مجلة الرسالة/العدد 577/حول بعث القديم
مجلة الرسالة/العدد 577/حول بعث القديم
للأستاذ محمد خليفة التونسي
قرأت مقال الدكتور محمد مندور الذي نشرته الرسالة في عددها (572) في (بعث القديم) وقد عنت لي عليه الملاحظات
الآتية:
أولاً: ذهب الدكتور إلي أننا لم نستخدم الطباعة إلا في سنة 1822، ولا أدري إلي أي مطبعة يشير الدكتور، ولكني أرجح أنه يشير إلى المطبعة التي أسسها محمد علي باشا، ولو رجعنا إلى كتب التاريخ حتى ما كان في أيدي صبية المدارس الابتدائية فضلاً عن كتب تاريخ الأدب العربي في العصر الحديث لوجدناها تذكر أن هذه المطبعة أسست سنة 1821 وإن اختلف في اسمها فهي تدعى المطبعة الأهلية أو المصرية أو مطبعة الباشا أو بولاق والاسم الأخير أشهرها
ثانياً: ذهب في الكلام عن الجمعيات التي تألفت لنشر الكتب - إلى أن جمعية المعارف أسسها محمد عارف باشا وأنها لا ترجع إلى أبعد من سنة 1860، وجمعية المعارف إنما أسسها إبراهيم بك المويلحي سنة 1867. قال الدكتور تشارلز آدمس في ترجمته: (وأسس حوالي سنة 1867 جمعية سماها (جمعية المعارف) لتعمل على نشر الكتب العربية القديمة. وأنشأ أيضاً مطبعة سماها باسم الجمعية لنشر مثل تلك الكتب)
وذكر الأستاذ الزيات سبب إنشائها فقال في ترجمته بعد أن ذكر إفلاسه في التجارة، وفشله فيما ولاه الخديوي إسماعيل من مناصب: (وجاءت وزارة شريف تريد أن تضع الدستور الأول فكان المويلحي ممن اختيروا لوضع (اللائحة الوطنية) ولكن آماله كانت تسفر دائماً عن الفشل، فابتغى الوسيلة إلى الرزق في الكتابة والنشر، فأنشأ (جمعية المعارف) لطبع الكتب القيمة وإذاعتها في مطبعة اشتراها لنفسه) وإسماعيل لم يل مصر إلا في سنة 1836 والمويلحي لم يؤسس الجمعية والمطبعة إلا بعد وضع اللائحة الوطنية، ومجلس شورى النواب الذي وضعت لائحته الوطنية في وزارة شريف لم يفتح إلا في 19 نوفمبر سنة 1866 وهذا مما يرجح أن إنشاء الجمعية كما قال الدكتور تشارلز آدمس كان سنة 1867. وقد ذكر المفصل أن تأسيس المطبعة كان سنة 1285هـ وهي توافق سنة 1867 ثالثاً: بعد أن أشار الدكتور إلى جمعية المعارف السابقة وأنها لا ترجع إلى أبعد من سنة 1860 قال ما نصه: (إلا أن حركة البعث أقدم من ذلك بكثير فهي لم تنتظر تكوين الجمعيات لتبدأ، ولعل انتشار الأفكار الأوربية بفضل أعضاء البعثات كان من أهم الدوافع لهذا البعث، فرجل كرفاعة الطهطاوي قد فطن بلا ريب أثناء إقامته بفرنسا إلى أن النهضة الأوربية التي رآها قد ابتدأت بحركة بعث قوية للآداب القديمة لاتينية ويونانية، ولهذا كان يؤمن بأن نهضة بلادنا لا يمكن أن تعتمد على النقل عن أوربا فحسب، بل يجب أن تعني إلى جانب ذل ببعث القديم العربي)
