مجلة الرسالة/العدد 436/البريد الأدبي
مجلة الرسالة/العدد 436/البريد الأدبي
طاغور في اللغة العربية
بعد أن نال الهندي الفيلسوف السر (رابندرانات طاغور) جائزة نوبل للآداب، وهو الشرقي الوحيد الذي نالها، اشتهر اسمه في الخافقين؛ فترجمت أكثر دواوينه وقصصه إلى سائر اللغات الحية، وكان نصيب العربية منها غير قليل. وهذا الذي ترجم عنه يفوق ما ترجم عن أديب آخر غريب عن اللغة العربية. وها نحن نذكر لك ما وقع بأيدينا من مؤلفاته مترجماً: (البيت والعالم) قصة ترجمها الأستاذ طانيوس عبده. (البستاني) ديوان شعر، ترجمة الأديب اللبناني وديع البستاني نظماً ونثراً. (الضحية وروايات وأبحاث أخرى) ترجمها صاحب (العصور) الأستاذ إسماعيل مظهر. (خالتي وقصص أخرى)، و (وكيل البريد وقصص أخرى) ترجمها الأديب الشاعر عبد اللطيف النشار؛ وترجم الأستاذ عبد المسيح وزير كتاب (الزورق الذهبي) ونشر بعض قطعه. وترجم الأستاذ كامل محمود حبيب أناشيد طاغور الخالدة (جيتا تجالي) التي نال بها الجائزة العالمية، ونشرها في السنة السادسة من هذه المجلة الزاهرة؛ وترجم هو أيضاً أحد دواوينه (البستاني) نثراً، ونشره أخيراً في مجلة المقتطف الغراء؛ وهناك رسالة عن حياته ومختارات من مؤلفاته، كتبها الأستاذ محيي الدين الخطيب. . . هذا عدا ما ترجم ونشر في صحف ومجلات الدنيا العربية، قبل وفاة شاعرنا الفيلسوف وبعدها وهو كثير.
(بغداد - الكرخ)
محمود العبطة
الإصلاح الاجتماعي والتعليم
نشرت السيدة منيرة ثابت مقالاً في أهرام 26 أكتوبر الماضي عن الإصلاح الاجتماعي والتعليم ذكرت فيه أنها ليست في حاجة لأن تذهب إلى الريف لترى وتلمس ما فيه من شقاء؛ لأنها ترى في القاهرة نفسها ما يدعى الأكباد. فهؤلاء تلاميذ يريدون الالتحاق ببعض المدارس الأولية والإلزامية (وهي من أحط أنواع التعليم في طريقتها العلمية والاجتماعية) فتسد في وجوههم الأبواب لأسباب واعية. ثم اقترحت على الوزارة إغلاق هذه المدارس وتعميم التعليم الابتدائي وجعله مجانياً، واستلت على تأخرنا بمجانية التعليم بجميع أنواعه في العراق.
ومن يقرأ هذا المقال يعتقد أن السيدة الكاتبة. لم تدرس مشكلة التعليم عندنا؛ لأنه لا يوجد في القاهرة ولا في أي بلد من بلاد الدولة مدرسة أولية أو إلزامية تسد بابها في وجوه التلاميذ لأسباب واهية أو غير واهية. والمشاهد أن المدارس تشكو من عدم إقبال التلاميذ عليها حتى اضطرت الوزارة أخيراً إلى تنفيذ قانون الإلزام، وتقديم الذين يمنعون أولادهم إلى المحاكمة. وفي كل مدرسة سجل خاص مستخرج من دفاتر الصحة بأسماء التلاميذ الذين بلغوا سن التعليم في منطقتها. والمدرسة هي التي تتولى طلب التلاميذ للتعليم، كما تتولى إدارة القرعة طلب الشبان للتجنيد. وإذا كانت السيدة الكاتبة في شك من هذا فأنا زعيم لها بإلحاق من تريد من التلاميذ - مهما بلغ عددهم - بالمدارس التي يرغبون الالتحاق بها.
