مجلة الرسالة/العدد 429/خلاصة من كتاب:

مجلة الرسالة/العدد 429/خلاصة من كتاب:

ملاحظات: بتاريخ: 22 - 09 - 1941



الحروب الحاسمة في التاريخ

للأستاذ محمد توحيد السلحدار بك

(من (أحاديث القهوة) حديث دار بيننا عن هزيمة ألمانيا المنكسرة في الحرب الماضية وأسبابها الظاهرة والباطنة؛ فقال الأستاذ السلحدار - ومن عادته أن يجعل لكل حديث نتيجة - إنه قرأ في هذا الموضوع كتاباً له قيمة وفيه ثقة؛ ثم لخص لنا رأي المؤلف فكان فصل الخطاب ومقطع الحكم. فرغبت إليه أن يكتب هذا التلخيص لقراء الرسالة فكتبه الأستاذ لتوه من غير تنقيح ولا مراجعة)

في سنة 1933 نشر بايو كتاباً اسمه (الحروب الحاسمة في التاريخ) ? والكبتين ب. هـ. لدل هرت الكاتب العسكري للانسيكلوبيدية البريطانية وترجمته الفرنسية هي لكل من ميرا والكلونيل فنلونج قال المؤلف: إن موضوع الكتاب والغرض من وضعه وقيمته هي أمور لم تتعين في ذهنه تعيناً دقيقاً إلا شيئاً فشيئاً، وعلى ترتيب وسياق هما دون المعتاد في إعداد كتاب. ذلك بأن فكرته الأصلية إنما كانت أن يستخلص الجوهر من مطالعات واصلها عدة سنين، ومن خواطر ألهمته إياها هذه المطالعات. ولذا جاء كتابه خلاصة مكثفة من ملاحظاته التي دونها في أثناء دراسته لكل من تلك الحروب الحاسمة.

وقال إنه أول من وضع لكتابه من غير أن يدخل فيه نظرة في عوامل الحرب الكبيرة الماضية وفيما بين هذه العوامل من علاقات ونسب؛ وقد علل ذلك بأن الاعتماد على أسانيد وافرة أخذاً عن وثائق المحفوظات وعن الشهادات الشخصية كان يومئذ أمراً ممكناً، لكنه اعتقد أن الجو كان لم يزل مشحوناً بكهرباء المجادلات العلنية بسبب ما تدور عليه من المصالح الخاصة؛ وتلك حال يصعب فيها التجرد من الشهوات لقبول حكم في الموضوع. وكان هو شديد الرغبة في آلا يضعف مثل هذا الجو ما أعتبره درساً صادقاً حيوي الأهمية استنبطه من الماضي لينفع في المستقبل، إذ كان غرضه من التأليف هو في الواقع تنشيط بحوث تجري بروح علمي لا إذكاء نار الجدل. كان يريد بما استنبطه من خبرة العالم القديم والعالم الحديث أن يمكن القارئ من الاهتداء إلى الدروس التي أتت بها حرب سنة 1914 إلى سنة 1918. غير أن أصدقاء ونقادا بصراء عرض عليهم أول وضع للكاتب حثوه على أن يدخل فيه بعض نظرات في تلك الحرب تصل بين خبرة الماضي وخبرة العصر على النظام الذي تقتضيه طبيعة ملاحظات المؤلف، محتجبين لنصيحتهم بأن الطلبة قد أتيح لقليلين منهم الفرصة والوقت للتعمق في أكداس المواد التاريخية

فالكتاب أبحاث استراتيجية في الحروب الحاسمة، مهد لها مؤلفه بفصل في التاريخ من حيث هو خبرة عملية؛ ثم بحث في حروب اليونان (إيبا مينونداس وفيليب والأسكندر فحروب رومة (هنيبال وسبيون وقيصر فحروب القرون الوسطى، فحروب القرن السابع عشر (جستاف أدلف - وكروميل وترين فحروب القرن الثامن عشر (مرلبورو وفريدريك الثاني فحروب الثورة الفرنسية (نابليون)، فحرب القرم وحرب سنة 1914 يريدون بكلمة استراتيجي في اللغة الفرنسية باباً من الفن العسكري يتعلق بخطط قيادة الجيوش إلى حيث تلاقي جيوش العدو. ويعنون بكلمة تكتيك فن ترتيب الجنود واستعمالها في القتال.

