مجلة الرسالة/العدد 536/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 536/البريد الأدبي

مجلة الرسالة - العدد 536
البريد الأدبي
ملاحظات: بتاريخ: 11 - 10 - 1943



أوراق متساقطة من (قصة الأدب)

قرأت في كتاب (قصة الأدب) للأستاذين أحمد أمين وزكي نجيب محمود ما يأتي:

(. . . ولئن كان المصريون الأولون ينقشون آثارهم على جلاميد الصخر، فقد كانت بابل تكتب آثارها على ألواح من الطفل وهي أيسر حملاً وأخف ثقلاً)

فإن كان ذلك حقاً فمن العجيب ألا نجد للبابليين أدباً أو شبه أدب

والجواب، كما ذكره الأستاذان: (أنه لم يحدث ذلك لأن القراءة الشعبية لم يكن لها وجود، ولم يكن يعرف القراءة والكتابة إلا نفر قليل من القساوسة والنساخ، وكانت الكتابة مقصورة على موضوعات الدين وأعمال الملوك)

وهل اقتصرت الكتابة حقيقة على موضوعات الدين وأعمال الملوك؟ فأين ذهبت ملحمة كلكاميش إذن؟

أنا ما كنت أعرف عن هذه الملحمة شيئاً إلى أن قرأت عنها في مجلة (الثقافة) في العدد الثالث والثلاثين، السنة الأولى، تحت عنوان: (أقدم شعر في التاريخ) ما يأتي بنصه:

(قد يظن القارئ أول وهلة أن أقدم شعر عرفته الإنسانية هو الشعر الهندي في أثرية المعروفين (الرامايانا) و (المهابهارتا) وكذلك الشعر الهوميري لأن كليهما يعود تاريخه إلى ما لا يقل عن عشرة قرون قبل الميلاد، ولكن الأستاذ جورج كونتنو أمين القسم الشرقي بمتحف اللوفر، بمجموعة الأشعار التي قدمها أخيراً مترجمة عن البابلية تحت اسم (ملحمة جلجاميش) يؤكد أن هذه المجموعة هي أقدم شعر عرفته الإنسانية لأن تاريخها يرجع إلى ما قبل التاريخ المعروف)

(وهذه المجموعة عبارة عن ملحمة شعرية تقص نبأ حياة جلجاميش بطل القصة، وكيف أنه مركب من جزء من الإنسان وجزأين من الآلهة على عكس خصمه انكيدو المركب من طبيعة حيوانية صرفه. وتفيض الملحمة بعد ذلك في وصف بطولة جلجاميش، وكيف أنه قاد أنكيدو المركب من طبيعة حيوانية إلى أرض خصبة وأكسبه صفات إنسانية، ولكنهما بعد ذلك اختلفا وتخاصما ونشبت بينهما معركة تشبه في كثير المبارزات التي وصفتها الإلياذة والمهابهارتا. ولكنهما خرجا أخيراً من هذه المعركة صديقين لا ينفصلان) (وهكذا تمضي القصة في سرد أنباء جلجاميش سليل الآلهة وأنكيدو ممثل الحيوانية حتى يموت أنكيدو، ويحزن عليه جلجاميش، ويصرف وقتاً باحثاً عنه، ومتحريا عن حقيقة الموت دون جدوى)

(وقد صدرت هذه الملحمة بالفرنسية منذ أسابيع قلائل مقدمة ببحث طريف عن تاريخ العصر الذي تصفه بقلم المسيو كونتنو مترجمها)

لقد قرأت كل هذا في مجلة (الثقافة)، وكلنا يعرف أنها للأستاذ أحمد أمين. . . فهل سها الأستاذ عن مثل هذه الملحمة عندما جاء مع الأستاذ زكي نجيب محمود يصنف الأدب القديم؟ وهل يسهو اثنان؟!

