مجلة الرسالة/العدد 473/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 473/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 27 - 07 - 1942



مثالان

على ذكر مقال فضيلة الأستاذ محمد محمد المدني وفتوى صاحب الفضيلة الأستاذ الكبير عبد المجيد سليم قرأت في مخطوطة بعنوان (مثير الغرام بفضائل القدس والشام) تأليف الإمام أبو محمود أحمد بن محمد بن إبراهيم بن هلال بن تميم بن سرور المقدسي. قال: (وروينا في سنن ابن ماجة قال: حدثنا أحمد بن سنان حدثنا (أبو) معاوية عن خالد بن أياس عن يحيى بن عبد الرحمن ابن خاطب عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: أول من أسرج المساجد تميم الداري.

وروى أبو القاسم مكي بن عبد السلام الحافظ بسنده إلى أبي الحسن البراد قال: قدم تميم الداري من الشام إلى المدينة وحمل معه قناديل وحبالاً وزيتاً وسبحة حتى قدمنا المدينة وكانوا إذا حضرت العتمة أوقدوا سعف النخيل؛ فلما أمسينا أمرني تميم فعلقت الحبال بالسواري وعلقت فيها القناديل وصببت فيها الماء والزيت ووضعت الفتل، فلما أمسينا أمرني أن أوقدها فأوقدتها؛ فجاء رسول الله فقال: نورت يا تميم نور الله عليك! أما إنه لو كانت لي ابنة لأنكحتها. قال نوفل بن الحارث بن عبد المطلب إن لي ابنة فأفعل فيها يا رسول الله ما رأيت؛ فأنكحه إياها.

قال أحمد بن الحسن: ودعي تميم جدي أبا الحسن البراد فأعقبه على المكان وأقمنا فلما كان يوم الجمعة خطب رسول الله الناس قائماً؛ فلما انصرف قال له تميم: يا رسول الله إني قد رأيت بالشام شيئاً يضعونه في كنائسهم لأساقفتهم يسمى المرقاة؛ أفلا أعمل لك مرقاة تقوم عليها؟ فقال رسول الله : اعملها يا تميم. فخرج تميم إلى السوق فاشترى خشبة ونشرها وعمل منها ثلاث درجات المنبر ففضل من الخشب فضله فعملها تابوتاً فهي عندنا إلى اليوم نضع فيه نفاقاتنا وتتبرك به.

(بيت المقدس)

أحمد سامح الخالدي

إلى قراء الرسالة (1) طالعت في كتاب تأليف طبع سنة 1938 ما يأتي بالمقدمة:

,

'

,

,

فمن هو جلال الدين بن مكرم هذا؟ وما هو الأصل الشعري لما ترجمه كاتبنا فورستور؟

مصطفى الشهالي

مدرس الآداب بالناصرية

(2) جاء في كتاب عيون الأخبار (طبعة دار الكتب المصرية سنة 1930) بالجزء الثالث في الصحيفة ذات الرقم 20 ما نصه:

(وقال أكثم بن صيفي: أحق من يشركك في النعم شركاؤك في المكاره. أخذه دعبل فقال:

إن أولى البريا أن تواسيه ... عند السرور لمن آساك في الحزن

إن الكرام إذا ما سهلوا ذكروا ... من كان يألفهم في المنزل الخشن

وجاء في ديوان أبي تمام (طبعة محمد صبيح سنة 1941) وفي الصحيفة ذات الرقم 255 ما نصه:

أولى البرايا حقاً أن تراعيه ... عند السرور الذي آسأك في الحزن

إن الكرام إذا ما أسهلوا ذكروا ... من كان يألفهم في المنزل الخشن

فلأي من الشاعرين البيتان؟ وما صحة رواية البيت الأول؟

موسى حقي

الجنس الرشيق أهدي إلى الأستاذ محمود يوسف كتابه (الجنس الرشيق) فتوقعت أن أرى فيه دفاعاً بحق وبغير حق عن المرأة في كل حالاتها، من كاتب ضالع في الحركة النسوية اختار لأول مؤلف له هذا الاسم. إلا أني وقد قرأته رأيت أني كنت مسرفاً في سوء الظن.

لقد عرض المؤلف لكثير من المسائل المتصلة بالمرأة في حذق ومهارة وبصراحة وجرأة جعلته شديداً بحق على من أساء من الفتيات وأولياء أمورهن فهم المرأة ورسالتها، وما يجب أن تكون عليه من الآداب الرفيعة الحازمة، ولم ينسى أن يلقي التبعة في كثير من الحالات على الرجال وأشباه الرجال من الذين يغررون بالمرأة ويزجون بها في حفلات هي مزالق للرذالة زاعمين أنهم يجمعون للبر. . .

لنسمع له يقول في حفلة الطفولة المشردة الآثمة: (أفهم أن في مصر طفولة مشردة، وأفهم أنه يجب أن يعمل على إنقاذ هذه الطفولة البريئة، وأفهم أيضاً أن للمرأة نصيباً كبيراً في هذا الإنقاذ؛ ولكني لا أستطيع أن أفهم مطلقاً أن وسيلة هذا الإنقاذ تكون مساهمة للمرأة مع الرجل في التهتك العلني والدعارة الممقوتة والتبذل الخليع من سهر الليل حتى الفجر. . . كل ذلك تلقاء قروش لا تسمن الطفولة المشردة ولا تقيها من جوع. لعمري إن مثل هذه الحفلة الراقصة. . . هي ويا للأسف معمل لتفريخ طفولة مشردة. . . موعدنا منها بعد تسعة شهور من تلك الحفلة الخيرية!).

