مجلة الرسالة/العدد 541/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 541/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 15 - 11 - 1943



إلى الأستاذ ا. عكاوي

سلام الله عليك ورحمته، وبعد فقد كتبت (في الرسالة) تثير علي مشكلة جديدة وهي مشكلة الخط العربي، ولم نفرغ بعد من مشكلة تعليم اللغة العربية، ولكن مشكلة الكتابة العربية لما كانت تتصل بمشكلة تعليم اللغة كان الحديث عنها فرضاً لازماً على من يتكلم عنها

أراك تؤمن معي أنه لا سبيل إلى تعليم اللغة إلا من طريق تحصيل ملكتها بالقراءة والتكرار، ولكنك تستبعد حصول الملكة من طريق القراءة، لأن الخط العربي ليس أميناً أمانة مطلقة يصور لنا الكلام تصويراً لا لغز فيه ولا إبهام

وفي الحق أن الخط العربي بدون ضبطه بالشكل ليست فيه هذه الأمانة المطلقة لا في ضبط بنية الكلمة ولا في ضبط آخرها؛ فكلمة (بزر جمهر) يمكن أن تقرأ على وجوه بقدر ما فيها من حروف مضروبة في أوجه الحرف من ضم وفتح وكسر وسكون، ولا يعبر عن الواقع إلا وجه واحد، ولكن هذه الصعوبة تسهل بعض الشيء في طريقتنا الحديثة لأننا نوجب أن تكون كتب تعليم اللغة في القسم الابتدائي والثانوي مضبوطة بالشكل والإعجام وهي بذلك أمينة أمانة مطلقة على تصوير الكلمات على ما هي عليه، فإذا قرأ فيها التلميذ وحفظ منها فاكتسب ملكة اللغة اكتسبها صحيحة غير ملحونة ولا مغيرة، ولا عليه بعد أن يقرأ في الصحف والمجلات، والكتب التي ليست مضبوطة بالشكل، لأنه يقرأ فيها بما معه من ملكة

وإنما قلت تحل المشكلة بعض الشيء، لأنها تحل مشكلة أواخر الكلم التي وضع من أجلها علم النحو وتحل مشكلة الكثير من ضبط بنية الكلمة وهي الكلمات المستعملة الواردة في هذه الكتب

أما الكلمات الغريبة فهذه تحتاج إلى ضبط كما تحتاج في الغالب إلى معرفة معانيها فلا بد من الرجوع إلى القواميس والمعاجم اللغوية

ومن حسن الحظ أن المطابع أخرجت لنا كتباً مضبوطة بالشكل كالكامل للمبرد والكتاب لسيبويه، وهذه تعين على ضبط مفردات كثيرة من مفردات اللغة

فأنت ترى أن طريقتنا التي ندعو إليها ليست عظيمة البركة على اللغة وحدها بل ه عظيمة البركة على الخط العربي أيضاً تكمل نقصه وتذلل كثيراً من صعوباته

وإني أشكر لك عنايتك باللغة العربية المحبوبة واهتمامك بما ينشر عنها من إصلاح، وثناءك على جهد الرسالة الغراء في النشر والبلاغ

أسأل الله أن يعيننا على حل مشاكلنا تحت ضوء العلم، وأن يعين الأمة على قبول الحق من أهله، والانتفاع بما يبذله لها المخلصون من نصح وإرشاد، وأن يعين مجلة الرسالة على إبلاغ الحق، وتأدية الأمانة

محمد عرفة

فهارس مبوبة الآيات القرآن الكريم

يخطئ بعض الكتاب حين يستشهدون في عرض كلامهم بآياية أو آيات من القرآن الكريم؛ ويرجع ذلك إلى عدم حفظهم للقرآن أو لعدم إجادة الحافظين منهم لما يحفظون؛ وترى في الصحف والمجلات تصحيحاً لهذه الآيات التي وردت في أثار الكاتبين غير صحيحة أو محرفة

وقد كان يلتمس لهؤلاء الكتاب عذر لو لم تكن هناك كتب خاصة في ترتيب آيات القرآن. وقد كان ذلك مقبولاً قبل أن توضع هذه الفهارس القرآنية التي تسهل على الراغبين طريق الرجوع إلى الآية الكريمة في موضعها من الصحف. أما الآن وقد ظهرت فهارس منظمة لآيات القرآن، فما عذر هؤلاء الكتاب الذين لهم في كل يوم تحريف لكلام الله عن موضعه؟

وقد وضعت للتوراة والإنجيل فهارس منظمة، وانتفع بها كتاب المسيحيين حين يحتاجون إلى الاستشهاد بآيات العهدين القديم والجديد. فما بالنا لا نستعمل فهارس كتابنا الكريم؟ وما بال كل كاتب عربي لا يضع بجانب مصحفه كتاباً من كتب فهارس القرآن، حتى يورد الآيات إيراداً صحيحاً. وبذلك تسلم كتاباتنا ومقالاتنا من خطأ الاستشهاد وخلط الإيراد

