مجلة الرسالة/العدد 62/6 سافو

مجلة الرسالة/العدد 62/6 سافو

ملاحظات: بتاريخ: 10 - 09 - 1934



لأوجيبه اميل

ترجمة الأستاذ محمود خيرت

حنا - إن الشتاء قارس هناك فلم لا تقصدين إلى باريس؟

سافو - وماذا أعمل فيها وأنت بعيد عني. ثم إنني ما عدت أجد في الوسط الذي كنت قديماً فيه غير أسباب الأسى والهم. ولقد امتلأت يدي منك فحسبتها امتلأت من حب كتب له الدوام، وما لبثت امرأتك أكثر من سنة. عد يا حنا فتعود تلك الأيام من جديد، وتعود السعادة فتملأ جوانب قلبك وقلبي. تعال معي وسأكون كما تريد محبة طائعة، وسأفتح لك صدري وأنزلك في عيني. تعال إنك لازلت تحبني. رق لحالي فليس غيرك يروي ظمئي وينسيني همي

حنا - لا يا فتى لم يعد هذا في طوقي

سافو - ولمه؟

حنا - لأنني لا أريد!

سافو - وآلامي وعذابي؟

حنا - وماضيك؟ (مبكتاً)

سافو - (وقد ملكها اليأس) الذنب فيه على الأيام. ومع ذلك ألم يمت؟

حنا - بل هو حي يحول دون كل أمل في الحياة معك بغير عذاب ودون كل أمل في الحب بغير ريبة وعار. على أنني سأرحل

سافو - قل إنهم هيأوك للزواج وأنت تسخر من دموعي وتلتذ على حساب ألمي. لقد حطمت قلبي ونثرت البقية الباقية من رجائي

حنا - (بشدة) ماذا؟

سافو - سامحني فما عاد لي أمل واحد هو أنت.

حنا - وهو وا أسفاه أمل ضائع!

سافو - إنني أحييك يا حنا. أحبك ولن أجد سواك يملأ فراغ قلبي. رق لحالي. إرحمني، إنني أجثو عند قدميك حنا - (وهي تحاول وقد تزعزع صوابه) فني!

(هنا يدخل سيزار وديفون فجأة)

سيزار - كفى يا ولدي وتعال

حنا - آه يا أبي. . .

سافو - لا. لن أصبر على بعده (تتعلق به وأبوه يجتذبه فتدفعها أمه)

ديفون - (لها) دعيه واذهبي من هنا

سافو - ولكن من أنت؟

ديفون - أنا أمه

سافو - آه سامحيني فما كنت أعلم يا سيدتي

(تمد ساعديها نحو حنا وأبوه يجره وهو يلتفت إليها وهي تبكي) ها أنا ذاهبة يا حنا

ديفون - (لا تستطيع أن تنظرها وهي على هذه الحال) آه يا مسكينة