مجلة الرسالة/العدد 636/تنافس المستعمرين

مجلة الرسالة/العدد 636/تنافس المستعمرين

ملاحظات: بتاريخ: 10 - 09 - 1945


في الشرقين الأدنى والأوسط

للأستاذ محمد توحيد السلحدار بك

من توخى أن يعرف الحقيقة كلها في حوادث هذين الشرقين السياسية استدعى هذا الغرض النبيل أن يرجع صاحبه ولو قليلا إلى التاريخ: لأن الزمن سلسلة متصلة الحلقات يرتبط فيها الحاضر بالماضي ارتباط المسبب بالسبب، ويرتبط بالمستقبل ارتباط السبب بالمسبب؛ ويرتبط بالمستقبل ارتباط السبب بالمسبب؛ ويستدعي هذا الغرض أيضاً كل الالتفات إلى عوامل المصالح الاستعمارية والسياسة الدولية في الشرق

ومهما يكن شأن التطورات الاجتماعية والانقلابات السياسية المختلفة، وشأن التوازن الجديد بين الدول العظمى التي تتوزع بأعيننا وأسماعنا أقطار هذه الكرة الأرضية وشعوبها؛ ومهما يكن لتقدم العلم والفن ولتطبيقاتهما العملية من أثر في النفوس والعقول، يبقى التاريخ بأنواعه الشتى مرآة الحياة البشرية، ونبراساً ينير البصائر لبقاء السنن الأساسية العاملة في البشر ما بقيت جبلتهم على ما هي منذ نشأة الإنسان الأول. وليس يوجد سبب غير وهمي، وإن صدق أفراد فضلاء في تمجيد المثل العليا، وفي اعتقادهم سمو الإنسانية نحوها، يثبت أن القوى سوف لا يستغل الضعيف ولا يحاول أن يبقيه مقيما على الضعف بالنسبة إليه ليحفظ قدرته ومصلحته بالقوة أو بالتمويه والرياء

فمن التاريخ أن الإسكندر الذي مزق إمبراطورية الفرس لم تدم فتوحاته، ولكن كان من نتائجها أن عرف العالم الغربي طرقاً إلى الغزو، وقد التفت إليها نابليون وهو يضع مشروعاته المختلفة لمحاربة الإنجليز في الهند. أما الرومان فقد أظهرت معاركهم في الشرق الأدنى قيمة دجلة والفرات من حيث هما طريق إلى غزو فارس والخليج الفارسي والهند. وأدركوا أن الثروات الأسيوية لم تكن في جزيرة العرب ولا في أثيوبيا، بل كانت تنقل من الهند فاتجهت جهودهم إلى التسلط على شواطئ هذه الجزيرة

قام اليونان والرومان وحدهم في أيامهم بالتوسع الأوربي في الشرق الأدنى. على أن أمم أوربة الغربية كانوا متصلين بآسية منذ عهد قديم بوساطة المسيحيين الكثيرين الذين ظلموا يحجون الأماكن المقدسة. ولما جاءت الحروب الصليبية نشأت إمارات مسيحية في سورية ومملكة في القدس. وكان لفرنسا شأن كبير في هذه الحروب، وهي تعد هذا الشأن أصل ما تدعيه سياستها من ذكرى وآثار تتعلق بآسية الصغرى وسورية وفلسطين ومصر، ودخلت تلك الدويلات المسيحية في معاملات تجارية، فأخذ تجار جنوة والبندقية وبيز ومرسيلية يتاجرون في الثغور السورية

ثم جاء استيلاء العثمانيين على قسطنطينية ضربة شديدة في تجارة جنوة. ولم تكن فرنسا ولا إنجلترا ولا هلانده ولا البرتغال قادرات يومئذ على منافسة البندقية في الشرق، فاحتكرت هذه الجمهورية التجارة في جميع البحر المتوسط احتكاراً عملياً. وقد أيد ثراء البندقية العظيم عجائب أذاعها رجال الدين والتجار الذين حملوا أنفسهم على أخطار التوغل في آسية من مفتتح الحروب الصليبية، ووصفوا الوفر من الثروات في بعض جهات القارة الأسيوية، فحاول شعوب أخر أن يستدركوا ما أصبح عليه البنادقة من احتكار التجارة الشرقية؛ ولذا عالجوا افتتاح طريق جديد إلى الهند من الشرق أو من الغرب. وأحدثت سياحة فسكوده جامه انقلاباً تاماً في علاقات أوربة بآسية، فقرر البرتغاليون أن يحتكروا كل تجارة فارس والهند وأرخبيل الملايو احتكاراً عملياً بتحويلها إلى لشبونة من طريق رأس الرجاء الصالح الجديد، ولما ضمت أسبانيا البرتغال انتقلت تجارة المحيط الهندي شيئاً فشيئاً إلى الهلانديين، ولم يلبث الإنجليز والفرنسيون أن نافسوهم في الخليج الفارسي، ثم تنافس الفرنسيون والإنجليز من ذلك العهد على طرق الشرق الأدنى التجارية

