مجلة الرسالة/العدد 437/البريد الأدبي
مجلة الرسالة/العدد 437/البريد الأدبي
اقتراح مرفوع إلى جماعة كبار العلماء
رفع حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الكبير الشيخ محمود شلتوت عضو جماعة كبار العلماء إلى صاحب الفضيلة الأستاذ الأكبر شيخ الجامع الأزهر ورئيس جماعة كبار العلماء اقتراحاً جليل الفائدة، مبارك الآثار، يتصل بتنظيم جهود الجماعة وتوفير إنتاجها؛ وقد نظرت إلى الجماعة الموقرة في هذا الاقتراح بجلستها المنعقدة في اليوم الخامس عشر من شوال سنة 1360 ثم قررت تأليف لجنة من بعض أعضائها لبحثه وتدبير طريق تنفيذه برياسة حضرة صاحب الفضيلة الأكبر الشيخ عبد المجيد سليم
ويسرنا أن نسجل هذا الاقتراح الهام على صفحات الرسالة، لأنه دليل على اتجاه حسن طالما رجوناه ودعونا إليه
وهذا نص الاقتراح:
(إن هيئة كبار العلماء ركن مهم من أركان الإصلاح في الأزهر، بل الذروة التي يجب بلوغها منه ليعود إليه أولئك الفقهاء المحققون، والمحدثون الثقاة، والمفسرون المطلعون، واللغويون البلغاء، والمؤرخون الصادقون، وأهل الصلاح والتقى
(إن هيئة كبار العلماء هي التي يرجى منها أن تكون تاج الجامعة الأزهرية، ومن أهلها أن يكونوا أساطين العلم وحفاظ الشريعة، ومقومي لغة القرآن لتركن الضمائر الواجفة إلى علمهم، وتهدأ النفوس الراجفة بهديهم وإرشادهم، وتطمئن قلوب المؤمنين لقيامهم حفاظاً لليقين، وحراساً على شريعة النبي الأمين)
بهذه العبارات الواضحة حددت لجنة إصلاح الأزهر المؤلفة في سنة 1910 من المغفور لهما عبد الخالق ثروت باشا وأحمد فتحي زغلول باشا، وصاحب الدولة إسماعيل صدقي باشا أطال الله بقاءه، الغرض من جماعة كبار العلماء، وآمال الأمة الإسلامية فيها
ولم تزل الأمة الإسلامية ناظرة إلى هذه الجماعة الموقرة، ترقب منها أن تكون مصدر خير لها في دينها ودنياها. ترقب منها أن تعمل على إعلاء كلمة الله، ونشر ثقافة الإسلام وحياطتها بما يقويها، ويدفع عنها غائلة المعتدين. ترقب منها أن ترشدها إلى أحكام الدين النقية مما خالطها من شوائب الابتداع في عقائدها وعباداتها ونظمها ومعاملاته وإني أقترح تحقيقاً لهذه الآمال الجسام أن يؤلف لجماعة كبار العلماء مكتب علمي دائم، وأن يجعل لهذا الكتب مكان معين معروف شأن كل هيئة رسمية أو غير رسمية من الهيئات التي تعمل لأغراض خاصة
أما مهمة هذا المكتب بعد إنشائه فهي ما يأتي:
(ا) معرفة ما تهاجم به الأديان عامة، والدين الإسلامي خاصة في عصرنا الحاضر، والرد عليه رداً كافياً مقنعاً بأسلوب ملائم لطريقة البحث الحديث
(ب) بحث ما يحصل فيه الاختلاف بين علماء العصر من جهة أنه بدعة يجب تركها أو ليس كذلك، ووضع الأصول الكفيلة بتمييز ما هو بدعة مما ليس بدعة، والعمل على نشر كل ذلك ليرجع إليه الناس، وتنقطع به أسباب الفتنة والنزاع بين المسلمين
وقد سبق للأزهر في عهد فضيلة الأستاذ الأكبر شيخه الحالي أن فكر في تأليف لجنة مشتركة من الأزهر ووزارة الأوقاف مهمتها القيام بهذه الناحية، وألفت اللجنة فعلاً برياسة حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الكبير الشيخ إبراهيم حمروش عضوجماعة كبار العلماء، وسارت اللجنة في عملها شوطاً بعيداً قاربت به الغاية
(ج) العمل على وضع مؤلف يحتوي على بيان ما في كتب التفسير المتداولة من الإسرائيليات التي دست على التفسير وأخذها الناس على أنها من معاني القرآن، والتي لا يدل على صحتها نقل ولا يؤيدها عقل، وهذا يشبه ما قام به رجال الحديث من تجريد الأحاديث الموضوعة في كتب خاصة يرجع إليها الناس
(د) إصدار الفتاوى في الاستفتاءات التي ترد من المسلمين في جميع الأقطار إلى مشيخة الجامع الأزهر
وقد فكرت مشيخة الأزهر الجليلة الحالية في هذا الشأن منذ سنة 1936 وألفت لجنة برياسة أحد أعضاء جماعة كبار العلماء هو المغفور له فضيلة الأستاذ الشيخ حسين والي - طيب الله ثراه - ثم أسندت رياستها من بعده إلى حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الكبير الشيخ محمد عبد اللطيف الفحام وكيل الجامع الأزهر وعضو جماعة كبار العلماء