ومن كتب الفهارس للقرآن (ترتيب زيبا) وهو مطبوع في استانبول. وكتاب (نجوم الفرقان في أطراف القرآن) وهو مطبوع في ألمانيا، و (كتاب فتح الرحمن لطالب آيات القرآن) وهو مطبوع في المطبعة الأهلية ببيروت منذ أربعين عاما. وهناك كتاب آخر للشيخ محمد منير الدمشقي الناشر المعروف وهناك من فهارس القرآن ما رتب بحسب الموضوعات لا بحسب الآيات كالفهرس النفيس الذي وضعه (جون لابوم) الفرنسي وترجمه إلى العربية الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي.

وفي بعض هذه الفهارس عيوب (كترتيب زيبا) فإن الرجوع إليه لا يسهل إلا على حفظة القرآن، لأنه لا ينتفع به إلا من عرف أوائل الآيات، مع أن فكرة الفهارس القرآنية هي تسهيل الرجوع إلى غير الحافظين

أما (نجوم الفرقان) فقد أحاط بكلمات القرآن الكريم كلها، وأشار إلى موضع الكلمة من الآية وموضع الآية من السورة، ألا إنه جرى في الترتيب على غير طريقة المعاجم العربية، وكثيراً ما خلط بين مادة ومادة، فكلمة (مرضى) جمع مريض وضعت في مادة (رضى) والصواب وضعها في (مرض). وكلمة (استبقوا) وضعت في مادة (بقى) وصوابها (سبق) لأنها من الاستباق بمعنى السبق

أما فهرس محمد منير الدمشقي فهو - في الغالب - لأوائل الآيات فقط، فلم يحط بكل كلمات القرآن كما صنع السيد علمي زادة فيض الله المقدسي في كتابه القيم (فتح الرحمن لطالب آيات القرآن) وهو أوفى وأوسع وأكمل كتب الفهارس لآيات الذكر الحكيم.

محمد عبد الغني حسن

استدراك

نشرت الرسالة في عددها 512 الصادر بتاريخ 26 أبريل سنة 1943 تحت عنوان (الحديث ذو شجون) بحثا للدكتور زكي مبارك جاءت فيه العبارة الآتية في معرض الكلام عن جلالة المغفور له فيصل الأول: (وأصغيت بأذني وبقلبي إلى الصوت الذي قال: من غفلة العرب أن ينسوا الأهواز. مع أنها أحق بالعطف من فلسطين)

وقد اتصل بنا أن هذه العبارة لم ترق في نظر بعض إخواننا الإيرانيين.

ولسنا في حاجة إلى القول بأننا من أحرص الناس على شعور إخواننا الإيرانيين الذين نعتبرهم كأنفسنا، وإننا ممن يؤمنون بضرورة المحافظة على ما يربط القطرين الشقيقين مصر وإيران من علاقات مودة وإخاء، وعلى تدعيم هذه العلاقات

وقد أردنا بهذا الاستدراك وضع الأمور في نصابها وإثباتاً لحسن النية وإبعاداً لسوء القصد شعراؤنا والناقد العبقري

جاءنا رد من الأستاذ دريني خشبة، تحت هذا العنوان، على الدكتور محمد مندور، وقد ضاق نطاق هذا العدد عن نشره، وسيظهر في العدد القادم

تصويب

جاء في مقال (الشعر الأوربي للأستاذ محمد مندور بعض أخطاء مطبعية، ننشر صوابها فيما يلي: العمود الأول، الصفحة الأولى، السطر الرابع: وإلا فسنظل ندهم ونتوهم، صوابه: وإلا فسنظل نوهم ونتوهم العمود الثاني، الصفحة الأولى، السطر الرابع

صوابها:

ع 2 ص 1 س 6: (وإذا كانت في الشعر العربي أبحراً متجاوبة) صوابها: (. . . أبحر متجاوبة)

ع 2 ص 1 س 8: فإن هناك أيضاً أبحر، صوابها:. . . أبحرا

ع 2 ص 1 س 11: صوابها:

ع 2 ص 1 س 16: وإنما تتميز الأشعار ببينة التفاعيل، صوابها: وإنما تتميز الأشعار ببنية التفاعيل

ع 1 ص 2 س 8: صوابها:

ع 1 ص 2 س 19: ومنها لأول مرة، وصوابها: وفيها. . .

ع 1 ص 2 س 32: لا نجد منها غير. . . صوابها: لا نجد فيها

ع 2 ص 2 س 27:

-== -== -

-

ع 2 ص 2 س 29: فيرجع إلى الحرف الصامت، وصوابها: الصائت

ع 1 ص 3 س 1: حرفين صامتين، صوابها:. . . صائتين

ع 1 ص 3 س 1: صوابها: