مجلة الرسالة/العدد 543/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 543/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 29 - 11 - 1943



بين الفكر اليوناني والفكر المصري

ذهب الدكتور طه حسين بك إلى أن الثقافة اليونانية هي مصدر الثقافات الإنسانية، وأن الناس في الشرق والغرب، وفي جميع الأجيال مدينون لثقافة اليونان

والدكتور زكي مبارك يرى أن الدكتور طه قد قرأ في كتب تتعصب لليونان، ولم يقرأ في كتب ترد أصل الحضارات إلى مصر، وهو قد قرأ ما قرأ وهو مطمئن كل الاطمئنان إلى من ينقل عنهم في غير ما نقد ولا تحليل

فما هو وجه الحق في هذه المسألة؟

قد يكون من الحق أن العقل وجد مع الإنسان وبقى هو هو في جوهره، وقد اصطفته الأمم الشرقية في الماضي السحيق فاستحدثت الصناعات والعلوم والفنون ولقنها اليونان فحملت عنها عبء التفكير فيها وكفتها شر هذا الجهاد الذي كان لا بد أن تنفقه حتى تخلص إلى هذه النتائج التي انتهى إليها الشرقيون

نعم! لقد كانت القصص الدينية وبعض الأفكار في العالم والحياة معروفة؛ فقد كان هناك التوحيد والشرك، وكانت الثنائية الفارسية، وكانت وحدة الوجد عند الهنود

غير أنا إذا لحظنا صيغة القول ومنهج البحث عند الشرقيين لم ندع هذا الضرب من المعرفة فلسفة، لأن أفكار الشرق كانت تسيطر عليها النزعة الدينية الخيالية التي لا تمت إلى منهج البحث العقلي بأية رابطة

ومع ذلك فقد يمكن القول بأن البابليين والعبرانيين والمصريين قد جهلوا الفلسفة بالرغم مما بلغه علماؤهم من ثقافة عالية. ولعل في قصة أوزوريس وعبادة أمون ما يدل دلالة واضحة على أن المصريين لم تكن لهم فلسفة بالمعنى المعروف في الاصطلاح

هذا ما قصد إليه الدكتور طه وهو رأي لا يحتاج إلى توضيح

ماهر قنديل

المناقشة بعد المحاصرة نظام إسلامي قديم

منذ أيام كنا نستمع في القاعة الشرقية للجامعة الأمريكية إلى إحدى المحاضرات، وفي نظام هذه المحاضرات أن يعقبها أسئلة يوجهها السامعون للمحاضر مكتوبة على أوراق صغيرة؛ وهو يجيب على ما يستطيع الإجابة عليه منها

وقد قالوا إن نظام المناقشة بعد المحاضر على النحو السابق نظام ابتدعته الحضارة الحديثة، وكان للجامعة الأمريكية فضل استحداثه وتنظيمه في مصر والشرق

والحق أن نظام المناقشة بعد المحاضرة على الطريقة المذكورة نظام إسلامي كان معروفاً في البلاد الإسلامية منذ ستة قرون أو يزيد؛ والرحالة أبو عبد الله شمس الدين ابن بطوطة المتوفى سنة 1377 م قد أشار إلى مثل هذا النظام في رحلته وهو يتكلم عن مدينة (تستر) التي فتحها المسلمون على يد خالد بن الوليد، فيقول عن الشيخ شرف الدين موسى ما نصه:

(وهذا الشيخ هو من أحسن الناس صورة وأقومهم سيرة، وهو يعظ الناس بعد صلاة الجمعة بالمسجد الجامع. ولما شاهدت مجالسه في الوعظ صغر لدي كل واعظ رأيته قبله بالحجاز والشام ومصر، ولم ألقي فيمن لقيتهم مثله

