مجلة الرسالة/العدد 621/أغنية:

مجلة الرسالة/العدد 621/أغنية:

ملاحظات: بتاريخ: 28 - 05 - 1945



أحلام الجزيرة

للشاعر عبد الرحمن الخميس

خفقَ الروحُ بين تلك الروابي

ذكرياتي هنا. . . ورَجْعُ شبابي

آهِ لو تعلم (الجزيرةُ) ما بي، ... منْ حنينٍ ولهفةٍ لحبيبي

كلما أقبلَ المساءُ عليها

جَنَحَ العاشقُ اللهيفُ إليها

وجثا للحبيب بينَ يَديَها ... أنا وحدي هنا. . . فأين حبيبي؟!

كم صحبتُ الظلامَ بين رباها

ودعوتُ الصباحَ يغْشَي سماها

ومع الطير. . . كم ملأتُ ضُحاها ... بأغاريدَ صغتُها لحبيبي!!

ضَمَّها النيلُ جَنَّةً للغرامِ

ورواها بقلبه المُسْتهامِ

لَيْلُها. . . كانَ معبدَ الأحلامِ ... كم سَجَدْنا به. . . أنا وحبيبي

عذبةٌ حيرتي، ولوعة روحي

وأنا أستعيدُ ذكري جُروحي

وانطلاقي مع الهوى وُجموحي. . . ... قَدَحي. . . فاضَ بالأسى يا حبيبي

سألتْني الظلالُ حين رأتْني،

واجماً في سكونها لا أغَنَّي:

كيفَ غابَ الأليفُ عنكَ وعني ... فتهاويت باكياً يا حبيبي!!

كم خَطَرْنا مع الدجى والنهارِ

بين تلك المروجِ والأشجارِ

أسْأَلُوها تذيعُ من أسراري ... أنا قَبَّلْتُ في حماها حبيبي. . .

من نسيج الفؤاد صُغْتُ ابْتِهَال للعصافير. . . والربى. . . والظلالِ،

أنْ تبثَّ الوجودَ لوعةَ حالي ... وتُغَنَّي بما جَنَاهُ حبيبي. . .

خفقَ الروحُ بين تلك الروابي

ذكرياتي هنا. . . ورَجْعُ شبابي

آهِ لو تعلم (الجزيرةُ) ما بي، ... منْ حنينٍ ولهفةٍ لحبيبي!!

عبد الرحمن الخميس