وقد ذهب المؤلف إلى إن هذين التعريفين ضيقا النطاق، وإن التكتيك والإستراتيجي متداخلان. وإن هناك الإستراتيجي العادية والإستراتيجي الكبرى وهي تشمل السياسة العامة للحرب سواء أدارت في ميدان أم في ميادين، وأن هذه السياسة يضعها ويديرها الحكام المدنيون؛ أما القواد العسكريون - خصوصا في البلاد الديموقراطية - فعليهم حسن استعمال وسائل القتال لتحقيق أغراض السياسة. وفيما يلي خلاصات من بعض فصول الكتاب. قال صاحبه:

1 - رجال العسكرية في العالم يعترفون جميعاً بصدق قول نابليون في الحرب: (إن نسبة الحال النفسية إلى الحال المادية كنسبة ثلاثة إلى واحد) في الحرب

وقد لا يكون لهذه النسبة أية أهمية في الحقيقة إذا اجتزئ بالنظر إلى قيمتها الحسابية، لان المستوى النفسي يميل إلى الهبوط عند عدم كفاية السلاح، وأي نفع يكون لأشد الإرادات ثباتاً في جسم هامد؟

لكن لذة الحكمة قيمتها على الدوام، وإن كان العامل النفسي والعامل المادي متلازمين، وكان كل منهما لا ينقسم، لأنها عبارة عن أن العوامل النفسية هي المرجحة في جميع الأعمال العسكرية الحاسمة؛ فإنها عليها وحدها تتوقف باطراد نتيجة المعركة ونتيجة الحرب؛ وفي التاريخ العسكري هي وحدها العوامل التي توجد على قليل من الاختلاف في جميع مسائل الحرب، في حين أن العوامل المادية تختلف في كل موقف تقريباً وفي أثناء كل حرب. ويمكن أن يصاغ معنى تلك الحكمة في أسلوب أقرب إلى التعبير العلمي فيقال: إن قوة بلاد العدو تشبه أن تكون قائمة على عدد العسكر وعلى المصادر المادية على حين أن العساكر والمصادر متوقفة توقفاً جوهرياً على اعتدال القيادة وعل حال الجيش النفسية وعلى المؤن.

2 - الاقتراب المباشر هو قيادة الجيش إلى ملاقاة الجيش المعادي الأساسي رأساً والهجوم على قلبه طلبا لنتيجة حاسمة، ولم ينتج هذه النتيجة إلا في النادر عند التفاوت العظيم بين الجيشين. إما الاقتراب غير المباشر فهو الاقتراب بحركات الالتفاف عن بعد والهجوم على جوانب الجناحين، أو في الميدان البعيد عن الجيش الأساسي عند تعدد الميادين، وهو الذي جاء بالنتيجة الحاسمة في كل حرب تقريباً.

3 - والحصر، بحرياً كان أو برياً، يمكن عده من أعمال الاقتراب غير المباشر والإستراتيجي الكبرى؛ وقد كانت الدول الوسطى في آخر سنة 1917 تعاني شدته القاسية. وهذا الضغط الاقتصادي هو الذي خدع الألمان وحملهم في سنة 1918 على هجومهم العسكري في الميدان الغربي (اقتراب مباشر بالنسبة إلى سائر الميادين)