هذا الكلام الحر الجريء نجد له أمثالاً كثراً في مناسبات عديدة بالكتاب الذي يجب أن يقرأه الشبان والشابات والأزواج والآباء، على ما فيه من آراء لا أتفق مع الأستاذ الكاتب فيها. من ذلك رأيه في أن المرأة نظير الرجل في الدين والدنيا. أفي كل الشئون؟ وإن من السهل أن توفق المرأة بين عمل وتكوين أسرة، ومطالبة بحق النيابة لها.

وللأستاذ الفاضل المؤلف خالص تحياتي.

محمد يوسف موسى

المدرس بالأزهر

تأبط شرّا

كتب الأستاذ أحمد أمين في مقاله (فارس كنانة) في العدد 184 من الثقافة ما نصه: (ثم يذكرون له من اشتهر بالفتك في الجاهلية، كثابت بن جابر، والبراض، وتأبَّط شرّا) ومدلول هذا الكلام يقضي:

1 - بأن تأبَّط شرّا من شعراء الجاهلية.

2 - أن تأبَّط شرّا فاتك آخر غير ثابت بن جابر وفي كلتا القضيتين نظر، كما يقول الأزهريون.

أما الأولى: فقد حكى شراح الحماسة أنه كان ربيب أبي كبير الهذلي، ونص التبريزي على أن أبا كبير أدرك الإسلام.

وإن كان صاحب بلوغ الأرب يقول: إنه من فحول الجاهلية وفرسانها، فلعله حكم عليه حكمه هذا باعتبار أنه أدرك طرفاً من الجاهلية فَنَسَبَهُ جاهلياً كما يجري على ذلك بعض المؤلفين.

وأما الثانية: فقد نصت كتب التراجم وكتب اللغة واتفقت على أن تأبَّط شرّا هو أبو زهير هو أبو زهير ثابت بن جابر من بني فهم ولم يحك أحد منهم في ذلك خلافاً - اللهم إلا ما حكاه صاحب بلوغ الأرب ج 2 ص143 قال:

(وزعم بعضهم أن اسم الشنفري ثابت بن جابر وهو غلط) اهـ.

ولعلَّ لدى الأستاذ الجليل سنداً لكلتا القضيتين.

كامل السيد شاهين

1 - تصويبات

جاء في العدد (469) من (الرسالة) الغراء في مقال الأستاذ السيد يعقوب بكر (شعر علي ابن طالب).

محمد النبي أخي وصهري ... وحمزة سيد الشهداء عمي

وجعفر الذي يضحي ويمسي ... يطير مع الملائكة ابن عمي

والصواب (ابن أمي) كما في معجم ياقوت جـ14 ص48 ط دار المأمون، والسيرة النبوية ج1 ص177 ط المطبعة الأزهرية وديوان أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب ص58 المطبعة العلمية.

وقد جاء في معجم ياقوت بعد قوله: (سبقتكم إلى الإسلام طرا. . . الخ)

وأوصاني النبي على اختيار ... ببيعة غداة غد برحم

فويل ثم ويل ثم ويل ... لمن يلقي الإله غداً بظلم

وفي الديوان:

وأوجب لي ولايته عليكم ... رسول الله يوم غد برحم

أنا البطل الذي لم تنكروه ... ليوم كريهة وليوم سلم

وقد ذكر الأستاذ صاحب المقال بيتاً آخر للإمام علي هكذا:

من أي يوميّ من الموت أفرْ ... أيوم لم يقدر أم يوم قُدِرْ

والبيت على هذا الوضع لا يتفق مع ما جاء بعده لأنه من بحر الرجز وقد جاء في ديوان الإمام علي هكذا:

أي يوميَّ من الموت أفر ... يوم ما قدَّر أو يوم قدر

يوم ما قدر لم أخش الردى ... وإذا قدِّر لم يفن الحذر

وهما من الرمل، على أنه إذا صح أن ديوان الحماسة لم يذكر غيره فإنه يكون مكسوراً، لأن (لم) تقتضي الجزم وهو لا يتمشى مع الوزن.

2 - حول السناد في الشعر

وجاء في نفس العدد (البريد الأدبي) كلمة الأستاذ محمود عزت عرفة بعنوان (السناد في الشعر) خطَّأ فيها الأستاذ محمود حسن إسماعيل، حيث قال:

أخطأ الأستاذ محمود حسن إسماعيل في صوغ قوافي قصيدته (نشيد الأغلال) المنشورة بالعدد466 من الرسالة فهو قد أردف في بعضها بحرف الياء كقوله: سريرتي، البعيدة، الخميلة، جديدة. . . الخ).

وهنا لا يوجد ردف إذ أن الردف هو حرف مد قبل الروى كقول الشاعر:

طما بك قلب في الحسان طروب ... بعيد الشباب عصر حان مشيب

كم جاء في متن الكافي، وفرق بين مشيب وسريرتي وما دام قد التقى الردف فقد انتقى السناد. . . (وإذا كان ثم سناد فمن أي أنواع الخمس؟)

أحمد يوسف محمد