مجلة الرسالة/العدد 627/البريد الأدبي
مجلة الرسالة/العدد 627/البريد الأدبي
من معالي مصطفى عبد الرزاق باشا إلى الدكتور عثمان أمين
صديقي الأستاذ الدكتور عثمان أمين
أول من ترجم للشيخ محمد عبده، وعني بنشر آثاره هو السيد محمد رشيد رضا صاحب (المنار). والسيد رشيد رضا هو أول من لقب الشيخ محمد عبده بالأستاذ الإمام. وهذا اللقب نفسه ينبئ بالصورة التي يرسمها السيد رشيد لشيخه فيما كتب عنه، وينبئ بالفكرة السائدة في وجهة نظر التلميذ إلى أستاذه.
الشيخ محمد عبده عند السيد رشيد رضا إمام من أئمة الإسلام، له في الدين مذهب يقوم أصحابه على روايته وتدوينه كما قام أصحاب أبي حنيفة والشافعي وغيرهما على ما لأولئك الأئمة من مذاهب.
وإذا كان الشيخ عبده إماماً في الدين، فالسيد رشيد رضا لا شك صاحبه ومفسر مذهبه ومكمله. وقد بذل منشئ (المنار) - رحمه الله عليه - مجهوداً في هذه الناحية ضخماً حافلا بالمباحث الدينية والمناقشات الفقهية. وكان لهذا المجهود العظيم أثر غير ضئيل في طلاب العلوم الدينية ومن إليهم، وفي توجيه الدراسات الشرعية في الإسلام المختلفة.
ثم نهض بعض الكتاب والباحثين لدراسات تتصل بالشيخ محمد عبده وآثاره من غير الناحية التي كان السيد رشيد يقصر نظره عليها، وشارك في ذلك طائفة من المستشرقين، لكن هذه الدراسات لم تعدُ في جملتها أن تكون محاولات متفرقة وأن يكون حظ الأدب فيها أكبر من حظ التعمق في البحث، والاستقصاء في المراجع الآخذة في الازدياد.
ولقد رأيتك تتخذ من الأستاذ الإمام موضوع دراسة تحفز لها كل همتك، وتقبل عليها بكل قلبك، وشهدت بعض عنائك في تتبع المراجع وتمحيص النصوص، واستقراء الآثار، وحسن الانتفاع بذلك كله في الاستنتاج والحكم.
ثم قرأت رسالتك لما أتمتها، وكنت حاضر مناقشتها حين تقدمت بها لنيل الدكتوراه. فكنت من أشد الناس سروراً بك وإعجاباً بمصنفك الممتاز الذي يبرز صورة للشيخ عبده صادقة ناطقة، ويحيط بكل الجواب من نشاطه الإصلاحي المترامي الأطراف، ويعرض أنظاره الفلسفية في اتساق ووضوح وحسن طريقة. وإن كتابك ليسد ثغرة في الدراسات المتصلة بالشيخ عبده، وفي الدراسات المتصلة بتاريخ نهضتنا الفكرية والاجتماعية الحديثة من ناحية أثر الشيخ عبده فيها.
مضى أربعون عاماً إلا قليلاً على وفاة الأستاذ الإمام فكتابك الطيب تحية الجيل الجديد من العلماء لمعلم الجيل القديم.
وهي تحية كريمة تتأرج بالحب والوفاء. وأي شئ في الدنيا أكرم من الحب والوفاء.
شكر الله لك وحياك.
مصطفى عبد الرزاق
1 - رفقاً بنا أيها التجار
بعد انهيار الميدان الأوربي أخذ التجار يفتنون في الإعلان عن بضاعتهم ورخص أثمانها، ولكنا وجدنا أنفسنا معهم كما قيل عن (أبي معشر): (تقرأ فتفرح وتجرّب فتحزن):
قسا تُجّارُنا حتى حسبنا ... قُلوبهمو حديداً أو حجاره!
إذا قلنا لهم: عطفاً علينا ... فإنا إخوة، لعنوا التجارة!
وصاحوا: الحرب! ويح الحرب إنَّا ... جنينا دونكم منها الخسارة!
وما صدقوا، فإن الحرب فاءت ... عليهم بالنُّضّار وبالنَّضاره
عَذيري منهمو شبعوا وجعنا ... وبعض الُحلو يُدرك بالمرارة
إذا حل الوباء بأرض قوم ... فزف إلى الحنوطيِّ البشاره
سلوا الصابون كيف غدا لديهم ... يباع كأنه مسك العطارة؟!