وإن البعث قد بدأ قبل رفاعة الطهطاوي وليس الدافع إليه انتشار الأفكار الأوربية أولاً بل الدافع الأول الحاجة إلى ترجمة الكتب عن اللغات الأجنبية إلى اللغة العربية، فليس انتشار الأفكار الأوربية من أهم الدوافع إذ ذاك ولا هو منها في شئ. والترجمة بدأت على التحديد في سنة 1827، وهي السنة التي أسس فيها محمد علي باشا مدرسة الطب في أبي زعبل وجلب لها الأساتذة ما أوربا وأسند رياستها إلى الدكتور كلوت بك. وكانت اللغة الشائعة إذ ذاك قد وصلت إلى منتهى ما قدر لها من الانحلال والتهافت بعد أن وسعت كل ما قدم لها من المعارف زمن الدولة العباسية، كما كانت العلوم التي تدرس بمدرسة الطب قد نضحت في الغرب فناءت العربية الشائعة عن حملها إلى الطلبة الذين كانوا - من مصريين أزهريين وغير مصريين - عاجزين فهم ما يدرس لهم باللغات الأوربية، وكان الأساتذة لا يعرفون العربية ولو قد عرفوها كما كانت في عهدهم لعجزوا لقصورها وقصورهم عن إفهام طلبتهم ما يريدون، لذلك اضطر محمد علي إلى إحضار المترجمين من السورين والمغاربة والأرمن ليترجموا في الفصول ما يقول الأساتذة فيها بلغاتهم الأجنبية إلى العربية كيما يفهمه الطلبة. وليترجموا أيضاً ما يؤلف الأساتذة لطلبتهم من الكتب في الطب البشري والبيطري والتشريح والأقراباذين، وعلم وظائف الأعضاء، ولما كانت العربية المعروفة عاجزة عن الترجمة اضطر المترجمون إلى الاستعانة بما وضع العرب قديماً من مفردات فنية، وبهذا بدأ بعث القديم في مصر. قلت في مصر لأنني أقيد نفسي ببعث القديم والترجمة في مصر وحدها اعتماداً على أن الدكتور لم يتعرض لها في غيرها في مقاله بعث القديم، مع ملاحظة مقاله السابق (مصر الإسلامية) (الرسالة العدد 570)، وإن كان مما يفهم من ذلك ضمناً أن هناك من سبقوا المصريين في بعث القديم والترجمة، كالمستشرقين في أوربا، وكما وقع في سوريا بعد أن وفدت عليها البعوث التبشيرية من البروتستنت والكاثوليك، فقد أسسوا أول مطبعة في أوائل القرن السابع عشر، أي قبل أن يؤسس محمد علي باشا مطبعة بولاق بنحو قرنين، كما أسس الآباء اليسوعيون مطبعتهم في منتصف القرن التاسع عشر فبعثوا بما طبعوا كثيراً من الكتب، وقد كان المترجمون في مدرسة الطب في أبي زعبل من السوريين والأرمن والمغاربة - كما قدمنا - وعلى أيدي أولئك المبشرين تعلم أولئك المترجمون، وبدأت ترجمتهم وبعثهم القديم في مصر سنة 1827؛ فإذا بحثنا عن رفاعة الطهطاوي حينئذ وجدناه في باريس يتعلم مبادئ هجاء الفرنسية لأنه لم يبعث إلى فرنسا إلا في إبريل سنة 1826، وعاد إلى مصر سنة 1831، ولم يهتم ببعث الكتب القديمة إلا في عهد سعيد باشا بعد أن رجع من السودان، فأحيا قلم الترجمة بنفوذه بعد أن مات في أيام محمد علي، وهنا ذكر الشيخ عهده بالمستشرق ده ساسي والمستشرق كوزن وما يقوم به المستشرقون من أعمال قيمة في خدمة اللغة العربية بنشرهم أمهات الكتب؛ فوضع مشروعاً للعناية بتصحيح الكتب القديمة القيمة وطبعها بمطبعة بولاق، وعرضه على سعيد باشا فأجازه)، ونحن نعلم أن سعيداً لم يل مصر إلا في سنة 1845، فإسناد الدكتور سبب بعث القديم إلى رفاعة الطهطاوي خطأ بلا ريب، وإلصاقه به إيمانه بأن (نهضة بلادنا لا يمكن أن تعتمد على النقل عن أوربا فحسب، بل يجب أن تعني إلى جانب ذلك ببعث القديم العربي) إلصاقه برفاعة ذلك تخرص بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير، بل هو يدل على أن الدكتور في مقاله يحوم حومان الصفيين ويحدس حدسهم، ولا يقع وقوع العلماء ويتثبت تثبتهم، وإن كان ما قلناه لا ينفي أن رفاعة قد شد أزر البعث وتوسع فيه وإن لم يكن المبدع له حتى في مصر، ولا ينفي أنه أصبح يؤمن بعد ذلك بحاجة نهضتنا إلى بعث القديم إلى جانب النقل وإن كان ما دفعه إلى هذا البعث تقليده المستشرقين في هذا الميدان إذ كان قد صادف أيام وجوده في باريس علمين من أعلامهم: أحدهما الأستاذ سلفسر ده ساسي مدير مدرسة اللغات الشرقية، وكان واسع الاطلاع في العربية، نشر كتباً عربية كثرة وألف شرح مقامات الحريري المتداول بين أيدينا وقد توفي سنة 1838؛ وثانيهما الأستاذ كوزن وقد نشر كثيراً فرفاعة إذن لم يبدأ البعث إلا مقلداً المستشرقين، وذلك بعد تأسيس مدرسة الطب بنحو ثلاثين سنة وقبل تأسيس المويلحي جمعية المعارف بنحو عشر سنوات
رابعاً: وإذا رجعنا إلى صدر الفقرة السابقة لم نجد مفراً من الجزم بأن آثار البعث قد ظهرت في النثر قبل ظهورها في الشعر. فالبارودي الذي يمثل أول أثر البعث في الشعر لم يكن قد ولد حين نهض النثر ليحمل تراجم تلك الكتب، فالبارودي لم يولد إلا سنة 1839 (1255هـ) بينما الكتب التي ترجمها وألفها المترجمون كالمسيو عنحوري والمسيو رفائيل وغيرهما تبدأ قبل مولد البارودي بنحو اثنتي عشر سنة، والكتب التي ترجمها وألفها رفاعة وأصحابه وتلاميذه بدأ ظهور بعضها قبل سنة 1831 حين عاد رفاعة إلى مصر وظهر كثير منها والبارودي لم يولد وبعضها وهو ملفوف في أقمطته إذا كانت مدرسة الألسن قد أسست برياسة رفاعة نحو سنة 1834 وما أسرع ما نبغ كثير من تلاميذه في الترجمة والتأليف مثل عبد الله أبو السعود واحمد عبيد وخليفة محمود فألفوا وترجموا كثيراً من الكتب، ولا ريب أن هذه الكتب التي ظهرت قبل شعر البارودي كانت تكتب نثراً لا شعراً، ولا ريب كذلك أن نثرها - وإن لم يبلغ مبلغاً عالياً من البلاغة - يرتفع كثيراً عن نثر الجبرتي والشرقاوي، وغيرهما قبله وإذن فالنثر قد تأثر قبل الشعر ببعث القديم لا كما زعم الدكتور في مقاله وكرر زعمه مرتين من أن الشعر تأثر ببعث القديم قبل النثر، ولكن لا مفر لنا من تقييد النثر الناهض بأنه النثر التأليفي وليس النثر الفني أو الأدبي، وإن كان هذا لا ينفي أن النثر الأدبي أيضاً قد استمد من بعث القديم مادة غزيرة للفكر، وذلك لأن نواة النهضة الثقافية في مصر هي العلوم التي كانت تدرس في مدرسة الطب بأبي زعبل. وفي ذلك قال الزيات: (لم ينل الأدب من عناية الأمراء العلويين ما نال العلم)
خامساً: قال الدكتور: (في الحق إننا لا نعرف أسلوباً يتميز به الأدب الحديث بأضيق معانيه غير أسلوب القصة، فهي أكبر مظهر من مظاهر الأدب الحديث، وليس بخاف أن القصة حديثة العهد ببلادنا، وهي بمجرد ظهورها أخذت تغذي السجع بمادة الفكر وتنقله من التفاهة إلى الجد، وهذا واضح من حديث عيسى بن هشام، فأسلوب المويلحي برغم حرصه على أوجه العبارة البلاغية لا يخلو من فكر وإحساس صادقين، وذلك لأن القصة بطبيعتها تقدم للكاتب مادة، وكل مادة تحتاج إلى العبارة عنها، فيأتي الأسلوب محملاً بتلك المادة. ومنذ أن خطا أسلوب النثر تلك الخطوة أخذ يشيع في غير القصص حتى امتد إلى المقالة أو الموضوع القصير) ونلاحظ أولاً في عبارة الدكتور أنه استعمل الأسلوب بمعنى القالب فسمى القصة أسلوباً، وخير أن تسمى قالباً وسنسميها هنا كذلك، واستعمل الأسلوب بمعنى طريقة التعبير ونحن نوافقه على ذلك، ثم نذكر أن عبارته تشتمل على قضيتين: الأولى أن القصة هي التي غذت السجع بمادة الفكر ونقلته من التفاهة إلى الجد، ويستشهد على ذلك بحديث عيسى بن هشام للمويلحي. والقضية الثانية أن مادة الفكر قد أثرت هذا الأثر في القصة ثم في المقالة أو الموضوع القصير
أما عن القضية الأولى فإننا نعلم من تاريخ إبراهيم المويلحي أنه لما عاد من الآستانة إلى مصر سنة 1894 أو سنة 1895 أسس جريدته الأسبوعية مصباح الشرق، وقد قال فيها الزيات: (هي صحيفة أسبوعية كان يدبجها باللفظ الرشيق والأسلوب الأنيق، ويرسلها بالسهام النافذة في الاجتماع والنقد والسياسة، فقضت حاجة في نفوس الأدباء، ونهجت لهم الطريق السوي في الإنشاء، ووطأت له هو أكناف الرؤساء والكبراء، واستمر على إصدارها حتى حان يوم وفاته)
وذكر في المفصل أنها (كانت نموذجاً من أعلى نماذج الأدب الحر في هذا العصر، يتطلع إليها المتأدبون في شوق ولهف لما تطلع به من مصفى الكلام ومنتقاه، وأبدع البيان وأحلاه في أبواب السياسة والعلم والفلسفة والأدب، ويترقبها الكبراء في قلق ووجيب قلوب. . . فلقد كان المويلحي أقدر كتاب العربية على النقد وأمرهم وأوجعهم. . . وكان يعاونه في تحرير هذه الصحيفة الفذة ولده الأديب الكاتب العالم محمد بك المويلحي وهو الذي كان يكتب رسائل (حديث عيسى بن هشام) التي سويت بعد كتاباً) وأريد أن أقف هنا ولا أرجع القهقرى الآن لأسأل الدكتور: أكان ما تنشر هذه الصحيفة في العلم والفلسفة والاجتماع والأدب والنقد كلاماً فارغاً من المعاني، ولم تكن تحتوي على المادة الفكرية فيها إلا رسائل حديث عيسى ابن هشام وهي لا تخرج في مضمونها عي النقد، وقلم إبراهيم المويلحي الذي كان يرسل بالسهام النافذة في الاجتماع والنقد والسياسة، فيترقبه الكبراء في قلق ووجيب قلوب، أبقى هذا القلم لا يكتب إلا للغو حتى جاء الابن محمد فزوده بمادة الفكر ونقله من التفاهة إلى الجد؟ أيهما أكبر يا سيدي جحا أم ابنه؟ وأيهما علم الآخر النقد: الأب أم الابن؟
ولنرجع إلى ما قبل ذلك مع المويلحي الأب حين أصدر هو وعثمان جلال صحيفتهما (نزهة الأفكار) سنة 1869، وكانت شديدة اللهجة فلم يلبثها إسماعيل باشا حتى ألغاها. فهل كان ما تكتب هذه الجريدة كلاماً خالياً من الفكر حتى يلغيها إسماعيل؟ وأسأل الدكتور ثانياً هنا: أكان الابن محمد قد ولد في هذا الوقت أم لم يولد؟