حضرت يوماً عنده ببستان له على شاطئ النهر وقد اجتمع فقهاء المدينة وكبراؤها، وأتى الفقراء من كل ناحية، فأطعم الجميع، ثم صلى بهم صلاة الظهر، وقام خطيباً وواعظاً بعد أن قرأ القراء أمامه بالتلاحين المبكية، والنفحات المحركة المهيجة، وخطب خطبة بسكينة ووقار، وتصرف في فنون العلم من تفسير كتاب الله، وإيراد حديث رسول الله والتكلم على معانيه، ثم ترامت عليه الرقاع من كل ناحية. ومن عادت الأعاجم أن يكتبوا المسائل في رقاع ويرموها إلى الواعظ فيجيب عنها؛ فلما رمي إليه بتلك الرقاع جمعها في يده، وأخذ يجيب عنها واحدة بعد واحدة بأبدع جواب وأحسنه؛ وحان وقت صلاة العصر فصلى بالقوم وانصرفوا) أهـ

(كلية اللغة العربية)

أحمد الشرباصي

لبشار أم لكثير عزة؟

1 - كنت أطالع في قصة الأدب في العالم حتى وصلت إلى الباب الذي عقده الأستاذ (أحمد أمين بك) عن الأدب العربي في العصور الوسطى، فاستوقفني ما نسبه إلى (كثير عزة) (ص 374)، وهو يعرض أمثلة من شعر الغزل والتشبيب لإمام المحبين (جميل بن معمر) ومجنون ليلى:

فقد جاء ما نصه أن (كثير عزة) قال:

يزهدني في حب (عزة) معشر ... قلوبهم فيها مخالفة قلبي

فقلت دعوا قلبي وما اختار وارتضى ... فبالقلب لا بالعين يبصر ذو (اللب)

وما تبصر العينان في موضع الهوى ... ولا تسمع (الآذان) إلا من القلب

وما الحسن إلا كل حسنِ رعا الصبا ... وألف بين العشق والعاشق الصب

فلو وضع (عبدة) موضع (عزة) - والأذنان مكان الآذان حتى يستقيم المعنى جيداً - لكانت أمامنا أبيات بشار المشهورة، وقد ذكرت هذه الأبيات في الأغاني منسوبة إلى بشار (ص 65، جزء ثالث - للشنقيطي)

2 - وبهذه المناسبة أيضاً أقول بأن الأبيات المشهورة التي رويت عن حمدونة الأندلسية تصف فيها وادياً - والتي نتخذها مثالاً بارعاً يشير إلى تأثير طبيعة الأندلس الخلابة في شعرائها:

وقانا لفحة الرمضاء واد ... سقاه مضاعف الغيث العميم الخ

قد نسبت خطأ إلى (أبي نصر أحمد بن يوسف المغازي) في قصته مع أبي العلاء المصري.

(المنصورة)

عبد الحميد عثمان عبد المجيد

من الشعر المنسي لحافظ بك إبراهيم

نسى الأستاذان أحمد أمين والزين أن يوردا هذه القصيدة في ديوان حافظ فآثرنا نشرها في الرسالة الغراء:

أنا في يأس وهم وأسى ... حاصرُ اللوعة موصول الأننين

مستهين بالذي لاقيته ... وهو لا يدري بماذا يستهين سوَرٌ عندي له مكتوبةٌ ... ودَّ لو يسري بها الروح الأمين

إنني لا آمنُ الرسل ولا ... آمنُ الكتب على ما يحتوين

رضوان العوادلي

الخطايا السبع

نحن في حاجة ماسة إلى القصص المترجمة بنوعيها، القصيرة والطويلة، ونحن في حاجة ماسة إلى القصص المنقولة بأقلام قوية معروفة في عالم الأدب المصري الحديث لأنها الأقلام التي تضع لنا دعامة هذا الأدب وتغذيه وتواليه في نشأته الأولى حتى يقوى ويشتد ساعده. . . أما الأقلام المرتزقة التي تمسخ روائع الأدب الغربي وتسمي عملية المسخ هذه ترجمة فهي أضر شيء بنهضتنا. . . لأن القصص المترجمة تكون عادة نماذج يحتذيها كتابنا الناشئون ولا سيما الذين لا يعرفون لغة أجنبية؛ فإذا وضعنا بين أيديهم قصصاً ناضجة أحسنا اختيارها لهم وترجمناها ترجمة صادقة قوية أفدناهم بعملنا هذا أجزل الفائدة. . . والعكس. . .

