مجلة الرسالة/العدد 467/اجتماعيات
مجلة الرسالة/العدد 467/اجتماعيات
الحسن المبتذل. . .
للأستاذ حسن القاياتي
لقد أبدعَ الْحُسنُ حتى مَلكْ
وَرَقَّ لَهُ الطُّهْرُ حتى هلكْ!!
تَسَامَى إلى الغيدِ كلُّ الْعُيون
كأَنَّ الجمال بدا من فلكْ
مَضَى الْجَهْلُ يَقْرِي غَوِىَّ الْجَمَالْ
كضيفِ الجراثيم عند الحلكْ
بَنَاتُ الْهوى ما بناتُ الهوَى
حَلِيٌّ يُبَاعُ وَلاَ يَمْتَلَكْ!!
بِمَنْ أَنزل السحرَ سحرَ الجفونِ
بعينيكَ يا بدرُ مَنْ أَنزلكْ؟!
تُبيحُ الغريرةَ بذلَ الضنين
فتحنُو عليك بما ليس لكْ
سَلِ الْغُصْنَ مَالَتْ بِهِ الْمُصْيِبَاُت
أَلمْ تأْسَ للزَّيْغِ إذ مَيَّلَكْ؟!
فَدَيْتُكَ يَا غُصْنُ أَنَّي هَويتَ
وَباللهِ يا زهرُ مَنْ أَذْبلكْ؟!
إذا قمتَ يا وردُ في العابثين
تلهَّى ببذلك مَنْ قَبَّلَكْ...
إذا فُجِعت حُرَّةٌ في العفاف
فقيلَ: البغيُّ لطُهْرِ الْمَلَكْ!
هُوَ الْحُسْنُ يُلْثَمُ لَثمَ الْكؤوس
ويؤْكل بالعذل أو يُعْتلَكْ
أعصرُ الْهَوَى مَثُلَتْكََ الْفَتَاةُ
فَمَالُكَ تُزْرِي بِمَنْ مَثُلَكْ؟!
إذا كنتَ يا نبتُ صُنْعَ الزَّمانْ
تَبَنَّاكَ لِلْغَيِّ أو عَدَّلَكْ
يَذُمُّ الغَوِيُّ سَبايا الغواة،
نَبِيَّ الطهارة مَنْ أَرْسَلَكْ؟!
أَتبكي عَلَى الْحُسنِ إذ يَسْتَبِيكَ
وَتُنْحِى عَلَى الْحُسْنَ إِذْنَوَّ لَكْ؟!
بِوُدِّكَ أَنَّ الْهَوَى كالْهَوَاءِ
تَرِفُّ بِهِ الرُّوحَ أَنَّى سَلَكْ!
أَبِيحَ الْهَوَى فاستباحَ الَقلوبَ
تباركْتَ يا حُسْنُ ما أَعْدَلَكْْ؟!
جمالَ الأَبِيَّاتِ كم تَسْتَطِيلُ
تَحنَّنْ رَعَاكَ الذي عَدَّلَكْ!
بنفسِيَ ما أجمل التائهات
وإن قلتُ: يا وَصْلُ ما أجملك!
شكاةُ الخرائد أَسْرُ الحجال
فِدَاؤك يا حُسْنُ مَنْ عَطَّلَكْ!
إذ مُلِكَ الْحُسْنُ هَدَّ الْفؤادَ
مَلالاً ويا طيبه إنْ مَلكْ!!
القاهرة: السكرية حسن القاياتي