مجلة الرسالة/العدد 606/البريد الأدبي

مجلة الرسالة/العدد 606/البريد الأدبي

ملاحظات: بتاريخ: 12 - 02 - 1945



بيت الكميت

العلامة الدكتور طه حسين تمثل في كلمة له في (المصور) الأغر، عنوانها (عشير الأدباء) ببيت جاء في هذه الصورة

إذا لم يكن إلا الأسنة مركبا ... فلا رأي للمضطر إلا ركوبها

وقد يخال قارئ البيت أن (كان) هنا ناقصة و (الأسنة) اسمها و (مركبا) خبرها، وإنما هي في هذا الكلام تامة ومركب فاعلها، فالرفع واجب، والأسنة بدل من مركب قُدْم فنصب على الإستثناء، ويرفع بعضهم مثله، والبيت للمكيت.

أزهري

الحضارة المصرية القديمة وأثرها في الحضارات الشرقية

ألقى الأستاذ ستروف أحد أعضاء الأكاديمية الروسية، خلال شهر ديسمبر الماضي، طائفة من المحاضرات العامة في لنينجراد وموسكو، كشف فيها عن عظمة الحضارة المصرية القديمة. كانت المناقشات التي تعقب محاضراته تدل على اعتراف المستشرقين الروس بالدور الذي قامت به مصر في تكوين الحضارات الأوربية والأسيوية

وقد تناول الأستاذ ستروف في إحدى المحاضرات موضوع الأسبقية بين حضارتي مصر وبابل مشيراً إلى وجوب إعادة البحث في هذا الموضوع على ضوء ما ظهر من بيانات أثرية جديدة.

ومما قاله الأستاذ، أنه يؤيد الرأي القائل بأن عصر الدولة الوسطى في تاريخ مصر القديمة يعد سابقاً لعصر الأسرة الأولى في بابل. وذلك لا يدع مجالاً للشك في أن الثقافة التي ازدهرت بمصر في عصور الدولة الوسطى قد انتقلت إلى فلسطين وسوريا وبدا أثرها في الحياة الاجتماعية بأرض الجزيرة

وكان مدار بحث الأستاذ ستروف في هذه المحاضرة، أثر المدنية المصرية القديمة في ثقافة بلدان حوض البحر المتوسط وآسيا الصغرى، فابان أن مصر كانت ميداناً لأول حركة شعبية ترمي إلى تحقيق العدالة الاجتماعية. ثم قال: ونحن نعلم مدى الأثر الذي خلفه المهندسون والرسامون والمثالون وأرباب الصناعات من المصريين في مختلف الفنون، سواء في سوريا أو بلاد الحثيين، وان هذا الأثر انتقل إلى الآشوريين. كذلك امتدت حضارة مصر إلى اليونان فكان من نتائج هذا أن تهيأت الأسباب لتطور الفن اليوناني

وأشار بعد ذلك إلى القصص والأساطير التي شاعت في عهد الدولتين الوسطى والحديثة وما كان لها من عظيم الأهمية في حضارة العالم، قائلاً: إنه لا يسع المرء مثلاً عند قراءة قصة (السفينة الغارقة) التي كشفها الأستاذ جولينيشيف العالم الروسي في الآثار المصرية في متحف الرهبان بلنينجراد، إلا أن يذكر بطل قصة الأوديسة الإغريقية أو السندباد البحري. ومن الواضح أن مجموعة القصص التي تتضمن ما كان يقوم به السحرة المصريون من الأعاجيب تعد أعرق في القدم من كتاب (ألف ليلة وليلة) ذي الشهرة العالمية

ونوه الأستاذ ستروف بمدينة مصر من الناحية العلمية، ذكر أن الأطباء المصريين كانوا أول من كشف عوامل مسببة للأمراض، وأول من سجل في تاريخ الطب البشري لفظة (المخ) وان هذا الجزء من الجسم إذا اختل أدى إلى خلل أجزاء أخرى

ثم قال المحاضر، إن المصريين قد تمكنوا من قياس مسطحات الأجسام المستديرة، واستطاعوا قياس السطح الكروي، قبل أن يهتدي ارخميدس إلى ذلك بزمن بعيد. كما نوه بفضلهم في وضع التقويم الذي أخذه عنهم يوليوس قيصر، فأصبح بعد ذلك أساساً لحساب الزمن عند الشعوب الأوربية وانتهى من هذا إلى قوله: أن من واجبنا أن نعترف اليوم بما كان للثقافة المصرية من أثر في حضارتنا الحالية.