إن آسية وأفريقية أوسع ميادين الاستعمار، وهما أسواق ومستغلات، والهند أعزها لدى إنجلترا، وقد وضعت مشروعات فرنسية لغزوها على عهد بونابرت وقبله. فأصبحت الهند في القرن التاسع عشر العامل الموجه للسياسة البريطانية في الشرق الأدنى. كانت بريطانيا تخشى على الهند غزوات المستعمرين من طرق سورية وقزوين ونهر أكسوس، فلم تنتفع قبل الحرب الكبيرة الماضية إلا بالطريق البحري؛ وظلت مدة ضعف الدولة العثمانية وطيلة القرن التاسع عشر تحول دون الانتفاع بالطرق الأرضية: إذ اجتهدت في إبعاد فرنسا عن مصر وسورية وبلاد العرب، وفي منع روسيا من تثبيت قدمها على الخليج الفارسي، ومن الاستيلاء على إيران والأفغانستان وبلوخستان، ونحت بعزم كل دولة منافسة عن هذا الخليج. وكانت في آخر القرن الماضي قد أتمت احتلالها المواقع الحربية فيه: فجعلت خمسة عمال سياسيين من إنجليز الهند ساهرين منذ تلك الأيام على المصالح البريطانية في مسقط والكويت والبحرين وبندر عباس وبندر بوشير، وسلطة هؤلاء العمال تعتمد على أسطول صغير قوي وفرقة من الجنود الهندية معسكرة في جسق بمدخل الخليج الذي ردته بذلك بحيرة إنجليزية، فصار ميسوراً على الدوام أن تجتازها حملة إنجليزية تسرع من الهند صوب شط العرب لتنقض من خلف وجنب معاً على كل جيش يقصد الهند من طريق الفرات. وقد حصلت إنجلترا من تركيا بالمعاهدة السرية المعقودة في 4 يونيه عام 1878 على حق الحلول بقبرص، وهذه الجزيرة موقع حربي من الطراز الأول يسمح لها بمراقبة الفرات والإشراف على خليج الإسكندرونة وصد الروس عن طريق فلسطين، إذ كان الممثلون الروسيون يطلبون حماية الأرثوذكس فيها برغم معاهدة عام 1856 التي ختمت حرب القرم

طال عهد التنافس بين إنجلترا وفرنسا في الشرق الأدنى، ولم ينته في مصر إلا بالاتفاق الودي عام 1904، لكن هذا الاتفاق لم يحدد مصالح الدولتين في سورية. لذا ظل رجال الاستعمار البريطاني والموظفون الإنجليز في مصر يعدون أن سورية سوف تصير حلقة بمصر. وقد كانت سياحة السير ألدن غورست عام 1909 في سورية المطموع فيها سبب إشاعة اضطرت فرنسا إلى طلب بيان عنها من إنجلترا. واتفق الدولتان في ديسمبر عام 1912 على مصالحهما في ذلك القطر، وحصلت فرنسا بعد من تركيا على امتيازات أزعجت بعض الإنجليز، فقام السير مارك سايس في مجلس العموم يشكو من تأمين فرنسا باتفاق عام 1912، ومن الطريقة التي أولت بها هذا التأمين. فأجاب وزير الخارجية البريطانية بأن الحكومة باقية على سياسة حفظ كيان الإمبراطورية العثمانية، وإن ذلك التأمين إنما كان تهدئة لفرنسا، ولم يقصد به غير مصالحها الاقتصادية فيما يتعلق بالسكك الحديد، ولم يكن في الأمر تعيين مناطق نفوذ؛ وإن الحكومة لم تفعل ذلك إلا تكذيباً لشائعة أراد بها ناشروها أن يثبتوا أن سعي بعض الموظفين البريطانيين مآله ضم سورية إلى مصر

ويوم نهضت ألمانيا نهضتها لم تلبث أن نظرت بعين الاستعمار إلى الشرق، خصوصاً بعد مؤتمر برلين لعام 1878، حيث أيدتها إنجلترا، إذ كانت مشغولة بإبعاد روسيا عن استنبول قبل كل شيء. وسرعان ما وضعت ألمانيا برنامجها لتحقيق أطماعها على مبدأ (الزحف إلى الشرق) وهو برنامج بدأ يتضح منذ حصلت على امتياز السكة الجديد البغدادية. . لم تدرك ألمانيا اقتسام أفريقية، فاتجهت إلى آسية حيث أرادت أن تتخذ مناطق إمبراطورية، أو شبه هند ألمانية تجعل الأناضول وقيلقية وما بين النهرين جميعاً أرضاً جرمانية ومستعمرة عظيمة للإسكان يمكن أن تنتشر فيها الثقافة الألمانية. وأن تصير أيضاً أسواقاً كبيرة الشأن لمصنوعات ألمانيا. وقد كانت مصانعها راغبة في إنتاج أطنان من القضبان والمواد المختلفة لإنشاء سكة حديد عظيمة تخترق آسية الصغرى إلى الخليج الفارسي، وترسل فروعها إلى البحر المتوسط والقوقاز وإيران