أحسبك هذا يا سيدي أم تريد التوغل إلى الوقائع المصرية التي أسست سنة 1828، وما كانت تنشر من بحوث علمية وأدبية واجتماعية وفلسفية ودينية وقانونية منذ أسست، لأنها لم تكن قبل كما نراها اليوم قاصرة على الأمور الرسمية، بل كانت تتسع لكل ما تتسع له جرائدنا اليوم، فقد كتب فيها رفاعة وأصحابه وتلاميذه ومحمد عبده وتلاميذه، ثم صحيفة (اليعسوب) الطبية التي أنشأها محمد علي البقلي باشا سنة 1865 وجريدة وادي النيل التي أسسها عبد الله أفندي أبو السعود سنة 1865 ومجلة (روضة المدارس) التي أسست سنة 1870، وفيها يقول المفصل: (كانت تفيض بسابغ الفصول فيها أقلام أئمة العلم والأدب من أمثال رفاعة بك وعلي مبارك باشا وإسماعيل باشا الفلكي والشيخ حسين المرصفي وعبد الله باشا فكري، والواقع الذي لا مرية فيه أن هذه المجلة كانت مما نفخ في روح النهضة اللغوية والأدبية في هذه البلاد)، وفيها قال الزيات: (مجلة علمية أدبية يحررها نخبة من ذوي المكانة في العلم والأدب)
وما ألف وترجم رجال الثقافة في مصر في القرن التاسع عشر من كتب في العلوم المختلفة إلى منتصف العقد العاشر قبل تأسيس مصباح الشرق. أكل أولئك كان لغواً من القول وزوراً حتى ظهرت القصة وهي المعجزة السحرية التي أجراها الله على يد محمد المويلحي في حديث عيسى بن هشام، فأخذت كما قلت تغذي السجع بمادة الفكر، وتنقله من التفاهة إلى الجد، وهل خفي على الأستاذ وهو يتعرض لتاريخ الثقافة في العصر الحاضر أنها بدأت علمية؟
أما القضية الثانية وهي أن القصة تأثر سجعها بمادة الفكر حتى انتقلت من التفاهة إلى الجد ثم امتد ذلك إلى المقالة أو الموضوع القصير - فنحن لا نوافق الأستاذ على رأيه فيها - فما قدمناه في الرد على القضية الأولى يكفي لبيان فساد الثانية، لأن ما كتب أولئك الأئمة في الصحف التي أشرت إليها قبل مصباح الشرق لم يكن قصصاً، بل مقالات. والنتيجة التي لا مفر لنا من استخلاصها إذن هي أن المقالة قد تأثرت بمادة الفكر، وانتقلت من التفاهة إلى الجد قبل القصة، ثم شاع ذلك في القصة وفي غيرها، فالعلوم قد أمدت أولئك الكتاب بالمادة، وكما قال الدكتور: (كل مادة تحتاج إلى العبارة عنها، فيأتي الأسلوب محملاً بتلك المادة) وهذا تسلسل منطقي مقبول ولا ريب.
وبعد فقد طال المقال، ولنا رد على رأي الدكتور في المنفلوطي وانقسام النثر إلى تيارين الآن ورأيه في نثر الإمام محمد عبده والأسلوب الشائع في عصره والمقام لا يتسع لأكثر من ذلك، فلنقف عند هذا الحد مكتفين فيما سبق بالإيجاز المخل، لأن الموضوعات التي تعرضنا لها تشتمل على الثقافة في النهضة الحديثة كلها، فلا بد لها من البحث المستفيض، ولكن حسبنا من الكلام فيها ما يؤدي بنا إلى الإفهام.
هذا وللدكتور مني إعجابي وتحياتي
محمد خليفة التونسي