إلى الأستاذ حبيب الزحلاوي

(تهنئة بعيد ميلاد ولده نبيل)

أنجبتَ للدنيا نبيلاً أوَّلا ... فالله يحبُوك غُلاماً أنبلا

لم نره لكنَّنا نعرفه ... لما رأينا منك فيه مثلا؟

إنا رأينا فيك فضلاً واسعا ... فلا يَضِرْكَ أَن يكون أفضلا

ترجو له عمراً مديداً سابغاً ... وَغَدَه المأمولَ والمستقبلا أَلا تَرى فيه الرجاَء المرتجى ... ألا تَرى فيه الضياَء المجتلى؟

يُشعُّ في البيت سناءً وسنيً ... ويملأُ الدنيا لديك أملا

يسألك الشيَء فلا تلبث أَنْ ... تجيبَه حالاً إلى ما سألا!

ينالُ بالدُّموع كلَّ ما ابتَغى ... وبالصياح كلَّ مَا قَدْ أمَلا

خَيَالهُ قد يَسَعُ الدنيا وما ... فيها فلا تكفيه أَغراض الفلا

وقد يَرُومُ في السَّماءِ مَصْعَدا ... ويَبتَغي بين النُّجومِ مَنْزِلاً

براءة الأمْلاكِ فيه اجتمعتْ ... والطهرُ في صفاته تمثَّلا

لا يحمل الحقدَ ولا يعرف من ... دنيا الأنام آفةً أو عِلَلاً

ولا يَدُوسُ بالنفاقِ حَمأً ... ولا يَخوضُ بالرِّياء وَحَلا!

سبحان من قد صوَّر الطفلَ على ... خَير مِثالٍ في الحياة شُكِّلا

قد صاغه من السلام مَلَكا ... مجسَّداً وَبَشَراً ممثَّلا. .

لكنه غداً يقود عالماً ... إلى القتال أو يسوقُ جحفلا. .

وقد يقيم للدمار مدفعا ... وقد يمد للقتال مُنْصُلا

وقد يَفُضُّ بالسيوف مُشْكلا ... ولا يَحُلُّ بالكلام مُعضلا

فإن أصاب جعلوه غازيا ... ولقَّبوه فاتحاً وَبَطَلا. . .

مَنْ عَلَّم الإنسان أَن ينمو على ... طبائع الذئبِ وكان حملا؟؟

علِّمْهُ بالله المطايا صعبةً ... ولا تعلِّمْه المطايا ذُلُلا

علِّمه أن الحربَ دكَّتْ أُمما ... وزلزلت ممالكاً ودُولا

علمه أن الحق لا يُحمي إذا ... كان الفتى من السلاح أَعزلا

علمه في النقد المرارة التي ... ليست تحابي لتكون عسلا!!

علمه في القول الصراحة التي ... عرفتها فيك تهز الجبلا

علمه في الحب الحرارة التي ... تجعل من قلب المحب شُعَلا

علمه أوْلا! فهو شِبْل ناشئٌ ... هل تنجب الأسُود إلا أشبُلا؟

محمد عبد الغني حسن

من كتاب الرسالة أيضاً كتب الدكتور سيد حنفي في العدد في العدد 602 من مجلة الرسالة الغراء مقالاً تحت عنوان (أثر الرسالة في الأدب المعاصر) ولما طالعته وجدته أغفل ذكر بعض الكتاب الأعلام الذين كانت لهم جولات في ميدان الرسالة وكانوا في مقدمة كتابها الكرام. فالأستاذ إبراهيم عبد القادر المازني هو أحد الكتاب الأعلام الذين كانوا يحررون مجلة الرسالة، وكذلك المرحوم عبد العزيز البشري، وكانت أبحاث الأستاذ محمد عبد الله عنان التاريخية في مقدمة المقالات التي تنشر في الرسالة، ومن الذين كانوا يكتبون في الرسالة أيضاً الأساتذة: زكي نجيب محمود، وخليل هنداوي، ومحمد فريد أبو حديد، ومحمد عطيه الإبراشي، وحسين شوقي؛ ومن الشعراء الذين كانوا يخصون الرسالة بما تنتجه قرائحهم الفياضة الأساتذة: علي أحمد باكثير، وفريد عين شوكة، وفخري أبو السعود؛ وكل هؤلاء الكتاب والشعراء لم يتطرق الدكتور إلى ذكرهم في مقاله.

(بغداد - أعظمية)

عبد الباسط يونس رجب