ولا ريب في أنها جاوزت الحق حين ذكرت أن التعليم في المدارس الأولية والإلزامية من أحط أنواع التعليم: إذ ليس من المعقول أن تهون المدارس الأولية لأنها تعلم الأطفال أو يهون معلموها لأنهم يضعون الحجر الأول في بناء العقول، وعلماء التربية يرون أن مرحلة الطفولة من أهم مراحل التعليم، لا من أحطها كما ذكرت الكاتبة. على أن القائمين بالتعليم في مدارسنا الأولية والإلزامية من الرجال الذين تخصصوا في هذه المهمة. وطريقتهم تساير أحدث مبادئ التربية الفنية. ولا يدانيهم فيها غيرهم مهما بلغ شأنهم.
أما تعميم التعليم فلا سبيل إليه، لأن الوزارة لم تستطع تعميم التعليم الأولي إلا بعد عشرين سنة، وعلى أساس نصف يوم، ولو جعلته يوما كاملاً لاحتاجت إلى سبعة آلاف مدرسة وثلاثين ألف معلم، غير الموجود عندها.
فكيف تستطيع إذاً تعميم التعليم الابتدائي في الدولة كلها؟ ومن أين لها الرجال والمال؟
أما مجانية التعليم بأنواعه في العراق فسرها عدم الإقبال عليه وقد كان هذا حالنا في الجاهلية الأولى!
ويلوح لي بعد هذا أن اعتكاف السيدة الكاتبة في برجها العاجي الذي ذكرته في مقالها قد حجب عنها الكثير من الحقائق التي يعرفها عامة الناس.
أما المشكلة الحقيقية فليست في عدم قبول التلاميذ في المدارس الإلزامية، وإنما هي في إطعام الفقراء منهم وكسوتهم، ومعالجة مرضاهم، فإذا استطاعت الوزارة تدبير حل لهذه المشكلة، فقد خطت في سبيل الإصلاح الاجتماعي خطوة موفقة.
(المنصورة)
علي عبد الله
العروبة في السودان:
سيدي. . .
قد سررنا وايم الله أن يكون الدكتور مبارك أحد المشتركين بكلمة في المهرجان الدبي بأم درمان - بل بدرس قيم في توحيد أواصر العروبة المتفرقة شيما وأحزاباً - فإن كلمته التي بعنوان (في الطريق إلى الوحدة العربية) قد كانت حديث المجالس الأدبية في كل ناد. . . وهنا قلما تجد شاباً متعلماً لا يقرأ (الرسالة) بنظام ويلم بما فيها من بحوث قيمة وكلمات جيدة وشعر رصين. . .
ثم إن الذي حدا بي لكتابة هذه الكلمة هو أن برسالته ما يلفت النظر: فإن السامع لها أو القارئ يشتم منها أن الأستاذ يعتقد أن العروبة في السودان لغة لا جنس. وللإيضاح ووضع الأمور في نصابها نقول: إن بالسودان أكثر من النصف من العرب العريقين في عروبتهم سواء في الجنس أو اللغة أو الدين؛ بل فيهم عدد هائل يتحدث بالعربية اليوم - وهم أميون - كما كان يتحدث بها العرب منذ قرون، ويعيشون على نمط معيشة العرب منذ أجيال. من هذا النوع القبائل الآتية: الكداهلة، الكبابيش، الشنابلة، الحمر، الرزيقات:
ولا يستطيع الدكتور أن يكتب عن السودان بصدق إلا بعد ما يزوره ويتحدث هنا في (كردفان) مع عربانه، فحينذاك يمكنه أن يضع السودان في المحل اللائق به في مركب العروبة.
أما كيف كان بالسودان أكثر من النصف من العرب الصرف وكيف نزحوا إلى السودان، ومتى كان ذلك؛ فإذا شاء الدكتور علم ذلك، فسيراه بجريدة (النيل) الغراء بقلم أحد الأدباء.
وله ولصديق السودان (الزيات) مني ومن كل سوداني سلام (الأبيض - سودان)
الفاتح النور