وهل اكتفى الأدب البابلي بهذه الملحمة؟ إن كان ذلك حقاً فأين ذهبت (أسطورة تميوز وعشتار) و (ترنيمة عشتار)؟

ولا أحسب المراجع قد أعوزت الأستاذين، فإن كان ذلك فهناك كتب عدة أحسب أن أجدرها بالذكر: (الأساطير البابلية والآشورية للأستاذ دي. أي. مكنري) وملحمة (كلكاميش) الآنفة الذكر

(بغداد)

نزار الحاج سليم

إلى الأستاذ الفاضل صلاح الدين المنجد

ليس أيسر على المترجم يا صديقي من أن يفتح القاموس فيعرف مرادف الكلمة التي يريد نقلها إلى العربية فيأخذه دون مشقة ولا عناء. غير أني أكره هذه الطريقة المرتجلة في الترجمة. ولما كنت آخذ نفسي هذه الأيام بالدعوة إلى سلك الأدب المسرحي في الأدب العربي، وبالتالي إلى تجديد الأدب العربي، وذلك في حدود التواضع الكبير (!) فقد مهدت في رأس الفصل الأول من فصول نشأة الدرامة الإنجليزية بأن لي غرضاً خاصاً من نشر هذه الفصول. . . على أنني لا أدري لماذا استثقل ذوقك الرفيع كلمة (السمعيات أو الإنجيليات مرادفاً لكلمة التي تعني الأسرار الغامضة بالترجمة الحرفية؟. . . لقد استعملت كلمة السمعيات بمعناها الديني الذي يعرفه المسلمون عن جميع الأسرار الغامضة التي لا يصح البحث فيها، أو التي يعجز العقل عن تعليلها؛ فماذا غير السمعيات يكفل أداء هذا المعنى؟ وقد فسرتها أيضاً بالإنجيليات لأن جميع مؤرخي الأدب والمسرح الإنجليزي يفسرون هذا النوع من أنواع الدرامة الإنجليزية، بأنه النوع الذي تؤخذ موضوعاته بحوارها من الإنجيل مباشرة دون تغيير أو تبديل. وهكذا أراني وفقت كل التوفيق في وضع هاتين اللفظتين لكلمة

أما ترجمة بدرامات الخوارق كما يقترح أخي فقد رأيتها ترجمة قاموسية لا تتفق والعلم المسرحي الذي نحن بصدده؛ فالخارقة تصدر عن أي إنسان؛ أما الكرامة فتصدر عن القديسين عند المسيحيين وعن الأولياء عند المسلمين؛ ولهذا آثرت النسبة إليها فقلت الدرامات الكرامية، ثم أردت أن أربطها في ذهن القارئ - وذلك من صناعة التعليم التي مارستها عشرين عاماً - فقلت، أو القديسية، وذلك لأنها درامات تتعلق بحياة القديسين أولاً وبما كان يصدر عنهم من (خوارق) - أو كرامات، ثانياً. فأي بشاعة يا أخي صلاح في هذا الذي آثره صاحب أساطير الإغريق؟!

وبعد، فلا عليك من ذلك؛ ولكن لي رجاء بودي أن تحققه مع الصفوة من أصدقائي أدباء الشام. إن باكورة أعمالك المسرحية التي تفضلت فأرسلتها إلي تشف عما يختبئ فيك من الروح الدرامي العظيم، فهل انتويت أن تتحف الأدب العربي بثمرة ثانية وثالثة. . . وعاشرة، أم أنت في حاجة إلى محاربة روح التشاؤم فيك، كما نحاربه في أدبائنا. . . أرجو أن تبدأ الشوط مع أدباء الشام الأعزاء، وإن كنت أسأل الله أن يوفق أدباء مصر إلى الفوز بقصب السبق. . . وتقبل تحيتي

دريني خشبة

إلى الأستاذ أحمد الصافي النجفي

وصلني اليوم هداياك الثلاث: قصيدتك، وتحاياك، وأشواقك؛ ففرحت بالأولى، ولم أنكر عليك كثيراً الهديتين الأخرين. . .

وكم أحب أن يتصل البريد الأدبي بينك وبين (الرسالة). وأكتفي منك بالبريد الذي يحمل الأشواق والتحايا. . .

ومنذ أسبوعين حدثني الدكتور طه حسين بك أنه سيعنى بشعرك عناية خاصة بعد رجوعه من لبنان، وأعتذر بكثرة مشاغله التعليمية التي حالت من دون جوابه السريع. وكل ما أرجو ألا تغيب عن قراء (الرسالة) الذين طال شوقهم إليك

عبد القادر جنيدي

تصويب

وقعت أخطاء مطبعية في مقال (أعداء النساء) المنشور بالعدد (532) من الرسالة الغراء تصويبها فيما يأتي:

بَحَوْرَة - وصوابها: حبل الجورة

خصومة بهم - (خصوصة بهم

مما، وزل - (مما فرط من قول وزل

أو التي ينشرن - (أو اللاتي