إن فرنسا في سنة 1914 حاربت بخطة حربية اشتهرت باسم الخطة رقم 17 تم وضعها بعد تعيين جوفر رئيساً لهيئة أركان الحرب العامة سنة 1912، وهي الهجوم السريع المفاجئ على قلب الجيش الألماني رأساً بالاقتراب المباشر. ومن الغريب أن هذه الخطة كانت مستلهمة من آراء للقائد الألماني فون كلوزويتز في حين أن الخطة الألمانية التي وضعها الكونت شيلفن سنة 1905 كانت قريبة إلى آراء نابليون. فكانت الخطة الفرنسية خير ما ساعد فون شيلفن على تحويل الخطة الألمانية الأصيلة إلى طريقة الاقتراب غير المباشر من غرب بلجيكا. ومحل المهارة الحقيقة الدقيقة التي جعلت هذه الخطة اقتراباً مباشراً هي الفكرة المتبعة فيها في توزيع القوات على أقسام الجيش: 53 فرقة للمفاجأة الأولى والصدمة من بلجيكا، وعشر فرق لتكون محوراً أمام فردان تدور عليه تلك الكتلة، وتسع فرق فقط للجناح الأيسر من الجبهة الألمانية على طول الحدود الفرنسية فيما يلي فردان من الشرق إلى الجنوب. غير إن مولتك عدل في تلك الخطة من سنة 1905 إلى سنة 1914 إذ قوى الجناح الأيسر تقوية لم تحفظ النسبة بينه وبين الجناح الأيمن الذي كان معداً للتقدم من بلجيكا، وأبعد الطريق المختار لهذا الجناح عن البحر؛ ثم لم يزل يقوض بتعديلاته أسس الخطة في الميدان حتى انهارت وعدل عنها آخر الأمر في 4 سبتمبر سنة 1914 (معركة المارن الأولى 5 - 9 سبتمبر سنة 1914). ومن تعديلاته أنه أجاب على تحدي الفرنسيين عند قيامهم بالهجوم المباشر في أغسطس سنة 1914، وحاول إحداث معركة حاسمة في اللورين فجنح بذلك إلى الاقتراب المباشر.

ولو أن ألمانيا - بعد معارك المارن في سنة 1914 وحتى بأخرة عنها - اتبعت سياسة حرب دفاعية في الغرب هجومية في الشرق (اقتراب غير مباشر) لجاز أن تختلف النتيجة: إذ ليس يوجد غير أسباب واهية كانت تحمل على الظن بان جهود الحلفاء - في هذه الحالة - كانت تصل إلى أكثر من حمل ألمانيا على النزول عن بلجيكا وشمال فرنسا مقابل احتفاظها، غير مدافعة، بغنائمها في الشرق. أما في سنة 1918 فإن الفرصة كانت قد فاتتها وكان جلدها الاقتصادي قد تأثر تأثراً خطراً. ذلك هو الموقف الذي كانت فيه ألمانيا سنة 1918 حين بدأت هجومها الأخير في الميدان الغربي

نظر المؤلف في معارك الميدان الغربي إلى إبريل سنة 1918 ثم قال:

أصبحت فكرة فوش الموجهة لقيادته أن يحتفظ بالقدرة على ابتداء الأعمال الحربية غير مسوق في المحاربة بعمل العدو ? وألا يدع له سبيلا إلى الراحة في ذلك الوقت الذي فيه كانت القوات الاحتياطية تتجمع لديه هو. وكان أول عمل قام به هو تخليص السكك الحديدية على جوانب جيشه وذلك بسلسلة من الهجمات المحلية

فقام هيج بالهجمة المحلية الأولى في 8 إبريل سنة 1918 تجاه أميان وقد ضاعف لذلك جيش رولنسن باحتياطات وحيل ماهرة من حيث لم يشعر الألمان. ولعل هذه الهجمة - التي قادها450 دبابة - كانت أتم مفاجأة وقعت في هذه الحرب، وقد كفت لإفساد الاعتدال النفسي في القيادة الألمانية، وأشعرت لوندورف بهزيمة جنوده المعنوية حتى حملته على التصريح بأن الصلح لن يمكن الوصول إليه إلا بالمفاوضة. وقال: إنه ريثما يتيسر ذلك يجب أن يكون هدف ألمانيا الإستراتيجي شل إرادة العدو الحربية شيئاً فشيئاً بدفاع إستراتيجي!!