رأت ألمانيا، في سبيل تنفيذ برنامجها، أن توحي إلى السلطان عبد الحميد أنها صديقته الوحيدة، وأن مستقبل دولته في البلاد العربية وفي ظل الخلافة، إذ كان يومئذ يشعر بانهيار نفوذه في أوربة، ويجد أن كل دولة غربية اقتطعت حصة من إمبراطوريته فسعت ألمانيا في أن تجعل نفسها الحامية المتعينة للإمبراطورية العثمانية، وأن تجتهد في توطيدها بتشجيع الجامعة الإسلامية، وإعادة تنظيم الجيش التركي وإسداء المشورة للسلطان في سياسة سكك حديد الغرض منها تسهيل التعبئة واحتشاد الجنود في مكان الحاجة

أما الأماني الروسية ومصالح إنجلترا وفرنسا المستديمة منذ أجيال في الشرق الأدنى، فلم تكن نية الألمان أن يصدموها رأساً، ولذا لم يذكروا الاستعمار ولم يكن في كلامهم الرسمي سوى إحياء الموات في أملاك عثمانية وتحويل ذلك القواء الفسيح، بعد خصب واكتظاظ بالسكان إلى أراض اقتصادية، فتستفيد حينئذ مصالح الجميع من عمل ألمانيا. ومتى يمتد الاستعمار الألماني من بعد إلى سهول ما بين النهرين الكلئة، وتصل السكة الحديد إلى الخليج الفارسي ينادي القيصر يومئذ بأنه سيد الحقيقي للإمبراطورية العثمانية ويعلن حقوقه في آسية الوسطى

غير أن إنجلترا لم يكن في استطاعتها أن تقبل مد السكة الحديد من بغداد إلى الخليج الفارسي، وهي تجتهد منذ قرن في أن تجعله بحيرة إنجليزية، ولم تكن في غناء من جهة أخرى عن الأشراف على مصب شط العرب لضرورة أن تمر به السكة الحديد التي كانت تحلم بمدها إلى الهند. من أجل ذلك حالفت الشيخ مبارك، شيخ الكويت، فنزل لها سراً عن خور عبد الله. ولما كانت ألمانيا تريد أن تبلغ البحر بأي ثمن، فقد أوعزت إلى تركيا أن توطد سيادتها الفعلية على الكويت بمساعدة ابن الرشيد. وبالغ السلطان عبد الحميد في تقدير التأييد الألماني له، فحاول عام 1900 أن يثبت سيادته عملا بتلك المشورة. لكن إنجلترا كانت ساهرة، فاضطرت الطوابير التركية إلى الانسحاب بأمر من قائد أسطول الخليج الفارسي، وبقيت الحال على ما كانت عليه، وعادت تركيا عام 1902، فاحتلت جانبا من الشاطئ شمالي الكويت، فقابلت إنجلترا ذلك عام 1903 بإعلان حمايتها لهذا الثغر. وعينت وجهة نظرها بالدقة تلقاء المطامع الألمانية، إذ قال اللورد لانسداون في 5 مايو عام 1903 بمجلس اللوردات: (إني أقول غير متردد إننا نعد قيام دولة أخرى بإنشاء قاعدة بحرية أو ثغر محصن في الخليج الفارسي تهديداً خطيراً للمصالح البريطانية، ونحول دونه حقاً بكل ما لدينا من وسائل)

ثم عقدت إنجلترا اتفاقاً مع تركيا في الربيع من عام 1914 عين البصرة مكاناً تنتهي فيه السكة الحديد البغدادية؛ وشرط الاتفاق أن يكون لإنجلترا في مجلس الإدارة بشركة هذا الخط عضوان يشرفان على كل ما يتعلق بإدارة مرحلته بين بغداد والبصرة؛ واعترفت إنجلترا في الاتفاق بسيادة تركيا على ثغر الكويت بشرط أن يحترم السلطان ما يتمتع به شيخه من الاستقلال الذاتي، ويحترم أيضاً ما بين الشيخ وحكومة لندن من الاتفاقات؛ ونزلت تركيا عن حقوقها على جزر البحرين وشبه جزيرة قطر، وأراضي عمان حتى مسقط؛ وشرط الاتفاق أيضاً لإنجلترا حرية الملاحة على دجلة إلى بغداد، وحق الإنارة ووضع علامات المخاطر، وحق القيام بأعمال البوليس أي حفظ النظام والأمن، وذلك كله في النهر وفي الخليج جميعه