أكتب هذا بمناسبة فراغي من قراءة هذه المجموعة الجميلة (الخطايا السبع) لصديقي الأستاذ على أدهم الذي أغبطه وأهنيه بما وفق إليه من اختيار هذه القصص القصيرة الشائقة لأحسن الكتاب العالميين وترجمتها هذه الترجمة الرائعة التي أكسبها ذوقه الفنان وقلمه المبدع ثوباً حبيباً قشيباً. . .

وإن كان لا بد من أن أتناول (الخطايا السبع) بشيء من النقد، فإني أحصر ملاحظاتي فيما يأتي:

1 - كان يحسن أن يشرح الأستاذ الكلمات التي تدق على فهم غالبية القراء في أسفل الصفحة. . . وإلا فكم من القراء يفهمون هذه الكلمات: وحف. فرعاه. ثغر شتيت. الجعافر. عقلة النفوس. . . وذاك في قصة واحدة

2 - كنت أوثر أن يهمل الأستاذ القصة المشهورة إلى غير المشهورة. . . وذلك مثل قصة تشيكوف (قصة بلا عنوان) فقد ترجمت غير مرة، وإن تكن من القصص الروسية الرائعة

3 - أوصاني الأستاذ أن أبدأ بقراءة قصة فرانس (في الصومعة) فلما فرغت منها عرفت أن الأستاذ أدهم - العالم الذي يهوى الفلسفة - هو الذي كان يوصيني أن أبدأ بهذه القصة. . . ولو سألني عن رأيي الصريح لأخبرته أنها ليست قصة، ولكنها مقالة أو فلسفي. . . ولم يكن موضوعها بين هذه القصص الشائقة

4 - كان يفيد الأستاذ قراءه جداً لو أنه سبق كل قصة بترجمة خاطفة لكل كاتب لا تزيد على نصف صفحة كما ترجم ل سينكوكز مثلاً

ومع هذا. . . فالخطايا السبع من أحسن مجموعات القصص المترجمة عندنا ونحن ننتظر من الأستاذ الصديق. . . المزيد.

دريني خشبة

جماعة نشر الثقافة - حفلة تأبين تقلا باشا

تقيم جماعة نشر الثقافة بالإسكندرية حفلة لتأبين فقيد الصحافة (تقلا باشا) في تمام الساعة الرابعة والنصف من مساء يوم الاثنين الموافق 29 نوفمبر سنة 1943 بمسرح نادي موظفي الحكومة (المواساة) وخطباء المحفل وشعراؤه الأساتذة الأجلاء

1 - كلمة الافتتاح صاحب السعادة أحمد كامل باشا مدير بلدية الإسكندرية

2 - كلمة للأستاذ عبد الحميد السنوسي المحامي

3 - قصيدة الأستاذ خليل شيبوب

4 - الأهرام في خدمة الصحافة والأمة الأستاذ أحمد الطاهر

5 - قصيدة. الأستاذ عثمان حلمي

6 - تحية القارئ العادي للأهرام. الأستاذ إلياس بدوي

7 - قصيدة دمعة الإسكندرية. الأستاذ مصطفى علي عبد الرحمن

8 - الابن سر أبيه. الأستاذ صديق شيبوب

9 - قصيدة. الأستاذ حسين البشبيشي

10 - كلمة الأهرام

استدراك

جاء في المقال الأول بالعدد 537 للدكتور عبد الوهاب عزام، وفيما يليه، بعض كلمات مبهمة، ننشر صوابها فيما يلي:

أتأمل السور الضيق. والصواب: السور العتيق

أتأمل الأطفال حول آبائهن. والصواب: حول آبائهم

وفي المقال الثاني:

قبة صغيرة جميلة تحتها قبة صغيرة. والصواب: تحتها حجرة صغيرة

صفقت في مدخل المتحف وبداخل التكية. والصواب: في مدخل المتحف وهو التكية

وفي الحاشية: وهذا التاريخ لا يوافق السلطان عبد الحميد. والصواب: السلطان عبد الحق.