مجلة الرسالة/العدد 530/الأعراب
مجلة الرسالة/العدد 530/الأعراب
نحن الذين بلغوا الرسالة
لأستاذ جليل
إلى الأستاذ صاحب مجلة (آخر ساعة)
يا أخا العرب
لكاتبين محررين في مجلتك ولكتاب في مصر وغير مصر أن ينقذوا (الأعراب)، وأن ينعوا عليهم عيوباً فيهم بل أن يبالغوا في شتمهم أو هجوهم إذا اقتضت حال سبا
إن لهم أن يقولوا: (أإسلامية وجاهلية) حين يروننا مستمسكين بعادات خبيثة بدوية، وأقضية منكرة عرفية تظاهر (الظهير البربري. . .)
وإن لهم أن يقولوا: (أمصرية وعداوة للجندية) حين نسأل أولي الأمر أن نميز، أن نستثني من سائر الأمة في الأمر العمم كأننا ضمني أو زمني يلتمسون التزمين
وإن لهم أن يقولوا: متى تتحضرون أيها الأعراب، وقد تبدلت الدنيا، وتدخلون في دين الناس، وتسكنون بيت الحجر وتتركون بيت الشعر
إن لهم أن يقولوا الحق في كل وقت، وللحق يعنو الصغير ويعنو الكبير
ومن أقوالنا قِدْما: (اشتمني واصدق أيها الشاتم)، ولكن هل يجوز لكاتب عندك اسمه (إحسان) أن يقول في مقالته (حوادث وخواطر) - في الجزء (460) ص (10) في 25 يوليو (1943): (كل هذه المدنية التي شيدناها لم تعجب الزائر الكريم وإنما أعجبه الأهرام وأبو الهول، أعجبته قطعة من الصحراء أقيمت عليها أصنام وقفت حولها حمير وإبل وأعراب. . .)
إن هذا لشيء إد، إن هذا الأمر نكر لم تقتضه حال، ولا دعا إليه داع. فما الذي دفع الكاتب إلى هذه المقولة، وما كان ضره لو ترك (الأعراب) وخطبهم ولم يقرنهم وما سماها في قرن
يا أخا العرب
أنت تدري وكل الناس يدرون أن أجدادنا كانوا البعوث (الجيوش) التي قادها صاحب رسول الله أبو عبد الله (عمرو ابن العاص) العربي المصري (رضوان الله عليه) يوم بادر إلى مصر كيما يحررها ويهديه قائد آبائنا عمرو ابن العاص هو سيدي، وهو سيد كل مصري يقول: (لا إله الله محمد رسول الله) وهو سيد كل مصري ينطق بالعربية
من حرر مصر؟ من هدى مصر؟
عمرو بن العاص صاحب محمد، خادم دين محمد
يا أخا العرب
إن الأعراب (حيا الله ربعك) إذا تحضروا وتعلموا وتثقفوا جاءت منهم ملائكة. ومن الأعراب في هذا العصر في هذا الوقت في مصر وفي العراق والشام والجزيرة وبلاد المغرب (تونس والجزائر والمغرب الأقصى) دكاترة في العلوم والفنون، وأساتذة كبار، وزعماء عظماء، ومرشحون للزعامة. . . من الطراز الأول
أدع الانتخاء والعنجهية الأعرابية وأقول العلماء والأدباء قديماً وحديثاً فينا، ووصية سيدنا عمر (رضوان الله عليه) بنا ووصفه إيانا. وأدع أبيات المتنبي في البائية، وأبيات المعري في الرائية في تقريظنا لشهرتها. وأختم هذه الأسطر بكلام الله، وأبيات لأبي إسحق إبراهيم بن عثمان الفزي (رحمه الله) حتى تكون قولاً بقول، والبادئ أظلم، وقضاء الله في أمر الاعتداء هو القضاء: (. . . فمن اعتدى عليكم الآية) ولئن أساء (إحسان) - غير ناو أن يسيء - لقد أحسن (ابن عثمان)
قال الله:
(ومنَ الأعراب من يؤمنُ بالله واليوم الآخر، ويتّخذُ ما يُنفقُ قُرُباتٍ عند الله وصَلوات الرسول. ألا إنها قُربةُ لهم، سيدخلُهم اللهُ في رحمته؛ إن اللهَ غفورُ رحيم)
قال الشاعر:
يا ربعُ، فيك المها والأسد أحبابُ ... فقل لنا: أكناسٌ أنت أم غابُ؟
بين الكثيبين حيّ لَغوُهم أدبٌ ... محضٌ، وإيجازِهم في القول إسهاب
خطّوا وأقلامهم خَطْية سُلُبٌ ... فهم على الخيل أميّون كتّاب
أهل الإصابة إن قالوا، وإن سمعوا ... وللسماع كما للقول إعراب
غيرَ الهبيدِ وبَرْضِ البيد ما عرفوا ... والعز يعذب في أكوابه الصاب
صدق الله، ولم يكذب الشاعر. . .
ناقد