مجلة الرسالة/العدد 518/البريد الأدبي
مجلة الرسالة/العدد 518/البريد الأدبي
من شعر الأستاذ مصطفى عبد الرازق باشا
نشرت الرسالة في العدد الماضي بيتين من الشعر لسعادة الأستاذ الجليل الشيخ مصطفى عبد الرازق باشا، وقد يحسب بعض القراء أن هذين البيتين يتيمان ليس له غيرهما ولكنا نقول لهم إن لسعادته أشعاراً كثيرة ولكنه لم يُعن بنشرها، ونحن نذكر هنا بضعة أبيات من قصيدة مدح بها الأستاذ الإمام محمد عبده عند عودته من أوروبة وتونس والجزائر سنة 1903 (أي منذ أربعين سنة) وهاهي ذي:
أقبل عليك تحية وسلام ... يا ساهراً والمسلمون نيام
تطوى البلاد وحيث جئت لأمة ... نشرت لفضلك بينهم أعلام
كالبدر أنَّى سار يشرق نوره ... والحق أنَّي حل فهو إمام
إن يقدروا في الغرب علمك قدره ... فَلَمصْر أولى منهم والشام
فيك الرجاء لأمة لعبت بما ... يُلهى الصغار وجدت الأيام
لا زلت غيظاً للضلال وأهله ... والله يرضى عنك والإسلام
وقد كان جزاءه من شيخه أن كتب إليه كتاباً رقيقاً هذه نسخته:
ولدنا الأديب. . .
خير الكلام ما وافق حالاً، وحوى من النفس مثالاً، تلك أبياتك العشرة رأيتني والحمد لله متربعاً في سبعة منها كأنها الكواكب تسكنها الملائكة وما بقي كله كأنه الشهب، نور للأحباء، ورجوم للأشقياء، ما سررت بشيء سروري بأنك شعرت من علم حداثتك بما لم يشعر به الكبار من قومك. فلله أنت ولله أبوك! ولو أذن لوالد أن يقابل وجه ولده بالمدح لسقت إليك من الثناء، ما يملأ عليك الفضاء، ولكني أكتفي بالإخلاص في الدعاء، أن يمتعني الله من نهايتك، بما تفرسته في بدايتك، وأن يخلص للحق سرك، ويقدرك على الهداية اليه، وينشط نفسك لجمع قومك عليه
محمود أبو رية
وزير سوري يؤلف معجماً زراع عرف الأمير مصطفى الشهابي وزير الدولة في حكومة سورية المؤقتة بأنه من الأعلام الثقات في وضع مصطلحات عربية للعلوم الزراعية، وقد شرع معاليه الآن يطبع معجمه المسمى (معجم العلوم الزراعية) بالفرنسية واللاتينية والعربية وهو معجم يضم نحو عشرة آلاف كلمة
إلى فضيلة الأستاذ الكبير محمود شلتوت
ملكتْ قلوبنا بحوثك الممتعة في: نزول عيسى عليه السلام وتقرير العقيدة الدينية على أساس من العلم كما هو متفق وأصول الدين: وإيماناً بما أفاضت علينا الرسالة الغراء من سامي تحقيقك وخالص نصحك أرجو إفادتي عن:
1 - قول بعض العلماء المتقدمين كالنووي والقاضي عياض بصحة الأحاديث الواردة في نزول عيسى واستدلالهم عليه بأهل السنة
2 - إذا ثبتت صحة الأحاديث الواردة في نزوله، ولكن لم تنهض دليلاً لاعتقاد ذلك لأنها لم تبلغ حد التواتر الذي تبنى عليه عقائدنا، فما موقفنا إزاء تلك الأحاديث الصحيحة؟
دسوقي إبراهيم
دفع لاعتراض
أخذ الأستاذ محمد محمود رضوان على الأستاذ العقاد أنه استعمل الحرف (لا) جوابا لسؤال هو (ألا تزال تضرب امرأتك؟) وحقيقة أن همزة الاستفهام إذا دخلت على النفي كان الجواب بالحرف (بلى) إثباتاً وبالحرف (نعم) نفياً. ولكن العبارة التي معنا لم تدخل فيها الهمزة على نفي، بل دخلت على إثبات، لأن لا للنفي وتزال للنفي، ونفي النفي إثبات، فهي في قوة قولك (أتضرب امرأتك إلى الآن) فكيف تكون الإجابة بعد ذلك بنعم ويكون المراد بها نفي الضرب؟ لعل هذه القاعدة مقيدة بما إذا كان النفي لم ينتقض
محمد أبو سريع حسين
بمعهد القاهرة
ذكرى السيد جمال الدين بهذا العنوان قرأت أول ما قرأت بشوق ولهفة مقال الأستاذ محمود شلبي في عدد الرسالة 506
فهو لعمر الحق مقال ممتع قوي التعابير، محكم التراكيب تعلوه موجة أدبية لا يشعر بها إلا من منحه الله ذلك الإحساس الفني والشعور الأدبي
وكيف نستكثر على الرسالة واتجاهها هذا اللون الإنشائي وهي قد مهدت الطرق لرفع مستوى الأسلوب الفني في مصر والأقطار العربية؟ وإني لازلت أتذكر جيداً كلمة أستاذنا محمود البشبيشي في موضوع الرسالة، وقد كان يدرس لنا الإنشاء إذ قال إن الرسالة حملت عبء مدرس الإنشاء في المدارس العالية، وقد كان المدرس ينوء بحملها
وقد استرعت تفكيري أمور في مقال الأستاذ شلبي لا يحسن السكوت عليها، فقد ذكر أن السيد جمال الدين ولد في قرية (أسعد أباد من قرى كنر) ولا أعلم من أين أخذ الأستاذ هذه المعلومات في حياة هذا الفيلسوف العظيم. وعلى فرض أنه استند إلى جريدة أو مجلة فإن قراء الرسالة لا يغتفرون له هذا الاستناد بل يرجون منه ومن غيره تحقيقاً وتمحيصاً فإن آذانهم مرهفة، وأبصارهم شاخصة لكل ما يكتب في الرسالة
وكان الجواب على الأستاذ أن يطلع على الكتاب الذي أصدره منذ سنيهات عن السيد جمال الدين ومحمد علي الكبير مساعدُ أستاذ في الجامعة الأمريكية ببيروت باللغة الفارسية واسم الكتاب (مودان نامي شرق) فهذا الكتاب منجم ثري لمن أراد الكتابة عن السيد جمال الدين وفيه مراسلات جميلة وطريفة بينه وبين العالم السيد مرزا حسن الشيرازي
أما ولادته ففي قرية (أسداباد من قرى همدان) لا في قرية (أسعد أباد من قرى كنر) وفي هذه القرية اليوم مدرسة اسمها (الجمالية) تخليداً لذكرى السيد جمال الدين
ودراسته الأولى كانت على والده ثم رحل إلى النجف، وله فيها حتى الآن أصهار وأقارب. وإذا أراد الأستاذ التعرف إلى أقاربه فإني أحيله على الأستاذ المحامي السيد صادق كمونة في النجف فهو خير من يعرف عنهم
أما قبره ففي تركيا وقد كان مهجوراً دارساً إلا أن المستر كراين الأمريكي تبرع لبنائه لما زار تركيا. وللأستاذ شلبي مني ألف تحية.
(بغداد) عبد الكريم الدجيلي
المدرس بدار المعلمين الابتدائية