تلاحقت الهجمات حتى عرقلت خطة لودندورف، إذ لم يبق في وسعه أن ينقل جنوده الاحتياطية بسرعة تمكنه من سبق ضربات الحلفاء ومنعها، واستمر النقصان في هذه الجنود بنسبة كانت في مصلحة الحلفاء؛ وقد سمحت هذه الخطة للحلفاء مدة - على الأقل - بأن يستمروا في التقدم وأن يضعفوا المقاومة الألمانية بالتدريج على نسبة النقصان العددي والخور النفسي في القوات الألمانية. ونظراً إلى هذا الانحطاط، وإلى تأكيد هيج أنه يستطيع اختراق خط هندنبرج قرر فوش أن يقوم بهجوم عام في آخر سبتمبر. وكان من نتائج هذا الهجوم أن جلا الألمان عن الأراضي التي احتلوها بهجومهم سنة 1918، وان ارتدت جبهتهم الغربية كلها، وأتيح لهم تقصيرها وتعديلها بتضحية ساقة الجيش في تقهقره.

في 11نوفمبر سنة 1918 - وهو يوم الهدنة - كانت القوات الألمانية التي دفعها الهجوم العام آمنة في جبهتها المعدلة، وكان الحلفاء الزاحفون في وقفة لم تكن يومئذ بسبب مقاومة العدو بقدر ما كانت لصعوبة تموين الجيوش منطقة أمحلتا الحرب وخربتها.

لم يكن للهجوم العسكري في طوره الأخير إلا أهمية ثانوية؛ لكن الصدمة المعنوية التي أصابت القيادة الألمانية بفعل المفاجأة الأولى التي قام بها هيج بدباباته يوم 8 إبريل سنة 1918 في بدء الهجوم، تلك الصدمة قد أكملتها الحرب في ميدان بعيد وقعت فيه حركة اقتراب غير مباشر، جعلت الصدمة قاتلة: ذلك أن هجوم الحلفاء من (سلانيك) هو الذي أدى إلى هذه النتيجة، فإن العدو لم يستطع أن يمنع تقدم الحلفاء على جناح، إذ لم يتمكن من جلب جنوده الاحتياطية بسرعة كافية بسبب بطأ حركاته في تلك الجبال. وقد طلب البلغار الهدنة إذ انقطع جيشهم قطعتين وهم متعبون من الحرب. وهذا الفوز الذي أحرزه الحلفاء أخرج من ميدان البلقان البعيد أهم نصير فيه للدول الوسطى، وفتح الطريق لتفجر الجنود المتحالفة على النمسا من خلف. ولقد تعين هذا الخطر المهدد عند نجاح هجمة إيطالية على الجبهة النمسوية المنهوكة القوى النفسية والمادية، لان تسليم النمسا في الحال أمر جعل للحلفاء إمكان التصرف في أرضها وسككها الحديدية، واتخاذ قواعد فيها للأعمال حربية ضد ألمانيا من بابها الخلفي. وكان الجنرال جلوز قد صرح للمستشار الألماني - منذ سبتمبر - بأن ما كان من ذلك محتملا وقوعه يومئذ يكون حاسماً إذا هو وقع فعلا. فهذا الخطر المهدد وهو الدخول من الباب الخلفي، والتأثر النفسي المتفاقم من وقع الحصر - الذي هو اقتراب غير مباشر في الإستراتيجي الكبرى - حصر شعب جائع ضائع الأمل، هما أمران كانا مهمازين دافعين للحكومة الألمانية انتهيا بها إلى التسليم.

