مجلة الرسالة/العدد 477/عدنا. . . والتقينا

مجلة الرسالة/العدد 477/عدنا. . . والتقينا

ملاحظات: بتاريخ: 24 - 08 - 1942


للأستاذ الكبير عباس محمود العقاد

التقينا!

والتقينا

عجباً كيف صحونا ذات يوم فالتقينا

بعد ما فرّق قطران وجيشان يدينا!

فتصافحنا بجسمينا وعدنا فالتقينا

بعد عصر

أيّ عصر

والنوى تجري وسر الحب في الأكوان يجري

ثم نادانا تعالوا فاهبطوها أرض مصر

قُضى الأمر كما شاء، فعدنا والتقينا

كم بكيتِ؟

واشتكيتِ

ثم أُلهمتِ على الغيب فأصغينا وقلت:

قلت في السابع والعاشر من شهر سيأتي

هاهنا سوف تراني، فرأينا والتقينا!

يوم ذكرى

هو أحرى

بالتقاء كلما دار به الحول وأسرى

في سماء تعبر الشعرى وتدني كل شعرَي

كيف يلقانا وحيدين غدٌ فيه التقينا

قبل عامٍ

ثم عام

كان يومٌ، أيّ يوم، في صفاء وابتسام يوم لاقى الحبُّ لحظينا على عهد الدوام

فتعاهدنا وقلنا: كلما عاد التقينا

وتدانى. . .

وكلانا

زائغ الطرف يناجي الأفق قلباً ولساناً

ثم ماذا؟ ثم كنْ يا بُعْدُ لي قرباً، فكانا!

واستعان الحب بالداء حليفاً، فالتقينا

كم غرام

وسقام

عرفا الحلف على غير سلام ووئام

فإذا ما اجتمعا فانتزعاني من مقامي

فبحسبي منهما أناَ شكونا فالتقينا

يا فتاتي

يا حياتي

لا تُراعى بعد هذا من فراق أو فوات

قَدَر الله كفيلٌ لك في ماض وآت

كلما فرّق شملنا دعانا فالتقينا. . .!

عباس محمود العقاد