصصه الذين صنعهم خياله وصورهم يراعه. وأخذ يسيء إلى من رسمه بقلمه شريراً منهم، فاضطر ذووه إلى نقله إلى مصح للأمراض العقلية، ولكنه أعيد بعد مدة إلى باريس حيث قضى وهو في قمة المجد وأوج الصبا وأبعد الصيت. مات موبسان فأنكره قومه في مماته كما أنكروه في حياته، ولم ينتبهوا إلى فنه الرائع وعبقريته الفذة إلا في الأعوام الأخيرة حيث احتفلت فرنسة بتخليد ذكراه عام 1925، وأقامت له في مسقط رأسه تمثالاً يليق بعبقريته ونبوغه

هذه صفحة موجزة من أدب الرجل الذي عاش ومات من أجل أدبه وفنه، والذي جعلت منه صديقاً لي وفياً. فهل ثمة من يلوم على إكباري لهذا الصديق الذي عانقته إلهة الفن وهدهدته، ثم سقته من كأس الخلود والبقاء، وجعلت منه كاتباً عبقرياً تباهي به القرون وتفخر به الأجيال

(دمشق)

عبد الغني العطري