ففي الطور الأخير من هجوم الحلفاء العام، قام هيج في 29سبتمبر بهجمة على خط هندنبيرج كانت أخبارها الأولى مقلقة للألمان. ويومئذ قررت قيادتهم العليا فجأة أن تطلب الهدنة زاعمة أن انهيار بلغاريا قلب كل ترتيباتها: إذ كانت قد اضطرت إلى أن ترسل إليها جنوداً أعدت أولا للميدان الغربي، وهذا تصرف كان قد غير الموقف تغييراً أساسياً بسبب الهجمات التي وقعت في الوقت نفسه على الجبهة الغربية؛ وهي هجمات وإن أمكن صدها إلى ذلك الحين، يجب أن يتوقع الألمان استمرارها، تلك هي الحال التي فيها دعي البرنس ماكس إلى تولي وظيفة مستشار الإمبراطورية ليبدأ المفاوضة في الصلح، وسبب اختياره لذلك هو شهرته بالاعتدال والأمانة.

وقد طلب البرنس إمهاله عشرة أيام أو ثمانية أو حتى أربعة ليساوم مساومة مفيدة من غير اعتراف بالهزيمة قبل أن يفاتح العدو رأساً. لكن هندنبرج كرر بصراحة قوله (إن خطورة الموقف العسكري ليس يمكن معها أي تأجيل) وشدد في (أن يعرض الصلح على الأعداء في الحال) فأرسل طلب (الهدنة في الحال) إلى الرئيس ولسن يوم3 أكتوبر.

وقد تضمن طلب (الهدنة في الحال) اعترافاً واضحاً بالهزيمة. وكانت القيادة العليا قد اجتمعت برؤساء جميع الأحزاب السياسية في أول أكتوبر وأعدتهم من شعورها هذا فقوضت بذلك دعائم جبهتها الداخلية الخاصة قبل إرسال طلب الهدنة إلى الحلفاء بيومين: لان هذا النور الفجائي أعمى رجالا طال إبقاؤهم عمداً على جهل الأمور وحرك دعاة السلام وكامن قوى الخلاف جميعها. وقد قامت الثورة في ألمانيا يوم 4 أكتوبر، أي بعد إرسال الطلب بيوم، وانتشرت في أنحاء البلاد، فاستقال البرنس ماكس في 9 نوفمبر وسلم مقاليد الحكم إلى إبرت الاشتراكي.

حقا إن لودنددرف هدأت نفسه بعد 29 سبتمبر بمدة، حين اطلع على تقارير تخبره أن الحلفاء خففوا هجماتهم. ولم يرجع عن طلب الهدنة ولكنه كان يريدها لإراحة الجنود، بل شعر في 17 أكتوبر أن هذه الإراحة قد يمكن الاستغناء عنها وذهب إلى تصوره للموقف في 29سبتمبر كان أسوأ من الحقيقة الواقعة.

لكن شعوره الأول كان قد ذاع أمره في الدوائر السياسية والجمهور الألماني، وكانت الأمة قد تحطم قوة إرادتها وفقدت الثقة بالقيادة العامة. وفي 23 أكتوبر أجاب الدكتور ولسن على المذكرة الألمانية إجابة كانت في حكم طلب التسليم بلا قيد ولا شرط، فاضطر لودندرف إلى الاستقالة في 26 أكتوبر.

والنظر في تاريخ مائة اليوم الأخيرة من تلك الحرب يبين صحة الدرس القديم قدم العالم: ذلك أن الغرض الحقيقي في كل حرب هو إصابة عقلية رؤساء العدو لا أجسام عساكره؛ ويبن أن صدمة المفاجأة والشعور بالعجز عن درء الأعمال الإستراتيجية المحتملة هما اللذان أوهيا قوى لودندرف المعنوية أكثر مما أوهاها فقده الجنود والمدافع والأراضي.

محمد توحيد السلحدار