مجلة الرسالة/العدد 418/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 418/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 418
البريد الأدبي
ملاحظات: بتاريخ: 07 - 07 - 1941


تعقيب على خبر

لفت أحد الأصدقاء نظري إلى أن الدكتور زكي مبارك قد ذكر اسمي في فقرة من تلك الفقرات التي يكتبها كل أسبوع مما يسميه (الحديث ذو شجون)، فقرأت ما كتب الدكتور فإذا به قد أقحم في مقاله ذكر الثقافة والرسالة كأنه يغري بينهما، أو كأنه يريد أن يفهم قراءه أن هاتين الصحيفتين الأدبيتين تتنازعان وتتخاصمان. ولقد كنت من قبل أكتب في الرسالة، وأنا اليوم أكتب في الثقافة، ولا أعرف بينهما غير ما يكون بين صحيفتين تحاول كل منهما أن تؤدي واجبها نحو الأدب على طريقتها

وعجبت أن يكون للدكتور زكي مبارك مثل هذه القدرة على الابتكار في مثل حديثه هذه المرة؛ فإن الأمر لم يزد على أني سمعت من بعض الأصدقاء في السودان أن الأستاذ الزيات قد اعتزم زيارة ذلك القطر الشقيق وأنهم يرحبون بزيارته، فأثنيت على الأستاذ بما علمت، وأردت أن أحمل إليه هذه التحية فلم أجده بالقاهرة، ولقيني الدكتور زكي مبارك عفواً فحملته هذه التحية إليه فإذا به ينسج من هذه القصة القصيرة حديثه العجيب.

رد الدكتور تحيتي بما تهيأ له من القول في أسلوبه الصاخب فكان أسوأ رد على التحية

وأما الموازنة بين الثقافة والرسالة فما ينبغي لنا معشر الكتاب فيهما أن نتحدث عنها، والحكم فيما يكتب الكتاب إنما يرجع إلى القراء في أقطار الأرض. وإذا كان الدكتور يريد أن يسدي نصحا فليجعل كل همه في خدمة الرسالة الغراء، فهذا دين في عنقه للصحيفة التي توسع صدرها لما يكتب دون غيرها ممن لا يوليه مثل هذه الثقة. وإذا كان لنا أن نبيح لنفسنا ما أباح لنفسه من حق إسداء النصيحة فإنا نرجو أن يعني بأسلوبه في الكتابة، وأن يتخير الموضوعات الجديرة بوقت قرائه، وأن يرفع مستوى كتابته إلى ما يتطلبه العصر الحاضر من أدب القول وجمال الأسلوب والبناء الإنشائي والتعمق في التفكير، وأن يحاو أن يخفض من صوته ويقصد إلى معناه

ونحن إذ نسدي إليه هذه النصيحة لا تقصد إلا خيره وخير الأدب إذا كان يعني حقاً برأي العالم العربي في أدب مصر

مصر

محمود فريد أبو حديد

محصول (الرسالة)

إلى صديقي الدكتور مبارك:

من النافع للمتأدب أن يتخير الأطايب في محصول (الرسالة) ويدونه في دفتر خاص، كما يفعل صاحبك الموظف برياسة مجلس الوزراء.

ونافعة أيضاً إهابتك بأصدقاء (الرسالة) أن يتعقبوا كل عدد بالنص على ما فيه من دقائق تفوت بعض القراء

والأنفع من هذا وذاك - في رأيي - أن يتناول الناقد مواضيع (الرسالة) كلها فيميز بين الغث والسمين، ويشير إلى الفج والناضج، ويدل على النافع والحسن، كما تفعل المجلات الأوربية الراقية، ولأن القارئ في حاجة ماسة إلى من يدله ويهديه ويجرعه أطايب (المحصول) الأدبي تجريعاً

وأزعم أن لا كبير فرق بين صحيفة دورية يشترك في تحريرها طائفة من الكتاب، وبين كتاب ينفرد في تأليفه وتصنيفه كاتب واحد، وقد جرت العادة عند النقاد أن يتناولوا الكتاب ومؤلفه ويسكتوا عن الصحيفة الدورية

فطنت لهذا التقصير من جانبنا، فاقترحت على صديقنا الزيات أن أتناول بالنقد مجلاتنا المحترمة: المقتطف والهلال، والثقافة (والرسالة)، لأنها أخلق بالنقد من كثير من مؤلفات ما نكاد نقرأ بضع صفحات منها حتى نطرحها جانباً