(هـ) بحث المعاملات التي جدت وتجد في العصر الحاضر من جهة حكم الشريعة فيها حتى يظهر الناس سعة صدر هذه الشريعة، وقدرتها على تلبية حاجات الناس في مختلف العصور
(و): تنظيم طرق الوعظ والإرشاد والاتصال بالهيئات المعدة لذلك كوزارة الشئون الاجتماعية والجمعيات الإسلامية في مختلف الأقطار
وقد نصت على هذه الناحية لجنة الإصلاح التي أشرنا إليها سابقاً بقولها:
(ومنها - تريد هيئة كبار العلماء - تتألف لجنة تنسيق الوعظ والإرشاد ووضع قواعده)
كما عني بها قانون تنظيم الجامع الأزهر الذي وضع في عهد فضيلة الأستاذ الأكبر شيخه الحالي إذ يقول في المادة السادسة عشر منه ما نصه:
(مادة 16: تضع جماعة كبار العلماء نظام الدعوة والإرشاد وتصدره إلى الجهة المختصة لتنفيذه)
(ز): التنقيب عن الكتب المفيدة في مختلف العلوم والعمل على أحيائها وإخراجها إخراجاً علمياً متقناً
والأزهر أجدر الهيئات وأقدرها على الاضطلاع بهذا العمل والوصول به إلى ما يرجى له من النجاح
(ح): الإشراف على مجلة الأزهر والعمل على توجيهها في طريق تخدم به الحركة الفكرية الإسلامية، وتبرز به ثقافة الكليات الثلاث
هذا هو اقتراحي أضعه أمانة أمام جماعة كبار العلماء للنظر فيه بما أعتقد أنه جدير به من العناية والاهتمام، حتى يتم إقراره وتنفيذه
والله يتولانا جميعاً بهدايته وتوفيقه
محمد شلتوت
عضو جماعة كبار العلماء
ووكيل كلية الشريعة
مؤتمر الأدباء في لندن
عقد في لندن المؤتمر الدولي للعقائد، والغرض من هذا المؤتمر الذي يرأسه السير فرنسيس يونجهزبند هو نشر روح الأخاء بين بني البشر من طريق الأديان والتفاهم المتبادل بين مختلف العقائد
وقد أذيع أن في النية إرسال كتب ورسالات إلى زعماء الأديان غير المسيحية يطلب إليهم فيها إبداء موافقتهم على المبدأ الذي حوته قواعد السلام الخمس التي وضعها البابا منذ سنتين
وقد أرسلت كتب إلى فضيلة الأستاذ الأكبر الشيخ المراغي شيخ الجامع الأزهر في القاهرة، والى الزعماء الدينيين في بلاد العرب وتركيا والشرق الأوسط عامة، والى المسلمين والهنود والبوذيين في الهند وبورما والشرق الأقصى
وقد حضر الشيخ حافظ وهبه وزير المملكة السعودية المفوض في لندن اجتماع المؤتمر في الأسبوع الماضي، وخطب في نهاية الاجتماع الأستاذ يوسف على الذي كان في وقت ما مندوباً عن الهند في عصبة الأمم والعميد السابق للكلية الإسلامية في لاهور، فتحدث عن قواعد السلام التي يتوخاها مؤتمر الأديان المختلفة
وعقب ارفضاض الاجتماع أفضى السير فرنسيس يونجهزبند إلى مندوب وكالة الأنباء العربية بحديث قال فيه: (لقد تلقيت من فضيلة الشيخ المراغي مرتين ترحيباً صادقاً بفكرة المؤتمر وتحبيذاً طيباً لعقده، ونحن عل يقين من تأييده التام لفكرة التفاهم بين مختلف العقائد وتآزرها للوقوف في وجه العدوان القائم عليها جميعاً. ويقيني أن فضيلته هو أحد الذين يقدرون القيمة الروحية قبل أي شيء سواها)
وبهذه الناسبة نذكر أن قواعد السلام الخمس التي ألمعت إليها تلك الرسائل هي: 1 - حق الأمم جميعاً في أن تعيش معاًتحت ظل السلام 2 - الاتفاق المتبادل على نزع السلاح 3 - توافر الوسائل المذللة لمراجعة المعاهدات التي تحوي مساساً أو ظلماً في حق أي شعب من الشعوب 4 - الاعتراف بحقوق جميع الأقليات 5 - ضرورة توفر حسن النية إذا أريد حقاً التراضي على سلام مقيم
وفاة موريس ليبلان
توفي الكاتب الفرنسي موريس ليبلان المشهور بقصصه عن أرسين لوبين في مدينة بربينيان
وقد ولد هذا الكاتب في سنة 1864 فيكون قد توفي عن 77 عاماً؛ وهو أول الكتاب الفرنسيين الذين اختصوا بكتابة الروايات البوليسية. وقد اشتهر بابتداعه شخصية أرسين لوبين بطل رواياته. ومما يجدر ذكره أن الحكومة الفرنسية عينت موريس ليبلان في اللجنة التي عهد إليها تحقيق قضية ستافيسكي المعروفة، وحادث مقتل المستشار برنس. ومن مؤلفاته: أرسين لوبين اللص الظريف، أرسين لوبين ضد شرلوك هولمز، المثلث الذهبي، جرائم أرسين لوبين الثلاث، أنياب النمر. . . الخ