مجلة الرسالة/العدد 614/من إنتاج الأدب السوداني
مجلة الرسالة/العدد 614/من إنتاج الأدب السوداني
1 - مهدي الله للأستاذ توفيق أحمد البكري
2 - الطريق إلى البرلمان للأستاذ إسماعيل الأزهري
- 1 -
مؤلف هذا الكتاب الأستاذ توفيق أحمد البكري شاب سوداني ذو ثقافة عالية وذوق أدبي أصيل - ولا عجب فهو خريج كلية الآداب ومعهد الصحافة من جامعة فؤاد الأول - وإذ تصدى للكتابة عن الإمام الكبير محمد أحمد المهدي فقد تصدى بعد دراسة عميقة مزمنة ورغبة ملحة صادقة. ولعل المستر ونستن تشرشل يعنيه حينما قال في كتابه حرب النهر (إن المؤرخ السوداني الذي سيكتب تاريخ بلاده يوما ما يحب ألا ينسى أن يضع (محمد أحمد) في طليعة أبطاله، (فأن هذا الشاب النابه قد خدم بلاده خدمة محققة بنشره هذا الكتاب في سيرة ذلك الرجل، الذي لا نعلم أن أحداً استطاع من قبل أن يصور له صورة إنسانية خالية من التحامل) كما يقول الأستاذ الكبير أبو حديد.
وسيرة الإمام المهدي سيرة فيها من هدى الدين وقوة الإيمان ما ذللت أمامهما الصعاب ورضخت لمشيئتها القوة المنظمة الحاكمة! فأن رجلا نشأ بين أبوين شريفين رقيقي الحال فشب عن الطوق وثقافته دينية بحتة، وحياته تأملات صوفية عميقة، وروحه نقية زاهدة، فلا تريد من متاع الدنيا مالا ولا جاها ولا ملكا. وإنما يدعو العباد إلى صلاحهم وإلى ما يقربهم من ربهم لتمتلئ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا - وظلما - وبهذه الدعوة الطاهرة المليئة إيمانا تكأكأ عليه المؤمنون جماعات ووحدانا يرتلون قوله تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
استطاع، وهو الأعزل، أن يفتح ذاك الفتح المكلل بالظفر وأن يقيم دولة إسلامية دستورها الكتاب والسنة ست عشرة حجة طوالا
وإننا بصدد الإشارة إلى هذا الكتاب النفيس لا يفوتنا أن نزجي عاطر الثناء إلى لجنة دائرة المعارف الإسلامية لنشرها هذا الكتاب من سلسلتها التاريخية (أعلام الإسلام) كما نر أخانا الأستاذ توفيق البكري أن يتم ما بدأه فيفصل ما أوجز ويسهب فيما اقتضب، لتوفي هذه الشخصية الكبيرة حقها دراسة وتحليلا.
- 2 -
(الطريق إلى البرلمان): مؤلفه الأستاذ إسماعيل الأزهري خريج الجامعة الأمريكية ببيروت ورئيس مؤتمر الخريجين العام في السودان لهذه الدورة ودورات ماضية - والأستاذ معروف بأنه البرلماني الأول في السودان، فلا غر وأن يؤلف كتابا قيما بعنوان (الطريق إلى البرلمان) في أكثر من ثلاثمائة صفحة - والعنوان كما ترى جذاب أخاذ يدل على أن هذا الكتاب يأخذ بيدي القارئ ويدخله البرلمان بسهولة ويسر! ويتضخم هذا المدلول حينما تعلم أن الأستاذ زعيم معروف! بينا أن الكتاب يتحدث عن نظم الجمعيات، كالأندية والشركات واللجان والأحزاب وغير ذلك، مرتباً كيفية تكوينها وتنظيمها وإدارتها حتى يتدرب النشء والكبار على النظم البرلمانية وأساليبها فتنشأ الأجيال المقبلة عريقة فيها مجبولة على تقديس القوانين مفطورة على حب النظام.
ولم يفت الأستاذ أن يشير إلى استخدام هذا الاسم (الطريق إلى البرلمان) كعنوان، لأن الغرض من وضع هذا الكتاب كما قال: (نشر النظام البرلماني ليصبح بفضل التدريب والمران عادة مألوفة وتقاليد متأصلة عند الصغار والكبار في (الطريق إلى البرلمان) حتى إذا دخلوه استطاعوا أن يستفيدوا من نظمه في النهوض بأممهم إلى أعلى مراتب التقدم والكمال)
والكتاب يحتاج إليه رجل الاجتماع بقدر حاجة الطالب الماسة، ويا حبذا لو قررته مصلحة المعارف السودانية في مدارسها الثانوية ليساعد على إخراج رجل الاجتماع المنشود.
الفاتح النور