أتعرف يا مبارك بماذا أجاب صديقنا الزيات وقد استحسن الفكرة ورحب بها؟

قال: كاتبان لا يصلحان لهذا الضرب من النقد: أنت والدكتور مبارك، لأنكما لا ترفقان في النقد ولا ترحمان. وهل من دليل أسطع من أنكما غير محبوبين من المؤلفين؟؟!! ولست بناقل إليك تتمة حديث صديقنا الزيات عن النقد والنقاد، لأني اعرف أنك لا ترضى مثلي عن الليونة وما تحتها من معان تشل الروح الأدبي ولا تسمو به إلى الأوج

ولا أخالك إلا معتقداً مثلي بأن مجابهة التيارات الأدبية واقتحامها خير من مجاراتها والتحايل عليها، ولكن. . .

أجل، ولكن العبرة بالنشر والناشر، لا بالتمرد والثورة!

حبيب الزحلاوي

من جديد

من التعبيرات التي ترسبت حديثاً إلى لغتنا، فتداولها الكتاب من غير تمحيص، ولا وزْن لصحتها اللغوية، ولا لصلاحيتها لأن تندمج في الأساليب الفصيحة وتغدو جزءاً منها

ولم تكن هذه العبارة شائعة بيننا قبل نحو عشر سنين، على ما اذكر؛ وكنت أراها أولاً في بعض القصص والمجلات والجرائد. ثم سرت في أحاديث الناس واستظرفوها وتملحوا بها

وما كنت قط أتوهم أن تصل يوماً إلى أقلام البلغاء، حتى رأيتها في قصيدة لشاعر معاصر من شعرائنا البارزين الذين يحتفلون في جزالة الأسلوب أيما احتفال، وحتى استعملها العلامة الدكتور زكي مبارك في مقاله في العدد 417 من (الرسالة)، حيث قال: (. . . مع فارق بسيط هو أن الدكتور أشار إلى المصدر الذي نقل عنه، وأن الأستاذ. . . لم ير موجباَ لذلك، فدلنا (من جديد) على حسن هضمه لما يقرأ من آراء الباحثين)

ولقد جهدت في أن أخرِّج هذا التركيب - في مختلف أوضاعه - تخريجاً سائغاً، فلم أوفق. ذلك أن (جديد) ملحوظ فيها أن تكون صفة موصوف محذوف. فما هو هذا الموصوف؟ قد يكون التقدير - في عبارة الدكتور -: (من وقت جديد)، أو (من شيء جديد)، أو (من أمر جديد) مثلاً. ولكن كيفما قدرنا هذا الموصوف ألفينا الكلام - كما ترى - غثاً لا معنى له

والواقع أن هذا التعبير ترجمة الكلمة الإنجليزية أو - على ما أعلم - ترجمها من لا يتحرون الصحة، أو من ليس لهم من علمهم ما به يتحرونها. فاقتبسه الناس وأغرموا به - كغيره من التراكيب الإفرنجية الكثيرة التي شوهتها الترجمة السقيمة - على غير رؤية أو إنعام نظر أفلا يرى معي حضرة الدكتور أنه يجدر بنا أن نحارب هذه الطفيليات في لغتنا وأن نقضي عليها قبل أن يستشري فيها شرها؟

(ا. ع)

فتوى واستفتاء

1 - في حاشية فجر الإسلام ما نصه (وجرينا هنا على ما قاله ابن القيم الجوزية) وهذا خطأ بين يقع فيه كثير من المؤلفين والناشرين، وبخاصة ناشرو كتب شمس الدين محمد أبي بكر. وإنما هو ابن القيِّم أو ابن قيِّم الجوزية؛ وشتان ما بين الوصف والإضافة. والجوزية مدرسة للحنابلة بدمشق أنشأها محي الدين ابن جمال الدين بن الجوزي وإليه نسبت. وذكر الأستاذ محمد كرد علي في كتابه خطط الشام أن الجوزية كانت إحدى مدارس عشر للحنابلة، وأنها كانت في عهده محكمة شرعية، ثم جعلتها جمعية الإسعاف الخيري مدرسة للأيتام، ثم حرقت في الثورة

وابن قيم الجوزية هذا - قد توفي سنة 751 هـ - غير شيخ الوعاظ غير مدافع، جمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي المتوفى سنة 597 هـ. قيل أن شجرة جوز كانت في بيت جده جعفر فنسب إليها. وقيل إنه منسوب إلى محلّة بالبصرة تسمي محلة الجوز