عباد الله خافوا الله فينا ... أنشكوَ العرى أم نشكو القذارة
2 - المبرد
ساق العلامة المحقق (النشاشيبي) في العدد 623 من الرسالة الغراء البيتين الآتيين في ثنايا احتجاجه لفتح راء (المبرد).
ومليح إذا النحاة رأوه ... فضلوه على (بديع الزمان)
يرضاب عن (المبرد) يروي ... ونهود تروي عن (الرماني)
وقد قال: إنهما لشاعر لا يتذكر الآن اسمه.
والبيتان (لأبن الوردي) كما جاء في كتاب تزيين الأسواق للشيخ داود الأنطاكي.
ومما ينتظم في سلك ما أتحفنا به الأستاذ الكبير من الطرائف عن هذا الاسم قول أبى الحسين الجزار:
حمتْ خدَّها والثغر عن هائم شج ... له أمل في مَورد، ومُورَّد
وكم هام قلبي لارتشاف رُضابها ... فأعرض عن تفصيل نحو المبرّد
وقال آخر:
ثغر، وخذ، فجلٌّ ربٌّ ... بمبدع الحسن قد تفرّدْ
فذا عن (الواقدي) يروي ... وذاك يروي عن (المبرد)
علي الجندي
1 - أهل السنة وأهل الحديث
تعليقاً على ما جاء في هذا الموضوع في عدد (الرسالة) 626 أنقل كلمة من كتاب (كشف الكربة لابن رجب): قال الأوزاعي في قوله ﷺ: (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ). أما إنه ما يذهب الإسلام ولكن يذهب أهل السنة حتى ما يبقى منهم في البلد الواحد إلا رجل واحد. وكان الحسن يقول لأصحابه: يأهل السنة ترفقوا رحمكم الله فإنكم من أقل الناس. وعن سفيان الثوري قال: استوصوا بأهل السنة خيراً فإنهم غرباء.
ومراد هؤلاء الأئمة بالسنة طريقة النبي صلى عليه وسلم التي كان عليها هو وأصحابه السالمة من الشبهات والشهوات. ولهذا كان الفضيل بن عياض يقول: أهل السنة من عرف ما يدخل في بطنه من حلال. . .
ثم صار في عرف كثير من العلماء المتأخرين من أهل الحديث وغيرهم السنة عبارة عما سلم من الشبهات في الاعتقادات خاصة في مسائل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وكذلك في مسائل القدر وفضائل الصحابة، وصنفوا في هذا العلم تصانيف وسموها كتب السنة. انتهى ما قاله الحافظ ابن رجب الحنبلي.
2 - قبرس
ورد في عدد (الرسالة) 631 (قبرص) بالصاد، والصواب (قبرس) بالسين على ما في القاموس المحيط، ومعجم البلدان وغيرهما، وما كنت لأنبه عليها لو كانت في غير مقال العلامة النشاشيبي، ولعلها من خطأ الطبع.
محمد تحسين الحسيني
في مقالي عن أحمد محرم
وقع خطأ مطبعي وسهو في كلمتي عن المرحوم الشاعر أحمد محرم ونورد هنا صحتهما رجاء التنبه للخطأ المقابل لهما:
(في يوم الأربعاء 13 يونيو 1945م بمدينة دمنهور توفي الشاعر) وبعد ذلك بسبعة سطور:
(وانتقل به والداه وهما من أصل شركسي إلى حوش عيسى وهي إحدى القرى الكبيرة التابعة لمركز أبي المطأمير).
هذا وقد وردت إليَّ بعض الرسائل من أفاضل تفيض ألماً للفقيد وتسألني مزيداً من التفاصيل عن حياة الشاعر. وعن مدى البؤس والإهمال الذي لقيه في حياته. وإني أشكر لهم ذلك الإحساس النبيل، وارجوا أن أكون عند رغبة أصدقاء الشاعر قريباً بنشري دراسة كاملة عنه.
كما قد علمت أن بعض أصدقاء الشاعر في دمنهور - وما أقلهم في ذلك البلد - يفكرون في إقامة حفلة تأبين له وإني إذ أحيي فيهم ذلك الوفاء أرجو أن لا يقف الأمر عند الرثاء. . .
(دمنهور)
عبد الحفيظ نصار
حفلة تأبين
ستقام حفلة تأبين للمغفور له الأستاذ الشاعر أحمد محرم بدار سينما بلدية دمنهور من الساعة الرابعة إلى السادسة من مساء يوم الثلاثاء الموافق 24 يوليه سنة 1945.
فعلى حضرات الذين يودون إلقاء كلمات في هذه الحفلة الاتصال بمندوب اللجنة حضرة عبد الجواد أفندي غزال بمدرسة التعاون الإنساني بدمنهور.