ولما أوضحت الاتفاقات الدولية الموقف إيضاحاً كافياً رأت الحكومة الإنجليزية أنها أصبحت بعد ذلك على استعداد لمباحثة الحكومة الألمانية رأساً، ورغبت في عقد اتفاق مع ألمانيا، فكلفت هذه البرنس لخنوفسكي سفيرها في لندن أن يفاوض السيرجراي، وتقارب وجهتا النظر قبيل الحرب الكبيرة الماضية تقارباً يفتح باباً للأمل في عقد اتفاق شرقي ومعاهدة استعمارية بين ألمانيا وإنجلترا، وقد عقدت هذه المعاهدة في 15 يونية عام 1914 وأشار إليها السيرجراي في مجلس العموم في 29 من الشهر عينه، وسميت معاهدة بغداد.

وقد اعترفت فيها إنجلترا لألمانيا بامتيازات عظيمة، إذ أصبح لها حرية التصرف في السكة الحديد الأناضولية وسكة بغداد، مع احتفاظ إنجلترا بجميع حقوقها السابقة في هاتين المنطقتين. لكنها نجحت في إبعاد منافستها إبعاداً مؤقتاً على الأقل عن شواطئ الخليج الفارسي. فكان من الممكن إذن أن تنجح يوماً في تحقيق مشروعاتها المتعلق بإنشاء سكة حديد إمبراطورية إنجليزية تصل بور سعيد بالكويت، ثم تمتد على الشواطئ الإيرانية إلى الهند. ويقول البرنس لخنوفسكي في مذكراته: (كان الغرض من هذه المعاهدة في الواقع تقسيم آسية الصغرى (مناطق نفوذ)، غير أنه كان واجباً أن نتفادى من استعمال هذه العبارة بأعظم عناية مراعاة لحقوق السلطان)

ولاشيء أدل من اعتراف البرنس لخنوفسكي هذا على ما يجب أن يعرف الشرقيون من معنى صداقة الدول المستعمرة ومعنى التصريحات السياسية المتعلقة بحفظ كيان الإمبراطورية العثمانية كتصريح وزير الخارجية البريطانية في مجلس العموم بشأن تأمين فرنسا في اتفاق عام 1912 المتعلق بسورية؛ وليس أوضح من ذلك الاعتراف في بيان ما يجب أن يفهم الشرق من معاني الاستقلال وما شاكل هذه الكلمة على ألسنة السياسات الاستعمارية

ولاشك في أن الاتفاق الثلاثي بين فرنسا وروسيا وإنجلترا جعل غليون الثاني على يقين من أنه لا يستطيع تحقيق أطماعه في الشرق بغير التجاء إلى القوة، لكنه مع عزمه على الحرب كان راغباً في تأجيل موعدها إلى اليوم الذي تصبح فيه قوة الأسطول الألماني مساوية قوة الأسطول الإنجليزي. أما الاتفاقات الشرقية التي قبل أن يعقدها، فكان غرضه منها تأخير أجل الحرب على أمل أن يفك عرى ذلك الاتفاق الثلاثي بسياسته. بيد أن الحرب البلقانية الثانية انتهت بمعاهدة بخارست المعقودة في 10 من أغسطس عام 1913، وقد وزعت معظم الأراضي العثمانية في أوربة على أكبر دول البلقان شأناً، خصوصاً سربيا واليونان، فسببت بذلك اندفاع ألمانيا في سبيل الحرب وانجرار إمبراطورية النمسا والمجر معها: فقد كان الإمبراطوران يتوقعان أن يسحق الترك سربيا واليونان، فإذا بهاتين الدولتين تصبحان سداً أمام ألمانيا في طريق الشرق وأمام إمبراطورية النمسا والمجر في طريق سلانيك وازدياد قدرة سربيا بمنع تنفيذ برنامج التوسع الجرماني بالحيلولة دون كل وصلة تجتاز البلقان بين أوربة الوسطى والإمبراطورية العثمانية. من أجل ذلك لم يكن في وسع الإمبراطوريتين الجرمانيتين أن تعدا معاهدة بخارست نهائية، فلم يبق بد من الحرب في أجل قريب. ولذا اتخذتا حادث سرجيفو حجة لإشعالها، لأنهما كانتا متأهبتين لها. ويقول السفير مرجنتو في مذكراته عام 1919: (الآن يعرف العالم إن لم يعرف عام 1914 أن ألمانيا تعجلت الحرب لتهدم سربيا وتتولى الإشراف على الأمم البلقانية وتحول تركيا إلى دولة تابعة لها، وبذا تتبنى إمبراطورية شرقية واسعة، لو بنيت لكانت أس سيادة عالمية لا حد لها)

محمد توحيد السلحدار