2 - وقريب من هذا الخطأ - وإن تكلف بعض الكتاب تصحيحه - قولهم: (القصر العيني) وإنما هو قصر العيني بالإضافة إلى الأمير الشهابي أحمد بن عبد الرحيم بن البدر العيني نسبة إلى (عين تاب) على ثلاثة مراحل من (حلب)

3 - جاء في الوسيط في ترجمة ابن خِلِّكان - ما نصه: (وتوفي والده وهو ابن سنتين) الخ وجاء في ترجمته في المفصل ما نصه: (وكان أبوه مدرساً بالمدرسة المظفرية بإربل، فأخذ عليه مبادئ العلم) الخ وبدهي ما بين الروايتين من التناقض. اللهم إلا أن يكون صاحب الترجمة من أرباب الخوارق!

ولا يفوتنا - مقرين الحق في نصابه - أن نذكر أن الذي نبهنا إلى هذا الخلاف هو تلميذنا الأديب محمد حرب، وأننا لم نجد جواباً إلا أن نرجح رواية المفصل ريثما نستفتي الرسالة.

4 - تقرر في كتب النحو أنه لا يجمع من الصفات جمع مذكر سالماً ما استوى فيه المذكر والمؤنث كوقور، وصبور، وجريح. فمن الخطأ البين إِذاً ما ذاع وشاع من جمع الخاصة فضلاً عن العامة - غيوراً على غيورين. وإلى القراء فتوى المصباح والقاموس في جمع هذا الوصف، لكثرة دورانه على الألسنة

غار يغار غيراً وغيْرة وغاراً فهو غيور وغيران والمرأة غيور أيضاً وغيرى، وجمع غيور غير كرسول ورسل، وجمع غيران وغيري وغيارى بالضم والفتح وأجدر بنا أن نكون غيرا على لغة القرآن الكريم

5 - النحويون قاطبة - عدا الفراء وابن مالك - على أنه إذا اجتمع شرط وقسم ولم يتقدمها ما يحتاج إلى خبر - كان الجواب للسابق منهما، وأجابوا عن قول الشاعر:

لئن كان ما حدثته اليوم صادقاً ... أصمْ في نهار القيظ للشمس بادياً

بأنه ضرورة أو اللام زائدة لا موطئة للقسم. وقد اجتمع الرأي على أنه يسوغ للشاعر ما لا يجوز للناثر

ولقد بحثت جاهداً عن شاهد واحد من لا نثر فأعياني البحث. أفليس من أخطاء الخاصة إذاً - بله العامة - ما نقرؤه وما نسمعه من قولهم: لئن كان كذا فإن الأمر كذا وكذا؟ وإن تعجب فعجب أن يخطئوا الصواب ويذيعوا الخطأ. وبعد فهل يتفضل الباحثون باستنباط مثال واحد من منثور العرب نعتمد عليه في تصحيح مثل هذا التركيب الذائع لئن فعلوا إني لهم شاكر

طه محمد الساكت

المدرس بمعهد القاهرة

عجوز وعجوزة

قال الأستاذ وحيد في (أهرام) 16641 يقال للشيخ عجوز

وللشيخة عجوز وعجوزة.

وفي القرآن الكريم قال الله تعالى: (قالت يا وَيْلَتي أألد وأنا عجوز، وهذا بعلي شيخاً) سورة هود

وقال أيضاً: (فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم) سورة الذاريات. وفي القاموس: (والعجوز الشيخ والشيخة، ولا تقل عجوزة أو هي لُغيةٌ رديئة)

وفي مختار الصحاح: (والعجوز المرأة الكبيرة، ولا تقل عجوزة، والعامة تقوله اهـ.

محمد حنفي الآقدمي

جماعة الأدب الحر

تألفت بالمنصورة جمعية أدبية باسم (جماعة الأدب الحر) من أهم أغراضها خدمة الأدب ورفع مستوى الإقليم الثقافي، وإبراز الشخصية المصرية واضحة في الأدب، وذلك بإقامة المحاضرات والمناظرات ونشر الأبحاث، والعناية بنواحي النشاط الفني والأدبي، وهي تدعو كل المشتغلين بنواحي الأدب من أبناء هذا الإقليم إلى المساهمة معها في أداء رسالتها هذه

تصويب:

جاء في ص (852) من العدد (417) من (الرسالة): والصواب

وجاء في الصفحة نفسها: فإنما ذلك لإجازتها. والصواب: فإنما ذلك لو جازتها

(ا. ع)